هل يجوز لنا أن نقول عن شيعة ايران بأنهم كفار
تاريخ الإضافة : 2013-06-20 06:11:44
هل يجوز لنا أن نقول عن شيعة ايران بأنهم كفار أم لا يجوز أن نقولها على مبدأ أنهم يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله مع العلم أننا درسنا حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم من سب الصحابة فقد كفر وما هو درجة صحة الحديث لاننا درسنا ولم نبحث عنه ولكم منا جزيل الشكر

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته !

بداية أسوق مجموعة من القضايا الهامة التي تفيد في تركيز الجواب :

  • لا يوجد حديث مما ذكرت في سؤالك ، وهناك أحكام سأبينها تتعلق بمسألة " سب الصحابة " علما أن السبّ ليس من خُلق المسلم مع غير الصحابة ، فكيف إّذا كان " المسبوب " من تلامذة خير البشر ، ومن عصر الرسول خير العصور ، وممن أثنى الله عليهم في نصوص كثيرة ، وممن آمن بالله تعالى وجاهد في سبيل الله ، ووقف في وجه الجاهلية وقفة عرفها التاريخ ، وطوى بعزمة عالية تاريخا أسود للطغيان في دولتي الروم والفرس ، وكانوا طليعة نشر رواق الإسلام في الأرض حتى بلغ حدود الصين ، وقلب فرنسا !
  • لو أننا اكتفينا بوجوب رد المعتدي كائنا من كان ، وتركنا أمر التكفير لعلماء الأمة الذين يضعون هذا الحكم محيّثا في موضعه لأشوينا ، وذلك لخطورة أمر " التكفير " خاصة إذا تمقهى به العامة ، فجعلوه من أحاديث المقاهي ! وهنا أبين أن التكفير بالجملة لا يطلق إلا إذا كان كل فرد من أفراد من " نكفرهم " يعتقدون المعتقد المكفر !فإذا لم نكو على خبر بكل الأفراد ، أو كان ما لدينا يدل على اختلاف كبير بين من نرميهم بالكفر ، فلا ينبغي لنا أن نتورط بهذا الحكم العام ! لأن من كفر من ليس بكافر ، فإن تكفيره يعود عليه ، ومن لم يكفر من ثبت كفره ، فهو بهذا الموقف يكفر ، فعليه تكفير من لا يجوز تكفيره كفر ، وعدم تكفير من ثبت كفره كفر كذلك ! أرأيت خطورة هذا الحكم !
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " أيما امرئ قال لأخيه : يا كافر ! فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال و إلا رجعت عليه " و في رواية : " على الآخر " حديث صحيح .
  • أخرجه مسلم ( 1 / 57 ) و أبو عوانة ( 1 / 23 ) و ابن حبان ( 1 / 234 / 250 ) وأحمد ( 2 / 44 ) من طرق عن عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و أخرجه البخاري ( 6104 ).
  • وقد سقت هذا لا لنتوقف عن إطلاق كافر على من ثبت كفره ، وإنما لنترك أمر الإطلاق للعلماء المتثبتين ، ولا نجعل التكفير " مضغة " نلوكها مع كل كلام !
  • مسألة الشهادتين والحذر من تكفير من قالهما ترجع إلى كون القائل لم ينقضهما ، إذ من أنكر معلوما من الدين بالضرورة ، كمن رأى أن الإسلام لا يصلح لهذا العصر ، أو قال بحل ما ثبتت حرمته بإجماع المسلمين ، كقوله بحل الربا ، أو الزنى ، فقد نقض الشهادتين ! ومثله مثل من توضأ ثم " فسا " فهل يبقى له وضوء !!!
