الأبيات التي ترنم بها الشيخ محي الدين بن عربي على فنن...
تاريخ الإضافة : 2013-11-28 09:49:01
.. أنا طالبة لغة عربية في السنة الرابعة في جامعة دمشق, كُلِّفتُ بمشروع حلقة بحث عن أدب الدول المتتابعة وقد اخترت قصيدة لسلطان العارفين الشيخ \\\"محيي الدين بن عربي\\\" لأحلّلها تحليلاً منهجيّاً..ولكن ما أتمنى أن تساعدوني به هو شرح للقصيدة التي أريد دراستها فمعانيها عميقة ولم أستطع فهمها بشكل كافي.. وهي القصيدة التالية: محيي الدين بن عربي >> إذا كانَ عينُ الحبِّ ما ينتجُ الحبُّ رقم القصيدة : ۱۱۱۷۹ ----------------------------------- إذا كانَ عينُ الحبِّ ما ينتجُ الحبُّ فما ثمَّ من يهوى ولا من له حبُّ فإن التباسَ الأمر في ذاك بين وقد ينتج البغضاءَ ماينتجُ الحبُّ ولكنه معنى لطيفٌ محقق يقومُ بسرِّ العبدِ يجهلهُ القلب لأنَّ له التقليب في كلِّ حالة به فتراه حيثُ يحمله الركب وذو الحب لم يبرحْ مع الحب ثابتاً على كل حالٍ يرتضيها له الحب فإن كان في وصلٍ فذاكَ مراجهُ وإن كان في هجرٍ فنارَ الهوى تخبو شكورٌ لما يهواه منه حبيبُه فليس له بعدٌ وليس له قرب ولكنه يهوى التقرُّبَ للذي أتته به الآمالُ إذ تُسدل الحُجُب فيهوى شهودَ العين في كل نظرة وما هو مستورٌ ويجهله الصَّب فلو ذاقهُ علماً به وعلامة له فيه لم يبرح له الأكلُ والشُّرب ولكنه بالجهلِ خابت ظنونُه فليس له فيما أفوه به شرب فيطلبه من خارجٍ وهو ذاته وينتظر الإتيان إنْ جادتِ السُّحبُ فلا خارجٌ عني ولا فيّ داخل كذاتي من ذاتي كذا حكمُهُ فاصبو إليه فلا علمَ سوى ما ذكرته ولكنَّ صغيرَ القومِ في بيتهِ يحبو فلو كان يمشي في الأورِ منفذ اً لما كان يعميه عن إدراكه الذَّنب . . أرجو الإفادة سريعاً بكل ما يتعلق بهذه القصيدة من شروح أو أفكار أو تحليلات لغوية صوفية كما أرجو إفادتي بتصويب التشكيل وتوضيحه لأستطيع الوصول إلى المعنى المراد فقد تعثر علي تحقيقها من الديوان لأنها غير مضبوطة فيه.. ولكم وافر الشكر والامتنان . وجزاكم الله خيراً.دمتم بخير .

 

ثمة منطلقات أعرضها غير مرتبة ، ولابد من تقديم أهمها لنتمكن من الوقوف على أبعاد ما قاله الشيخ رحمه الله تعالى في هذا النص :

 

- الشعر الصوفي يصطبغ بالرمز، والضبابية التعبيرية ، وهذا  يتطلب إحاطة بالمصطلحات التي توظف فيه ، والرموز التي يقيمها شاعرهم !

- عرض المعاني التي نضح بها النص تتمحور بأمرين :

الأول: رصد ما طفح به النص من معان قريبة ، ترصد من خلال معاني الكلمات ، والتراكيب ، وما يتصل بعطاء الكلمة معرفة ونكرة ، جمعا ومفردة !

الثاني: الوقوف على المعاني الغائرة في حنايا التركيب التي لا تذاق إلا بدراية كاملة بالمسار المعرفي الصوفي ، ومحل هذا التذوق " القلب "

والبداهة تقول : إذا كان من يحدثك عن مشهد هو فيه ، وليكن في الطابق " الخمسين " من برج يطل على حديقة من الحدائق العامة ، وقد اخذ يرصد ما تقع عليه عينه ، فالناس في الحديقة لهم مقاس يتناسب مع علو " الراصد " وبعده عنهم ، والأشجار بمثل هذا الاعتبار ! فلا بد للمتلقي من أن يكون في المرتقى الذي يُحدَث عنه ،وإلا لو قال الراصد: طول الشجرة في نظري لا يتجاور الخنصر من الأصابع !  وكان المتلقي يجلس تحت تلك الشجرة ، ولم يكن في المرتقى نفسه ! فكيف يستوعب ما يقال ؟!

هذا لون تقريب لمن أراد أن يستوعب ما يتغنى به من هو في مقامات القرب من الله ، حيث ينحسر وجود الخلق عن " شاشة قلبه "

- تجلية المعاني التي تلتمس من النص لتكون صادقة لا بد من معرفة الكلمات التي هي من معجم السادة الصوفية ، من مثل القلب والروح والسر والعقل والكون والتجلي والشهود والغيبة والسكر و...

- معرفة مشرب القائل – هنا – من الأهمية بمكان ، ومعرفة مجموعة من حقائق التوحيد ، مما يتعلق بالذات والصفات والأسماء ، والتجليات التي نشهد بها أنوار الأسماء ، وحقيقة الواجب من أقسام الحكم العقلي ، والممكن ! وإمكانية تحول الممكن إلى واجب عرضي وجائز عرضي ، بخلاف الواجب ، فإنه لا يقبل الانتقال عن الوجوب !

وما يذكر عن " الشيخ " أنه يقول بوحدة " الوجود " وربما نقل مثل هذا عن ابن الفارض ، وخاصة في " التائية " والوقوف على أبعاد هذا المشرب يساعد على اكتناه مسار النص التعبيري !

وهنا أسوق مجموعة من المصطلحات الصوفية لنرى تلك الأبعاد من المعاني ، التي تعين على الدخول إلى رحاب النص الحسية ، وندع التذوق لأصحاب القلوب !

فهل أكمل على مثل هذا ؟ أترك الأمر إليك !!!

ليس من الصواب أن نتحدث عن مصطلحات الصوفية قبل كليمة عن التصوف نفسه :

التصوف:هو الوقوف مع الآداب الشرعية ظاهرا، فيرى حكمها من الظاهر في الباطن ، وباطنا فيرى حكمها من الباطن في الظاهر، فيحصل للمتأدب بالحكمين كمال!

 وقيل:هو مذهب كله جد، فلا يخلطونه بشيء من الهزل!

 وقيل:هو تصفية القلب عن موافقة البرية ، ومفارقة الأخلاق الطبيعية، وإخماد صفات البشرية ، ومجانبة الدعاوى النفسانية، ومنازلة الصفات الروحانية ، والتعلق بعلوم الحقيقة ، واستعمال ما هو أولى على السرمدية ، والنصح لجميع الأمة ، والوفاء لله- تعالى- على الحقيقة ، واتباع رسول الله-صلى الله عليه وسلم - في الشريعة !

 وقيل: هو ترك الاختيار، وقيل: بذل المجهود، والأنس بالمعبود! وقيل:هو حفظ حواسك من مراعاة أنفاسك!

 وقيل: هو الإعراض عن الاعتراض !

 وقيل: هو صفاء المعاملة مع الله- تعالى- وأصله التفرغ عن الدنيا!

وكل هذه التعريفات لا تتعارض ، ولاتتناقض ، بل تصب في مصاب تزكية النفس ومجاهدتها في ذات الله- تعالى – ولعل كل واحد أخذ زاوية من المشرب ن واخذ يحدد ما يراه منه !

