ماذا تقول النصارى يقارنون عظمة محمد صلى الله عليه و...
تاريخ الإضافة : 2012-12-15 16:13:31
ماذا تقول النصارى يقارنون عظمة محمد صلى الله عليه و سلم بقدرة عيسى عليه السلام بقولهم عيسى استطاع الشفاء و الإحياء فكيف محمدا اعظم منه و لم يات بأي منها أو ما شابهها ؟

- بداية المعجزة ترجع إلى أنها أمر خرق للعادة يظهره الله على يد مدعي النبوة تصديقا له في دعواه أنه مرسل من الله

- بهذه المثابة معناها واحد إذ هي خلق الله ولا علاقة لمن تظهر على يديه سوى أنه محل ظهورها                                                      

- المقارنة بين معجزة وأخرى مع اتحاد المصدر يستدعي أن يكون فلق البحرعلى يد موسى الكليم عليه السلام أكبر من غيره

- المعجزات السابقة التي آتاها الله لرسله خوارق مادية تناسب القوم الذين أرسل إليهم من ظهرت المعجزة على يديه ، وقد آتى الله خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام أمثالها لمن تتبع ذلك ، وميز بالقرآن ،وهي معجزة عقلية تشير إلى الارتقاء العقلي الذي بلغته البشرية ، ويبقى الفارق الهائل المتمثل في أن الخوارق السابقة هي فعل الله وتنتهي بإنهاء الله لها ، إذ هي عبارة عن تعلق قدرة الله تعالى ، فإذا انقطع الإمداد انمحت المعجزة وصارت خبرا ، تتناقله الأجيال ، والقرآن ليس فعل الله بل هوكلامه الذي هو صفة من صفات الله ، وصفاته باقية ببقاء الله ، بخلاف غيره فباق بإبقاء الله ،ولذلك يبقى القرآن ولا يمسه الانتهاء

- إحياء الأمة من ظلمات الجهالة أشد دلالة على النبوة من خارق يؤدي دورا مؤقتا لمجموعة عاينته وانتقل بعد ذلك تاريخا للأجيال اللاحقة 

وهنا أسوق ثلة مما أيد الله به الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام ، دون أن أعلق على واحدة منها تاركا ذلك للمطلع الحصيف:

ومما أيدالله به الرسول الخاتم إرسال الريح الشديدة على الأحزاب، وهم قريش، ومن معهم يوم الخندق أرسلها الله عليهم ليلاً، قال عكرمة قالت الجنوب للشمال ليلة الأحزاب، انطلقي ننصر رسول الله (، فقالت الشمال إن الحرة لا تسري بليل، وكانت الريح التي أرسلها الله عليهم الصبا، ففروا لشدتها عن بعض أثقالهم وأمتعتهم، ولو أقاموا إلى الصباح لهلكوا جميعا.

- وقصة ارتجاف أحد وذلك أن النبي ( صعد أحدًا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال رسول الله ( أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان.

- وقصة ماء الركوة وهي ما ورد عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال عطش الناس يوم الحديبية والنبي ( بين يديه ركوة يتوضأ فجهش الناس نحوه فقال: "ما لكم ؟" قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك قال جابر فوضع النبي ( يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون فشربنا وتوضأنا قال سالم قلت لجابر كم كنتم قال لو كنا مائة ألف لكفانا خمس عشر مائة

- وقصة عمير بن وهب الجمحي وذلك أنه كان مع صفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر وكان عمير شيطانًا من شياطين قريش وممن كان يؤذي رسول الله ( وأصحابه ويلقون منه عناء وهو بمكة وكان ابنه وهب ابن عمير في أسارى بدر قال فذكر عمير أصحاب القليب ومصابهم فقال صفوان والله ما في العيش بعدهم خير.قال عمير صدقت والله أما والله لولا دين علي ليس له عندي قضاء وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله فإن لي قبلهم علة ابني أسير في أيديهم قال فاغتنمها صفوان وقال علي دينك أنا أقضيه عنك وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا لا يسعني شيء يعجز عنهم.فقال عمير فاكتم شأني وشأنك قال أفعل ثم انطلق حتى قدم المدينة فبينما عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر وما أكرمهم الله به وما أراهم من عدوهم إذ نظر عمر إلى عمير بن وهب حين أناخ راحلته على باب المسجد، متوشحا السيف، فقال عمر هذا الكلب عدو الله والله ما جاء إلا لشر.

