تفسير الاية في سورة الانفال ( اذ تستغيثون ربكم فاستجاب...
تاريخ الإضافة : 2013-02-16 15:32:21
سألني احد الاشخاص يا شيخنا الكريم عن تفسير الاية في سورة الانفال ( اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين ) وهنا نزلت الاية عن معركة بدر وفي ايات اخرى من القران الكريم ان الله قد مد المسلمين بثلاثة الاف وخمسة الاف من الملائكة -- ما اريد ان افهمه كيف ينزل الله الف من الملائكة في معركة بدر بينما القتلى من المشركين مجرد 70 شخص والا يكفي ان ينزل الله ملكا واحدا ليخسف المشركين جميعهم بل ملك واحد بقدرته وقوته يستطيع ان يخسف الجزيرة العربية باكلمها -- فلماذا انزل الله الفا ومرة أخرى ثلاثة الاف واخرى خمسة الاف --- ارجو من فضيلتكم ان توضحوا لنا هذه المسألة

- السؤال عن الكيفية لا يتطلب جوابا ، ولا يشكل إشكالا أساسا ، إلا إذا كان السؤال : لماذا ؟ أي: سؤال عن العلة من إنزال الملائكة !

- السؤال يقرر بقوة أن الإشكال نبت من : قدرة الملك ،وهذا ما نعتقده بالملك ، وهذا العدد من قتلى المشركين ، وبهذا يكون السائل قد تبنى مشاركة الملائكة في القتال ، ولم يقف أمام النص الذي حدد مهمة الملائكة :" إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا " وملاحظة " التثبيت " هنا تكشف أن دورهم لا يعدو لونا من ألوان ملأ القلب بالقوة والثبات ، وهي حالة يحتاج إليها المقاتل بلا خلاف ، بل إن المعارك إذا تكافأت القوة لاتحسم إلا بالثبات ، خاصة ما يسمى " لعبة عض الأصابع " ! !

- يرجع السؤال ليلح على مسألة واحد يكفي لاقتلاع قارة ! ويغفل السائل عن الجانب الإنساني فينا ، وهو الذي استدعى إنزال الملائكة ، اقرأ قوله تعالى على لسان النبي " ألن يكفيكم " ؟! والذي يلح على مٍسالة الكم والجمهرة الغفيرة ، ولولم تشارك جميعها فيما حشدت له ! ! فلو لحظ هذا لانكشف للسائل سر العدد

- الأصل- وهذا لب الموقف بعامة - في التعامل مع النص " الغيبي " مثل الإخبار عما هو غيب بالنسبة لنا، حيث ثبت نصا أن يدخل في دواخل الإيمان ، ومسألة استيعاب الأسرار غالبا ما ترجع لسعة الاطلاع ومعرفة سنن الله تعالى في الكون والإنسان ، ومبتنى النص على أن ينال به متلقيه درجة الإيمان " بالغيب "

- سيأتيك تفصيل قريبا عن هذه لمسألة بشيء من الإفاضة ، ولولا خشية التأخر عنكم في الإجابة أكثر مما كان لأجلت هذه الإجابة لأرسل الكل مرة واحدة ، ولك شكري الجزيل ، مع الاعتذار ، وبوركت