ما يتصل بمسألة إيمان أبي طالب !
تاريخ الإضافة : 2014-06-05 11:10:53
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي قلتم في شرحكم على الجوهرة :: أنا أقتبس بتصرف بسيط (فمن صدق بقلبه ولم يقرّ بلسانه لا لعذر ولا لإباء بل اتفق له ذلك فهو مؤمن عند الله غير مؤمن في الاحكام الدنيوية وأما الآبي بأن طلب منه النطق بالشهادتين فأبى فهو كافر فيهما ولو أذعن في قلبه فلا ينفعه ذلك ولو في الآخرة ثم قال وقد جعل الفقهاء الإقرار شرطا للإيمان ليخرج تصديبق الجاحدين فكان الإقرار مقابلا للجحود والقول بالشرطية لمحققي الأشاعرة والماتريدية ) فما هو القول الفصل والمعتمد عند أهل السنة والجماعة الأشاعرة والماتريدية في مسألة إيمان أبي طالب أو نجاته يوم القيامة وهل هو كافر أم مؤمن ؟

خواطر تعج في ساحة السؤال ، أسوقها ، لا على أنها قواعد منطقية ، يستند إليها لنحاكم السؤال ، بل لأنها مؤشرات ، تدعو إلى نسبة من الإحاطة النفسية ، والفكرية ، ونحن نتعامل مع قضية " أبي طالب " !!

- بداية أحب إلينا أن يكون عمّ النبي أبو طالب ممن آمن ، وبل ونود لو آمن من في الأرض كلهم جميعا فذلك غاية المنى ، وأعلى المبتغى !

- لا يضير النبوة إطلاقا أن لا يكون عمّ النبي مؤمنا به ، وإلا فما معنى أن تنعى الآيات في سورة المسد ، وفيها أن أبا لهب سيصلى نارا ذات لهب لكفره !

- في الآيات أوضح بيان على أن النبوة لا يشترط في تحققها لمن اختاره الله لها أن يكون أبوه نبيا قبله ، كما لا يشترط أن يكون ابن النبي  نبيا ، فهذا تصور ليس له دليل ، لا من النص ، ولا من الواقع ، فليست النبوة ووراثتها من ميدان الوراثة النسبية ، كما يزعم أناس تلاعبت بهم الأهواء ، فابن نوح ، وأبو الخليل ، من أظهر الشهود على هذه الحقيقة، قال - تعالى- "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا " وقال كذلك "وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ "

- إن الذين يصرون على تبني إيمان أبي طالب بدافع أن من نسب خاتمته للكفر ، إنما دفعهم إلى ذلك كراهية سيدنا " علي "- رضي الله عنه- وتجريحه بذلك ، غفلوا عن أن المسألة لا توزن بهذا الميزان ، بل تناقش من خلال الأدلة ن والوقائع التي هي محل البحث ، وما ذهبوا إليه إنما هو فصل من رواية كاملة للسيرة صاغها خيال أراد الطعن بالصحابة باي صورة كانت !

- لو اجتمع كل الناس يتبنون تكفير أحد ، فإن اجتماعهم على ذلك ، لا يضره عند الله إن كان قد لقي الله مؤمنا !

 - كذلك لو اجتمعوا على أن يجعلوه من كبار الأولياء ، فإنهم لا ينفعونه بذرة ، إن كان على غير ذلك عند الله !

 - نحن أمام نصوص ، وفهمها دون سابق تصور ، على الوجه الصحيح ، هو مطلب الإنصاف !

 - حيث جاء النص صريحا بحقيقة ما ، فليس لنا إلا التسليم لما ورد في النص ، وما عدا التصريح ، فيمكن أن يوجه وجهة صائبة ، شريطة ألا يلعب الهوى بالتأويل !