ثم دخل عمر على رسول الله ( فقال يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب، قد جاء متوشحًا سيفه، قال فأدخله علي فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها.وقال لرجال من الأنصار ادخلوا على رسول الله ( فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث فإنه غير مأمون ثم دخل به على رسول الله ( فلما رآه رسول الله ( قال أرسله فدنا عمير.

فقال رسول الله ( "فما جاء بك يا عمير ؟" قال جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه يعني ولده قال فما بال السيف في عنقك قال قبحها الله من سيوف وهل أغنت عنك شيئًا قال "أصدقني ما الذي جاء بك" قال ما جئت إلا لذلك.قال رسول الله ( "بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش ثم قلت لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدًا فتحمل لك صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني له، والله حائل بينك وبين ذلك".فقال عمير أشهد أنك رسول الله قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله فالحمد لله الذي هداني للإسلام وساقني هذا الساق ثم شهد شهادة الحق فقال رسول الله ( "فقهوا أخاكم في دينه واقرئوه القرآن وأطلقوا له أسيره" ففعلوا.

- وقصة حنين الجذع ما ورد عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله ( ألا أجعل لك شيئًا تقعد عليه فإن لي غلامًا نجارًا قال إن شئت قال فعملت له المنبر فلما كان يوم الجمعة قعد النبي ( على المنبر الذي صنع فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق فنزل النبي ( حتى أخذها فضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت.

- وقصة قتادة بن النعمان فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ( خرج ذات ليلة لصلاة العشاء وهاجت الظلماء من السماء وبرقت برقة فرأى رسول الله ( قتادة بن النعمان فقال رسول الله ( قتادة ؟ قال نعم يا رسول الله علمت إن شاهد الصلاة الليلة قليل فأحببت أن أشهدها.فقال له رسول الله ( إذا انصرفت فأتني فلما انصرف أعطاه رسول الله ( عرجونًا وقال "خذه فسيضيء أمامك عشرًا وخلفك عشرًا".

- وقصة طعام جابر وذلك ما ورد عنه قال لما حفر الخندق رأيت بالنبي ( خمصًا شديدًا فانكفأت إلى امرأتي فقلت هل عندك شيء فإني رأيت رسول الله ( خمصًا شديدًا. فأخرجت إلي جرابًا فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن فذبحناها وطحنت الشعير ففرغت إلى فراغي وقطعتها في برمتها ثم وليت إلى رسول الله ( فقالت لا تفضحني برسول الله ( فجئته فساورته فقلت يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعًا من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك.فصاح النبي ( يا أهل الخندق إن جابرًا قد صنع سؤرًا فحيهلا بكم !؟ فقال رسول الله ( لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء فجئت وجاء رسول الله ( يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت بك وبك فقلت قد فعلت الذي قلت فأخرجت له عجينًا فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك.ثم قال ادعي خابزة فلتخبز معك واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها وهم ألف فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو.

وعن علي ( قال كنت شاكيًا فمربي رسول الله ( وأنا أقول اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني وإن كان متأخرًا فارفعني وإن كان بلاء فصبرني.

فقال رسول الله ( كيف قلت فأعاد عليه ما قال فضربه برجله وقال اللهم عافه أو أشفه شك شعبة قال فما اشتكيت وجعي بعد. قال الترمذي حديث حسن صحيح.

- ومن ذلك رد عين قتادة بن النعمان فقد أصيبت عينه في غزوة أحد حتى وقعت على وجنته فردها النبي ( فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظرًا وفي ذلك يقول ابنه:َ 

أنَا ابنُ الذيْ سَالَتْ عَلَى الخَدِّ عَيْنُه فَعَادَتْ كَمَا كَانَتْ لأَوِّلِ مَرَّةٍ ... فَرُدَّتْ بِكَفِّ المُصْطَفَي أَحْسَنُ الرَّدِّ فَيَا حُسْنَ ما عَيْنٍ ويَا حُسْنَ مَا خَدِّ

- ومن ذلك استسقاؤه واستصحاؤه (. ففي الصحيحين عن أنس أنه ( رفع يديه ثم قال: "اللهم أغثنا اللهم أغثنا" قال أنس والله ما نرى في السماء من سحاب ولا من قزعة وإن السماء لمثل الزجاجة وما بيننا وبين سلع من دار. فوالذي نفسي بيده ما وضع يديه حتى ثار السحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل من منبره حتى رأيت المطر يتحدر عن لحيته، وفي رواية أخرى قال: "فلا والله ما رأيت الشمس سبتًا قال: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة فاستقبله قائمًا فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يمسكها عنا، قال فرفع رسول الله ( يديه ثم قال: "اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر"، قال فما يشير بيده إلى ناحية إلا انفرجت حتى رأيت المدينة في مثل الجوبة وسال الوادي قناة شهرًا.

 

ومن قول أبي طالب يمدح النبي:

 

وأَبْيَضَ يُسْتَسْقَي الغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... ثِمَالُ اليَتَامى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ

وهو من قصيدة لأبي طالب قالها لما تمالأت عليه قريش ونفروا عنه وأولها:

ولَمَّا رَأَيتُ القَوْمَ لا وِدَّ عِنْدَهُمْ

وَقَدْ جَاهَرُونا بالعَدَاوةِ والأَذَى

- ومنها إطعامه ( الذين يحفرون الخندق من أصحابه بتمرات قليلة. ففي كتب السير وغيرها أن ابنة لمشير بن سعد أخت النعمان بن بشير، قالت: دعتني أمي عمرة بن رواحة فأعطتني حفنة من تمر في ثوبي، ثم قالت أي بنية اذهبي إلى أبيك وخالك عبد الله بن رواحة بغذائهما.قالت: فأخذتها، فانطلقت بها، فمررت برسول الله ( وأنا التمس أبي وخالي، فقال "تعالي يا بنية، ما هذا معك ؟" قالت: قلت يا رسول الله هذا تمر بعثتني به أمي إلى أبي بشير بن سعد وخالي عبد الله بن رواحة يتغذيانه، قال "هاتيه" قالت فصببته في كفي رسول الله (، فما ملأتهما.ثم أمر بثوب فبسط له، ثم دحا بالتمر عليه فتبدد فوق الثوب ثم قال لإنسان عنده "اصرخ في أهل الخندق، أن هلم إلى الغداء" فاجتمع أهل الخندق عليه، فجعلوا يأكلون منه، وجعل يزيد، حتى صدر أهل الخندق عنه، وإنه ليسقط من أطراف الثوب.

- ومنها قوله ( لأصحابه لما رجع الأحزاب خائبين "الآن نغزوهم ولا يغزوننا" فكان الأمر كما قال، فإن قريشًا بعد ذلك لم يرجعوا إلى غزو المدينة، وإن رسول الله ( توجه إلى مكة عام الحديبية، فصالحوه وهادنوه، ثم دخل مكة من قابل مع أصحابه آمنين، ثم فتحها بعد ذلك.

- ومنها إخباره ( أن ابنته فاطمة أول أهل بيته لحوقًا به، فكان كذلك، فإنها ـ رضي الله عنها ـ توفيت بعده بأربعين يومًا، أو خمس وسبعين يومًا، أو ستة أشهر، على اختلاف الروايات، ولم يتوف قبلها أحد من أهل بيته.

- ومنها إرسال الريح الشديدة على الأحزاب، وهم قريش، ومن معهم يوم الخندق أرسلها الله عليهم ليلاً، قال عكرمة قالت الجنوب للشمال ليلة الأحزاب، انطلقي ننصر رسول الله (، فقالت الشمال غن الحرة لا تسري بليل، وكانت الريح التي أرسلها الله عليهم الصبا، ففروا لشدتها عن بعض أثقالهم وأمتعتهم، ولو أقاموا إلى الصباح لهلكوا جميعا.

