خلق الله الكفار وهو يعلم مصيرهم النار
تاريخ الإضافة : 2013-06-20 06:56:38
لم خلق الله عز وجل الكافرين ، و قد علم أنهم سيدخلون النار \" طبعا مقصرين في أعمالهم مستكبرين في رعوناتهم !! أليس هو الرحمن الرحيم . ما نقول عن هذا ؟ وجزاك الله كل خير .

 

  • ساحة واسعة الأرجاء تسع كل أهل المدينة ، أعدها ولي الأمر ليكرم بها أهل مدينته ، ودعاهم جميعا إلى ساحة كرامته ، فكان هناك جاحدون لولي الأمر ، منكرون له ولكرامته ، ناصبوه وناصبوا رسله الذين أرسلهم إليهم لدعوتهم العداء ، وبدأ الحفل ، حفل التكريم ، وكرم الحاضرون بأروع تكريم ! وإذا بالجاحدين قد غابوا عن الساحة ،وحرموا مما كرم به المكرمون ! هل ينعت ولي الأمر هنا " بالبخل " وهل يصح عقلا وحتى عاطفة أن يقال : أين الكرم ؟ يا ناس: قد قالوا عن ولي الأمر إنه كريم ، وقد تبين لعدم حضور بعض أهل البلد الحفل أنه ليس كذلك ؟ لم يحضروا إباء لا لأن ولي الأمر قد علم انهم لا يحضرون ، فهل يطالب هنا بأن يكرمهم مع جحودهم ؟ ما أدري بأي منطق يكون ذا الاعتراض على كرم ولي الأمر !!
  • هم لم ينالوا نصيبا من الرحمة لا لضيقها عنهم بل لأنهم ضاقوا عنها ، هي لو أقبلوا عليها لوسعتهم ، لكنهم أعرضوا عنها جحودا بها فأعرض الله عنهم وهو الرحمن الرحيم ، وتصور غير ذلك يعني أن يجعل المجرمين كالمسلمين !!!
  • ثم قبل هذا ومعه المسألة عقدية مبتناة على الإيمان بالله تعالى والتصديق بخبره ، دون أن ننتصب لننظم أمر الكون والحركة فيه على غير ما رتب الله تعالى !
  • هم دُعُوا لدار الاختبار ليربحوا على الله فأبوا الربح ، ورفضوه ، وسخروا منه !
  • أما علم فلم ؟ فهذا جوابه من قلبه إذ كيف يقال علم انهم ومع ذلك أوجدهم ! فهل علم أنهم من أهل النار، وتريد ألا يُوجدهم ؟ علم أنهم يُعذبون ، وعلمُ الله كاشفٌ وأزلي ، وليس بمجبر ، ولا يتغير ، فكيف يراد ألا يكون ما علمه ؟ كأنك تريد لم علم الله ذلك ؟ وهذا سؤال ما أظن أن أحدا يتوجه به إلى مخلوق !!
  • لو وجه السؤال إلى إبليس ربيب العصيان : لم عصيت فشقيت ، أما كان لك أن تسجد وتربح !!!

خلق الله تعالى الكفار حيث تعلقت بهم قدرته ، فكانوا في قيد الحياة ، ليربحوا منه ،ودعاهم إلى سبيل الربح ، فاعرضوا عن سلوك هذه السبيل ،وصدوا آخرين عن هذه السبيل ، فكانوا من أهل النار، ولو افترضنا بناء على هذا أنه علم مصيرهم ، فاستتبع العلم بذلك ألا يخلقهم بناء على رغبة السائل ، فهذا يوقفنا على ما يلي : علم أن أناسا يدخلون النار ، فلم يخلقهم لئلا يدخلوا النار ! فما مصير مضمون ما علم ؟ أماعلم أنهم خلقوا ، فكفروا ، فدخلوا النار ! ثم لم يخلقهم فلم يكفروا ، فلم يدخلوا النار!! إذا علم أنه لم يخلقهم ولم يدخلوها ! وهنا يقال : ما الذي علمه ضبطا ؟ أخلقهم فكفروا فدخلوا النار بكفرهم ؟ أم علم أنه علم بمصيرهم فلم يخلقهم وانتفى مصيرهم ولم يدخلوا النار ؟حيث علم كان لا بد من أن يظهر ما تعلق به علمه ، وإلا كان علمه جهلا ؟ ثم أرى أن هذا السؤال من صنع الوسواس الذي يُغفل عن أن العلم ليس مجبرا ، وأن ما علم الله أنه سيكون لا بد من أن يكون ، وأن السلوك السليم الذي يجعلنا دعاة هو أن نطلب ممن كفر أن يعرض عن الكفر ، وأن يسلك مسالك النجاة والسعادة ، حيث إننا لا ندري ما دام الكافر في قيد الحياة يؤمل منه ان يسلم ، ومن هنا جاء النص يقرر شقاء الكافر إذا مات على الكفر " إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك اصحاب النار " ويدخل في هذا أني أوقن أن هذا السؤال يطرح لتتورم النفس أمام جهلها بأبعاد حكمة الله ، وأن هؤلاء قد سلكوا ما به أهلكوا أنفسهم ن وما اظن أن هذا الوسواس قد طرح ما طرح وينتظر الجواب ! وعموما لا نحيط بحكمة الله في الوجود ن وإن كان جل الجواب يرجعى إلى بيان التناقض فيه ، ومثل هذا السؤال قد ذكره الرسول يحذر أمته من أمثاله ، وأن أسئلة لا يلتفت إليها لتناقضها في نفسها !!!

وهنا يقال :الإنسان في الدنيا لا يطلب منه أن يرتب هذا الكون ، لأنه لا يقدر ، والمطلوب أن يفهم هذا الكون ، ويحسن بوظيفته فيه ، ثم يُسأل هل لا يدري الرسول عليه الصلاة والسلام ، والصحابة الكرام ، هذه المعاني ؟ فهل هناك ما يدل على أنهم عالجوا فهمها بصورة من صور المعالجة !!أم أن الإنسان اليوم أعمق فهما لهذه المسائل الإلهية !!