إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-03-12 03:19:23

على طريق بناء مجتمع قوي متماسك متضامن يخشى الله تعالى !

الجرائم سبب للهلاك العام الذي لا ينجو منه إلا من نهى عنها

- الآخذ على يد المجرم، والمانع له من إجرامه أول المستفيدين من ذلك!

- والأخذ يشمل كل السلوكيات التي تؤدي إلى منع الجريمة !

وإن الذي يظن أن السعي للحيلولة دون الإجرام هو تدخل في الشئون الداخلية، وأنه مما لا يعني الإنسان وينبغي تركه، جاهل بمقتضى الواقع؛ لأنه بمثابة الإنسان الذي في السفينة في عمق البحر ومعه راكب يراه بعين بصره يخرق السفينة لتغرق بأهلها، فهل تدخُّله هنا تدخل في شئون الغير؟! هو تدخل في شئون النفس؛ يريد إنقاذ نفسه؛

هذا ، وقد حدد الرسول عليه الصلاة والسلام - أبعاد العلاقة الاجتماعية بين أفراد المجتمع ، وبين باروع بيان الدور الذي يجب على أفراد المجتمع أن يقوموا به إزاء المحافظة على سيرورة الحياة النقية ، فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فكان بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، وقالوا: لو أنَّا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا.فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً).

هذا ، وقد أرجع المعصوم- عليه الصلاة والسلام - أمر الجريمة إلى نقص في الحضور مع الله تعالى ، ولو كان مستحضرا اطلاع العليم الخبير عليه وهو متوجه إلى جريمته لكف بيقين ! ولهذا قال- عليه الصلاة والسلام -: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ترفع إليها الرؤوس حين ينتهبها وهو مؤمن) فصاحب الإيمان القوي في صدره من نور الإيمان ما يعتبر " مكبحا " لا يدعه ينطلق في دروب الغي !

فالغفلة عن الله تعالى عند ارتكاب الجريمة مفضية إلى الوقوع في الشر !