وهو المدلول عليه بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا.ففي خبر القصة أن رسول الله ( لما رأى من أصحابه الجزع لطول الحصار، صعد إلى الجبل فدعا الله وكان فيما دعاه أن قال "واصرف عنا شر هؤلاء القوم بقوتك وحولك وقدرتك".فنزل جبريل يخبره عن الله بأنه استجاب له وأمر الله الريح والملائكة أن يهزموا قريشًا والأحزاب تلك الليلة، فأمر ( حذيفة بن اليمان أن يدخل معسكرهم أي قريش، ويأتي بأخبارهم وقال له إن الله عز وجل قد أخبرني أنه أرسل على قريش الريح، وهزمهم.

قال فدخلت في القوم والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدرًا، ولا نارًا، ولا بناءً، فقطعت أطناب الفسطاط، وقلعت الأوتاد، وأكفأت القدور، وجالت الخيل بعضها في بعض، وكثر تكبير الملائكة في جوانب المعسكر.قال وقال أبو سفيان يا معشر قريش، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف، ولقينا من شدة الريح ما ترون، ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فإني مرتحل، فردوا بغيظهم (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ).

فالباري جل وعلا أرسل الريح على أولئك المشركين نصرًا لنبيه محمد ( وتصديقًا لدعوته، واستجابة لدعائه، لعلمه تعالى أن أصحاب محمدٍ ( ذلك اليوم لا يقومون بقتال أولئك ففي هذه معجزة عظيمة.

- ومن ذلك ما رواه أبو هريرة (، قال لما فتحت خيبر، أهديت للنبي ( شاة فيها سم فقال "اجمعوا لي من كان هنا من اليهود" فجمعوا، فقال لهم "إني سائلكم عن شيء، فهل أنتم صادقي عنه ؟" قالوا نعم، يا أبا القاسم، فقال لهم "من أبوكم ؟" قالوا: فلان، قال "كذبتم، أبوكم فلان" قالوا صدقت، وبررت، قال "فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه ؟" قالوا: نعم، وإن كذبناك عرفت، كما عرفته في أبينا، قال لهم: "من أهل النار ؟" قالوا نكون فيها يسيرًا، ثم تخلفونا فيها.قال "اخسؤا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبدًا" قال "هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه ؟" قالوا نعم، قال "هل جعلتم في هذه الشاة سمًا؟" قالوا: نعم، قال "فما حملكم على ذلك ؟" قالوا: أردنا إن كنت كاذبًا نستريح منك، وإن كنت صادقًا لم يضرك، رواه البخاري.

- ومن ذلك ما ورد عن صفوان بن عسال: قال بعض اليهود لصاحبه، اذهب بنا إلى هذا النبي، فقال له صاحبه، لا تقل نبي، إنه لو سمعك كان له أربعة أعين، فأتيا النبي ( فسألاه عن تسع آيات بينات.

فقال لهم "لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا محصنة، ولا تولوا الأدبار يوم الزحف، وعليكم خاصة اليهود، أن تعدوا يوم السبت" فقبلا يده، ورجله، وقالا: نشهد أنك نبي.فقال "ما يمنعكما أن تتبعاني ؟" قالا إن داود دعا ربه، أن لا يزال من ذريته نبي، وإنا نخاف إن اتبعناك، تقتلنا اليهود، للترمذي والنسائي.

- ومنها ما روي عنه ( أنه قال لعلي يوم أحد بعد انجلاء الهيجاء، إن قريشا لن يصيبوا منا مثلها بعد هذا، حتى يفتح الله علينا مكة، فكان الأمر كما قال، فإنه لم تصب قريش من أصحاب النبي ( بعد أحد ما أصابت منهم يوم أحد.وما زال أمر النبي ( يعلو عليهم حتى غزاهم في عقر دارهم، ومحل قرارهم، ولم يستطيعوا دفعه، بل استأسروا له راغمين، فمن عليهم فأطلقهم من حبالة القتل، وأعتقهم من رق الأسر، وناداهم وهم مرعوبون "اخرجوا فأنتم الطلقاء" وذلك يوم فتح مكة بالنسبة الثامنة من الهجرة.

