الإعجاز البلاغي في القرآن
تاريخ الإضافة : 2013-05-30 07:24:37
1- كثير من الناس بل أكثر الناس في زماننا لا يعرفون محل الإعجاز البلاغي في القرآن. وإنما علموا أنه معجز في بلاغته بالتواتر. فهل هذا يخرجهم من اسم المقلدين.

2- القرآن هو من أهم المعجزات، وقد عجز ويعجز وسيعجز كل من يحاول ان يأتي بمثله. فهل هذا الإتيان بمثل سورة من القرآن مستحيل ذاتي، أم هو جائز عقلي مستحيل عرضي؟ وجزاكم الله خيرا

بسم الله الرحمن الرحيم : في الجواب أقول بعد حمد الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :

  • مسالة الإعجاز البلاغي تابعة للأصل الذي هو الإيمان بالله وبرسوله ، والأصل هو الذي يتطلب التدليل ، ولو إجماليا ، للخروج من التقليد ، أما البلاغة فهي تابعة للتذوق الذي هو ثمرة للإحاطة بالحقائق اللغوية ، وهذه لا يبلغها كل الناس ، وعليه يكتفى بالرجوع إلى أهل الاختصاص البلاغي ، والاعتقاد بما يقررونه من جوانب بلاغية!

** السؤال الثاني يرجع إلى مذهبين : أهل السنة قالوا الإعجاز ذاتي ، ولا يدخل في الاستحالة العرضية ، وعبد الكريم مع هذا لمعنى دقيق ، هو أن كلام الله يمثله كلمات وصياغة ومضامين ، وروح تسري فيه ، وهو معنى دقيق كما قلت ، وربما عسر على أناس ، ولم يروه ، لأنهم قد فقدوا مما ذكرت بعضه ، بل الجانب البلاغي لديهم عسير الهضم تذوقا ! والمذهب الآخر هو " الصرفة " أي أنه بالإمكان الاتيان بمثله لو لا أن الله قد صرف الناس عن ذلك ، وهؤلاء لو دققوا فيما قالوا لوجدوا أنه لوكان كذلك لما احتاج الأمر للتفوق البلاغي الذي أقر به أهل الاختصاص ! إذ لوكان من حيث البلاغة دون ما هو عليه بكثير لكان أمر الصرفة أقوى في التأثير ، كأن تقول لإنسان: هذا الوزن يبلغ كيلو غراما ! فهل تقدر على رفعه ؟ وتتحداه بذلك ، فلو عجزعن حمله ، لكان أقوى في التحدي مما لو أتيته بألف كيلو ليحملها ، هذا ماتيسر  وسامحني !!