سؤال حول حرف الجر بسيماهم في قوله تعالى (يعرف المجرمون...
تاريخ الإضافة : 2013-02-13 12:01:25
( يعرف المجرمون بسيماهم) الباء حرف جر أليس كذلك؟
إن كان فكيف تعرب سيماهم؟
السؤال الثاني:
ما المعنى الدقيق لقوله تعالى:\"انك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء\"
حيث انها ظاهريا تبين ان ليس للمرء ذنب ان كان ضالا.

 

ما يتعلق بالإعراب فهو كما يلي :

بسيماهم : الباء حرف جر ، وسيما : اسم مجرور بحرف الجر الباء وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر، وهي مضاف ، والضمير "هم" في محل جر بالإضافة .

ما يتعلق بمعنى قوله تعالى:"إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء" دل قوله تعالى :"لا تهدي" على نفي القدرة على إدخال من أحبه الرسول عليه السلام  في الإسلام . وقوله "ولكن الله يهدي" فيه وقوع الهداية بالفعل من الله دون قدرة الرسول عليها ، وإثبات ذلك له تعالى فرع إثبات قدرته تعالى المطلقة على الخلق ، وعليه فإثبات الوقوع إثبات للقدرة لا محالة ، وهناك قوله تعالى :"وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم" وقد حملت الهداية المثبتت هنا على الدلالة والبيان والإرشاد، وهذا ضمن وظيفة الرسول –عليه السلام- . فأنت لا تخلق الهداية في قلب مخلوق لكنك تدله فحسب وترشده ، وقد تفرد الله بالهداية خلقا وتوفيقا وتأييدا . إن حصول الهداية ليس إليك بل إلى الله ونظيره قوله تعالى :"ليس لك من الأمر شيء" وهنا ننظر في هداية الله تعالى لمن هداه فإذا نحن أمام تعلق علم الله الأزلي بالواجبات والجائزات والمستحيلات تعلق انكشاف لا تعلق تأثير، وقد عرفنا من جزيئات ما علم الله أزلا نماذج ممن آمنوا ونمازج ممن كفروا ، فسلمان –رضي الله عنه- علم الله أزلا ما سيكون عليه سلمان الذي ترك ديانته عبادة النار وجاء عبر مسيرة من المشاق حتى التقى الرسول الخاتم –عليه السلام- في المدينة فآمن، ومن علامات نبوته ، وبالفحص تبين أنه هو الذي جاء وصفه في التوراة والإنجيل ،آمن سلمان ، أي: خلق الله الهداية في قلبه، لأنه علم أزلا أنه سيهتدي ، وأراد الله ذلك من الأزل ، ونموذج في المقابل كان قريبا من بيئة الرسول وهو عمه أبو لهب ، وبحسب علم البيئة كان الأولى به أن يؤمن بالرسول لألف اعتبار واعتبار ، منها أن الرسول ابن أخيه، ويعرفه عن كثب، وعز الرسول عزه ، ولكنا وجدنا ه عدوا شرسا قد بذل جهودا ضخمة في الصد عن سبيل الله فأبو لهب علم الله أزلا أنه سيكون على ما كان عليه ، فلم يخلق في قلبه الهداية مع تكرار دعوته من قبل الرسول ، ولم يرد الهداية له لأنه علم أنه مقفل على قلبه ، وهنا يتضح لنا أن الله تعالى يخلق الهداية أو الإضلال بحسب ما يتعلق به علمه الأزلي .. وقد ورد النص كما ثبت في كتب السنة: البخاري ومسلم وأحمد والنسائي وغيرهم أن الآية نزلت في أبي طالب عم الرسول –عليه الصلاة والسلام- ، فإنه مع دعمه لابن أخيه ووقوفه إلى جانبه أبى أن "يشهد ألا إله إلا الله" بل مات على ملة عبد المطلب ، وقد دعاه الرسول وهو يحتضر في مكة إلى أن يقول "لا إله إلا الله" ليحاج له بها عند الله لكنه أبى ، ولم تنفعه مناصرته للرسول لأنها ما كانت لله ، وإن كان كما وردت الآثار يخفف عنه بها من  العذاب ...