- ومن ذلك ما ورد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة قال: صعد النبي ( حراء، ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير، وطلحة، وسعيد، فتحرك الجبل، فقال النبي ( اسكن حراء، فليس عليك إلا نبي أو صديق، أو شهيد، فسكن الجبل

- ومن أعلام نبوته ( أنه بعث خالد بن الوليد من تبوك، في أربع مائة وعشرين فارسًا، إلى أكيدر دومة الجندل، من كندة، فقال خالد يا رسول الله، كيف لي به وسط بلاد كلب، وإنما أنا في عدد يسير، فقال ستجده يصيد البقر، فتأخذه، فخرج خالد، حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين، في ليلة مقمرة صافية، وهو على سطح له، من شدة الحر، مع امرأته، فأقبلت البقر، تحك بقرونها باب الحصن، فقال أكيدر دومة: والله ما رأيت بقرا جاءتنا ليلاً غير هذه الليلة، لقد كنت أضمر لها الخيل، إذا أردتها شهرًا أو أكثر، ثم نزل فركب بالرجال، والآلة، فلما فصلوا من الحصن، وخيل خالد تنظر إليهم، لا يصهل منها فرس ولا يتحرك، فساعة فصل، أخذته الخيل، فاستؤسر أكيدر دومة.

- ومن ذلك أنه ( لما أراد الهجرة، خرج من مكة، ومعه أبو بكر فدخل غارًا في جبل ثور، ليستخفي من قريش، وقد طلبته، وبذلت لمن جاء به مائة ناقة، فأعانه الله بإخفاء أثره، ونسجت العنكبوت على باب الغار.

ولما خرج، لحقه سراقة بن مالك بن جعشم، وهو من جملة من توجه لطلبه، فقال أبو بكر هذا سراقة قد قرب، فقال رسول الله ( "اللهم اكفنا سراقة" فأخذت الأرض قوائم فرسه إلى إبطها، فقال سراقة، يا محمد ادع الله أن يطلقني، ولك علي أن أرد من جاء يطلبك، ولا أعين عليك أبدًا، فقال "اللهم إن كان صادقًا فأطلق عن فرسه" فأطلق الله عنه، ثم أسلم ومن ذلك أن الناس لما انهزموا عن رسول الله ( يوم حنين، وهو معتزل عنهم، رآه شيبة بن عثمان، بن أبي طلحة، فقال اليوم أدرك ثأري من محمد، فأقتله، لأن أبا شيبة قتل يوم أحد في جماعة إخوته وأعمامه، قال شيبة فلما أردت قتله، أقبل شيء حتى تغشى فؤادي فلم أطق ذلك فعلمت أنه ممنوع.سراقة وحسن إسلامه.

- ومن ذلك ما روي أن النبي ( لما تلا (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) قال عتبة بن أبي لهب، كفرت بالذي دنا فتدلى، فقال النبي ( "اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك" يعني الأسد، فخرج عتبة مع أصحابه، في عير إلى الشام، حتى إذا كانوا في طريقهم، زأر الأسد، فجعلت فرائص عتبة ترتعد، فقال أصحابه من أي شيء ترتعد، فوالله ما نحن وأنت إلا سواء، فقال إن محمدًا دعا علي، وما ترد له دعوة، ولا أصدق منه لهجة. فوضعوا العشاء فلم يدخل يده فيه، وحاط القوم أنفسهم بمتاعهم وجعلوا عتبة وسطهم وناموا، فجاء الأسد يشم رؤوسهم رجلاً رجلاً، حتى انتهي إلى عتبة، فهشمه هشمة أوصلته إلى آخر رمق، فقال وهو بآخر رمق، ألم أقل لكم إن محمدًا أصدق الناس لهجة.

- ومن ذلك إخباره ( أم حرام، عن غزوها في البحر وعلو مكانتها ففي صحيح البخاري، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك  أنه سمعه يقول كان رسول الله إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه،وهي إحدى خالاته من الرضاعة، كانت تحت عباءة بن الصامت. فدخل يومًا فأطعمته، فنام رسول الله ( ثم استيقظ يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله، فقال "ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكًا على الأسرة - أو قال مثل الملوك على الأسرة" شك إسحاق، قالت أدع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله.ثم وضع رأسه، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت قلت ما يضحكك يا رسول الله، قال "ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله" كما قال في الأولى، فقلت يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم، قال "أنت من الأولين" فركبت البحر زمان معاوية، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت، فوقع كما أخبر .

- ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري قال عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه، فقال ألا تتقي الله تنزع مني رزقًا ساقه الله إلي، فقال يا عجبي ذئب يكلمني كلام الإنس، فقال الذئب ألا أخبرك بأعجب من ذلك، محمد ( بيثرب، يخبر الناس بأنباء ما قد سبق، قال فأقبل الراعي يسوق غنمه، حتى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها.ثم أتى رسول الله ، فأخبره فأمر رسول الله ، فنودي الصلاة جامعة، ثم خرج فقال للراعي أخبرهم، فأخبرهم، فقال رسول الله  "صدق، والذي نفس محمد بيده، لا تقوم الساعة، حتى يكلم الرجل عذبة سوطه، وشراك نعله، ويخبره فخده، بما أحدث أهله بعده".قال ابن كثير وهذا إسناد على شرط مسلم، وقد صححه البيهقي ولم يروه إلا الترمذي من قوله: "والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس" إلى آخره.

-ومن ذلك إخباره : أنه سيأتي زمان ترتحل فيه الظعينة من الحيرة إلى الكعبة، لا تخاف إلا الله ووقع طبق ما أخبر.ففي صحيح البخاري عن عدي بن حاتم قال: بينما أنا عند النبي ( إذ أتاه رجل، فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا قطع السبيل، فقال "يا عدي هل رأيت الحيرة ؟" قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها. قال "فإن طالت بك حياة، لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحدًا إلا الله" قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعار طيء - أي قطاع الطريق - الذين سعروا البلاد - "ولئن طالت بك حياة، لتفتحن كنوز كسرى" قلت كسرى ابن هرمز، فال "كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدًا يقبله منه.

وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه، وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له فيقولن: ألم أبعث إليك رسولاً فيبلغك، فيقول بلى: فيقول ألم أعطك مالاً، فيقول بلى، فينظر عن يمينه، فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره، فلا يرى إلا جهنم" قال عدي، سمعت النبي ( يقول "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة".وقال عدي فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة ختى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن فتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة، لترون ما قال النبي أبو القاسم ( يخرج ملء كفه".

- ومن ذلك دعاؤه ( للنابغة الجعدي، بقوله له "لا يفضفض الله فاك" فعمر، وكان أحسن الناس ثغرًا، كلما سقطت له سن، نبتت له أخرى.

- ومن ذلك سقوط الأصنام، بإشارة من قضيب، كان في يده فإنه كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما، أرجلها مثبتة بالرصاص، في الحجارة تثبيتًا محكمًا، فلما دخل عام الفتح إلى المسجد الحرام، جعل يشير بقضيب في يده، إلى تلك الأصنام فوقعت لوجوهها، وظهورها، حسب إشارته (.

- ومن ذلك ما روي أن العباس بن عبد المطلب، بعث ابنه عبد الله، إلى رسول الله ( في حاجة، فوجد عنده رجلاً فرجع ولم يكلمه، من أجل مكان الرجل، فلقي العباس رسول الله (، فأخبره بذلك، فقال "ورآه ؟" قال نعم "قال أتدري من ذاك الرجل ؟" ذاك جبريل."ولن يموت حتى يذهب بصره، ويؤتى علمًا" وقد مات ابن العباس سنة ثمان وستين، بعد ما عمي بصره، ( وصار بحرًا زاخرًا في العلم.

- ومن ذلك إخباره ( عن محنة المسلمين، وتداعي الأمم عليهم، ففي سنن أبي داود، عن ثوبان قال: قال رسول الله ( "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعي الأكلة إلى قصعتها" فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ قال: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال "حب الدنيا وكراهة الموت" وأخرجه أيضا أحمد في مسنده.

- ومن ذلك إخباره ( باتساع ملك المسلمين وفوزهم بكنوز كسرى وقيصر واضطراب أمر المسلمين في النهاية.ففي صحيح مسلم عن ثوبان قال: قال لي رسول الله (: "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم.

وإن الله قال لي: يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك إن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها، أو قال من بين أقطارها، حتى يكون بعضهم يهلك بعضًا، ويسبي بعضهم بعضًا.

- ومنها إخباره ( في مقتل علي بن أبي طالب وأن قاتله يخضب لحية علي من دم رأسه، فعن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري - وكان ابن فضالة من أهل بدر - قال: خرجت مع أبي عائدًا لعلي بن أبي طالب، من مرض أصابه ثقل منه، قال فقال له أبي ما يقيمك بمنزلك هذا لو أصاب أجلك إلا أعراب جهينة، تحمل إلى المدينة، فإن أصابك أجلك وليك أصحابك، وصلوا عليك.فقال علي إن رسول الله ( عهد إلي أن لا أموت حتى أؤمر، ثم تخضب هذه، - يعني لحيته - من دم هذه - يعني هامته، وعن عثمان ابن صهيب عن أبيه، قال قال علي قال لي رسول الله ( "من أشقى الأولين ؟" قلت: لا علم لي يا رسول الله. قال "الذي يضربك على هذه - وأشار علي إلى يافوخه بيده - فيخضب هذه من هذه" يعني لحيته من دم رأسه، قال: فكان يقول وددت أنه قد انبعث أشقاكم.وقتل ( ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة 40 هـ، عندما خرج يوقظ الناس لصلاة الفجر، فضربه ابن ملجم بالسيف على قرنه، فسال دمه على لحيته، رضي الله عنه وأرضاه، فوقع طبق ما أخبره به النبي.

- منها إخباره  أصحابه، وهم يحفرون الخندق بأن الله يفتح عليه اليمن والشام والمغرب والمشرف، ففي السير والتفاسير، عن سلمان الفارسي، قال: ضربت في ناحية من الخندق فغلظت علي صخرة، ورسول الله ( قريب مني.فلما رآني أضرب، ورأى شدة المكان علي، نزل فأخذ المعول من يدي، فضرب ضربة لمعت تحت المعول برقة، قال ثم ضرب به ضربة أخرى، فلمعت تحته برقة أخرى، قال ثم ضرب به الثالثة، فلمعت تحته برقة أخرى، قال قلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما هذا الذي رأيت لمع تحت المعول وأنت تضرب قال "أو قد رأيت ذلك يا سلمان ؟" قال قلت: نعم.قال أما الأولى، فإن الله فتح علي بها اليمن، وأما الثانية فإن الله فتح علي بها الشام والمغرب، وأما الثالثة فإن الله فتح علي بها المشرق، فكان الأمر كما أخبر على التفصيل، فإن أول ما فتح من البلدان المذكورة اليمن، فتحت على عهد رسول الله (، وفتحت بعدها الشام والمغرب، وفتح بعد الشام المشرق، في مدة قليلة بعد وفاة رسول الله ).

- ومنها قصة جمل جابر بن عبد الله، فعنه ( أنه كان على جمل له قد أعيا فأراد أن يسيبه قال، فلحقني النبي ( فدعا لي وضربه، فسار سيرًا لم يسر مثله، فقال "بعنيه بأوقية" قلت: لا، ثم قال "بعنيه" فبعته بأوقية، واشترطت حملانه إلى أهلي، فلما بلغت أتيته بالجمل، فنقدني ثمنه، ثم رجعت فأرسل في أثري، فقال "أتراني ماكستك لآخذ جملك، خذ جملك ودراهمك فهو لك" متفق عليه.