 - ليست هناك ثمرة عملية للأمة في هذا الطرح ، سوى إثارة مسألة اختلف فيها ،أو : خالف فيها بعضهم ! وهي في دائرة السؤال عن مصير من وقف إلى جانب الرسول- عليه الصلاة والسلام- ومنعه من عدوان المشركين ، وهو عمّ الرسول كذلك ، ثم هو والد أحد كبار الصحابة الأثير لدى الأمة كلها ، ويبدأ الباحث بطرح : وهل يعقل ؟؟ وهل يصح ؟ والمسألة لا يبت فيها إلا عن طريق الخبر ، وليس فيها مجال للاجتهاد !

- وهي قضية مضى عليها قرون ، ولكنها ما زالت مثار اختلاف نشأ من الذين يبنوا " التشيع  لسيدنا علي- رضي الله عنه- ، وفارقوا أهل السنة والجماعة في كثير من المسائل التي هي من نبات أهواء التشيع ، ويقال : لو ثبت أن أبا طالب قد خرج على غير الإيمان من هذه الدنيا ، فهل هذا يدعو إلى حذف ما له من أحاديث - مثلا - بني عليها من الأحكام الشرعية الكثير!!! ، وفي المقابل لو أنه آمن قبل أن يرحل عن الدنيا ، هل هناك ما ينسب له من أقوال تدخل في بناء أحكام شرعية ، أو سلوك ما ؟

- بالتتبع وجدت أن أبا طالب لم يؤمن على ما دلت عليه النصوص ، والنقول ، ولا ينبغي أن يتنكر لها ، لمجرد أنه والد سيدنا علي- رضي الله عنه-  ولا كونه قد سجل مواقف رائعة في الذب عن النبي - عليه الصلاة والسلام - وهنا يسأل عن الدافع لهذه المواقف! إن كانت القرابة  وحدها ، والحمية للأسرة التي كانت من الظواهر الاجتماعية المستقرة في المجتمع ، فهذا ينال من فعله أجره في الدنيا ، أما الآخرة فلا يقبل العمل إلا إذا كان الإيمان دافعه !

- قد نقلت من النصوص ما يكفي لهذا التبني ، وما ورد من الطعن في البخاري ، فلا يعدو هجمة على " السنة " بتوهين أمهات كتبها ، وقد عرفنا يسر إغارة أهل الأهواء على النص إذا عارض هواهم !!

- أعرض هنا مجموعة من النصوص ، واقوال العلماء دون استقصاء !

من كتاب : المفَصَّلُ في أصولِ التخريجِ ودراسةُِ الأسانيدِ

جمعُ وإعدادُ : الباحثُ في القُرآنِ والسُّنَّةِ - عليُّ بنُ نايفَ الشَّحُّودَ

1 - قال أبو يعلى: وثنا أبو خيثمة، ثنا معلى بن منصور، ثنا أبو زبيد  عبثر بن القاسم، ثنا مطرف، عن عامر، عن يحيى بن طلحة قال: "رأى عمر طلحة بن عبيد الله  حزينًا، فقال: ما لك؟ قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:" إني لأعلم كلمات لا يقولهن عبد عند الموت إلا نفس عنه، وأشرق لها لونه، ورأى ما يسره، فما يمنعني أن أسأله عنها إلا القدرة عليها. فقال عمر: إني لأعلم ما هي، قال: هل تعلم كلمة هي أفضل من كلمة دعا إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمه عند الموت؟ قال طلحة: هي والله هي. قال عمر: لا إله إلا الله ". هذا إسناد رجاله ثقات.

2 - قال أبو يعلى الموصلي: وثنا يحيى بن أيوب، ثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني عمرو بن أبي عمرو، عن أبي الحويرث، عن محمد بن جبير "أن عمر مر على عثمان- رضي الله عنهما- وهو جالس في المسجد فسلم عليه، فلم يرد عليه، فدخل على أبي بكر فاشتكى ذلك إليه، فقال: مررت على عثمان فسلمت عليه فلم يرد علي، فقال: أين هو؟ قال: في المسجد قاعد. قال: فانطلقا إليه، فقال له أبوبكر: ما منعك أن ترد على أخيك حين سلم عليك؟ قال: والله ما سمعت أنه سلم حين مر علي وأنا أحدث نفسي فلم أشعر أنه سلم. فقال أبوبكر: في ماذا تحدث نفسك؟ قال: خلا بي الشيطان فجعل يلقي في نفسي أشياء ما أحب أني تكلمت بها وأن لي ما على الأرض، قلت في نفسي- حين ألقى الشيطان ذلك في نفسي-: يا ليتني سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما ينجينا من هذا الحديث الذي يلقي الشيطان في أنفسنا؟ فقال أبوبكر: فإني والله قد اشتكيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسألته: ما الذي ينجينا من هذا الحديث الذي يلقي الشيطان في أنفسنا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ينجيكم من ذلك أن تقولوا مثل الذيَ أمرت به عمي عند الموت فلم يفعل ".

