يصوّر السؤال واقع فتنة ضاربة، والحاجة إلى الإحصان...
تاريخ الإضافة : 2012-05-22 00:00:00
يصوّر السؤال واقع فتنة ضاربة، والحاجة إلى الإحصان بزوجة، مع ضيق ذات اليد، لا بسبب المهر وما يتصل به، بل للنفقات الباهظة التي يتطلبها الحفل الذي يصر عليه الأهل!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل ....
تناولك للوضع العام يبعث الحزن على صانعيه لما ينتظرهم من حساب ، ويدعو إلى شهود نعمة الله عليك ، إذ وقاك من سلبياته ، و جعلك في مقام اليقظة، ويقيمك على أعتاب الحق ضارعاً ضراعة يوسف- عليه السلام- حيث اجتمعت عليه النسوة في ذلك المتكأ المعد، فجأر "... وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين" فأنت ترى أنه خرج من حوله وقوته إلى حول الله وقوته وحفظه ، وظل بهذا الجأر عفيفاً نظيفاً ن وصار نبراساً للشباب الذي ملك شهوته.
أما ما يتعلق بالزواج واختيارك لمن اخترت وإباء الأهل ، وهجمتهم المتمثلة في مبررات واهية ن أقل ما توصف بها أنها مسكرة وغريبة، وما يتصل بالأحفال التي يحرصون عليها ، وما تتطلبه من تكاليف باهظة، تستنزف عمل سنوات فإليك هذه المجموعة من المعاني التي أرجو أن تكون صائبة، وبين يديها أزف لك من خلال ما وقفت عليه من رسالتك ما يلي:
عليك –يا أخي أن تستحضر دوما معيّة الله تعالى، وهي لك معيّة خاصة، بدليل سلوكك، وهذا يؤنسك من وحشة تحيط بك.
برنامج عبادي يقوم على إتقان الفرائض ، والسير في سبيل النوافل سبيل المحبة، وحياطة النفس بأذكار صباحية مسائية، يكون لك عوناً وذخراً وتغذية تقوى بها على ما يحيط بك.
أما ما يتعلق بالزواج والأهل فأرى أن تكون واضحاً في تحديد ما تختار من زوجة، لأنها ستكون أماً للأولاد، وشريكة حياة، وصاحبة مسار إلى الآخرة، ولاتلق بالاً لما توصف به من قبل من لا يشارك النظرة الصائبة لمسألة الزواج، وهذا التحديد يحتاج إلى قوة شخصية دون قوة عضلات، وإلى قوة حجّة تساق لمّا تحاور بهذا الشأن.
ومثل هذا يتعلق بالأحفال التي ما أنزل الله بها من سلطان!!! خاصة إذا كانت النفقات من دائرة الإسراف المنهي عنه، وخاصة إذا لم يكن باليد هذه النفقات، وتحتاج منها إلى جهود تمتد سنوات حتى نجمعها!! وخاصة إذا كانت البيئة لاتساعد على الإعفاف وغض البصر!! إننا نكون بذلك ممن ييسرون على الحرام، ويعسرون الحلال.
عموماً أرجو لك حالة إيمانية تمكنك من الثبات أيام هذه الدنيا، التي ستطوى لا محالة، وأن تكون على بينة أننا في حالة اختبار دائم، وعلينا أن ننجح- بمعونة من الله - في هذا المضمار...
أشكر لك ختاماً رسالتك، وأسأل الله تعالى أن يملأ صدرك يقيناً وأنساً وفهماً يثبتك على الطريق ، وأن يجعلك مصباحاً في بيتك ينير للمدلجين مواقع أقدامهم حتى يطلع صباح الخير والآخرة..