بسم اللــــه الرحمن الرحيــم
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.....وبعد
إن من الأحكام الشرعية المتفق عليها أن للمرأة على زوجها حق الإنفاق عليها ، وأن هذا الحق لا يسقط إلا إذا سامحت به الزوجة ، ويظل في ذمة الزوج ، ويسأل عنه يوم القيامة ، كذلك لها حق التملك ، والمال الذي تمتلكه حق لها ، ولا يجوز للزوج أن يأخذ منه فلساً إلا إذا كان برضاها الكامل ، وأنها إذا أقرضت زوجها مبلغاً من مالها فهو دين بذمة الزوج لا يسقط إلا إذا أبرأته منه ، وأن ما تمتلكه من مهر أو أجور عمل - إذا كانت تعمل - فهو حق لها لا يجوزللزوج أن يأخذ منه بحال إلا أن تعطيه هي منه بطيب نفسها ، وأن هذه الحقائق لا تقل عن حق أي مسلم صانته الشريعة وحمته وجعلت العدوان عليه كبيرة من الكبائر التي لا يتحلل منها من ارتكابها إلا بالتوبة النصوح ، وتتحقق - مع الندم والإقلاع عن العدوان و العزم على أن لايعود - بإعادة الحق لصاحبه ، وتهديد الزوج بالإساءة لزوجته لتعفيه من حقها لون آخر من ألوان الظلم ، وأي إعفاء هذا مع التهديد؟؟!! والظلم ظلمات يوم القيامة .
ثم إن الزوج مطالب برعاية أولاده بقدر مايستطيع ، والإنفاق عليهم ، ولا تكلف المرأة بشيء من الإنفاق عليهم ، إذ هو مطالب - لمقام القوامة - بالإنفاق على الزوجة وأولاده معها، ومسؤوليته عن ذلك كبيرة ، ومحاسب عليها يوم العرض على الله تعالى.
وفي مسألة إعطاء الزوجة شيئاً من حليها ديناً ، فإن الحكم الشرعي يقضي بوجوب الرد متى تيسر ، ويكون رداً مماثلاً لما أخذ ، ذهباً بذهب ، كماً بكم ، إلا إذا اتفق الطرفان عند الاقتراض أن يكون الدين بذمة المستقرض يتمثل في ثمن الحلي حال بيعه ، وإلا فلو أخذ منه غرام من الذهب عليه أن يعيد منه غراما بصرف النظر عن ارتفاع السعر أو انخفاضه .
إن الدنيا التي نعيش فيها هي مزرعة للآخرة ، وستطوى بانتهاء آجالنا عنا ، وهناك يكون الحصاد ، فمن زرع هنا ظلماً سيكون غارقا في ظلمات ظلمه هناك ، ويوم القيامة يسعى الناس بنورهم الذي غذاه العمل الصالح ، وإلا فكيف يجوز على الصراط غداً ، وهو قد عطل حكم الله تعالى ، أو ركب هواه ، أو اتبع شهوة المال ، وتعدى وظلم .. وهناك موقف التقاص ، لا يغادرالموقف ظالم إلا برد المظلمة ، وعجيب أمر المسلم الذي يصلي ويصوم ، والذي أمره بهذا هو الذي قرر " أن المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " وأن الزوجة لها حقوقها التي قررتها الشريعة كما للرجل حقوقه ، ومن خرج من هذه الدنيا دون ظلم هو الذي يسعد في رحاب الله تعالى .
ما يتعلق بالمصاغ المعطى قرضاً الحكم فيه أن يرد بمثل وزنه تماماً ، أعاننا الله على السداد في القول والعمل ، وجعلنا من السعداء يوم العرض عليه سبحانه .
بتاريخ : 2020-02-28
- ( أسئلة فقه العبادات ) ما حكم تهذيب حواجب المرأة وخصوصا المتزوجة؟
- ( أسئلة فقه العبادات ) سؤال حول ارث الأحفاد من الجد بعد وفاة الأب قبل الجد. هل...
- ( أسئلة فقه العبادات ) ما حكم الرجل المتزوج إذا خان زوجته هل تطلق منه زوجته؟
- ( أسئلة فقه العبادات ) كيفية التطهر من نجاسة الكلب
- ( أسئلة عامة ) ما هي حكمة الصوم عن الكلام في قضيتي زكريا و مريم عليهما...