الدجال ....
تاريخ الإضافة : 2013-12-12 07:23:37
الدجال ....

مسألة الدجال من خلال النصوص التي نرجع إليها إثباتا ، ونفيا ، وجدتها وافية من حيث الطرح لدى أحد الباحثين - جزاه الله خيرا – فنقلتها مع تدخل طفيف في العبارات حذفا لئلا يطول الحديث ، فيمل من إطالته القارىء الكريم ، وها أنا ذا أسوقها على ما بيَّنت.

**الحكم الجائر المتهور على علامات الساعة الكبرى :

مدخل لابد منه ، ثم أبين أن الباحث الذي نسب ما ثبت من علامات الساعة الكبرى إلى " الأسطورة " لم يبن حكمه على أسس علميَّة ، بل ما كان منه إلا أن أرجعه إلى " عقله المستنير "، وقد غفل عن أن العقل هنا لا يعدو مجموعة من الأفكار التي تكدست عبر القراءة ، ثم تبنتها النفس ، وأخذت تدافع عنها ، ولو دافعت عنها بالسلاح المشروع ، وتبنت لذلك الأسس العلمية في البحث لما كان لنا إلا أن نقول :" عالم اجتهد فأخطأ "، ولكن الأمر يرجع إلى دخول الباحث إلى ميدان قد جهل أبجديَّاته الرئيسة ، فالأخبار يحكم لها ، أو عليها ، حسب علم السند والمتن ، ويوظف لذلك علم الجرح والتعديل .

 تناول الباحث مجموعة من علامات الساعة الكبرى ، نزول السيد المسيح - عليه السلام-، وخروج الدجال ، وتولي المهدي إدارة شؤون المسلمين ، وهذه كلها ، ومعها غيرها من العلامات التي قد جاءت بها النصوص القواطع من كتاب وسنة ، وأخبار نزول المسيح على ما قرر العلماء العمالقة بلغت مبلغ التواتر المعنوي ، وقد أجمع السلف على قبولها ، والتصديق بها ، والكاتب تناولها بالإنكار الصارخ ، واعتبرها من " الأساطير" التي روّج لها أحبار يهود الذين دخلوا في الإسلام ،ودسُّوها كالسم في أحاديث وضعوها !

ولم يقتصر على هذا التعليل ، بل شنَّ غارة على " السنة " بعامَّة ، كدأب آل المنكرين لها من طوائف دخيلة على الإسلام ، فلم تسلم السنة من تحطيمه العابث ، إلا ما كان من خبر ساقه مساق البرهان على ما أعمل من معاول الهدم في كل الأحاديث ، فذكر ما كان من أمر حضور الإمامين أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين مجلس " قصَّاص " أكثر من وضع الأحاديث في مجلسه على لسانهما ، إذ كان كلما ذكر حديثا ، قال: حدثنا أحمد بن حنبل ، أو يحيى بن معين ، ولما انفضَّ المجلس خلص الإمامان إلى الرجل ينكران عليه ما قال ، وينفيان علمهما بما حدث ، فما كان من " القصاص " إلا أن قال يخاطب يحيى : ما كنت أظن أنك أحمق حتى الساعة ! فقال له يحيى : وكيف ؟ قال:  أتظن أنه ليس هناك إلا أنتما بهذين الاسمين ؟! هناك عشرة ، كل واحد اسمه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ! في بقية الخبر : فتبسم الرجلان ، وأعرضا عن القصاص !!!

وصاحب العقل" المستنير" هضم الخبر، لأنه يتلاءم مع معدته الفكرية ، ولم يخطر بباله مجموعة من الأسئلة طرحها الخبر، من مثل : أيسكت الإمامان على كذب الرجل عليهما ، وهو يضع أحاديث عن الرسول ، وينتظران حتى ينفض الناس حاملين ما سمعوا من الكذب ، ثم يسألان الرجل؟

 وهل يجوز السكوت عمَّن كذب على الرسول بوضع الحديث ونسبته إليه ، وكذب عليهما حيث قال : حدثنا أحمد ويحيى ، واللذان يسمعان هما المحدّث عنهما ؟

 والفاجعة أنهما سمعا المفتري يفضح نفسه بادِّعائه أن هناك مجموعة من الأئمة باسم أحمد ويحيى ، ثم يبتسمان ، ويعرضان عن الرجل ، وكأنما قال نكتة ، لا علاقة لها بأمر خطير، هو " الكذب على رسول الله" !وهذا الخبر مكذوب على أحمد وابن معين كما نص العلماء المحققون.

