هل الصُّدَاع والشقيقة لهما أي نصيب من الطب النبوي؟
تاريخ الإضافة : 2012-10-29 08:49:36
هل الصُّدَاع والشقيقة لهما أي نصيب من الطب النبوي؟

والصُّدَاع: ألم فى بعض أجزاء الرأس أو كله، فما كان منه فى أحد شِقَّى الرأس لازماً يُسمَّى شقيقةً؛ وإن كان شاملاً لجميعه لازماً، يسمى بَيضْةً وخُودَةً تشبيهاً بِبَيْضَة السلاح التى تشتمل على الرأس كلِّه، وربما كان فى مؤخَّر الرأس أو فى مقدمه.

وأنواعه كثيرة، وأسبابه مختلفة. وحقيقة الصُّداع: سخونةُ الرأس، واحتماؤه لما دار فيه مِن البخار يطلُب النفوذ، فلا يجد منفذاً، فيصدَعُه كما يصدع الوَعىُ إذا حمى ما فيه وطلب النفوذ، فكل شىء رطب إذا حمى، طلب مكاناً أوسع من مكانه الذى كان فيه، فإذا عرض هذا البخار فى الرأس كله بحيث لا يمكنه التَّفَشِّى والتحلل، وجال فِى الرأس، سمى: السَّدرَ. والصُّداع يكون عن أسباب عديدة ،أحدها: من غلبة واحد من

طبيعة البدن.أويكون من قروح تكون فى المعدة، فيألم الرأس لذلك الورم لاتصال العصب المنحدر من الرأس بالمعدة.أومن ريح غليظة تكون فى المعدة، فتصعَدُ إلى الرأس فتصدعه. أو يكون من ورم فى عروق المعدة، فيألمُ الرأسُ بألم المعدة للاتصال الذى بينهما.أو يحصل من امتلاء المعدة من الطعام، ثم ينحدر ويبقى بعضُه نيئاً، فيصدَع الرأس ويثقله.

يعرض بعد الجِمَاع لتخلخل الجسم، فيصل إليه مِن حر الهواء أكثرُ من قدر. أوصداع يحصُل بعد القىء والاستفراغ، إما لغلبة اليبس، وإما لتصاعد الأبخرة من المعدة إليه. لأأوصُداع يعرِضُ عن شدة الحر وسخونة الهواء. أوما يَعْرِضُ من شدة البرد، وتكاثفِ الأبخرة فى الرأس وعدم تحَلُّلها.وما يحدُث مِن السهر وعدم النوم ، وما يحدُث مِن ضغط الرأس وحمل الشىء الثقيل عليه.أو ما يحدُث مِن كثرة الكلام، فتضعف قوةُ الدماغ لأجله. أوما يحدُث مِن كثرة الحركة والرياضة المفرطة.أوما يحدُث من الأعراض النفسانية، كالهموم، والغموم، والأحزان، والوساوس، والأفكار الرديئة.أوما يحدُث من شدة الجوع، فإن الأبخرة لا تجد ما تعمل فيه، فتكثر وتتصاعد إلى الدماغ فتؤلمه. أوما يحدُث عن ورم ،ومافى صِفاق الدماغ، ويجد صاحبُه كأنه يُضْرَب بالمطارق على رأسه. أوما يحدُث بسبب الحُمَّى لاشتعال حرارتها فيه فيتألم..

وسبب صُداع الشقيقة مادة فى شرايين الرأس وحدها حاصلة فيها، أو مرتقية إليها، فيقبلُها الجانب الأضعف من جانبيه، وتلك المادةُ إما بُخارية، وإما أخلاط حارة أو باردة، وعلامتُها الخاصة بها ضرَبان الشرايين، وخاصة فى الدموى. وإذا ضُبِطت بالعصائب، ومُنِعت من الضَّربَان، سكن الوجع. وقد ذكر أبو نعيم فى كتاب "الطب النبوى" له: أنَّ هذا النوع كان يُصيب النبى صلى الله عليه وسلم، فيمكث اليوم واليومين، ولا يخرج.وفيه: عن ابن عباس قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد عَصَبَ رأسه بعِصَابةٍ.وفى "الصحيح": أنه قال فى مرض موته: "وَارَأْسَاهُ". وكان يُعصِّبُ رأسه فى مرضه، وعَصْبُ الرأس ينفع فى وجع الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس.

وعِلاجه يختلف باختلاف أنواعه وأسبابه، فمنه ما علاجُه بالاستفراغ، ومنه ما علاجُه بتناول الغذاء، ومنه ما عِلاجُه بالسُّكون والدَّعة، ومنه ما عِلاجُه بالضِّمادات، ومنه ما علاجُه بالتبريد، ومنه ما علاجُه بالتسخين، ومنه ما عِلاجُه بأن يجتنب سماعَ الأصواتِ والحركات. روى ابن ماجه فى "سننه" حديثاً فى صحته نظر: أنَّ النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا صُدِع، غَلَّفَ رأسَه بالحنَّاءِ، ويقول: "إنَّهُ نافعٌ بإذنِ الله من الصُّداعِ".

إذا عُرِفَ هذا، فعِلاجُ الصُّداع فى هذا الحديث بالحِنَّاء، هو جزئى لا كُلِّى، وهو علاج نوع من أنواعِه، فإن الصُّداع إذا كان من حرارة ملهبة، ولم يكن من مادةٍ يجب استفراغها، نفع فيه الحِنَّاء نفعاً ظاهراً، وإذا دُقَّ وضُمِّدَتْ به الجبهةُ مع الخل، سكن الصُّداع، وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضُمِّدَ به، سكنت أوجاعُه، وهذا لا يختصُّ بوجع الرأس، بل يعُمُّ الأعضاءَ، وفيه قبض تُشَدُّ به الأعضاء، وإذا ضُمِّدَ به موضعُ الورم الحار والملتهب، سكَّنه.وقد روى البخارى فى "تاريخه"، وأبو داود فى "السنن" أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ما شَكا إليه أحدٌ وجَعاً فى رأسِ   إلا قال له: "احْتَجِمْ"، ولا شَكى إليه وجَعاً فى رجلَيْه إلا قال له: وسبب صداع الشقيقة مادة في شرايين الرأس وحدها حاصلة فيها أو مرتقية إليها فيقبلها الجانب الأضعف من جانبيه وتلك المادة إما بخارية وإما أخلاط حارة أو باردة وعلامتها الخاصة بها ضربان الشرايين وخاصة في الدموي وإذا ضبطت بالعصائب ومنعت من الضربان سكن الوجع ، وقد ذكر أبو نعيم في كتاب الطب النبوي له : أن هذا النوع كان يصيب النبي صلى الله عليه و سلم فيمكث اليوم واليومين ولا يخرج

وقد روى البخاري في تاريخه وأبو داود في السنن أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما شكى إليه أحد وجعا في رأسه إلا قال له : [ احتجم ] ولا شكى إليه وجعا في رجليه إلا قال له : [ اختضب بالحناء ]

 وفي الترمذي : عن سلمى أم رافع خادمة النبي صلى الله عليه و سلم قالت : كان لا يصيب النبي صلى الله عليه و سلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء .