معنى قوله تعالى : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) ؟
تاريخ الإضافة : 2012-12-21 11:29:23
معنى قوله تعالى : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) ؟

: قوله –تعالى- :"وأما بنعمة ربك فحدث" يطرح الحقائق التالية :

التذكير بنعمة الله علينا ، وهي لا تحصى ، والتذكير بالنعمة لون من ألوان التحريض على الشكر ، والشكر قيد للنعمة ، وبلوغ لمقام الشكر عند الله تعالى ، الذي تكفل للشاكرين بالزيادة ، قال –تعالى- :"لئن شكرتم لأزيدنكم" .

يتطلب التذكير بالنعمة ، وهو عمل اللسان ، السعي لتوظيفها في الطاعة ، إذ شكر النعمة يقتضي وضعها في موضعها الشرعي .

هذا شكر اللسان ، إذ شكر النعمة باللسان اللهج بها ، وبالجنان شهودها من المنعم ، وبالأركان  العمل بها في طاعة الله تعالى .

استحضار النعم باستمرار التحدث بها يعني شهود فضل الله تعالى المتدفق علينا ، وبهذا تغيب قائمة ما قد يكون سلبيا من حياتنا ، وبهذا تتحقق الصحة النفسية التي ترهق باستحضار ما لا يتلاءم مع مطالب النفس ، الذي يدخل في ضيق الصدر ، والاكتئاب .

من المعاني أن الله تعالى إذا أنعم على عبده نعمة أحب أن يرى أثرها عليه .

من المعاني في الآية أن "النعمة" النبوة ، والتحديث بها يتمثل في الدعوة ، وأن النعمة "القرآن" وحديثه به بتبليغه إياه .

إذا أصبت خيرا أو عملت خيرا فحدث به الثقة من إخوانك ، وهذا المعنى قاله الحسن البصري وهنا يتطلب التحدث بالعمل إخلاصا وإلا فهو من فصيلة الرياء ، وقد روى أيوب قال : دخلت على أبي رجاء العطادري فقال : لقد رزق الله البارحة خيرا ، صليت كذا وسبحت كذا !!!

فقال له : فاحتملت ذلك لأبي رجاء .

من الحديث بالنعمة إظهارها بالملبس والمركب .

التحدث بنعم الله على المتحدث يسوغ لا سبيل الفخر ، بل على جهة الاعتراف بالنعمة والشكر للمنعم ، وقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنا سيد ولد آدم ولا فخر ...

ويلحق بهذا إن كان التحدث بالنعمة يورث كيدا للمتحدث جاز له أن يكتمها " قال تعالى بشأن يوسف –عليه السلام- إذ قال له أبوه يعقوب –عليه السلام- :"لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا" علما أنها رؤيا ، وهي رؤيا حق ، تجسد المستقبل الذي ينتظر يوسف –عليه السلام- .

سيدي أيا كان هذا بعض ما عن بالبال  جوابا  لك عن السؤال ، وبارك الله فيك .