ثم لو سلم له الخبر، وهو الذي لم يثبت عنده من التاريخ الإسلامي الذي أشاد بجهود آلاف من العلماء ، وما وضعوه من ضوابط لتلقي الحديث ، فكانت مجموعة من العلوم ، والقواعد الضابطة لفحص الأخبار ، وأن الخبر يدخل المختبر الذي اتفق على مواد فحصه ، حيث يدرس كل من السند والمتن ، وَفق مقايس ، ليست دون المختبرات الماديَّة في ضبطها ،وقد دفع غلى هذا الضبط " أنه دين " فمن أراد أن يحكم عقله " التراكمي " لا يصل إلى الصواب ، لأنه سيحكم بما استقر في نفسه من قناعات ، قابلة للإتلاف ،بل مختبر الأخبار لدى علماء المسلمين هي أشد ضبطا من مختبر تفحص فيه المواد الحسيَّة ، وهذا المختبر من مفاخر هذه الأمة .

ثم حيث لم تنج منه " السنة " وذراها بريح الإنكار بكلمة واحدة " أساطير "، فقارب مع فارق هام ما كان من عقول أهل الجاهلية الذين قابلوا القرآن ، وقد دعوا إلى الإيمان به بأنه " أساطير " ، وقابلوا ما دعوا إليه من إيمان بالآخرة أنها " أساطير ".

كذلك لم ينج منه آلاف من العلماء الأثبات الذين شهدت لهم الأمة بالإخلاص ، والتفاني في خدمة الشريعة ، حيث أغار على عقولهم العملاقة ، وطعن في قدرتهم على فحص الجيِّد من الرديء ، والصحيح من السقيم ، والصادق من الكاذب ، والأسطورة من الحقيقة ، أهؤلاء لم يميزوا الأسطورة من غيرها ؟

علما أنه اورد خبر الإمامين ليشهد له ، وغفل عن أنه – على عُجر الخبر وبُجره-  شاهد على أن " القصَّاص " لم يتمكن من تسريب كذبه عليهما .

 أجميع علماء الأمة سرت فيهم تسريبات أحبار يهود هذا السريان الدافىء ، فاسترخت لها عروق فكرهم ؟

 وقد انتظرت الأمة صاحب العقل " المستنير " المستورد من مجرَّة " درب التبانة " ليفحص لها الأخبار ، ويوقظ فيها الفكر النيّر! فسبحان الوهاب !

  أقول : ألم يقرأ القرآن ؟ ألم يذكر في آياته التي سآتي بما يفي بالغرض منها أن الرسول- عليه الصلاة والسلام- له دور في صياغة حياة المسلمين ، من حيث التصور والسلوك ، إلى جانب كتاب الله ،إذ هو- عليه الصلاة والسلام- المُبيِّن لما أبهم في كتاب الله ، والمفصل لمجمله ، مع إضافات أذن الله له بها . فكيف لا يثبت من هذه المواقف التي هي بالآلاف نص !

سقت هذا لأن البحث الذي يقوم على الخبر ، لا يبقى له دليل إذا نفى الباحث الخبر . ولو أنه نفاه حسب قواعد النفي ، ولم يجعل مرجعه فيه " عقله المنوَّر! " لقلنا : مفكر أحبّ أن يبني ما يراه صالحا للبناء ، ويهدم ما يراه طالحا ، حسب قواعد الهدم والبناء ، والإعراض عن منهج البحث في الجرح والتعديل من وراء الانزلاق الخطير في قاع " الإنكار لما لا يصح أن ينكر !

