من أنوار النبوة
تاريخ الإضافة : 2012-08-30 04:27:31

سبعات ابن عباس في ليلة القدر

عن محمد بن كعب القرظي، عن بن عباس رضي الله تعالى عنه: أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه جلس في رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين، فذكروا ليلة القدر فتكلم منهم من سمع فيها بشئ مما سمع، فتراجع القوم فيها الكلام، فقال عمر: مالك يا بن عباس صامت لا تتكلم. تكلم ولا تمنعك الحداثة، قال بن عباس: فقلت: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى وتر يحب الوتر. فجعل أيام الدنيا تدور على سبع، وخلق الإنسان من سبع، وخلق أرزاقنا من سبع، وخلق فوقنا سموات سبعاً، وخلق تحتنا أرضين سبعاً، وأعطى من المثاني سبعاً، ونهى في كتابه عن نكاح الأقربين عن سبع، وقسم الميراث في كتابه على سبع، ونقع في السجود من أجسادنا على سبع، وطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكعبة سبعاً، وبين الصفا والمروة سبعاً، ورمى الجمار بسبع لإقامة ذكر الله مما ذكر في كتابه. فأراها في السبع الأواخر من شهر رمضان والله أعلم. فتعجب عمر، وقال: ما وافقني فيها أحد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الغلام الذي لم تستو شوون رأسه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " التمسوها في العشر الأواخر " . ثم قال: يا هؤلاء من يؤديني في هذا كأداء بن عباس" هذا ما نقل عن ابن عباس ، وهذه إضاءة على بعض المفردات :

 وكان قتادة يقول يريد ابن عباس في قوله: يأكل من سبع قال هو قول الله عز وجل: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً ، وَعِنَباً وَقَضْباً ، وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً ، وَحَدَائِقَ غُلْباً ، وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} [عبس: 27, 31] وقرأ: {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً ، ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً ، فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً ، وَعِنَباً وَقَضْباً ، وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً ، وَحَدَائِقَ غُلْباً ، وَفَاكِهَةً وَأَبّاً ، مَتَاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} [النازعات]ثم قال: والأب للدواب.الخلق من سبع: إن الله تعالى                                                                                                     يقول: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ( 12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) [المؤمنون]

.  وزاد فيه: وأن الله جعل النسب في سبع والصهر في سبع، ثم تلا: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23)   السجود :                                                                 عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما ، أَن رَسُول الله [ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ] قَالَ : " أمرتُ أَن أَسجد عَلَى سبع ، وَلَا أكفِتُ الشَّعَر وَلَا الثِّيَاب : الْجَبْهَة ، وَالْأنف ، وَالْيَدَيْنِ ، والركبتين ، والقدمين " . لفظ مُسلم ، وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ . قَالَ : أمرت أن أسجد على سبعة أعظم : على الجبهة ـ وأشار بيده إلى أنفه ـ واليدين , والركبتين , وأطراف القدمين. وَلاَ أَكْفِتَ الشّعْرَ وَلاَ الثّيَابَ : والكفت الجمع الضم ومنه قوله تعالى: {ألم نجعل الأرض كفاتا} أي نجمع الناس في حياتهم وموتهم، وهو بمعنى الكف في الرواية الأخرى وكلاهما بمعنى. وقوله في الرواية الأخرى: ورأسه معقوص اتفق العلماء على النهي عنالصلاة وثوبه مشمر أو كمه أو نحوه أو رأسه معقوص أو مردود شعره تحت عمامته أو نحو ذلك، فكل هذا منهى عنه باتفاق العلماء وهو كراهة تنزيه، فلو صلى كذلك فقد أساء وصحت صلاته قال العلماء: والحكمة في النهي عنه أن الشعر يسجد معه ولهذا مثله بالذي يصلي وهو مكتوف. قوله: (عن ابن عباس أنه رأى ابن الحارث يصلي ورأسه معقوص فقام فجعل يحله) فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن ذلك لا يؤخر إذ لم يؤخره ابن عباس رضي الله عنهما حتى يفرغ من الصلاة، وأن المكروه ينكر كما ينكر المحرم، وأن من رأى منكراً وأمكنه تغييره بيده غيره بهاعَبْدِ اللّهِ بْنِ عَبّاسٍ: أَنّهُ رَأَى عَبْدَ اللّهِ بْنَ الْحَارِثِ يُصَلّي، وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ مِنْ وَرَائِهِ، فَقَامَ فَجَعَلَ يَحُلّهُ. فَلَمّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ إِلَى ابْنِ عَبّاسٍ، فَقَالَ: مَا لَكَ وَرَأْسِي؟ فَقَالَ: إِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنّمَا مَثَلُ هَذَا مَثَلُ الّذِي يُصَلّي وَهُوَ مَكْتُوفٌ".