إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2020-05-25 07:13:31

الاعتماد على فضل الله

- في الحكم : " من علامة الاعتمادِ على العَمَلِ نُقْصانُ الرَّجاءِ عند وجودِ الزَّللِ "

 - يريد أن من علامات تعويل العامل على عمله أن ينقص رجاؤه في رحمة الله عند وجود الزلل .

- ويفهم منه رجحان الرجاء عند التحلي بالعمل ، والتخلي عن الزلل

- قال العارفون : هذه الحكمة إنما تناسب العارفين الذين يشاهدون أن الأعمال كلها من رب العالمين لملاحظتهم قوله - سبحانه - في كتابه المكنون : { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ }

- وفي الحكمة : " من تمام نعمته عليك أن خلق ونسب إليك "

- فلا يعظم رجاؤهم بالأعمال الصالحة حيث إنهم لا يشاهدون لأنفسهم عملاً ، ولا ينقص أملهم في رحمة الله إذا قصروا في الطاعة ، أو وقع منهم زلل ، لأنهم غرقى في بحار الرضا بالأقدار، متمسكون بحبل قضاء { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ } فإن الرضا بالقضاء واجب من حيث إرادته له ومذموم من حيث الكسب ما انفكت الجهة .

-  وقطعاً لم يُرِدْ قائل الحكمة الأمرَ بترك العبادة ، لأنه كان من أعظم العُبَّاد ، بل أراد عدم التعويل عليها ، مع القيام بها ، وإنما الاعتماد على فضل الكريم الجواد .

- وفي الحديث : " لن يُدْخِلَ أحداً عملُهُ الجنة " قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟!

- قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضله ورحمته "

- وقد جُمع بين هذا الحديث و آية : { ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } بأن العمل لا يكون معتبراً إلا إذا كان مقبولاً ، وقبوله بمحض الفضل ، فصح أن دخول الجنة بمحض فضل الله ، وأن العمل سبب ظاهري متوقَّف عليه