هذا إسناد فيه مقال، أبو الحويرث اسمه عبدالرحمن بن معاوية الزرقي، قال مالك: ليس بثقة. واختلف قول ابن معين فيه، فمرة وثقه، ومرة ضعفه، وقال أبو حاتم : ليس بقوي. وقال النسائي: ليس بذاك. وذكره ابن حبان في الثقات. وباقي رجال الإسناد على شرط مسلم.

 3 - [7/1] قال أبو يعلى الموصلي: وثنا عبد الأعلى، ثنا  يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن حمران  بن أبان "أن أبا بكر أتى عثمان- رضي الله عنهما- فسلم عليه، فرد عليه ردًّا ضعيفًا، فذكر ذلك لعمر- رضي الله عنهما - فقال: أتيت عليه فسلمت فرد علىَّْ ردًّا ضعيفًا كأنه كره ما كان من أمري، قال: فلقيه، عمر- رضي الله عنه- فذكر، ذلك له فقال: أتى عليك أبوبكر فسلم عليك فرددت عليه ردًّا ضعيفًا كأنك كرهت ما كان من أمره؟ قال: لا والله ما كرهت ذلك، إنه لأحق الناس بها إنه الصديق، وإنه ثاني اثنين ولكنه آتى عليَّ وأنا أحدث بشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،توفي نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يبين لنا قال: فقال: وما ذاك؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقًّا من قلبه يموت على ذلك إلا حرَّمه الله- عز وجل- على النار. قال عمر: أنا آتيك بها: شهادة أن لا إله إلا الله، وهي الكلمة التي أَلاص نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عمه أن يقولها عند موته فأبى عليه، وهي الكلمة التي ألزمها محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه: شهادة أن لا إله إلا الله ".

هذا إسناد رجاله ثقات، وسعيد هو ابن أبي عروبة مهران أبو الفضل ! وإن اختلط بآخره؟ فإن يزيد بن زريع روى عنه قبل الاختلاط .

- رواه أحمد بن حنبل: نا  عبدالوهاب الخفاف ثنا سعيد... فذكره مختصرًا.

- ورواه ابن حبان في صحيحه: ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا محمد ابن يحيى الأزدي، ثنا عبدالوهاب بن عطاء، ثنا سعيد... فذكره.

 4 - قال أبو يعلى الموصلي: وثنا أبو خيثمة، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن صالح، عن ... حدثني رجل من الأنصار- من أهل الفقه، غير متهم- "أنه سمع عثمان بن عفان- رضي الله عنه- يحدث أن رجالا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حزنوا عليه حتى كاد بعضهم أن يوسوس، فقال عثمان: فكنت منهم، فبينا أنا جالس في ظل أطم مرَّ عليَّ عمر بن الخطاب فسلم عليَّ، فلم أشعر أنه مرَّ ولا سلم، فانطلق عمر حتى دخل على أبي بكر فقال: ألا أعجبك! مررت على عثمان فسلمت عليه فلم يرد عليَّ السلام فأقبل عمر وأبوبكر في ولاية أبي بكر حتى أتيا فسلما جميعًا ثم قال: جاءني أخوك عمر فزعم أنه مرَّ عليك فسلم فلم تردَّ عليه السلام، فما الذي حملك على ذلك؟ فقلت: ما فعلت. فقال عمر: بلى، ولكنها عِبِّيَّتُكمْ يا بني أمية. قال عثمان فقلت: والله ما شعرت بأنك مررت ولا سلمت قال: فقال أبوبكر: صدق عثمان، ولقد شغلك عن ذلك أمر. قال: قلت: أجل. قال: فما هو؟ قال: قلت: توفى الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - قبل أن أسأله عن نجاة هذا الأمر. قال أبو بكر: قد سألته عن ذلك. قال عثمان: فقلت: بأبي أنت وأمي أنت أحق بها. فقال أبوبكر: قلت: يا رسول الله، ما نجاة هذا الأمر؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قِبَل الكلمة التي عَرَضْتُ على عمي فَرَدَّها فهي له نجاة.

(من كتاب : الأحاديث المختارة للضياء المقدسي)

5- عن مسلم بن يسار عن حمران بن أبان أن عثمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه إلا حرم على النار فقال له عمر بن الخطاب أنا أحدثك ما هي! هي كلمة الإخلاص التي ألزمها الله تبارك وتعالى محمدا صلى الله عليه وسلم وهي كلمة التقوى التي ألاص عليها نبي الله صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب عند الموت شهادة ألا إله إلا الله لفظ حديث الإمام أحمد ، وفي رواية ابن منيع قال: قال عثمان: ...  حقا من قلبه ، فيموت على ذلك إلا حرمه الله على النار" فقال عمر: ألا أخبرك بها هي كلمة الإخلاص وهي كلمة التقوى وهي الكلمة التي ألاص عليها عمه عند الموت شهادة ألا إله إلا الله"

 وقد ذكرناه في مسند عمر بن الخطاب سئل عنه الدارقطني فقال : رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن مسلم بن يسار عن حمران ورواه أيوب أبو العلاء عن قتادة عن حمران ، ولم يذكر مسلم بن يسار، والصواب قول من ذكر مسلم بن يسار ( إسناده حسن )

(من كتاب : إتحاف الخيرة المهرة - بزوائد المسانيد العشرة

المؤلف : أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري)

- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ حِمْرَانَ بْنِ أَبَانٍ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَتَى عُثْمَانَ - رَضِيَ الله عَنْهُمَا - فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ رَدًّا ضَعِيفًا ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ - رَضِيَ الله عَنْهُمَا - فَقَالَ : أَتَيْتُ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ ، فَرَدَّ عَلَيَّ رَدًّا ضَعِيفًا ، كَأَنَّهُ كَرِهَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِي ، قَالَ : فَلَقِيَهُ ، عُمَرُ - رَضِيَ الله عَنْهُ - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : أَتَى عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ ، فَسَلَّمَ عَلَيْكَ ، فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ رَدًّا ضَعِيفًا ، كَأَنَّكَ كَرِهْتَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ ؟ قَالَ : لاَ وَالله مَا كَرِهْتُ ذَلِكَ ، إِنَّهُ لأَحَقُّ النَّاسِ بِهَا ، إِنَّهُ الصِّدِّيقُ وَإِنَّهُ ثَانِيَ اثْنَيْنِ ، وَلَكِنَّهُ أَتَى عَلَيَّ ، وَأَنَا أُحَدِّثُ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، تُوُفِّيَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَبْلَ أَنْ يُبَيِّنَ لَنَا ، قَالَ : فَقَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُولُهَا عَبْدٌ حَقًّا مِنْ قَلْبِهِ ، يَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ إِلاَّ حَرَّمَهُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، عَلَى النَّارِ . قَالَ عُمَرُ : أَنَا آتِيكَ بِهَا : شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي أََلاَصَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَمَّهُ أَنْ يَقُولَهَا عِنْدَ مَوْتِهِ ، فَأَبَى عَلَيْهِ ، وَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي أُلْزِمَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَصْحَابُهُ : شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَسَعِيدٌ هُوَ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ مِهْرَانُ أَبُو الْفَضْلِ الْيَشْكَرِيُّ ، وَإِنِ اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ ، فَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ ، رَوَى عَنْهُ قَبْلَ الاِخْتِلاَطِ كَمَا أَوُضَحْتُهُ فِي تَبْيِينِ حَالِ الْمُخْتَلِطِينِ.- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ... فَذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا.

- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأَزَدِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ... فَذَكَرَهُ.

- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ - مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ غَيْرُ مُتَّهَمٍ - أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رَضِيَ الله عَنْهُ - يُحَدِّثُ ، أَنَّ رِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَزِنُوا عَلَيْهِ حتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ أَنْ يُوَسْوِسَ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : فَكُنْتُ مِنْهُمْ ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي ظِلِّ أَطَمٍ مَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ فَلَمْ أَشْعُرْ أَنَّهُ مَرَّ وَلاَ سَلَّمَ فَانْطَلَقَ عُمَرُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَ : أَلاَ أَعْجَبَكَ ! مَرَرْتُ عَلَى عُثْمَانَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلاَمِ ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي وِلاَيَةِ أَبِي بَكْرٍ ، حَتَّى أَتَيَا فَسَلَّمَا جَمِيعًا ، ثُمَّ قَالَ : جَاءَنِي أَخُوكَ عُمَرُ ، فَزَعَمَ أَنَّهُ مَرَّ عَلَيْكَ فَسَلَّمَ فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ ، فَمَا الَّذِي حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ ؟ فَقُلْتُ : مَا فَعَلْتُ . فَقَالَ عُمَرُ : بَلَى ، وَلَكِنَّهَا عِبِِّيَّتُكُمْ يَا بَنِي أُمَيَّةَ ، قَالَ عُثْمَانُ : فَقُلْتُ : وَالله مَا شَعَرْتُ بِأَنَّكَ مَرَرْتَ ، وَلاَ سَلَّمْتَ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : صَدَقَ عُثْمَانُ ، وَلَقَدْ شَغَلَكَ عَنْ ذَلِكَ أَمْرٌ قَالَ : قُلْتُ : أَجَلْ ، قَالَ : فَمَا هُوَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : تَوَفى الله نَبِيَّهُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ نَجَاةِ هَذَا الأَمْرِ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ . قَالَ عُثْمَانُ : فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، أَنْتَ أَحَقُّ بِهَا ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله مَا نَجَاةُ هَذَا الأَمْرِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ قَبِلَ الْكَلِمَةَ الَّتِي عُرِضَتْ عَلَى عَمِّي فَرَدَّهَا فَهِيَ لَهُ نَجَاةٌ.( من كتاب : الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي)

- في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في قول: " وددت أن أحيا ثم أقتل" قلت: هذا الحديث هو الذي صدر به البخاري كتاب التمني في صحيحه، وهو يدل على تمني الخير وأفعال البر والرغبة فيها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمنى إيمان أبي طالب وإيمان أبي لهب وصناديد قريش مع علمه بأنه لا يكون؛ وكان يقول: " واشوقاه إلى إخواني الذين يجيئون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني " وهذا كله يدل على أن التمني لا ينهى عنه إذا لم يكن داعية إلى الحسد والتباغض .!

 - قال - تعالى - : " وما كان استغفار ابراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ، إن إبراهيم لأواه حليم"

 - ( من كتاب : أنساب الأشراف تأليف النسابة والمؤرخ الشهيد أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري من أعلام القرن الثالث الهجري

حققه وعلق عليه الشيخ محمد باقر المحمودي)

 - لما دعا الرسول عمه إلى أن يقول كلمة التوحيد أبى ، قال في " الأنساب " فقال: إني لأكره أن تقول قريش: إني قلتها جزعا عند

الموت ، وردَدْتها في صحتي ، ودعا بني هاشم ، فأمرهم باتباع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ونصرته ، والمنع عن ضيمه فنزلت فيه: " وهم ينهون عنه وينأون عنه " [ 26 / الانعام ] وجعل النبي- صلى الله عليه وسلم- يستغفر له حتى نزلت: " ما

كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين)

الآيتان.

