إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2014-05-15 11:11:47

من عطاء قوله - تعالى- : ( قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى) !

- بينا كنت أنظر إلى زادَيْن أكرم الله بهما عباده ، وجدتني أمام موازنة لا بد منها بين زادنا في الدنيا الذي يمثله في قمته " المال والبنون " وبين ما يحمل من رحاب هذه الدنيا من زاد الآخرة ، وثمّ الوصول جراء تلك الموازنة إلى الحكم الذي أرجو ألا أكون قد اخطأت فيه !

- بداية لا أقصد على الإطلاق أن زاد الدنيا لا وزن له ، أو: لا يكون من وجه ما زادا للآخرة !

- كيف ؟ وقد أخبر الله في آياته الهادية أن النفع من كل من المال والبنين يرتبط بسلامة القلب ، قال - تعالى - : "يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ " !

- ثانيا تأتي الموازنة بين ما هو لدار تطوى ، وما هو لدار تبقى !

 - فالمال لا نرحل به عند الموت من هذه الدار، بل يليه " الورثة " زادا لهم ما داموا في قيد الحياة ، ويمكن أن نقدم منه ما هو مفيد لنا هناك ، وهو ما كان من الإنفاق في سبيل الله ، والنص قد امتلأ بهذا المعنى ، حيث قال- تعالى - :

"وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ "!

- وخلصت بعد المقارنة إلى أن ما يبقى هنا يساعد على رحلة الحياة ترفيها لها ، وتيسيرا لمتطلباتها ، وما يرحل معنا من عمل صالح هو الذي به نسعد أبد الآبدين ، وصدق الله- تعالى- وهو يخبرنا بقوله :

 "قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى "!

 وقوله :" بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى"!