- ومن ذلك إخباره ( أصحابه عما وقع لخبيب بن عدي، فعن أبي هريرة ( قال بعث النبي ( عشرة عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري، جد عاصم بن عمر بن الخطاب، حتى إذا كانوا بالهدة، بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل، يقال لهم بنو لحيان.فنفروا لهم بقريب من مائة رجل رام، فاقتفوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه، فقالوا تمر يثرب، فاتبعوا آثارهم، فلما أحس بهم عاصم وأصحابه، لجئوا إلى موضع، فأحاط بهم القوم، فقالوا لهم انزلوا بأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدًا، فقال عاصم بن ثابت: أيها القوم أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر.ثم قال: اللهم أخبر عنا نبينا (، فرموهم بالنبل فقتلوا عاصمًا، ونزل إليهم ثلاثة نفر، على العهد والميثاق، منهم خبيب، وزيد بن الدثنة، ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم، أطلقوا أوتار قسيهم، فربطوهم بها، قال الرجل الثالث، هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم، إن لي بهؤلاء، وأسوة، يريد القتلى، فجرروه، وعالجوه، فأبى أن يصحبهم.فانطلقوا بخبيب وزيد بن الدثنة، حتى باعوهما بعد وقعة بدر، فابتاع بنوا الحارث بن عامر بن نوفل خبيبًا، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرًا، حتى أجمعوا على قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسًا، يستحد بها، فأعارته، فدرج بني لها، وهي غافلة حتى أتاه، فوجدته في مجلسه على فخده، والموس بيده.قالت ففزعت فزعة عرفها خبيب فقال أتخشين أن أقتله، ما كنت لأفعل ذلك، قالت والله، ما رأيت أسيرًا قط، خيرًا من خبيب، والله لقد وجدته يومًا يأكل قطفًا من عنب في يده، وإنه لموثق بالحديد، وما بمكة من ثمرة، وكانت تقول إنه لرزق رزقه الله خبيبًا.فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خبيب دعوني أصلي ركعتين، فتركوه فركع ركعتين، فقال لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت، ثم قال: اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تبق منهم أحدًا ثم أنشأ يقول:

فلَسْتُ أَبالي حِيْنَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا ....علَى أَيِّ جَنْبٍ كانَ للهِ مَصْرَعِي 

وذَلِكَ في ذَاتِ الإِلهِ وَإِنْ يَشَأ ...    يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ

ثم قام إليه أبو سروعة، عقبة بن الحارث فقتله، وكان خبيب هو الذي سن لكل مسلم قتل صبرًا

الصلاة، وأخبر النبي ( أصحابه يوم أصيبوا خبرهم، وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت، حين حدثوا أنه قتل، أن يأتوا بشيء منه، يعرف، وكان قتل رجلاً عظيمًا من عظمائهم، فبعث الله لعاصم، مثل الظلة من الدبر فمحته من رسلهم فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئًا، والشاهد في إخبار رسول الله ( أصحابه يوم أصيبوا.

 

- ومن ذلك نعيه ( زيدًا، وجعفرًا وابن رواحة، فقد روى البخاري عن أنس بن مالك أن رسول الله ( نعى زيدًا وجعفرًا وابن رواحة للناس، قبل أن يأتي خبرهم، فقال: "أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها ابن رواحة فأصيب، وعيناه تذرفان، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله" يعني خالد بن الوليد، حتى فتح الله عليهم والله أعلم وصلى الله على محمدٍ وآله وسلم.

- ومن ذلك ما أخبر به في حياته ( وذلك مأخوذ من القرآن، قال تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ).فأخبر أن عمه أبا لهب سيدخل النار هو وامرأته، وعاشا مدة، وقدر الله أنهما ماتا على شركهما، ولم يسلما حتى ولا ظاهرًا، وهذا من دلائل النبوة الباهرة.

- ومن ذلك ما أتى به في القرآن قال تعالى (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا( وتحداهم بعشر سور، وبسورة من مثله، وأخبر أنهم لن يفعلوا ذلك أبدًا، ولم يقع، ولن يقع: صدق الله العظيم، فهذا من المعجزات الباهرة.