إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-02-24 17:57:17

مقتطفات مما فاه به طارق بن زياد عند الانطلاقة الرائعة التي تمخضت عن فتح الأندلس !

*مقتطفات مما فاه به طارق بن زياد عند الانطلاقة الرائعة التي تمخضت عن فتح الأندلس ! هو ذو فكرسليم ، وعزم صادق يفضح المراوغ المتاجر المدعي الذي يرفع راية التحريريتاجر بها ، ويغطي هزائمه ، ويستند إليها ليستمر في تسلطه  ، ومما قاله يشد به العزيمة ، ويحذر من التهاون الذي يفضي إلى الهزيمة :

- ...فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة

 - واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشق قليلاً استمتعتم بالأرفه الألذ طويلاً

- وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عرباناً،  ثقة منه بارتياحكم للطعان ، واستماحكم لمجالدة الأبطال والفرسان. ليكون حظه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته وإظهار دينه بهذه الجزيرة،       - وليكون مغنمها خالصاً لكم من دونه ومن دون المؤمنين سواكم       - واعلموا أنني أول مجيب إلى ما دعوتكم إليه وأني عند ملتقى الجمعين حامل بنفسي على طاغية القوم لذريق فقاتله إن شاء الله ، فاحملوا معي ، فإن هلكت بعده فقد كفيتكم أمره ، ولم يعوزكم بطل عاقل تسندون أموركم إليه، وإن هلكت قبل وصولي إليه فاخلفوني في عزيمتي هذه ، واحملوا بأنفسكم عليه ، واكتفوا من فتح هذه الجزيرة بقتله ، فإنهم بعده يخذلون.

- فانبسطت نفوس القوم وتحققت آمالهم وهبت رياح النصر عليهم ، وقالوا لقد قطعنا الآمال مما يخالف ما قد عزمت عليه فاحضر إليه فإننا معك وبين يديك فركب وأصحابه وباتوا ليلتهم في حرس إلى الصبح

، وكان ذلك يوم الأحد لخمس خلون من شوال سنة اثنتين وتسعين للهجرة الموافق اثنين وعشرين يوليه سنة تسعمائة وعشرة رومية (ميلادية) - فلما أصبح الفريقان تكتبوا وعبوا جيوشهم ، وحمل لذريق وهو على سريره ، وقد حمل على رأسه رواق ديباج يظلله ، وهو مقبل في البنود والأعلام ، وبين يديه المقاتلة والسلاح

-  وأقبل طارق في أصحابه عليهم الزرد من فوق رؤوسهم العمائم البيض ، وبأيديهم القسي العربية ، وقد تقلدوا السيوف واعتقلوا الرماح والتحم الجيشان وكان ذلك في فحص شريش.

- ولما رأى طارق لذريقاً قال هذا طاغية القوم ! فحمل وحمل معه أصحابه ، فتفرقت المقاتلة من بين يدي لذريق فخلص إليه طارق فضربه بالسيف على رأسه فقتله على سريره ، وكان كما قيل:

فمساهم وبسطهموا حرير ... وصبحهم وبسطهم تراب

ومن في كفه منهم قناة ... كمن في كفه منهم خضاب

- فكان ما وعد به من قتال العدو وعد الصادقين ، لا وعد المنافق الدجال ، الذي يرعد ويزبد ، ويشير للعدو من طرف خفي : إني أسوق نفسي ، والله لا أضمر لك - يا عدو الظاهر - إلا كل خير !!