من أنوار النبوة
تاريخ الإضافة : 2012-12-12 07:10:11

قطوف متنوعة الطعوم والعطاء

يوشكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعَى عليكم كما تَدَاعَى الأَكَلةُ إلى قَصْعَتِها، فقال قائل : من قِلَّة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير، ولكنَّكم غُثاء كَغُثَاءِ السَّيْلِ، ولَيَنْزِعَنَّ الله مِنْ صدور عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذفنَّ في قُلُوبكم الوَهْنَ، قيل : وما الوْهنُ يا رسول الله ؟ قال : حُبُّ الدُّنيا، وكراهيَةُ الموتِ»  إلى أين يهرب الطغاة بعد قوله تعالى : "إنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ " تكفل الحي القيوم بإعانة المستضعفين في الأرض : 

"وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ " لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ مِنَ الْحَبَشَةِ عَلَى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا أَعْجَبُ شَيْءٍ رَأَيْتُ ؟ ثُمَّ قَالَ : رَأَيْتُ امْرَأَةً عَلَى رَأْسِهَا مِكْتَلٌ فِيهِ طَعَامٌ فَمَرَّ فَارِسٌ يَرْكُضُ فَأَذَرَاهُ فَقَعَدَتْ فَجَمَعَتْ طَعَامَهَا ، ثُمَّ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ ، فَقَالَتْ : وَيْلٌ لَكَ يَوْمَ يَضَعُ الْمَلِكُ كُرْسِيَّهُ فَيَأْخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَصْدِيقًا لِقَوْلِهَا : لاَ قُدِّسَتْ أُمَّةٌ ، أَوْ كَيْفَ تُقَدَّسُ أُمَّةٌ لاَ يَأْخُذُ ضَعِيفُهَا حقه مِنْ شَدِيدِهَا غَيْرَ مُتَعْتَعٍ.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ قُدِّسَتْ أُمَّةٌ لاَ يُعْطَى الضَّعِيفُ فِيهَا حَقَّهُ غَيْرَ مُتَعْتَعٍ.

طُعِنَ مُعَاذٌ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ، وَأَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ مُعَاذٌ: " إِنَّهُ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَبْضُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، اللهُمَّ آتِ آلَ مُعَاذٍ النَّصِيبَ الْأَوْفَرَ مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ، فَمَا أَمْسَى حَتَّى طُعِنَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، بِكْرُهُ الَّذِي كَانَ يُكَنَّى بِهِ وَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيْهِ، فَرَجَعَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَوَجَدَهُ مَكْرُوبًا فَقَالَ: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، كَيْفَ أَنْتَ؟» فَاسْتَجَابَ لَهُ فَقَالَ: يَا أَبَتِ {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [آل عمران: 60]، فَقَالَ مُعَاذٌ: «وَأَنَا إِنْ شَاءَ اللهُ سَتَجِدُنِي مِنَ الصَّابِرِينَ» فَأَمْسَكَهُ لَيْلَةً ثُمَّ دَفَنَهُ مِنَ الْغَدِ، فَطُعِنَ مُعَاذٌ فَقَالَ حِينَ اشْتَدَّ بِهِ النَّزْعُ - نَزْعُ الْمَوْتِ - فَنَزَعَ نَزْعًا لَمْ يَنْزِعْهُ أَحَدٌ، وَكَانَ كُلَّمَا أَفَاقَ مِنْ غَمْرَةٍ فَتَحَ طَرْفَهُ ثُمَّ قَالَ: رَبِّ اخْنُقْنِي خَنْقَتَكَ، فَوَعِزَّتِكَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّ قَلْبِي يُحِبُّكَ "

لما ثقل النبي

(صلى الله عليه وآله) جعل يتغشاه، فقالت فاطمة (عليها السلام):

واكرب أباه. فقال لها: ليس على أبيك كرب بعد اليوم. فلما مات،

قالت: يا أبتاه أجاب ربا دعاه، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه، يا

أبتاه الى جبرئيل ننعاه، فلما دفن قالت فاطمة (عليها السلام): يا

أنس - أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله)

التراب ؟

حديث لما دفنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت فاطمة يا أنس أطابت أنفسكم أن دفنتم رسول الله في التراب  جعل يتغشاه الكرب فقالت فاطمة رضي الله عنها واكرب أبتاه فقال ليس على أبيك كربٌ بعد اليوم فلما مات قالت يا أبتاه أجاب رباً دعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه فلما دفن قالت فاطمة أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب

وكان " جويرية يدور فيهم ويقول ابشروا عباد الله بكرامة الله ورضوانه فحق والله لمن ليس بينه وبين لقاء الاحبة ودخول الجنة الا فراق هذه النفس الامارة بالسوء ان يكون بفراقها سخيا وبلقاء ربه مسرورا و من أعلامه : [ أنه كشف الله تعالى له ما غاب عنه في جيش مؤتة فقال لأصحابه : أخذ الراية زيد بن حارثة و تقدم فقتل و مات شهيدا ثم أخذ الراية بعده جعفر بن أبي طالب و تقدم فقتل و مات شهيدا و وقف وقفة ثم قال و أخذ الراية بعده عبد الله بن رواحة و تقدم فقتل و مات شهيدا لأن عبد الله بن رواحة توقف عن أخذ الراية بعد قتل جعفر زمانا ثم أخذها قال : ثم ارتضى المسلمون خالد بن الوليد فكشف العدو عنهم حتى خلصوا ثم قام إلى بيت جعفر بن أبي طالب فاستخرج ولده و دمعت عيناه و نعى جعفر إلى أهله ] و جاءت الأخبار : بأنهم قتلوا في ذلك اليوم على ما وصفه

وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له حقه