والاعتماد على العقل – وحده – في النفي والإثبات ، مع الغفلة عن أن العقل ، ولا أقصد التكليفي ، فالرجل مكلف ، وإنما قصدت عقل الباحث الذي هو عبارة " عن تراكمات قرائيَّة " تتلون بحسب المنهل الذي ينهل منه الباحث ، وهذا لا يسوغه أن يصفه صاحبه أنه " مستنير " ويضفي الظلمة على من ناكفه في رأيه !

وما أتى به الكاتب لم يكن وفق دراسة واعية قائمة على أصول البحث المتقن ، ومنها أن مسالة الأخبار ينظر فيها إلى كل من المتن والسند ، ولكل منهما ميزان في القبول والرد.

وليس العقل الذي " حشي " بقراءات من هذا الاتِّجاه ، فظن صاحبه أنه قد تنور فحل محل قواعد البحث ، قد امتلك ما غاب عن العلماء!

إن الباحث- هنا- مجازا قد أتى بما قد سبقه إليه أناس أرادوا أن يجددوا " في الدين " لعجزهم عن التجديد في حياة المسلمين ربية

للسلوك ، وانتهاضا بالهمم .

إن ما أطلق عليه " أساطير ، والثالوث " ليربط في الذهن ما يبعث النفرة من مضمون الأخبار التي جاءت بها مئات الأحاديث المحرَّرة ، والتي بلغت مبلغ التواتر المعنوي لدى الجبال من العلماء ، حيث إن المسلم يعتقد خرافة " الثليث " لدى النصارى ، فأراد الكاتب المستنير أن يبعث هذا الشعور في نفس القارىء ،حيث يربط بين ما ثبت بالنص ، وما هو باطل من العقائد ! علما أن الشعور وحده ليس حكما على ما نشعر به دائما ! 

** الخلاصة التي ترسل :

 جواب عن مسألة الثالوث الأسطوري بنظر مفكر أسطوري!

منصة لا بد منها للانطلاق إلى حيث يفند ما ساق أحدهم من أفكار، وسوّقها ، لا تمتّ إلى الصواب بصلة ، بل هوى بها أي هويّ ، مما يحتاج معه إلى عناية ربانية تخرجه من " جبّ " فكره الذي فقد فيه الشعاع ، فكانت شمس عقله التي توهمها " منطفئة "، وحيث انطفأت الشمس فلا حياة .

ما أشبه حال من طلب الأمر من غير وجهه بحال الصائد في غير موطن الصيد .

بكلب الصيد يصطاد في البحر طائرا ، وبالشبكة يلقيها على الرمال لعله يقتنص بها " حوتا " فقيل له: طلب ما تريد يبدأ بتحديد السبيل إليه ، وهذه من سنن الحياة ، فالطلب من المظانّ هو البداية السليمة لنيل المطلوب ، ثم إن من رمى الشبكة في البر لم يصطد في حياته ، ولا يدري عن الصيد إلا الاسم ! وكذلك من حمل معه كلبه على القارب ، فلا هو أصاب في الوسيلة ، ولا يصل إلى مبتغاه بما سلك إليه من سبيل!

ثم ما أقبح من تعالم ، وأراد أن يفخر بما أتى به من أفكار ناسبا لها إلى نفسه ، ليُظهر أنه " مفكر ، وأنه مشرق العقل "، وأن ما سواه يمرر عليه الأساطير لأن عقله أسطوري ، أما هو فحاشى لله ! ما أشدَّ توهج عقله الذي أشرق من سجف الظلام الذي تعيش به الأمة ، ومن سبق من العلماء !

وبأدنى مراجعة يظهر أن هناك من طرح طرحه ، وباء ببيان خطله ، وهزال فكره ، وهشاشة عظام استخلاصه !

     أي ّخبر تناول أمراً من المغيبات مالم يقع حتى اللحظة ننظر في الخبر مستنده ، وبحسب اتصاف المخبر به بصدق أو بغيره من الصفات نحكم عليه ، أو: له .

وإنكار ما جاءت به الأخبار الصادقة بحسب مصدرها ، افتراء على الحقائق ، وإنكار لها دون مسوِّغ من عقل ، أو منطق ، وحصر للحقائق في دائرة الحس كما هو شأن الجاهلية .

