..سؤال حول الزواج من فتاة بعدم رضا الأهل
تاريخ الإضافة : 2013-02-13 11:49:24
أنا شاب سوري مقيم بدبي أرغب بالزواج من فتاة مسلمة ملتزمة فلسطينية الجنسية تكون زميلتي بالعمل , ولكن أهلي يرفضون زواجي من هذه الفتاة من دون أن يتعرفو عليها , ويتحججون بحجج غير مقنعة بالنسبة لي , منها الفتاة من غير جنسيتي , إمكانية بقائي في دبي وعدم عودتي الى سوريا لاحتمال عدم تأقلم الفتاة من العيش بسوريا ,أن أتزوج من بنات بلدي ,وحاولت معهم لاقناعهم لأكثر من سنة ولكن دون فائدة بالرغم من أنني شاب مقتدر على الزواج ,وأرغب في الاستقرار والعيش بالحلال ,لاصون نفسي من الحرام ومن شهوات النفس ,فهل لأهلي الحق بمنعي من الزواج من هذه الفتاة ,وهل أكون أنا آثم في حال تزوجت هذه الفتاة من غير موافقة أهلي ,وماذا تنصحني يا شيخ ,على الرغم من قناعتي التامة بسلوك الفتاة وأخلاقها وثقافتها .أرجو نصحي وإرشادي لأني أعاني من مشاكل نفسية كثيرة بسبب هذا الموضوع .أرجو الفائدة وشكرا

 

بداية أجد فيك جوانب خير كثيرة ، تتجلى في حرصك على أن تصون نفسك ، وتكون على رضا من والديك ، وأنك اخترت من تثق بسلوكها أن تكون لك زوجة ، وثانيا :أذكر بمنزلة رضا الوالدين في حياة أمثالك من الأولاد الذين يحرصون على برهما وبأن الزواج ليس علاقة خاصة بين الزوج والزوجة وحدهما فحسب ، إنما هي علاقة بين أسرتين ، وفيه دعم للروابط الاجتماعية ، وبأن البداية الصافية بين من اخترتها ووالديك لن يقر لأسرتك المأمولة معها قرار خصوصا إذا وقفت تلك الفتاة التي ترغب فيها على موقف الوالدين الرافض، فستكون علاقتها بهما على أشدها توترا ، وأنت خبير بأن مشاكل معينة تقع بين الأم والزوجة ولو كانت الزوجة باختيار الأم ، فكيف إذا أحست الزوجة أنها غير مرغوب فيها ، وربما سولت النفس ههنا أن المشكلة الجافة ستحل مع الزمان فهذا لن يبعد استمرارها أيضا ولو بعد سنين ، أرأيت المرارة هنا ما أشدها ؟ مخالفة الوالدين في اختيار الزوجة حرام إذا كان لهما رأي ديني فيها يحذران منه ، أما إذا كان رأيهما ليس دينيا بل رأي قائم على نظرة ضيقة أونظرة شخصية لا اعتبار لها في الشرع ، وكان الزواج فيه التكافؤ والصلاح فلا حرمة في مخالفة الوالدين ، وهنا أذكر ثانية بما قدمت قبل هذا الحكم ، مطلوب أن يكون هناك تفاهم بالحسنى بين الطرفين رجاء تحقق الاستقرار في الأسرة الجديدة حتى يتحقق الغرض الاجتماعي من الزواج كما أسلفت . ولهذا أنصح بالصبر والاستعانة بالله والدعاء عسى أن يحصل تغيير في موقف الوالدين ، إن طاعة الوالد في المعروف واجبة ، والزواج من تلك الفتاة بعينها ليس واجبا إذ هناك غيرها ، ويبقى ألم الترك فيمن رغبت فيها، وهذا لا يزاحم تقدم الواجب ، قال النووي وابن الصلاح بوجوب طاعة الوالد إذا نهى ولده عن الزواج بامرأة معينة ، وهذه الطاعة من البر الذي دعتنا إليه الشريعة . وأحسن السبل –أخي الكريم- أن تقنع الوالدين بالرضا ، وأنت خبير لا شك بوسائل إقناعهما ، وهنا أقول : إذا ترتب على تأخير الزواج الوقوع في الفاحشة فهنا يقدم درء المفسدة على مصلحة البر ، لكن هذه الخشية بعيدة لأن الوالدين لا يعترضان على الزواج بعامة ، إنما على الزواج من فتاة يريان أنها لا تصلح لتكون مع نسيج الأسرة ، محاولة الإقناع بالرفق واللين واللطف مطلوبة ، وإن كان لوالدك أصدقاء لهم في سمعه كلمة توسطهم لعل الطلب منهم يجدي ، هذا ما عنّ بالبال إزاء ما عرضت في سؤالك ، وأرجو لك السداد في الموقف ، والحفظ في السلوك ، مع تحقيق ما تطلب مما شرع الله تعالى .