العلة وجرثومتها والدواء الناجع !
تاريخ الإضافة : 2013-02-16 16:09:44
العلة وجرثومتها والدواء الناجع !

قال تعالى : "كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8)"

يرصد في الآيات ما يتعلق بالإنسان المخلوق من " علقة "حيث يعربد في الأرض " ويطغى " والطغيان سلوك مدمر للحياة

- إذا كان الطغيان من الإنسان ، كطغيان " فرعون " دفعه إلى أن سفك الدماء،وزرع الشقاق بين الناس ، ليتمكن من استعبادهم ! فهو كارثي عليه ، قبل أن يكون مؤلما مرا لمن ينزله به!وحسب الطاغية مصيره الأكيد " فأما من طغى* وآثر الحياة الدنيا* فإن الجحيم هي المأوى " 

- وإذا اتصفت به ظاهرة كونية ، انقلبت وظيفتها من الإحياء إلى الإماتة ،و لايحدث هذا التحول إلا بأمر إلهي نافذ يصدر للظاهرة لتكون عقوبة من ذي الجلال سبحانه ، ودليله ظاهرة " الماء " فبينا هي سبب لحياة الحياء ، إذا بها تنهي من يغرقهم الله ويمسحهم من وجه الأرض، ويقال فيهم " بعدا للقوم الظالمين"وارصد هذا في قوله تعالى عند قيام الظاهرة بما خلقت له : " وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا"ثم تعال إلى حيث وظفت عقوبة تنزل بالظالمين : " فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)"وحيث كان الكون كله بذراته ومجراته في قبضته تعالى أوقفنا القرآن على أن الأمر بالإهلاك وقع على من أراد الله إهلاكهم وحدهم ، ونبه على ان الظاهرة دخلت في الطغيان المحمود هنا لإنجاز ما يراد منها ، فقد قال ربنا جل جلاله : " إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ"