إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2014-02-02 13:24:19

الإرهاص ، ودلالته على النبوات !

ثمة أخبار أثبتها العلماء الأثبات ، وأخرى لا دليل عليها مما ورد بشأن ما ظهر إبان ولادة سيد ولد آدم – عليه الصلاة والسلام-

وإثبات ما ثبت ، ونفي ما لم يثبت له طريقة علمية تقوم على فحص الخبر من حيث " السند " ومن حيث " امتن "!

وقول القائل : هذا غير معقول يبتغي بذلك نفي الخبر ، ليس المنهج الذي درج عليه العلماء في فحص الأخبار !

ودور العقل بأقسامه يؤدى بتحديد : من أي أقسام الحكم العقلي " الثلاثة " هو ، وما وراء إثبات الجواز في الجائز ، يتقدم إلى المضمار فحص الفاحص السند ، ليصل  به إلى إثبات وقوع الخبر، أو نفي وقوعه !

وأذكر هنا مجموعة من الأمور نتمكن بها إذا ما اتفقنا عليها ، أن نترسم أمر ما ذكر من " ظواهر كونية " صاحبت ولادته - عليه الصلاة والسلام - من حيث كونها من جنس " الجائز العقلي " أو أنها من المستحيل عقلا !

**الإرهاص !

المعجزة: أمر خارق للعادة يظهر الله على يد " النبي " تصديقا له في دعوى " النبوة !

فإن كانت " الخارقة " قبل التكليف بالنبوة ، أو قبل " الولادة " سميت " تأسيسا  و إرهاصا " و" الرهص" حجر يوضع عند تأسيس البناء

 -لا علاقة بين المعجزة التي يؤيد الله بها الأنبياء ، وما طلب منهم من القيام " بالدعوة " وتبليغ رسالة الله ، إذ إن الدعوة تكليف بعمل ، والخارقة تأييد لمن كلف بالعمل !

- لم يُطلب ممن دُعوا إلى الله على لسان النبي أن يتبعوه فيما أيّده اللهُ به من معجزات ، بل دُعوا إلى اتباعه والاقتداء به على الاطلاق إلا في ما كان خاصا به !

- يدخل في الإرهاص ما كان من شأن المسيح-عليه السلام- حيث حملت به السيدة مريم دون " زوج " وتكلم في " المهد " وقد طمأن اللهُ السيدة مريمَ على لسان جبريل لمّا بشرها بالغلام ، فاهتزت للخبر لأنه سيكون خارج دائرة السنة في " الخلق " وبين أن الله سيجعله " آية للناس " بقوله تعالى "ولنجعله آية للناس ورحمة منا "

التأسيس للنبوة هو مقتضى خطورتها في حياة الناس ، إذ يترتب على الموقف منها إيمانا بها " سعادة الأبد " والتأسيس لون من تأنيس النفوس لتحسن استقبال من به ينقذون من الضلالة والضياع !

- هناك مدرسة تزعمها الشيخ محمد عبده سعت في حالة انكفاء لهذه الأمة أمام التفوق الغربي ليقدم الإسلام ، ونبي الإسلام ، على أنه رجل قد جرد من المؤيدات الخارقة ، وعلل ذلك بأنه أقرب إلى تقريب الإسلام للعقلية الغربية الحسية ، وهذه المدرسة لم تبق من المعجزات الكثيرة الثابتة نصا إلا القرآن الكريم !!

- مما هو مؤكد متفق عليه أن المعجزة ، ومنها " الإرهاص " خلق الله ، ولا تنسب للنبي إلا لأنها ظهرت على يديه ، والمنهج في التعامل معها إثباتا ونفيا ، يقوم على تحرير " النقل " فهي خبر في جوهرها ، ونقد السند هو المنطلق في التعامل الصحيح معها ، ومن أغمض عن هذا المنهج ، نفى معللا النفي أنهم " حشوا عقولنا " وأن عقله لم يهضم ، وأن النبوة جهد وتعب وجهاد ، وهذا يذكر :

أن العاقل الذي لم يلوث عقله بقراءات احتجنها ، فصارت جزءا من عقله ، وهولا يدري أو يدري ، لا يسوغ له أن ينفي ما سمع بناء على أنه فوق المعقول ، ويمكن أن تكون فوق قدرته العقلية ، لأن العقل جله ثقافة ، واتساع أفق ن والعالم الكوني يقف على أسرار في هذا الكون تدق على " عقول " الكثيرين ! !

 ونقول : لماذا هضمت الخبرَ عقولٌ كثيرة غيرك ، وهي عقول ليست دون عقلك ، إن لم تكن فوقه ثراء  ونضجا  وخبرة !!

ثم المعجزة لا تنفي الجهود الذي كلف النبي بالقيام بها ، والاتباع لا يكون فيما أؤيد به من خوارق !

 ثم بالرجوع إلى ما ورد من أخبار وجدنا الكثير منها ذكر في كتب موثوقة ، وأصحابها علماء أعلام ، وقد حررت ، وإذا ما زيد فيها ، فهذا لا يعني أن الزيادة تأكل ما دونها ، وتلغيه !   ثمة بقية ....