ضيوف الموقع
تاريخ الإضافة : 2013-01-15 02:26:06

دفين الملائكة ( عامر بن فهيرة ) .. 1

عامر بن فهيرة (دفين الملائكة)

 الذي لاريب فيه أن دين الله عزوجل لايقيس الناس بمقاييس النسب والحسب ، ولا يزنهم بموازين المال أو الجمال ،لأن هذه مما لا كسب للإنسان فيها ن وما كسب له فيه كيف يحسب له في ميزان عمله ؟ وإنما ينهض الميزان عند الله تعالى على دعامتين هما : التقوى والعمل الصالح ، فمن آمن وجاهد فله عند ربه الحسنى ، ولو كان عبداً حبشياً ، ومن كفر وعاند فله سوء الحال ، ولو كان سيداً قرشياً : " إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير " . قال تعالى- في واحد من زعماء قريش ، والراسخين في المكانة الاجتماعية- : " تبت يدا ابي لهب وتب " وقال عمر الفاروق يثني على الصديق : أبو بكر سيدنا واعتق سيدنا " يريد بلالا رضي الله عنه

وهذا أحد صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو المنارة التي تطل على شاطيء الحياة تضيء في كل الجهات ، امتلأت نور هداية ، وتعلقا برب الوجود محبة وتعلقا وخشية وتوكلا! هو مرآة صقيلة من وقف قبالتها أمكنه أن يتعرف إلى كثير من مقومات السعادة ، وتكشف له ما بنفسه مما يحتاج إلى ترميم ، أوتمتين ، أو إنشاء وبناء، ها هو ذا يعطينا من ذلك دروساً ، إنه نشأ إنه الصحابي السباق إلى الإسلام ، والمجاهد الشهيد : عامر بن فهيرة الأزدي التميمي . وفهيرة هي أمه ، وكانت جارية مملوكة ، وهو ينسب إليها ، لأنه لم يعرف الطريق إلى الاعتزاز بأبيه أوعمه

 

نشأ عامر بداية في أتون الرق والعبودية ، ثم يمن عليه أحد الأخيار ، أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - بالحرية ، إذ اشتراه وأعتقه ، وقد ظل عامر طيلة حياته وفياً لأبي بكر صاحب هذا الفضل عليه . وصار بذلك مولاه ، بعد أن أنقذه من العذاب الأليم الذي كان يلقاه على أيدي طواغيت مكة من المشركين ، لأنه أسلم ، وداس على أصنامهم  في وقت مبكر ، وقبل  دار الأرقم بن أبي الأرقم . وهذا دأب كل الطواغيت عبر القرون ،كما أن شأن المسلم الثبات على الحق ، والعض عليه بالنواجذ .

ومن هنا وفي حادث الهجرة اشترك عامر مع أسرة الصديق في خدمة المهاجرين العظيمين وهما مختبئان في الغار ، فأسماء بنت أبي بكر تحمل لهما الطعام ، وعبدالله بن أبي بكر يجمع لهما الأخبار ، وعامر الذي كان يرعى غنم أبي بكر يأتي بالأغنام إلى الغار ، ليشرب منها المهاجران العظيمان ، ثم يعود بالأغنام ليمحو آثار الأقدام التي تخلفت من مسيرة أسماء وأخيها ، ثم رحل عامر مع المهاجرين : رسول الله وأبي بكر ، فنال عامر بذلك شرف المشاركة في أعظم رحلة عرفتها الإنسانية

ثمة تتمة ..