     لاندخل عالم المغيبات بالعقل وحده ،إذ العقل مهمته أن يفهم ما ظهر له ، أو ما تمكن من استحضار موضوعه ، وندخله بمجرد الحواس ،إذ الحواس تتعامل مع " المُحسّات " من منظور ، ومسموع ، ومشموم ، وملموس ، ومذوق ، أو نلج فيه بناء على ما عرفناه من سنن ، تفاعلت معانيها في " خلايا الدماغ " مواطن العقول ، وحوافظ ما يرد عليها ، لأن العقل محكوم بمعطيات الحس ، وحيث يحلق خارج سرب " الحواس " فبما أوتي من أجنحة المعرفة ، وبمقدار طاقات أجنحة المعرفة يتمكن من الصَّول والجَول ، فإذا فقد مرتكزات التحليق كان كطائرة رابضة على الأرض ليس لها من معناها سوى " الاسم "!

وعليه ، فمن حكم العقل في المغيب الذي جاء به الخبر لينفيه ، لأنه لم يجد في عقله " فسحة للدخول " لضيق في أفقه المعرفي ، أو لضعفه عن حمل هذا الغيب تصورا  لم ينصف في حكمه ،وكان عليه أن يحكم النص في الإثبات أو النفي ، بحسب قوة النص ، أو ضعفه !فهو بموقفه الرافض لمضمون " الخبر " لا يعدو ذلك الذي أراد أن يقيس ما بين " المجرات " بالشبر ،إذ ليس له سوى " شبره " ولعل طامَّته – هنا- أنه يرى أن له من العقل ما يمكنه من ذوق الطعام مباشرة دون حاسة الذوق !

كذلك ، من قصَرَ الوجودَ بعقله على الصورة التي ظهر بها الوجود ، ولم يتمكن من تصور أنماط من الإمكانات في دائرة " الإمكان " من هذا الوجود ، ودفعه ذلك إلى أن أنكر ما لم يعرف من صور " الممكنات " الدائرة في مجال " الاحتمالات "، وظن أن الممكن " مستحيلا " فهذا علاجه في ترميم البناء الفكري العقلي ، لأنه يبس فهمه ، وتحجَّرت خلايا تفكيره ، وإن ظن كلّ الظن أن له عقلا " مشرقة شمسه على الدوام " إشراقا تفارق فيه شمس الأرض ، حيث إنها تغيب وتطلع سنة كونية باهرة !

العقل محكوم بضوابط الحس التي تحجبه عمَّا غاب عنه ، وتألقه في فهمه لما وراء الحس ، وفهمه له يبنى على أسس فكرية واعية ! .

 **هناك أقسام للحكم العقلي أقسام بحسب ما اتفق عليه العقلاء في العالم ، هي : الواجب، والجائز، والمستحيل .

     والمستحيل مرتبتان : مستحيل عقلاً ، ومستحيل عادة ، فالمستحيل- عقلا- هو مالا يقبل الثبوت بحال .

     وأما المستحيل عادة فهوما يقبل الوجود ، ولكنه بعد عن " النفس " إذ قل وجوده ، وبني على مقدمات تشرح له ، فما ليس له وجود حافز على القبول بتفاعل " الحس " معه ، ، وفيه نوع غرابة مما عليه الإنسان من مدارك تتشكل بمعارفه.

 

**أسوق هذا الحديث من صحيح البخاري ، وقد تضمن مجموعة من الأمور المستقبلية ، وفيه ما يدل على تعجب من يخبره - الرسول- عليه الصلاة والسلام- حين تناول قضية فتح الله كنوز " كسرى" على المسلمين ، وقد أثار تعجبه أن الوضع العام لا يساعد فيما يبدو على هذا " الفتح " !