- حسنٌ هنا أن أسوق ما يتعلق بتعلق قدرة الله تعالى بالممكنات تعلقا تنجيزيا حادثا ، لما يجليه معنى هذا التعلق من شهود يبلغه قلب المتوجه إلى الله- تعالى- حيث بنظرة قلبية صافيه للسالك يكشف له عن العدم السابق على المخلوق ، والذي قررته السنة الصحيحة ، فقال رسول الله : " كان الله ولم يكن معه غيره " وهنا يملأ القلب شهودُ من له صفة البقاء الذاتي ، حيث زال عن عين القلب من له صفة الحدوث ، ولا يذهبن البال إلى أن هذا شهودٌ لعين الذات ! هيهات ! وإنما هو لون علم راسخ يعبر عنه بالشهود!

هذا ، وقد قرر العلماء أن كل المخلوقات:

التي ظهرت في ساحة الوجود قد سبقها العدم ، وقد أظهرها الله بقدرته على حسب ما خصصته الإرادة أزلا !

فظهر بهذا أن العارف يشهد فناء الفاني وبقاء الباقي بعين اليقين ن وينطلق تعبيره " ليس في الوجود إلا الله " وفيه ما فيه من اللبس ، حيث نفى بقوله وجود المخلوقات ، وبالقطع لا يريد هذا المعنى ، وإنما يريد :أن ما لا وجود لذاته من ذاته ، فوجوده لولا عين محال !

ومن ليس له باع في هذا المشرب يسيء الظن بهؤلاء  ويرميهم " بوحدة الوجود " وأذكر هنا بما سبق أن ذكرته أن من ليس في الموقع الروحي الذي يترنم منه الشادي لا يقدر على استيعاب المراد مما يقول ، لأنه سينزله بحسب معرفته ، وقدرته على الاستيعاب !

ومما نقله لنا التاريخ الصوفي أن باحثا حلل نصا من نصوص الصوفيه ، فإذا به يرمي قائله بطامة ، علما أن المعنى قد سيقت فيه نصوص قرآنية متوهجة الدلالة ، فقد سئل مرةأحد المشايخ الذائقين لهذه المعاني- وهو في درس التفسير بالجامع الكبير بتطوان- عن الدليل على وجود الله، فأطرق مليا ، ثم رفع رأسه، وقال ارتجالا:

نحن في مذهب الغرام أذلهْ* إن أقمنا على الحبيب أدلهْ

كيف يظهر للعقول سواه * وسناه كسا العوالم جملهْ

فتراه في كل شيء تراه * فهو الكل دائما ما أجلهْ

وقد نقل عن ابن الفارض مثل هذا المنحى ، ومن لم يكن له باع من مشربهم يسيء بهم الظن إساءة فاحشة ، على أني لا أنكر أن هناك من يقول بوحدة الوجود ، ومما هو مقطوع به أن هذا الاعتقاد من الضلالة بمكان ظاهر !!

فلابن الفارض قصيدة من هذا الضرب من المعنى يقول في مطلعها :

أتطلب ليلى وهي فيك تجلت * وتحسبها غيرا وغيرك ليست

فذا بله في ملة الحب ظاهر * فكن فطنا فـ(الغير) عين القطيعة

وأسوق هنا مجموعة من مصطلحاتهم كما وعدت لندخل في رحاب النص بعدها :

 - في قوله- تعالى- من سورة الفاتحة " إياك نعبد وإياك نستعين " مشهدان ! وإن كلا من هذين المشهدين متضمن للفرق والجمع ،الذي يتحدث عنه السالكون إلى الله تعالى سفرا إليه ، وكمال العبودية بالقيام بهما في كل مشهد!

 ففرق" إياك نعبد": تنوع ما يَعبد به ، وكثرة تعلقاته ، وضروبه

 وجمعه : توحيد المعبود بذلك كله ، وإرادة وجهه وحده ، والفناء عن كل حظ ومراد يزاحم حقه، ومراده!

