الطرق الصوفية وهل توجد طريقة تخلوا من الاخطاء
تاريخ الإضافة : 2013-01-21 13:17:08
ما رأيكم في الطرق الصوفية وهل توجد طريقة تخلوا من الاخطاء وهل واجب على كل مسلم الاخذ بالطريقة ام لا ؟

مادامت الطريقة ملتزمة بكتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم-  وبنهج السلف الصالح فهي على خير ، وهذا لا يعني أن لا يقع من بعض المنتسبين إليها على هذا النحو ما يلام عليه ، أو يرد عليه فيه ، وهنا نجد أنفسنا أمام المعيار المعصوم وهو الكتاب والسنة ، وهما المرجع دائما ، والاعتصام بهما هو العصمة، وربما قال القائل هنا : أجميع الناس الذين يلتزمون بطريقةٍ ما يقدرون على توظيف هذا الضابط الرائع ، والوزن به ، وهو ميزان الذهب ؟ والجواب سهل واضح يتلخص في شيخ الطريقة نفسه ، حيث إذا كان متشرعا ، ملتزما بأحكام الشريعة ، وعلى تقوى ، مشهود له بها ، تنفح مجالسه بالخشية والخشوع وتنشط من يأتيها في دروب الالتزام والآداب ، فهذه علامة جيدة وواضحة للمسلم .

ومن جهة ثانية أجدني أمام تحديد مضمون الطريقة كما أفهمه ، فإذا كان المضمون لازما لكل مسلم كان حكم الالتزام بالطريقة واجبا ، ومن هنا قال من قال : الدخول مع القوم فرض عين ، إذ -ولاحظ هنا التعليل ودقته- لا يخلو أحد من عيب نهت عنه شريعة الله تعالى ، وخاصة في مضمار النفس ، ويجب التخلص من الآفات النفسية التي نهت عنها شريعة الله ، كالحسد والعجب والغرور والغفلة والقسوة والرياء ... وحيث لا يتمكن المسلم من الوقوف أمام هذه الآفات ليراها في نفسه ، أو ربما يرى بعضها ولا يمكنه التخلص منها ، من هنا جاء وجوب الالتزام بالطريقة ، لأنها المسلك الذي يعتني بتصفية القلب من الأدران وشحنه بحقائق الإيمان ، وهذا يتأتى على يد مرشد كامل صالح عالم رباني مشهود له ، وهذا المرشد يأخذ بيده إلى الله ، ويدله على ما به يسعد إن تحلى به ليتحلى به ، وما به يشقى إن تخلق به ليتخلص منه ، فهو بمثابة الطبيب الذي يكشف المرض بمرآته الصافية وتحليله الدقيق ، ويدل على الدواء والغذاء ليصل مريضه إلى رحاب الشفاء ، وهو بمثابة الدليل في الطريق يختصره إذ خبر ما فيه ووقف على محطاته ... أرجو أن أكون وفيت بهذا الاختصار ما طلبته .