ونفهم من ذلك أن الأخبار المستقبلية نأخذ بها إيمانا بما تضمنته ، إذا صحّ إسناد الخبر " للمعصوم " وقد وقع ما تعجب منه ، وقال : " وكنتُ فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز"

قال عدي بن حاتم - رضي الله عنه – يروي الخبر: «بينما أنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم- ، إِذ أتاهُ رجل. فشكا إِليه الفاقة ، ثم أتاهُ آخر فشكا إِليه قَطْع السبيل، فقال: يا عدي ، هل رأيت الحِيرَةَ ؟ قلت: لم أرها ، وقد أنبئت عنها ،قال: إن طالت بك حياة لَتَرَيَنَّ الظَّعينة ترحل من الحِيرة حتى تطوف بالكعبة،لا تخاف أحدا إِلا الله تعالى.

 قلت: فيما بيني وبين نفسي : فأين دُعَّارُ طَيِّء الذين سعَّروا في البلاد ؟

 - ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى ، قلت: كِسرى بن هُرْمُز ؟ قال: كسرى بن هرمز.

ولئن طالت بك حياة لَتَرَيَنَّ الرجل يُخرج مِلء كَفِّه من ذهب أو فضة يطلب من يَقْبَلُهُ، فلا يجد أحدا يقبله منه ، ولَيَلْقِيَنَّ الله أحدُكم يوم يلقاه ، وليس بينه وبينه حجاب ، ولا تَرْجمان يُترجم له. فليقولن : ألم أبعث إِليك رسولا فيُبلغك ؟ فيقول : بلى يا رب ، فيقول : ألم أعطك مالا وأُفْضِلْ عليك ؟ فيقول : بلى ، فينظر عن يمينه ، فلا يرى إِلا جهنم ، وينظر عن يساره فلا يرى إِلا جهنم. قال عدي : فسمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول : اتقوا النار ، ولو بشق تَمرة، فمن لم يجد شِقَّ تمرة فبكلمة طيبة. قال عدي : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إِلا الله. وكنتُ فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز. ولئن طالَت بكم حياة لَتَرَوُنَّ ما قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم- يُخرج» البخاري. الدعارة: الفساد والشر ورجل داعر: خبيث مفسد، أراد بهم قطاع الطريق.

 

 وكما لو حدثنا إنسانٌ في القرن التاسع عشر بوصول الإنسان إلى القمر ، لوجدت الناس في القبول بين اثنين ، وذلك بحسب سعة المدارك :

فريق يتبنى أنه من المستحيل هذا الوصول ، وبنى حكمه على بعد الواقع عن الخبر، وعلى خبرته الكونيَّة وحدها دون تحكيم مفهوم الجائز العقلي ، وهو ما يقبل الوجود والعدم معا لذاته ،  وعقل هذا القائل " بالمنع " يبس بما وعى من حاضر مشهود ، أقل ما يقال فيه: أن المسافة بيننا وبين القمر شاسعة ، وليس لدينا واسطة تبلغنا سطحه ، وتطوي تلك المسافة.

ونمط  ثان من الناس : نمط عقلاني ينطلق من أحكام العقل ، فيقول : هو ممكن في ذاته ، لكنه بعيد الآن عن الوقوع ، ومعنى البعد- هنا- أن الوصول مستحيل عادة ، وكم من أمر بادر أناس إلى أن قالوا دون تثبت " هو مستحيل ، مستحيل " ولو دققوا  لوجدوا أنه ليس مستحيلاً عقلا بل عادة ، وفيه لون تحكيم لعالم " الأسباب " في الأحكام  .

  وعليه ، فالحديث عن المغيبات كلها من هذا الضرب ، إذا حكم عليها " عقلاني " مشرق العقل!!! بما هو عليه من وسائط الحكم على المغيبات ، وأعرض عن مسألة " الخبر " الذي هو الفيصل فيها ، بادر من فعل ذلك إلى الإنكار دون بصيرة . . .  حتى عالم الآخرة الذي أنكره الجاهلي ، واستبعد وقوعه ، كما قال تعالى : " إنهم يرونه بعيدا " من أوضح أمثلة هذا الموقف ، ولو فكر لحظة بمنطق : أننا في وجود ، وما المانع العقلي أن نكون في وجود آخر ، له مواصفته التي تفارق ما نحن عليه ، أفلا ترشح الحياة التي نحن فيها إلى قبول حياة أخرى ، على أنها من جنس " الممكن " الذي ترجح وجوب وجوده بالخبر المعصوم.