 فتضمن هذا المشهد فرقا في جمع وكثرة في وحدة فصاحبه يتنقل في منازل العبودية من عبادة إلى عبادة ومعبوده واحد لا إله إلا هو

 وأما فرق" إياك نستعين" فشهود ما يستعين به عليه، ومرتبته ومنزلته ، ومحله من النفع والضر، وبدايته ، وعاقبته، واتصاله بل وانفصاله ، وما يترتب عليه من هذا الاتصال والانفصال!

 ويشهد مع ذلك فقر المستعين ، وحاجته ، ونقصه ، وضرورته إلى كمالاته التي يستعين ربَه في تحصيلها ، وآفاته التي يستعين ربَه في دفعها ، ويشهد حقيقة الاستعانة ، وكفاية المستعان به ، وهذا كله فرق يثمر عبودية هذا المشهد

 وأما جمعه : فشهود تفرده- سبحانه- بالأفعال ، وصدور الكائنات بأسرها عن مشيئته ، وتصريفها بإرادته وحكمته

 فغيبته بهذا المشهد عما قبله من الفرق : نقص في العبودية كما أن تفرقه في الذي قبله دون ملاحظته : نقص أيضا ، والكمال: إعطاء الفرق والجمع حقهما في هذا المشهد والمشهد الأول

 فتبين تضمن إياك نعبد وإياك نستعين للجمع والفرق !

السفر:- في اللغة- قطع المسافة وشرعا فهو الخروج على قصد مسيرة ثلاثة أيام ولياليها فما فوقها بسير الإبل ، ومشي الأقدام ، والسفر عند أهل الحقيقة عبارة عن سير القلب عند أخذه في التوجه إلى الحق بالذكر، والوصول في هذا السفر وصول علم به ن إذ جل ربنا أن يتصل بشيء ، أو أن يتصل به شيء !

 والأسفار أربعة :

 السفر الأول: هو رفع حجب الكثرة عن وجه الوحدة ، وهو السير إلى الله من منازل النفس ، بإزالة التعشق من المظاهر والأغيار إلى أن يصل العبد إلى الأفق المبين ، وهو نهاية مقام القلب .

 والسفر الثاني: وهو رفع حجاب الوحدة عن وجوه الكثرة العلمية الباطنية ، وهو السير في الله بالاتصاف بصفاته ، والتحقق بأسمائه ، وهو السير في الحق بالحق إلى الأفق الأعلى ، وهو نهاية حضرة الواحدية.

وهنا ملاحظة مهمة : لا يقصد بهذا الاتصاف أن عين صفات الله هي التي يتصف بها العبد ، إذ لا يصح هذا المعنى عقلا ، ولا اعتقادا ، وإنما يراد به أن العبد يتصف بالصفات التي يحبها الله فيه ، مع كون صفات العبد على ما يليق بالعبد ، فالعلم والحلم والعفو والجود ...ومثل هذه ، من باب : إن الله جواد يحب الجود !

والسفر الثالث: هو زوال التقييد بالضدين الظاهر والباطن ، بالحصول في أحدية عين الجمع ، وهو الترقي إلى عين الجمع والحضرة الأحدية ، وهو مقام " قاب قوسين " وما بقيت الاثنينية ، فإذا ارتفعت فهو مقام " أو أدنى " وهو نهاية الولاية .

 والسفر الرابع: عند الرجوع عن الحق إلى الخلق في مقام الاستقامة ، وهو أحدية الجمع والفرق ، وهو السير بالله ، للتكميل ، وهو مقام البقاء بعد الفناء ، والفرق بعد الجمع!

الفناءُ- بالفتح- سقوط الأوصاف المذمومة ، كما أن البقاء وجود الأوصاف المحمودة!

 والفناء فناءان: أحدهما ما ذكر، وهو بكثرة الرياضة ، والثاني عدم الإحساس بعالم الملك والملكوت ، وهو بالاستغراق في عظمة الباري، ومشاهدة الحق ، وإليه أشار المشايخ بقولهم: الفقر سواد الوجه في الدارين يعني: الفناء في العالمين

كلمات لها دلالة عند القوم

في السر والاعلان، يعني: القلب واللسان

وفي إطار التعبير : ..من رأى أن ثيابه ممزقه فإنه يؤول بكشف السر.