 - وحدث محمد بن سعد، عن الواقدي، عن سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة عن ابن عباس قال:

نزلت في أبي طالب: " وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا

أنفسهم وما يشعرون " .!

( من كتاب: آيات عتاب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في ضوء العصمة والاجتهاد للدكتور عويد بن عيَّاد بن عايد المطرَفي )

- قوله- تعالى - (مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) تعليل لنفى الاستغفار للمشركين، وبيان لسبب عدم صدوره من النبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين، لأنَّهم يعلمون أن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به فلا يسألون " ربهم ما قد علموا أنه لا يفعله ".

ويؤيد هذا الفهم قوله تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ. . ).

- ولا يعكر على هذا الفهم ما ورد من استغفار إبراهيم لأبيه في قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لله تَبَرَّأَ مِنْهُ) لأن استغفاره له كان قبل التبين، فلما تبين له أنه من أصحاب الجحيم أمسك عنه لأنه ليس من شأن النبي أن يستغفر للمشركين الذين هم من أصحاب الجحيم.

وتبين أصحاب الجحيم يكون إما بموتهم على شركهم وكفرهم بالله ، وإما بنزول الوحي فيهم يدمغهم ، بأنهم من أصحاب النار خالدين فيها كما نزل في أبي لهب وغيره ، أو بإخباره تعالى بأنهم طبع على قلوبهم ، أما الوجه الثاني من وجهي استعمال هذا الأسلوب في القرآن الكريم فهو متضمن لمعنى النهي كقوله تعالى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ).

وقد جعل منه بعض العلماء آية بحثنا هذا وأمثالها من نحو قوله تعالى (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى).

وعلى هذا الوجه يكون معناها: النهي عن الاستغفار للمشركين، أي: لا تستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لكم أنهم من أصحاب الجحيم.

فالآية على هذا الوجه واردة على أمر اقتضاها، وهي من آيات العتاب.

والذي دعا هؤلاء العلماء إلى حمل هذه الآية الكريمة على هذا الوجه -دون الوجه الأول، وبه كانت من آيات العتاب- ورود أحاديث في صحيحي البخاري ومسلم تذكر أن سبب نزولها عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإيمان على عمه أبي طالب في مرضه الذي مات فيه إذ دخل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية المغيرة فقال: " أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله " فقال أبو جهل وعبد الله

ابن أبي أمية: " أترغب عن ملة عبد المطلب؟ " فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضها عليه ويعيدانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: " على ملة عبد المطلب ". وأبى أن يقول لا إله إلا الله. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " والله لأستغفرن لك ما لم أنْهَ عنك " فأنزل الله - عز وجل - (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ).

فهل يدل قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لأستغفرن لك ما لم أنْهَ عنك " على وقوع الاستغفار منه لأبي طالب فعلا؟ أو يدل على وعد منه بالاستغفار له فنزلت الآية نهياً عن الاستغفار أو الوعد به؟.

فالآية على هذا مكية نزلت عند موت أبي طالب كما يدل عليه أصل استعمال الفاء في التعقيب والترتيب بغير مهملة، ولهذا لا وجه للقول " بتقدم السبب وتأخير النزول " إلى أواخر العهد بالمدينة حملاً للفاء على السببية كما ذهب إلبه بعض من أهل العلم، لما بينا من أصل استعمال الفاء، ولأن الرابط بين السبب والمسبب أمر عقلي لا يمكن أن يتأخر المسبب فيه عن السبب زمناً طويلاً كما يقولون، وقد يكون الربط عادياً فيتخلف المسبب عن السبب.

