ماحكم النطق بالشهادتين وسؤال عن الأذكار البيتية...
تاريخ الإضافة : 2011-12-24 00:00:00
أود أن أطرح على فضيلتكم عدة أسئلة:
1. إذا لم ينطق الانسان قبل وفاته الشهادتين ما حكم ذلك وهل إن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة _مقصود بها قولها قبل الوفاة-؟
2. ما هي الأذكار التي يقولها المسلم خلال أدائه واجباته اليومية البيتية من تنظيف وطبخ إلى آخره حتى تسجل له أنها في طاعة الله؟
3. زوجي يعمل ولكنه غير مسجل لدى الحكومة أنه يعمل، ولكن يدفع التاكس مخفض على أساس راتب هو يقوله، من فترة اتفق هو وزميله على أن يعمل معه إضافي ويسجله لدى الحكومة أنه يعمل ويدفع التاكس كاملاً، وبعد مدة سنة ترك العمل عنده وقدم للحكومة أنه لا يعمل فصارت الحكومة تدفع له راتباً بسيط لأنه كان يدفع التاكس وطبعاً هو ما زال في عمله الأساسي وكذلك ستقدم له المساعدة في أن يجد عملاً أو أن يحصل على دورات في مجال دراسته فهل ذلك يسمى تهرب من الضرائب وهل هذا حلال.

أتمنى الاستفادة من حضرتكم وجزاكم الله خيراً.

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذي اصطفى.

اللهم قلل نسياننا وفقهنا بالدين وألهمنا مراشد أمورنا

 

الأخت الفاضلة،،،

 

أما بعد "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته" فإن عدم نطق من كان في سياقة الموت بالشهادتين لا يبنى عليه أي حكم، وحسن الظن بالمتوفى على هذه الحالة مطلوب، إذ ربما نطق بقلبه استحضاراً للشهادة، وربما تحرك بها لسانه دون صوت مسموع، وربما منعته شدائد معينة عانى منها، وللموت سكرات، وقد جاء عنه –صلى الله عليه وسلم- "أن من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة" وهذا من باب الخاتمة الحسنة كما بد، وليس لهذه الحالة مفهوم المخالفة، إلا إذا لقن الميت الشهادة فأباها، فهذه علامة سيئة، ثم قضية ختام الحياة بالشهادة قضية متصلة بما كان عليه المتوفى من سلوك، فمن كان عاملاً بمقتضى الشهادة في حياته فلا يضره ألا ينطق بها عند موته خاصة إذا كان موته بمثل السكتة القلبية أو الدماغية، وهذا ما سماه الرسول –صلى الله عليه وسلم- بموت الفجأة الذي هو راحة للمؤمن وحسرة على الكافر المنافق.

 

السؤال عن الأذكار في أثناء العمل البيتي، أظن أنه سؤال عن النية في عمل البيت، بناء على خاتمة السؤال، وفيها حتى يكون العمل طاعة لله تعالى، وعموماً فإن الأعمال، الأعمال المباحة تتحول إلى طاعات بالنية، فالطعام –حيث يكون مباحاً- وننوي به التقوى على طاعة الله تعالى يصبح عبادة، وهكذا، وهنا تنوي المرأة النظافة والترتيب وخدمة الأسرة ورعاية الزوج والقيام بأمور البيت، وهذه كلها نوايا خيرة لأعمال مشروعة، وبها يتحول العمل في البيت إلى عبادة، يضم لذلك ما يبقى من اللسان رطباً بذكر الله، كالتزام المرأة بعدد من الأذكار تؤديه وهي تعمل في البيت، كالهيللة، والحمدلة، والسبحلة، والحوقلة وغيرها، أو الالتزام بالباقيات الصالحات، ولهج اللسان بالاستغفار، أو الحمد، أو قراءة القرآن مراجعة للمحفوظ هذا كله سائغ، وبهذا يجتمع عمل اللسان ذكراً، وعمل الجنان نية، والله الموفق.

 

ما عرض من سؤال الضرائب فإني أرى أنه تهرب منها، وأخذ لما لا يتفق مع العقد العام الذي يعقد المسلم مع الدولة، حيث إذا عمل أدى بعضاً من دخله، على أن تدفع له الدولة ما يكفيه أو بعضه إذا تعطل عن العمل، وهذا عقد صح به أن يأخذ إذا أعطى، ثم هناك كذب حيث أخفي العمل وترتب عليه أخذ لما لا يحل له أن يأخذه. وأخف مما ذكر أن يعمل في الخفاء دون أن يعلم الدولة لئلا يدفع، لكن إذا ضم له ادعاء أنه لا يعمل ابتغاء أخذ ما ترتبه الدولة للعاطلين، فهذا حرام قطعاً..... ولب المسألة موضوع العقد بين الدولة –ولو كانت غير مسلمة- والفرد، فإنه يقوم على أن تأخذ من الأفراد بعض دخلهم ليعود على المجتمع كله طرقات ومنشآت ومنافع عامة، وليعود على القطاع الذي لا يعمل في المجتمع. هذا ما بدا وأرجو أن أكون مصيباً فما رأيت.

والحمد لله رب العالمين.