التجريد إماطة السوى والكون عن السر والقلب ، إذ لا حجاب سوى الصور الكونية ، والأغيارُ المنطبعة في ذات القلب والسر فيهما كالنتوء والتشعيرات في سطح المرآة القادحة في استوائه المزايلة لصفائه

التجلي ما ينكشف عن القلوب من أنوار الغيوب ، وإنما جمع الغيوب باعتبار تعدد موارد التجلي ، فإن لكل اسم إلهي بحسب حيطته ووجوهه تجليات متنوعة!

وأمهات الغيوب التي تظهر التجليات من بطائنها سبعة:

 "غيب الحق" وحقائقه ، و"غيب الخفاء" المنفصل من الغيب المطلق بالتمييز الأخفى في حضرة " أو أدنى "

 و"غيب السر" المنفصل من الغيب الإلهي بالتمييز الخفي في حضرة " قاب قوسين"

 و"غيب الروح " وهو حضرة السر الوجودي المنفصل بالتمييز الأخفى ، والخفي في التابع الأمري ،

 و"غيب القلب" وهو موقع تعانق الروح والنفس ، ومحل استيلاد السر الوجودي ، ومنصة استجلائه في كسوة أحدية جمع الكمال ، و"غيب النفس" وهو أنس المناظرة!

 و"غيب اللطائف البدنية" وهي مطارح أنظاره لكشف ما يحق له جمعا وتفصيلا

  - التجلي الذاتي: ما يكون مبدؤه الذات من غير اعتبار صفة من الصفات معها ، وإن كان لا يحصل ذلك إلا بواسطة الأسماء والصفات ، إذ لا ينجلي الحق من حيث ذاته على الموجودات إلا من وراء حجاب من الحجب الأسمائية

  - التجلي الصفاتي: ما يكون مبدؤه صفة من الصفات من حيث تعينها ، وامتيازها عن الذات

  - الصفات الجلالية هي ما يتعلق بالقهر والعزة والعظمة والسعة

  - الصفات الجمالية ما يتعلق باللطف والرحمة

  - الصفات الذاتية هي ما يوصف الله بها ولا يوصف بضدها نحو القدرة والعزة والعظمة وغيرها

  - الصفات الفعلية هي ما يجوز أن يوصف الله بضده كالرضا والرحمة والسخط والغضب ونحوها

- الروح الأعظم- الذي هو الروح الإنساني- مظهر الذات الإلهية من حيث ربوبيتها ، ولذلك لا يمكن أن يحوم حولها حائم ، ولا يروم وصلها رائم ، لا يعلم كنهها إلا الله تعالى ، ومراتبه في اصطلاح أهل الله وغيرهم ، وهي:

 السر والخفاء والروح والقلب والكلمة والروع والفؤاد والصدر والعقل والنفس

 - الروح الإنساني: هو اللطيفة العالمة المدركة من الإنسان الراكبة على الروح الحيواني ، نازل من عالم الأمر، تعجز العقول عن إدراك كنهه ، وتلك الروح قد تكون مجردة ، وقد تكون منطبقة في البدن !

- السر: لطيفة مودعة في القلب ، كالروح في البدن ، وهو محل المشاهدة ، كما أن الروح محل المحبة ، والقلب محل المعرفة

 - سر السر: ما تفرد به الحق عن العبد، كالعلم بتفصيل الحقائق في إجمال الأحدية ، وجمعها واشتمالها على ما هي عليه " وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو"

- الطاهر الباطن: من عصمه الله تعالى من الوساوس والهواجس!

 والطاهر السر والعلانية: من قام بتوفية حقوق الحق والخلق جميعا لسعته برعاية الجانبين !