     إعمال التقسيم العقلي ضروري لنتقي الخطأ في إطلاق الأحكام على الأخبار، الخطأ الذي دفع الجاهلي إلى إنكار الأخرة ، دون حجة من عقل ، أو منطق مقبول  .

فمهمة العقل أن يفحص الخبر ، فإذا ثبت أعمل عقله في فهمه .

يأتي من بعدُ ما يتناول الملاحظات التي انصبت على المقال مباشرة ، ثم يأتي بيان أن ما سماه " المشرق عقله " أساطير كان من جنس ما تفوه به الجاهليون في حق القرآن الكريم ، قال  تعالى : "حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ "، وقال : "وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ " ، وقال : " وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ " مع فارق ،هو أن ثبوت القرآن قطعي ، وثبوت ما جاءت به أحاديث علامات الساعة ، قد بلغ مبلغ التواتر المعنوي ، ولعل عنوان كتاب فخم في هذا المجال للكشميري " التصريح بما تواتر في نزول المسيح عليه السلام " كاف في ردِّ الكاتب إلى الصواب الذي يسعده ، وأنكى ما يكون في الحوار الذي يبتغى به وجه الله أن أحد الطرفين لا يريد " الحق " لأن مخه قد امتلأ بأمور تبنَّاها ، ويرى أن كل ما يعارضها " عنزة ولو طارت "

 وقد نصَّ كتاب الله على أمثال هؤلاء الذين لا يريدون الحقيقة لما انطوت عليه صدورهم .

 قال  تعالى : "وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ "

 وقال : "وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا "

 ولنبدأ بما كان من الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى :

     كان - عليه الصلاة والسلام- يخص بعض الفتن العظيمة بالذكر، فكان يتعوَّذ في صلاته من أربع، ويأمر بالتعوذ منها: "أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال"([1])

     ففتنة المحيا يدخل فيها فتنُ الدين والدنيا كلها، " كالكفر" والبدع والفسوق والعصيان. وفتنة الممات يدخل فيها سوء الخاتمة وفتنة الملكين في القبر، فإن الناس يفتنون في قبورهم مثل أو قريبًا من فتنة الدجال.

     ثم خصَّ فتنة الدجال بالذكر لعظم موقعها، فإنَّه لم يكن في الدُّنْيَا فتنة قبل يوم القيامة أعظم منها، وكلما قرب الزمان من الساعة كثرت الفتن .

      من حديث جنادة بن أبي أمية حدثنا رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب وهو يذكر الدجال، فَقَالَ: يمكث في الأرض [أربعين] صباحًا، يبلغ فيها كل منهل، لا يقربن أربعة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد الطور، ومسجد الأقصى، وذكر الحديث([2]).

      من حديث سمرة بن جندب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه ذكر الدجال فَقَالَ: إنه سوف يظهر عَلَى الأرض كلها إلا الحرم، وبيت المقدس [وإنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس] فتزلزلوا زلزالاً شديدًا، ثم يهلكه الله عز وجل([3]) .

     وثبت أيضاً أن الدجال يهلك بالشام، وأن عيسى -عليه السلام- يتجاوز بمن معه من المؤمنين إِلَى الطور وهو من الشام([4]).

     عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ، لَا أَدْرِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ شَهْرًا، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، كَأَنَّ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، فَيَطْلُبُهُ، فَيُهْلِكُهُ، ثُمَّ يَمْكُثُ فِي النَّاسِ سَبْعَ سِنِينَ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ (السَّمَاء) فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَهُ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتَّى تَقْبِضَهُ -سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ، وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ، لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا، فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: أَلَا تَسْتَجِيبُونَ، فَيَقُولُونَ: مَا تَأْمُرُنَا؟! وَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ، دَارٌّ رِزْقُهُمْ، حَسَنٌ عَيْشُهُمْ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ... »، وذكر بقية الحديث([5]).