  • ومثل هذا من صلى وصام وحج وأنكر معلوما من الدين بالضرورة ، فإذا كان هذا الإنكار ينقض الأصل ، أفلا ينقض ما هو ثمرة للأصل كالعبادات ؟
  • ثمة أوصاف جاءت بها النصوص ، ويطلب من المسلم المتفقه ان يعرفها بمعانيها الصحيحة ، وفرق كبير بين : المعصية والكفر ، وليس كل فاسق كافرا ، وإن كان كل كافر فاسقا ، وهناك أوصاف أذكر منها ما يتعلق بسلوك ما تناوله الحيث ليطلق الوصف المنسب لهذا السلوك ، وهذا يوقفنا أمام الدقة في الوصف ، والحذر من وضع وصف مكان الآخر ، وهذه مجموعة من لنصوص في هذا السبيل :
  • قال الله تعالى : " لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ "
  •  "عن أم أيمن أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بعض أهله فقال لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت أو حرقت بالنار ولا تفر يوم الزحف فإن أصاب الناس موت وأنت فيهم فاثبت وأطع والديك وإن أمراك أن تخرج من مالك ولا تترك الصلاة متعمدا فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت من ذمة الله "
  • العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر"
  • عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة "
  • عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ غَشَّ امْرَءًا مُسْلِمًا فِي أَهْلِهِ أَوْ خَادِمِهِ ، فَلَيْسَ مِنَّا "
  •  وَمَنْ غَشَّ مُسْلِمًا فِي بَيْعٍ أَوْ شِرَاءٍ فَلَيْسَ مِنَّا "
  • عبد الله بن بريدة عنه أبيه مرفوعا بلفظ : " الوتر حق ، فمن لم يوتر فليس منا . قالها ثلاثا "
  •  " من غشنا فليس منا " . أخرجه مسلم والطحاوي وأحمد
  •  مَرَّ رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بطعام قد حَسَّنَه صاحبُه فأَدْخَلَ يده فيه فإذا طعامٌ رديءٌ فقال : بِعْ هذا على حِِدَة ، وهذا على حِدَة ، فمن غَشَّنْا فليس منّا "
  •  قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ أَعَانَ بَاطِلاً لِيُدْخِلَ بِبَاطِلِهِ حَقًّا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم"
  •  من أعان ظالما ليدحض بباطله حقا فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله
  • وقوله : " فقد برئت منه الذمة " أي: لا ذمة له ، قال ابن الصلاح : ويجوز أن تفسر الذمة هنا بالحرمة ، ويجوز أن يكون من قبيل ما جاء في قوله " ذمة الله وذمة رسوله " أي ضمانه وأمانه ورعايته
  • عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا ، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا ، فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ ، فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ ».
  • أرجو أن لا تقول لي : دوّختني ، ولم أدر ما تريد ! فهذا يقوله من لا يريد أن يتعلم ، وله نزق يدعوه إلى الاختصار " المخل " الذي لا يبالي في المختصر بما يقول ، وأذكر بخطورة المسألة ، وأني لست مع العوام في تناولها ! ولست مع التكفير بالجملة إلا إذا كانت النصوص بذلك ، كما في مثل قوله تعالى : " لقد كفر الذين ... " أو مثل ما جاء المنافقين على الإجمال ن وحن لا ندري النفاق العقدي إلا إذا صرح به المنافق ، بخلاف النفاق السلوكي ، كمن " إذا حدث كذب !!
  • أعرج هنا على مسألة " الصحابة " رضي الله عنهم ، وأخزى عدوهم ، لأختم  ، فأسوق ما قرره العلماء فيهم ، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى مثل " عون المريد " المجلد الثاني ففيه ما يكفي إن شاء الله تعالى:
  • موقف أهل السنة والجماعة من الصحابة الذي يرجع إلى معطيات القرآن والسنة والتاريخ :
  •  قال أبو زرعة الرازي : توفي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومن رآه ، وسمع منه ، زيادة على مئة الف إنسان من رجل وامرأة كلهم قد روى عنه سماعاً أو رواية .
  • وقد ورد في الحديث أنه قال : ( إن الله اختار أصحابي على العالمين سوى النبيين والمرسلين ) .
  • قال ابن حجر الهيثمي : " الذي أجمع عليه أهل السنة والجماعة أنه يجب على كل مسلم تزكية جميع الصحابة بإثبات العدالة لهم ، والكفّ عن الطعن فيهم ، والثناء عليهم " .
  •      وأجمع علماء الإسلام على أن الصحابة عدول لايجوز للمسلم أن ينتقصهم ، بل عليه ذكر محاسنهم ، والإعراض عما شجر بينهم ، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة .
  •   فنحن- أهل السنة- على استصحاب ما كانوا عليه في زمن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى يثبت خلافه ، ولا التفات إلى مايذكره بعض أهل السير ، فإن ذلك لايصح ، وإن صح فله تأويل صحيح ، وما أحسن قول عمر بن عبدالعزيز – رضي الله عنه - : " تلك دماء طهر الله منها سيوفنا ، فلا تخضب بها ألسنتنا "
  •  وكيف يجوز الطعن في حملة ديننا ، أو فيمن لم يأتنا خبر عن نبينا إلا بواسطتهم ، فمن طعن في الصحابة فقد طعن في نفس الدين ، فيجب سد الباب جملة واحدة ، ولاسيما الخوض في أمر معاوية وعمرو بن العاص وأضرابهما رضي الله عنهم .
