إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2012-10-29 05:13:33

من حكايات جدتي - الراعي الكذاب ..4

- تابعت جدتي حكايتها تقرر مجموعة من البصائر تزفها للأمة كلها في زمن أغبر ، ومما قالت :

- يا بني !لو رفعنا المصابيح التي اتحفنا الله بها على يد الخاتم ، ولو وعينا تلك الصائر التي كشفت لنا الطريق إلى أن يدخل اهل الجنة الجنة ،ولو تتلمذنا على ما قرره العلماء الربانيون مما استقوه من مصدري الوحي المعصوم : الكتاب والسنة المطهرة ، لو قمنا بذلك لما اتعبنا الراعي المرة بعد المرة ، ولما ودعناه يسخر من مئات بل آلاف من العقلاء ، ولما تفرد الراعي بالرعي والثروة الحيوانية كلها مع أول " كذبة " ولقطع لسان مسيلمة بسيف سيف الله المسلول ، فيبقى فما فارغا من اللسان ، وماقيمة الفم الفارغ من اللسان عند ذلك ؟!  

- قلت هل لك يا جدتي العزيزة أن تبصريني بالواضحات ، ذلك أن الإبهام يودي بكثير من المعاني الرائعة ؟

- قالت على الرحب والسعة يا ولدي ! في مسند أحمد: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- " إِنَّ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنِينَ خَدَّاعَةً يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيَتَكَلَّمُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ". قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ " الْفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِى أَمْرِ الْعَامَّةِ ".

وفي صحيح مسلم :عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ " مَا مِنْ نَبِىٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِى أُمَّةٍ قَبْلِى إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ ،وَيَفْعَلُونَ  مَا لاَ يُؤْمَرُونَ ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ ".أترى- يا بني - لو أن الأمة استبصرت بهذه الشموس التي تفني الظلمة ، وتحشرها في الجحور ، أكان يقع لها هذا التصديق للراعي الكاذب ؟

وصدق الشاعر حيث قال :

- أمتي هل لك بين الأمم *** منبر للسيف أو للقلم

- أتلقاك وطرفي مطرق *** خجلاً من أمسك المنصرم

-كم تخطيت على أصدائه *** ملعب العز ومغنى الشمم

-وتهاديت كأني ساحب *** مئزري فوق جباه الأنجم

- أو ما كنت إذا البغي اعتدى *** موجة من لهب أو دم ؟

-أمتي كم صنم مجدته *** لم يكن يحمل طهر الصنم

- لا يلام الذئب في عدوانه *** إن يك الراعي عدو الغنم

أجل :لا تلمِ الذئب ، وإن كانت له تلك الأنياب والمخالب ليفترس،بل ولم من تصدى للذئب في الظاهر ، وهو أخوه وعلى مشربه في الباطن .