فعلى حمل معنى الآية على الوجه الأول من معنيي هذا الأسلوب- وهو النفى والتبرئة والتنزيه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكون وقع منه استغفار لأبي طالب- فلا عتاب فيها لسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويكون قوله " لأستغفرن لك ما لم أنْهَ عنك "، " تطييباً لنفس أبي طالب لعله يدخل الرجاء إلى قلبه فيتوب، ويراجع الإيمان في آخر عهده بالدنيا قبل المعاينة، أو هو من قبل الدعاء له بالهداية كما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه دعا لكفار أحد فقال: " رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " وقد أوضحت الرواية الأخرى -وهي قوله - صلى الله عليه وسلم - " اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون "- أن الدعاء بالمغفرة هنا أريد به الدعاء بالهداية لهم ليؤمنوا. وهذا لا يعاتب عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان أن نزلت الآية عند مناسبتها في ذلك الوقت قطعاً لرجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إيمانه وزجراً لبعض المؤمنين الذين وقع منهم الاستغفار لذوي قرباهم من المشركين، وقد تبين له - صلى الله عليه وسلم - بصريح قوله أنه باقٍ على كفره، وهذا معنى قوله تعالى: (مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ).

أما حمل معنى الآية على الوجه الثاني من معنيي هذا التركيب -وهو الذي يدل على تضمنها للنهي- فالعتاب وارد على احتمال وقوع الاستغفار من النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمه وفاء بوعده " لأستغفرنَّ لك ما لم أنْهَ عنك " أو على مجرد الوعد بذلك كما يدل عليه تذييل الآية الكريمة، لأن من مات على الكفر لا يستغفر له، ولا يوعد بالاستغفار له.

(موقع العتاب من هذه الآية)

وموقع العتاب في هذا جاء على شدة رجاء وإلحاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إيمان أبي طالب مع تمسكه بملة الأشياخ وقوله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لولا

أن تعيرني قريش يقولون: إنما حمله على ذلك الجزع. لأقررت بها عينك ".

وذهب بعض العلماء إلى أن هذه الآية نزلت في نهي المؤمنين عن استغفارهم لآبائهم المشركين، واستدلوا لذلك بما رواه الترمذي وحسنه والإمام أحمد في مسنده -ونقله ابن كثير في تفسيره في المسند، ولم يعقب عليه بشيء- عن علي - رضي الله عنه - قال: " سمعت رجلاً يستغفر لأبويه وهما مشركان فقلت له: أتستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: أو ليس استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلت (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ).

فهذا الحديث صريح في أن هذه الآية نزلت لنهي المؤمنين عن الاستغفار لآبائهم المشركين، وإنما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في صدر الآية باعتباره - صلى الله عليه وسلم - المتلقي للوحي ،

المبين لأحكامه.!

- وهذا نموذج من أخبار الذين تبنوا القضية ، لا على أنها من القضايا الجوهرية العقدية ، إنما لأنها تشكل لديهم وخزة يراد غرسها في خاصرة أهل السنة خاصة ، فقد ورد عن بعضهم ، يحدث عن أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه- قال : ( الْمَنْقَبَةُ السَّابِعَةُ )

حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ : حَدَّثَنِي أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

 إنَّ اللهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ دَعَاهُنَّ فَأَجَبْنَهُ ، فَعَرَضَ عَلَيْهِنَّ نُبُوَّتِي ، وَوَلايَةَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، فَقَبِلَنْهَا ، ثُمَّ خَلَقَ الْخَلْقَ ، وَفَوَّضَ إِلَيْنَا أَمْرَ الدِّينِ ، فَالسَّعِيدُ مَنْ سَعِدَ بِنَا ، وَالشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ بِنا ، نَحْنُ الْمُحَلِّلُونَ لِحَلالِهِ ، وَالْمُحَرِّمُونَ لِحَرَامِهِ » .

قَالَ ابْنُ الْغَضَائِرِيِّ فِي « رِجَالِهِ » : « سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الدِيباجيُّ ، أبُو مُحَمَّدٍ .كَانَ ضَعِيفاً ، يَضَعُ الأَحَادِيثَ ، وَيَرْوِي عَنْ الْمَجَاهِيلِ . وَلا بَأْسَ بِمَا رَوَاهُ مِنْ « الأشْعَثِيَّاتِ » ، وَبِمَا يَجْرِي مَجْرَاهَا مِمَّا رَوَاهُ غَيْرُهُ » .

