إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2012-09-27 08:13:41

إشعاعات من القلب

اعتذار لك ياولدي ! يامن لم تخف ، ياأختي المروعة ، ياأخي الذي طلبوا منك أن ترفع يديك فوق رأسك الذي أرادوا تنكيسه .

اعتذار يشبه الحشرجة لك ياأمي التي أحرقت كبدي بلهب دموعها السخينة ، تسح على وجنتين ماأظن طول العمر من وراء ماكتب فيها من آلام ، سمعتك تقولون : " لي ولد حكم سبعة مؤبدات ، وخمسين عاما ً وآخر خمسة مؤبدات ، وثالث أربعة ورابع مؤبدان ، ولي ولد قتلوه "

وأطلقت آهة مايسمعها المجتمع الدولي الذي يوظف لتأييد العدوان .

آه ممزوجة بتمن ، آه لو سمحوا لي بزيارة أبنائي في المعتقل . اعتذار لكم جميعا ً لأننا التزمنا بخط السلام ، أو الزمتنا به قيادات تصدرت قضية استرجاع الأرض السلبية . . . خط السلام الذي من مفرداته" صبرا وقانا وجنين ودير ياسين " كذا مصحف ممزق وأبواب مكسرة ودفاتر المدرسة المبعثرة ونساء يخرجن إلى الطرق مروعات ، حتى أنالانقدر على الشجب الذي أنفقنا منه عبر عشرات السنين كل المخازين ، بلها أن نقف موقفا ً ماديا ً ، لأنا نخاف على المصالح الخاصة ، ولتذهب الأمة كلها بسكاكين عباد العجل ، نحن حريصون – يامن نعتذر لكم – على ما نلنا من متع هذه الدنيا ، ولانجد قوة نفسية تقدرنا على التخلي عنها والتضحية بها . بل لا أخفيك يا أم الشهداء أن بقاء يهود على أرض فلسطين يسوغ للطغاة البقاء متحكمين في الرقاب بدعوى المقاومة التي يضحك منها الضحك ، ويصفق لها من صفاقة مدعيها !

بتنا يا أحبابنا نتقن الغناء ، نسينا الزئير ، نتقن التسليم ولا نحسن أدنى مواجهة ، لم يعد لنا جنود ، ولا عندنا أسلحة ، نسينا قولة عمر " لو عثرت دابة على شاطئ دجلة . . وماكان يفعل لو قتل مسلم بيد عابد عجل . . . منا الكارثة . . وفينا العلة ، لامنهم ، أجل منا إذ متى كان العدو بهذه الضراوة ، وهاتيك الهيمنة ، ونحن أكفنا ألين من الحرير ، وصدورنا مثقلة بالأوسمة البراقة .