إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-02-05 13:19:54

صرخة صادعة بحقيقة ترد الغافل إلى اليقظة

 

صرخة صادعة بحقيقة ترد الغافل إلى اليقظة، وتلجم الشر الذي طغى ، وتنبه السادرفي سكره المغلق إلى حقيقة راسخة ، هي أن " الدنيا " مزرعة أعطي الإنسان فيها أن يلقي البذر الذي يريد ،على أن ستحضر أن بذرا هنا حصاده في نار وقودها الناس والحجارة ، وسكانها " فرعون وقارون وهامان " وقد تقاطرت الرسالات على الإغراء بالخيروعاقبته " جنة "التي وعد الله بها " الأبرار" ، والتحذير من الشروعاقبته " النار" التي اوعد الله بها " الفجار" ! وهناك يوم العرض على الله يكون" الحصاد "

ويجلي هذه الحقيقة مشهدان:

أحدهما في دار التكليف ، والآخرمن دار التشريف ،ويلاحظ بهما الربط الرائع بين ما تزرع هنا وتحصد هناك ، ولا يذهب الوهل إلى ان من ملأ الدنيا خيرا سيجد هناك شرا ، أو من ألقى بذور الشرهنا، والعدوان والتسلط والصد عن سبيل الله، وحول البسيطة إلى حياض ملأها بدماء الأبرياء، سيستقبل هناك استقبال المنصرين الفاتحين هنا، ويسمع تاويل قوله تعالى:" فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ" كيف ولم يكن ممن نص عليهم على أن لهم هذا المآل : " فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ " كنا من المعتدين الفجار السفاحين المعربدين ! فهذا خلاف الفطرة السليمة، ولا يتأتى من الله العدل الذي قال :" أفنجعل المسلمين كالمجرمين * ما لكم كيف تحكمون " والحق الذي قرره قول الله تعالى: " يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ "

فإلى المشهد الأول:

- روى الطبراني بإسناده : أن علي بن الحسين رضي الله عنه،وأخزى من عادى أحباب الرسول- عليه الصلاة والسلام- كان جالسا في جماعة ،

فسمع داعية في بيته، فنهض فدخل منزله، ثم رجع إلى مجلسه، فقيل له:

أمن حدث كانت الداعية ؟ قال: نعم ! فعزوه وتعجبوا من صبره، فقال:

إنا- أهل بيت- نطيع الله عزوجل فيما نحبه، ونحمده على ما نكره.

- وروى الطبراني أيضا فقال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم أهل الفضل فيقوم ناس من الناس فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة. فتلقاهم

الملائكة فيقولون: إلى أين ؟ فيقولون: إلى الجنة. فيقولون قبل

الحساب ؟ قالوا: نعم: قالوا: من أنتم ؟ قالوا نحن أهل الفضل،

قالوا: وما كان فضلكم ؟ قالوا: كنا إذا جهل علينا حملنا، وإذا

ظلمنا صبرنا، وإذا أسئ إلينا غفرنا، قالوا لهم: ادخلوا الجنة فنعم

أجر العالمين. ثم ينادي مناد: ليقم أهل الصبر، فيقوم ناس من الناس

فيقال لهم انطلقوا إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة فيقولون لهم مثل

ذلك فيقولون: نحن أهل الصبر، قالوا: فما كان صبركم ؟ قالوا: صبرنا

أنفسنا على طاعة الله، وصبرناها عن معصية الله، وصبرناها على

البلاء. فقالوا لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين" أفلك نصيب من هذه السلوكيات؟ فيا لهناك هناك!