إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2014-02-20 09:28:36

حوارٌ نبتَ على أرض دعوة إلى طعام ، فجّرَ في الصدْر أشعة من شمس شهود الكرم الإلهي!

- دعاني أحدُ الأحباب ، فلبَيْتُ ، ولما وضع الطعام قال لي صاحب الدار :لا أخفيك أني لا أكتفي بقولي لك : قد سررتُ بتلبيتك الدعوة ، بل لو لم تأت لغضبت!

- قلتُ - وقد شعّ من كلامه معنى نفيسٌ -: أتدري أن كلامك هذا نبشَ من نفسي معنى لطيفا سمعته من " شيخي " رحمه الله !

- حيث كان يحدثنا عن " كرم أكرم الكرمين " ومما قال : ليس هناك أكرمُ الله ، إنه خَلقَ الجنة ، وفيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر، ودعا عباده إليها عن طريق الرسل أكرم خلقه عليه !

- أتدري أين عظمة الكرم هنا ؟!

- تتجلى عظمة الكرم في أنه- سبحانه - بيّن على ألسنة الرسل أن من لم يُلبّ دعوته إلى الجنة ، فإنه يغضب عليه !

- فما أعظم كرم الله!

- فذكر صاحب المأدبة- جزاه الله خيرا- حديثا شريفا ذكّرَه به كلامي ، وهو:

"عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : جَاءَتِ الْمَلائِكَةُ إِلَى النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ نَائِمٌ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : إِنَّهُ نَائِمٌ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ ، وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ ، فَقَالُوا : إِنَّ مَثَلَهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا، فَجَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً ، وَبَعَثَ دَاعِيًا ، مَنْ أَجَابَ الدَّاعِيَ دَخَلَ الدَّارَ، وَأَكَلَ مِنَ الْمَأْدُبَةِ ، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّاعِيَ لَمْ يَدْخُلِ الدَّارَ، وَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الْمَأْدُبَةِ ، فَقَالُوا : أَوِّلُوا أَنْ يَفْقَهَهَا ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّهُ نَائِمٌ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبُ يَقْظَانُ ، قَالُوا : فَالدَّارُ الْجَنَّةُ ، وَالدَّاعِي مُحَمَّدٌ- صلى الله عليه وسلم- فَمَنْ أَطَاعَ مُحَمَّدًا فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ، وَمَنْ عَصَى مُحَمَّدًا فَقَدْ عَصَى اللَّهَ ، وَمُحَمَّدٌ فَرْقٌ بَيْنَ النَّاسِ"!

- فيا هناه من لبّى دعوة مولاه !