وَقَالَ النَّجَاشِيُّ فِي « رِجَالِهِ »(493) : « سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الدِيباجيُّ أبُو مُحَمَّدٍ ، لا بَأْسَ بِهِ ، كَانَ يُخْفِي أَمْرَهُ كَثِيرَاً ، ثُمَّ ظَاهَرَ بِالدِّينِ فِي آخِرِ عُمُرِهِ ، لَهُ « كِتَابُ إِيْمَانِ أَبِي طَالِبٍ » ، أَخْبَرَنِي بِهَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ » .

على أن الْمُتَّهَمُ بِهَذِهِ الأُكْذُوبَةِ شَيْخُ ابْنِ شَاذَانَ : سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الدِّيبَاجِيُّ الطَّرَائِقِيُّ ، وَهُوَ وَضَّاعٌ غَالٍ مُتَهَافِتٌ ، صَاحِبُ « كِتَابِ إِيْمَانِ أَبِي طَالِبٍ » ، كُلُّهُ مَوْضُوعَاتٌ وَأَبَاطِيلٌ وَخُرَافَاتٌ رَافِضِيَّةٌ .

قَالَ ابْنُ شَاذَانَ « الْمَنْقَبَةُ الرَّابِعَةُ وَالْخَمْسُونَ » : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الدِّيبَاجِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ بِمِصْرَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا أبِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ، فَرَأَيْتُ عَلَى بَابِهَا مَكْتُوبَاً بِالنُّورِ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، عَلِيٌّ وَلِيُّ اللهِ ، فَاطِمَةُ أَمَّةُ اللهِ ، الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ صَفْوَةُ اللهِ ، عَلَى مُحِبِّيهِمْ رَحْمَةُ اللهِ ، وَعَلَى مُبْغِضِيهِمْ لَعْنَةُ اللهِ » .

وَأَخْرَجَهُ الْكَرَاجِكِيُّ « كَنْزُ الْفَوَائِدِ » قَالَ : حَدَّثَنَا الشَّيْخُ ابْنُ شَاذَانَ قَالَ : فَذَكَرَهُ .

وَقَالَ « الْمَنْقَبَةُ الْعَاشِرَةُ » : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ : حَدَّثَنِي الدَّبَرِيُّ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : حَدَّثَنَا مِينَا مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَصْحَرَ فَتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَكَ تَتَنَفَّسُ ؟ ، قَالَ : « يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، نُعِيَتْ إِلَىَّ نَفْسِي » ، قُلْتُ : اسْتَخْلِفْ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : « مَنْ ؟ » ، قُلْتُ : أَبَا بَكْرٍ ، فَسَكَتَ ، ثُمَّ تَنَفَّسَ ، فَقُلْتُ : مَا لَكَ تَتَنَفَّسُ ، فَدَتْكَ نَفْسِي يَا رَسُولَ اللهِ ؟ ، قَالَ : « نُعِيَتْ إِلَىَّ نَفْسِي » ، قُلْتُ : اسْتَخْلِفْ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : « مَنْ ؟ » ، قُلْتُ : عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، فَسَكَتَ ، ثُمَّ تَنَفَّسَ ثَالِثَاً ، فَقُلْتُ : فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي مَالِي أَرَاكَ تَتَنَفَّسُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ ، قَالَ : « نُعِيَتْ إِلَىَّ نَفْسِي » ، قُلْتُ : اسْتَخْلِفْ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : « مَنْ ؟ » ، قُلْتُ : عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، فَبَكَى ، وَقَالَ : « أوه ، وَلَنْ تَفْعَلُوا ، فَوَاللهِ ، لَوْ أَطَعْتُمُوهُ لَيُدْخِلَنَّكُمُ اْلَجَّنَة ، وَإِنْ خَالَفْتُمُوهُ لَتُحْبَطَنَّ أَعْمَالُكُمْ » .

هذا نموذج لما عليه الرافضة من سهولة الكذب ، والافتراء، مما يجعلنا حذر شديد لما يروى عنهم مما يتعلق بكل ما يلوذ بسيدنا

PDF DOC