وروى حماد بن زيد عن الجريري عن مطرف عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون عَلَى الحق ظاهرين عَلَى من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال".

قال مطرف: فنظرت في هذه العصابة فوجدتهم أهل الشام([6]).

    من حديث سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزال الغرب ظاهرين عَلَى الحق حتى تقوم الساعة"([7])

     وقد فسر الإمام أحمد أهل الغرب في هذا الحديث بأهل الشام؛ فإن التشريق والتغريب أمر نسبيّ، والنبي  صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا قال هذا بالمدينة، وقد سمّى النبي صلّى الله عليه وسلم أهل نجد والعراق: أهل المشرق، فلذلك كانوا يسمون أهل الشام أهل المغرب؛ لأن الشام تتغرّب عن المدينة، كما أن نجدًا تتشرّق عنها.

     وكانوا يسمون البصرة هِندًا، لأنها من جهة الهند، ومنها يُسلك إِلَى الهند، ولهذا قال خالد لما عزله عمر عن الشام: إن عمر أمرني أن [آتي] الهند.

     قال الراوي: وكانت الهند عندنا البصرة.

      ومنها عن ابن عباس الذي كان يعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه كما يعلمهم السورة من القرآن رواه مالك وفيه: (اللهم أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات)([8]) ووجه الدليل منه أنه علمهم هذا التَّعوُّذ بالله الصريح في الخوف والرجاء كسائر ما علمهم من الدعوات المبنية عليهما.

      من حديث نافع بن عتبة قال: حفظت من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربع كلمات، أعدهن في يدي: "تغزون جزيرة العرب، يفتحها الله، ثم تغزون فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله"([9]).

وقد وقعت الثلاث الكلمات الأول. وستقع الرابعة إن شاء الله([10]).

ثم يظهر المسيح الدجال، ومصيبته كبيرة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ منه في كل صلاة، حتى أن عمر كان يقول: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحدثنا على المنبر عن المسيح الدجال، فكنت أنظر خلفي مخافة أن يأتي ليجلس بجواري.

      وأما صفة المسيح الدجال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعور كأن عينه طافية كالعنبة، يرى المؤمن مكتوباً على جبهته كافر، عندما تمتنع السماء عن المطر والأرض عن الإنبات، يقول: يا سماء أمطري فتمطر، يا أرض أنبتي فتنبت، يا ضرع امتلئ لبناً فيمتلئ، اقلص فيقلص، ويقول: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف فلا يضره بإذن الله).

     والمسلم عندئذ لا يملك طعاماً ولا شراباً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طعام المؤمنين يومها التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، يلهمهم الله به كما يلهمون النفس، وأكثر أتباعه اليهود والمنافقون والنساء، حتى يعود الرجل إلى بيته فيحبس أمه وزوجته وأخته وابنته؛ مخافة أن يخرجن من خلفه فيتبعن المسيح الدجال).

     ولا يسلط عليه أحد إلا المسيح عليه السلام، فعندما يراه يذوب كما يذوب الملح في الماء، فيقتله المسيح ثم يدخل المسيح على المسلمين في المساجد فيقدمه الإمام فيقول المسيح: لا، إنما جئت تابعاً لأخي محمد، ليصل بكم إمامكم، فيصلي خلف الإمام عليه السلام.

     ثم بعد ذلك يأمر الله عيسى بأن يحرز عباده إلى جانب الطور، ثم بعد ذلك يأتي يأجوج ومأجوج، وهي العلامة السادسة من القرآن.

     ولا يوجد أهم من أن نعرف علامات الساعة، فهو موضوع خطير جداً، فيظهر يأجوج ومأجوج كما قال الله: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}([11]) فيدعو عيسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين عليهم، فتأتي طيور لها أعناق كأعناق البخت فتأخذ يأجوج ومأجوج فيلقونهم في البحر، ثم تمطر السماء، ويقول الله للأرض: ردى بركتك، ثم يقبض الله أرواح المؤمنين، فلا يبقى على الدنيا إلا لكع ابن لكع، وعليهم تقوم الساعة.

     عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاووُسَ ،عَن أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" يَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ إِمَامَاً هَادِيَاً، وَمُقْسِطَاً عَادِلاً، فَإِذَا نَزَلَ كَسَرَ الصَّلِيبَ وَقَتَلَ الخِنْزِيرَ وَوَضَعَ الجِزْيَة، وَتَكُونُ المِلَّةُ وَاحِدَةً، وَيُوضَعُ الأَمْنُ في الأَرْض، حَتىَّ إِنَّ الأَسَدَ لَيَكُونُ مَعَ الْبَقَرِ تحْسِبُهُ ثَوْرَهَا، وَيَكُونُ الذِّئْبُ مَعَ الْغَنَمِ تحْسِبُهُ كَلْبُهَا، وَتُرْفَعُ حُمَةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ ـ أَيْ وَيُرْفَعُ سُمُّ كُلِّ سَامّ ـ حَتىَّ يَضَعَ الرَّجُلُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الحَنَشِ فَلاَ يَضُرُّه، وَحَتىَّ تُفِرُّ الجَارِيَةُ الأَسَدَ كَمَا يُفَرُّ وَلَدُ الْكَلْبِ الصَّغِير، وَيُقَوَّمُ الْفَرَسُ الْعَرَبيُّ بِعِشْرِينَ دِرْهَمَاً، وَيُقَوَّمُ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا، وَتَعُودُ الأَرْضُ كَهَيْئَتِهَا عَلَى عَهْدِ آدَم، وَيَكُونُ الْقِطْفُ ـ أَيْ عُنْقُودُ الْعِنَب ـ يَأْكُلُ مِنهُ النَّفَرُ ذُو الْعَدَد، وَتَكُونُ الرُّمَّانَةُ يَأْكُلُ مِنهَا النَّفَرُ ذُو الْعَدَد "([12])

     سلسلة أشراط الساعة الكبرى [خروج المهدي والمسيح الدجال]

بين يدي الساعة أحداث عظيمة، وأشراط لها جسيمة، تنذر بفناء الدنيا وقرب الآخرة، ومن تلك الأحداث: بعث الله للمهدي الذي يصلح شأن الناس، فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، وقد وردت نصوص السنة ببيان صفاته ونسبته وما يجري الله على يديه.

كما أن من تلك الأحداث خروج الدجال فتنة للناس، فيمتحن الله به عباده، ويسخر له بقدرته ما يفتن به الناس في دينهم ويغر به ضعاف الإيمان والكفرة فيعتقدون ربوبيَّته، ثم يهلكه الله تعالى بعيسى عليه السلام بعد نزوله.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه: أن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «بادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إلاَّ فَقرًا مُنسيًا، أَوْ غِنىً مُطغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفْندًا، أَوْ مَوتًا مُجْهزًا، أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ فالسَّاعَةُ أدهَى وَأَمَرُّ"([13])      وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: كُنَّا نَتَحَدَّثُ عَنْ حَجَّةِ الوَدَاعِ، والنَّبيُّ  صلى الله عليه وسلم  بَيْنَ أظْهُرِنَا، وَلا نَدْرِي مَا حَجَّةُ الوَدَاعِ حَتَّى حَمِدَ اللهَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ، وَأَثْنَى عَلَيهِ، ثُمَّ ذَكَرَ المَسْيحَ الدَّجَّال، فَأطْنَبَ في ذِكْرِهِ، وَقَالَ: «مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبيٍّ إلاَّ أنْذَرَهُ أُمَّتَهُ، أنْذَرَهُ نُوحٌ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ بَعْدِهِ، وَإِنَّهُ إنْ يَخْرُجْ فِيكُمْ فَما خَفِيَ عَليْكُمْ مِنْ شَأنِه فَلَيْسَ يَخْفَى عَليْكُم، إنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وإنَّهُ أعْوَرُ عَيْنِ اليُمْنَى، كَأنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ ([14]).

     وعن أَبي الدرداءِ  رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ، عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ([15])».