تراودني وساوس كثيرة
تاريخ الإضافة : 2014-02-20 10:45:29
راودني وساوس كثيرة في ذات الله تعالى ما كنت اعرف العقائد كاملا مع أني اواظب على الاعمال الصالحة فهجم الشياطين علي هجمة شديدة كثيرة أهلكتني فأصبحت مثل المجنون . هل من علاج لذلك

هذه النصوص تبين أن ما تعاني منه قد عانى منه بعض الصحابة ، وعرض على الرسول- صلى الله عليه وسلم- وبين انه لا يضر !- نصوص في الوسوسة !

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا الشَّيءَ نُعْظِمُ أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهِ أَوِ الْكَلاَمَ بِهِ مَا نُحِبُّ أَنَّ لَنَا وَأَنَّا تَكَلَّمْنَا بِهِ. قَالَ « أَوَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ ». قَالُوا نَعَمْ. قَالَ « ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ ».

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَحَدَنَا يَجِدُ فِي نَفْسِهِ - يُعَرِّضُ بِالشَّيء - لأَنْ يَكُونَ حُمَمَةً أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ فَقَالَ « اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ ». قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ « رَدَّ أَمْرَهُ ». مَكَانَ « رَدَّ كَيْدَهُ ». الحممة : الفحم والرماد وكل ما احترق من النار.

أتى أحدهم أحد العلماء يسأله عن حديث الوسوسة فلم يحدثه فأدبر يبكي ثم لقيه ، فقال: تعال ، حدثنا مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: سألنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يجد الشيء لو خرّ من السماء ، فتخطفه الطير كان أحب إليه من أن يتكلم قال: " ذاك صريح الإيمان "

- أخبر هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة- رضي الله عنهم- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يدع الشيطان أن يأتي أحدكم فيقول من خلق السماوات والأرض؟ فيقول: الله! فيقول: فمن خلقك؟ فيقول: الله! فيقول: من خلق اللهَ؟! فإذا حس أحدكم بذلك فليقل: آمنت بالله وبرسله" !

- وقد دعي المرء إلى الإقرار لله جل وعلا بالوحدانية ، ولصفيه - صلى الله عليه وسلم- بالرسالة عند وسوسة الشيطان إياه !

قال الشيخ ابن القيم- رحمه الله- : في الصحيحين " إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ، ما لم يتكلموا ، أو يعملوا به " .

- عن أبي هريرة قال : جاء رسولَ الله ناس من أصحابه ، فقالوا: يا رسول الله! نجد في أنفسنا الشيء نعظم أن نتكلم به ، أو الكلام به، ما نحب أن لنا وأنا تكلمنا به!! قال-عليه الصلاة والسلام-: أوقد وجدتموه؟ قالوا: نعم ! قال: " ذاك صريح الإيمان " !- " نجد في أنفسنا الشيء " يريد: ما هو قبيح من الخواطر

- " نعظم أن نتكلم به " : من الإعظام أي نجد التكلم به عظيما لغاية قبحه والمعنى نجد في أنفسنا الشيء القبيح نحو من خلق الله وكيف هو ومن أي شيء هو ونحو ذلك مما يتعاظم النطق به فما حكم جريان ذلك في خواطرنا !

- " ما نحب أن لنا ":أي كذا وكذا من المال

 - " وأنا تكلمنا به ": أي بالشيء القبيح الذي يخطر في قلوبنا

- " قال أوقد وجدتموه "

: الهمزة للاستفهام التقريري ، والواو المقرونة بها للعطف على مقدّر! أي: أحَصَل ذلك ، وقد وجدتموه , والضمير للشيء القبيح

"قال ذاك صريح الإيمان" معناه أنه هو الذي يمنعكم من قبول ما يلقيه الشيطان في أنفسكم ، والتصديق به حتى يصير ذلك ، وسوسة لا يتمكن من قلوبكم ، ولا تطمئن إليه نفوسكم ، وليس معناه أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان ، وذلك أنها إنما تتولد من فعل الشيطان " وتسويله ، فكيف يكون إيمانا صريحا !

- وقد روي في حديث آخر أنهم لما شكوا إليه ذلك قال الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة قاله الخطابي في المعالم ، قال المنذري : وأخرجه مسلم والنسائي .!

- حدثنا عثمان بن أبي شيبة وابن قدامة بن أعين قالا حدثنا جرير عن منصور عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به فقال الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة قال ابن قدامة: رد أمره مكان رد كيده !

- هذا يكفيك لبيان أن ما تعاني منه لا يضرك ن بل هو دليل على ما في قلبك من إيمان ، لن الشيطان لا يدخل إلا إلى قلب فيه إيمان ليسرقه !

 

<p style="text-align: justify;" dir="rtl" justify;\"="">