 والطاهر الظاهر: من عصمه الله من المعاصي

مصطلحات في التصوف

الغيب المكنون والغيب المصون: هو السر الذاتي ، وكنهه الذي لا يعرفه إلا هو، ولهذا كان مصونا عن الأغيار، ومكنونا عن العقول والأبصار

- غيب الهوية، وغيب المطلق: هو ذات الحق باعتبار اللاتعيّن

 - الغيبة: غيبة القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق بل من أحوال نفسه بما يرد عليه من الحق إذا عظم الوارد واستولى عليه سلطان الحقيقة ، فهو حاضر بالحق ، غائب عن نفسه ، وعن الخلق ومما يشهد على هذا قصة النسوة اللاتي قطعن أيديهن حين شاهدن يوسف ، فإذا كانت مشاهدة جمال يوسف مثل هذا فكيف يكون مشاهدة أنوار ذي الجلال

الأفق الأعلى: نهاية مقام الروح ، وهو الحضرة الواحدية ، وحضرة الإلهية

 - الأفق المبين: نهاية مقام القلب

الإلهام: ما يُلقى في الرُوع بطريق الفيض

 وقيل: الإلهام ما وقع في القلب من علم ، وهو يدعو إلى العمل من غير استدلال بآية ، ولا نظر في حجة ، وهو ليس بحجة عند العلماء إلا عند الصوفية ، والفرق بينه وبين الإعلام أن الإلهام أخص من الإعلام ، لأنه قد يكون بطريق الكسب ، وقد يكون بطريق التنبيه

- التداني: معراج المقربين ، ومعراجهم الغائي بالأصالة ، أي: بدون الوراثة ن ينتهي إلى حضرة " قاب قوسين " وبحكم الوراثة المحمدية ينتهي إلى حضرة" أو أدنى " وهذه الحضرة هي مبدأ رقيقة التداني

 - الحجاب: كل ما يستر مطلوبك ، وهو عند أهل الحق انطباع الصور الكونية في القلب المانعة لقبول تجلي الحق

- الران: هو الحجاب الحائل بين القلب وعالم القدس ، وباستيلاء الهيئات النفسانية، ورسوخ الظلمات الجسمانية فيه، بحيث ينحجب عن أنوار الربوبية بالكلية

الغين: دون الرين ، وهو الصدأ ، فإن الصدأ حجاب رقيق يزول بالتصفية ونور التجلي ، لبقاء الإيمان معه!

 والرين: هو الحجاب الكثيف الحائل بين القلب والإيمان ، ولهذا قالوا: الغين هو الاحتجاب عن الشهود، مع صحة الاعتقاد !

القلب: لطيفة ربانية ، لها بهذا القلب الجسماني الصنوبري الشكل المودع في الجانب الأيسر من الصدر تعلق ، وتلك اللطيفة: هي حقيقة الإنسان ، ويسميها الحكيم: النفس الناطقة ، والروح باطنه، والنفس الحيوانية مركبه ، وهي: المدرك والعالم من الإنسان والمخاطب والمطالب والمعاتب

- المحادثة: خطاب الحق للعارفين من عالم الملك والشهادة ، كالنداء من الشجرة لموسى عليه السلام

- المحاضرة: حضور القلب مع الحق في الاستفاضة من أسمائه تعالى

النفس: هي الجوهر البخاري اللطيف الحامل لقوة الحياة ، والحس ، والحركة الإرادية ، وسماها الحكيم: الروح الحيوانية ، فهو جوهر مشرق للبدن!

 فعند الموت ينقطع ضوؤه عن ظاهر البدن وباطنه، وأما في وقت النوم فينقطع عن ظاهر البدن دون باطنه ، فثبت أن النوم والموت من جنس واحد، لأن الموت هو الانقطاع الكلي ، والنوم هو الانقطاع الناقص ، فثبت أن القادر الحكيم دبّر تعلق جوهر النفس بالبدن على ثلاثة أضرب

 الأول: إن بلغ ضوء النفس إلى جميع أجزاء البدن ظاهره وباطنه فهو اليقظة ، وإن انقطع ضوؤها عن ظاهره دون باطنه ، فهو: النوم ، أو بالكلية فهو: الموت

 والنفس الأمارة: هي التي تميل إلى الطبيعة البدنية ، وتأمر باللذات والشهوات الحسية ، وتجذب القلب إلى الجهة السفلية ، فهي مأوى الشرور، ومنبع الأخلاق الذميمة!

