إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2020-06-14 01:02:39

بوحٌ مِن نفسٍ سويّة

- همس في سمعي همسا ممزوجا بلفح خوف : أخشى - يا أخي - أن أكون ممّن عُجلتْ لهم طيباتهم !

- قلت له : وما ذاك ؟ قال أنا غارق في نعم الله ، هي كثيرة لا تعد ، وحالي ليس بالحال الذي يرضي ، أفلا أخاف ؟!

- أرى أن يدفعك خوفك إلى لارتقاء في سلم القربات ن وإحكام الإخلاص فيما تقوم به !

- قال : جزاك الله خيراً ، ولكن أما عرفت حال الصالحين ، وكنوا الارقى منا بمرات ، ومع ذلك لم يفارق قلوبهم هذا التخوف !

- قلت : مثل من ؟ قال مثل ابن عوف - رضي الله عنه - حيث : أُتِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَوْمًا بِطَعَامِهِ ، فَقَالَ: " قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ ، وَكَانَ خَيْرًا مِنِّي ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا بُرْدَةٌ ، وَقُتِلَ حَمْزَةُ - أَوْ رَجُلٌ آخَرُ - خَيْرٌ مِنِّي ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا بُرْدَةٌ ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ عُجِّلَتْ لَنَا طَيِّبَاتُنَا فِي حَيَاتِنَا الدُّنْيَا ، ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي

- أوقفني وأنا الغارق كذلك في النعم أمام خوفي الذي أثاره فيّ !