المتشابه من القرآن!
تاريخ الإضافة : 2013-03-12 10:27:53
وجدت بعض الكاتبين يتحدث في مو ضوع العقيدة وأشكل علي هذه الفقرة احببت التأكد من سلامتها و دقتها وهي كما يلي ((أ- طائفةٌ هي أغلب المتقدمين وبعض المتأخرين يؤولون مجملاً من غير تعيين, ويقولون: إن المراد من الآية: إثبات أنه تعالى متصف بصفة سمعية لا نعلمها على التعيين تسمى صفة الاستواء وننزه الله عن ظاهرها)) وفيما يلي كامل كلامه (( سلسلة بحث كامل عن عقيدة المسلمين بالآيات المتشابهات: (12) أمثلة تطبيقية على مذهب الخلف في التأويل الإجمالي والتفصيلي: أ- في قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) [طه: ٥]. فنقول: يتفق الجميع من سلف وخلف على أن ظاهر الاستواء على العرش- وهو الجلوس عليه مع التمكن والتحيز- مستحيل, لأن الأدلة القاطعة تنـزه الله تعالى عن أن يشبه خلقه أو يحتاج إلى شيء منه, سواء أكان مكاناً يحل فيه أم غيره, وكذلك اتفق السلف والخلف على أن هذا الظاهر غير مراد لله قطعاً, لأنه تعالى نفى عن نفسه المماثلة لخلقه وأثبت لنفسه الغنى عنهم فقال: (ليس كمثله شيء) [الشورى: ١١]. ثم اختلف السلف والخلف بعدما تقدم: فرأى أهل السلف الحقيقيون (ليس من يدعي اليوم أنه سلفي) أن يفوّضوا تعيين معنى الاستواء إلى الله تعالى, فهو أعلم بما نسبه إلى نفسه وأعلم بما يليق به, وكيف يعيّنوا ولا دليل عندهم على هذا التعيين. ورأى الخلف أن يؤوِّلوا الاستواء, لأنه يبعد كل البعد أن يخاطب الله تعالى عباده بما لا يفهمون, وما دام ميدان اللغة متسعاً للتأويل وجب التأويل, بيد أنهم افترقوا في هذا التأويل فرقتين: أ- طائفةٌ هي أغلب المتقدمين وبعض المتأخرين يؤولون مجملاً من غير تعيين, ويقولون: إن المراد من الآية: إثبات أنه تعالى متصف بصفة سمعية لا نعلمها على التعيين تسمى صفة الاستواء وننزه الله عن ظاهرها. بـ- وطائفةٌ هب أغلب المتأخرين وبعض المتقدمين يعيّنون التأويل فيقولون: إنّ المراد بالاستواء هنا: هو الاستيلاء والقهر من غير معاناة ولا تكلف, لأن اللغة تتسع لهذا المعنى, ومنه قول الشاعر العربي: قد استوى بشر على العراق ...... من غير سيفٍ ودمٍ مِهْراق فيقولون: الرحمن استوى على عرش العالم وحكمه بقدرته ودبَّره بمشيئته. قلت: لكنّ ذلك لا يعني أنّ التأويل المدلّل للمتشابهات مذموماً, وقد أمر الله تعالى المسلم أن يبحث في القرآن ويتدبّره, لكن المذموم التأويل بحسب ما تهواه النفس,)) والسؤال يتعلق بالفقرة الاولى فقط واحببت عرض كامل النص للاطلاع وجزاكم الله خيرا لو كان هناك خطأ نرجو التكرم بالتصويب لننصح الاخ الذي عرض لهذا الكلام في صفحته ليصوب كما هو البيان الدقيق وجزاكم الله خيرا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته !

**المتشابه إن كان يرجع لفعل جاء في النص مثل قوله تعالى " الرحمن على العرش استوى " فنحن أمام نص أسند فيه " فعل " لله تعالى ،وهو " استوى " فالنص نؤمن به ،والمتشابه أنزل ليؤمن به ، ومع اعتبار ما جاء فيه من الصفات السمعية التي دل عليها النص ، إذهناك صفات دل عليها الكون ، مثل صفة القدرة ،وهي صفات عقلية ، فهذاالإيمان مع التنزيه ، ومع اعتبار هذه الصفة راجعة لصفات الأفعال ، لا ضير منه ، وقد ورد ذكر الاستواء في مواطن ، كلها جاءت في سياق خلق السماء والأرض ، والعرش مخلوق كما هو معلوم ، لم يكن ثم خلقه الله مع ما خلق ، وتفويض أمر معنى الاستواء لله أسلم من التأويل !وعلى هذا جاء مثل : الاستواء معلوم - أي لغة - والكيف غير معقول - لأن الكيفيات من صفات المخلوقات ، والسؤال عنه بدعة ، لأن السائل لا يبعد عن الذين يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، إلا إذا كان يسأل ليعلم ويحدد معرفته السليمة عما يسأل.