 النفس القدسية: هي التي لها مَلكة استحضار جميع ما يمكن للنوع ، أو قريبا من ذلك ، على وجه يقيني ، وهذا نهاية الحدس!

 النفس اللوامة: هي التي تنورت بنور القلب قدر ما تنبهت به عن سنة الغفلة ، كلما صدرت عنها سيئة بحكم جبلتها الظلمانية أخذت تلوم نفسها ، وتتوب عنها

 النفس المطمئنة: هي التي تمّ تنورها بنور القلب حتى انخلعت عن صفاتها الذميمة، وتخلقت بالأخلاق الحميدة

 النفس الناطقة: هي الجوهر المجرد عن المادة في ذواتها ، مقارنة

لها في أفعالها ، وكذا النفوس الفلكية، فإذا سكنت النفس تحت الأمر وزايلها الاضطراب بسبب معارضة الشهوات للنفس الشهوانية ، ومتعرضة لها سميت" لوامة " لأنها تلوم صاحبها عن تقصيرها في عبادة مولاها ، وإن تركت الاعتراض وأذعنت وأطاعت لمقتضى الشهوات ودواعي الشيطان سميت " أمارة "

- الوارد: كل ما يرد على القلب من المعاني الغيبية من غير تعمد من العبد

الخلوة: محادثة السر مع الحق حيث لا أحد، ولا ملك!

والطاهر السر: من لا يذهل عن الله طرفة عين

واجب الوجود هو الذي يكون وجوده من ذاته ولا يحتاج إلى شيء أصلا

  - الوارد: كل ما يرد على القلب من المعاني الغيبية من غير تعمد من العبد

الوجد: ما يصادف القلب ، ويرد عليه ، بلا تكلف وتصنع!

 وقيل: هو بروق تلمع ، ثم تخمد سريعا

  - الوجدانيات: ما تكون مدركة بالحواس الباطنة

  - وجه الحق: هو ما به الشيء حقا ، إذ لا حقيقة لشيء إلا به- تعالى- وهو المشار إليه بقوله - تعالى- " فأينما تولوا فثم وجه الله" وهو عين الحق المقيم لجميع الأشياء ، فمن رأى قيومية الحق للأشياء فهو الذي يرى وجه الحق في كل شيء !

  - الوجوب: هو ضرورة اقتضاء الذات عينها ، وتحقيقها في الخارج!

الوجود: فقدان العبد بمحاق أوصاف البشرية ، ووجود الحق ، لأنه لا بقاء للبشرية عند ظهور سلطان الحقيقة ، وهذا معنى قول الجنيد :علم التوحيد مباين لوجوده ، ووجود التوحيد مباين لعلمه ، فالتوحيد بداية ، والوجود نهاية ، والوجد واسطة بينهما

- الحلول الجواري: عبارة عن كون أحد الجسمين ظرفا للآخر كحلول الماء في الكوز!

  - الحلول السرياني: عبارة عن اتحاد الجسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر، كحلول ماء الورد في الورد فيسمى الساري حالا والمسرى فيه محلا

- الاتحاد هو تصيير الذاتين واحدة ، و لا يكون إلا في العدد من الاثنين فصاعدا!

 في الجنس يسمى مجانسة ، و في النوع مماثلة ، و في الخاصة مشاكلة ، و في الكيف مشابهة ، وفي الكم مساواة ، وفي الأطراف مطابقة ، وفي الإضافة مناسبة ، وفي وضع الأجزاء موازنة!

وقيل الاتح