  •  لايجوز الطعن في الصحابة :
  • وجاء عن الإمام أحمد : " أنه لايجوز لأحد أن يذكر شيئا ً من مساوئهم ، ولا يطعن على أحد منهم بعيب و لانقص ، فمن فعل ذلك فقد وجب تأديبه وعقوبته ، ليس له أن يعفو عنه ، بل يعاقبه ، ويستتيبه ، فإن تاب قبل منه ، وإن ثبت أعاد عليه العقوبة وخلده في الحبس حتى يموت أو يراجع .
  • وعن الإمام مالك  : " إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي ، فلم يمكنهم ذلك ، فقدحوا في أصحابه ، حتى يقال رجل سوء ، ولو كان رجلا ً صالحاً لكان أصحابه صالحين " .
  •  انتقاص الصحابة زندقة !
  • وقال الإمام احمد : إذا رأيت أحداً يذكر أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – بسوء فاتهمه على الإسلام .
  •  وقال أبو زرعة الرازي – وهو إمام عصره ومن أجل شيوخ البخاري - :" إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله فاعلم أنه " زنديق " ذلك أن الرسول حق ، والقرآن حق ، وما جاء به حق ، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة ، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة " .
  • هذا ، وقد قال تعالى : " كنتم خير أمة أخرجت للناس " وقد اتفق المفسرون على أن الآية واردة في أصحاب رسول الله ، وأن الصحابة في هذه الآية ، وفي قوله : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) هم المشافهون .
  •  فأثبت الله لهم الخيرية على سائر الأمم ، ولاشيء  يعدل شهادة الله لهم بذلك ، فإذا شهد الله لهم وجب على كل أحد اعتقاد ذلك ، والإيمان به .
  •      وقال الله تعالى : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) وفي نصوص السنة الشاهدة بذلك كثرة كاثرة ، منها قوله  - صلى الله عليه وسلم - :" النجوم أمنة للسماء ، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء مايوعد ، وأنا أمنة لأصحابي ، فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي مايوعدون ، وأصحابي أمنة لأمتي ، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي مايوعدون " ..
  • ولايحتاجون – رضي الله عنهم – مع تعديل الله ورسوله لهم إلى تعديل أحد من الناس . قال ابن الصلاح : " ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة ، ومن لابس الفتن منهم فكذلك بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع ، إحسان للظن بهم ، ونظرا ً إلى ماتمهد لهم من المآثر ، وكأن الله سبحانه أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقله الشريعة .
  • ونقل ابن حجر من الخطيب في الكفاية : " أنه لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شيء لأوجبت الحال التي كانوا عليها – من الهجرة والجهاد ونصرة الإسلام ، وبذلك المهج والأموال ، وقتل الآباء والأبناء ، والمناصحة في الدين وقوة الإيمان واليقين – القطع بتعديلهم ، والاعتقاد بنزاهتهم ، ثم قال : " هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتمد قوله " .
  • قال الإمام مالك : كان عيسى – عليه السلام – يقول :" أمة محمد حكماء علماء كأنهم من الفقه أنبياء " وعقب عليه بقوله :" إن كان عيسى قاله ماأراهم إلا صدر هذه الأمة " .
  • وقال الإمام مالك : بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة الذين فتحوا الشام قالوا :" والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا "
  • قال الحافظ أبو زرعة الرازي لمن قال له : إني أبغض معاوية : ولم ؟ قال لأنه قاتل عليا ً بغير حق ، فقال أبو زرعة : رب معاوية رب رحيم ، وخصمه خصم كريم ، فما دخولك بينهما .
  • وقد قال – صلى الله عليه وسلم – يحذر من إيذاء الصحابة : " الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا ً من بعدي ، من أحبهم فقد أحبني ، ومن أبغضهم فقد أبغضني ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله يوشك أن يأخده ، فاتقوا الله ، ثم اتقوا الله ".
  • أي : أنشدكم الله ثم أنشدكم الله في حق اصحابي وتعظيمهم ، فلا تتخذوهم كالغرض الذي يرمى إليه بالسهام ، فترموهم بالكلمات التي لاتناسب مقامهم .
  •  ومعلوم أن الإيذاء على الله تعالى محال ، ومعناه هنا تعدي الحدود ، والمخالفة للأحكام ن ووشك الأخذ من الله : قرب العذاب .
  •  وفي رواية : " لاتسبوا أصحابي ، فمن سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لايقبل الله منه صرفاً ولاعدلاً " .
  • والصرف : الفرض ، والعدل : النفل ، واللعن : إنما هو واقع في المستحل او خارج مخرج المبالغة في الزجر .
  • وقال أبو سعيد إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال :" لاتسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل احد ذهباً ماأدرك مدأحدهم ولانصيفه " .
  •  وقال تعالى في صلة الصحابة – رضي الله عنهم - : " ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزارع ليغيظ بهم الكفار "
  •  وقال تعالى : " والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا " فالآية الثانية تبين أن الله قد نهى سبهم كما يفهم من السياق ، لأنه ضد الاستغفارالذي أثنى به على فاعله ، والبغض الذي هو ضد طهارة القلب ، وهذا معنى قول السيدة عائشة – رضي الله عنها - : " أمروا بالاستغفار لأصحاب محمد فسبّوهم "
  •  وعن مجاهد قال ابن عباس : " لا تسبوا أصحاب محمد ، فإن الله قد أمر بالاستغفار لهم كما لا يجوز الاستغفار للمشركين.
  •  وأما الآية الأولى فالصحابة مع النبي كالشطء مع الزرع ليغيظ بهم الكفار .
  • لقد أخذ الإمام مالك من هذه الآية – في رواية عنه – بكفر الذين يبغضون الصحابة حيث يقول : لأن الصحابة يغيظونهم ، ومن غاظه الصحابة فهو كافر .
  • وقال ابن حجر الهيثمي : وهو مأخذ حسن ، يشهد له ظاهر الآية ، ومن ثم وافقه الشافعي في قوله بكفرهم ، ووافقه جماعة من الأئمة ، أمثال الإمام أحمد والقاضي أبو يعلى .
  •      ثم إن من سب الصحابة أو واحداً منهم ، فإن نسب إليه ما لا يقدح في عدالتهم او في دينهم بأن يصف ببخل أو جبن أو قلة علم أو عدم زهد ، ونحو ذلك ، فلا يكفر فاتفاق الفقهاء ، ولكنه يستحق التأديب .
  •      قال ابن تيمية : سب أصحاب رسول الله حرام بالكتاب والسنة ، أما الكتاب فقوله تعالى : " ولايغتب بعضكم بعضاً " وأدنى أحوال الساب لهم أن يكون مغتاباً ، وقال : " ويل لكل همزه لمزة " وقال : ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا ً وإثماً مبيناً " وقد مرت أحاديث كثيرة في النهي عن السب .
  • وقال الجمهور : لا يكفر بسب أحد من الصحابة ، ويكفر بتكفير جميع الصحابة ، أو القول بأنهم ارتدوا جميعاً بعد رسول الله أو أنهم فسقوا ، لأن ذلك تكذيب لما نص عليه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم ، والثناء عليهم ، قال تعالى : " لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة " وغيرها كثير .
  • واختلف في ساب الصحابي ، فقال القاضي عياض : قال الجمهور يعزر ، وقال بعض المالكية يقتل ، وخص بعض الشافعية ذلك بالشيخين والحسنين ، وقواه السبكي ، فيمن كفر الشيخين ، وفيمن كفر من صرح الرسول – صلى الله عليه وسلم – بإيمانه ، أو بتبشيره بالجنة إذا تواتر الخبر به .  
  • وقال القاضي أبو يعلى : " الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة إن كان مستحلاً بذلك كفر ، وإن لم يكن مستحلاً فسق .
  •  وقال إسحاق بن راهويه : من شتم أصحاب النبي يعاقب ويحبس ، وذهب الإمام مالك إلى أن من شتم النبي قتل ، ومن سب أصحابه أدّبَ .
  •  قال ابن تيمية : " من سب احداً من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من أهل بيته وغيرهم ، فقد أطلق الإمام أحمد أنه يضرب نكالاً ، وتوقف عن قتله وكفره " .
  • سب الشيخين كفركما في حاشية ابن عابدين : " من سب الشيخين أو طعن فيهما كفر ، ولا تقبل توبته " وهذا يقوي القول بعدم قبول توبة ساب الرسول – صلى الله عليه وسلم – ، قال ابن عابدين : ( وهو الذي ينبغي التعويل عليه في الإفتاء والقضاء رعاية لجانب حضرة المصطفى – صلى الله عليه وسلم –
  • وجاء في فتاوى قاضيخان : ( يجب إكفار من كفر عثمان أو علياً أو طلحة أو عائشة ، كذا من يسب الشيخين او يلعنهما ) .
  •  وروى عن مالك : من سب أبا بكر جلد ، ومن سب عائشة قتل ، قيل له : لم ؟ قال : من رماها فقد خالف القرآن ، لأن الله تعالى قال : " يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين " .

هذا ما تيسر في الجواب ، وأنصح ألا نتوسع في قضية التكفير ، ونترك أمره للمتخصصين من العلماء الثقات ، وخاصة إذا رمي به مجموع معين قد لا يكون فيهم من يكفر باعتقاد أو بقول ، ونركز على مسألة من اعتدى علينا أن نرد عليه عدوانه