إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-03-12 03:32:15

قال الحق سبحانه على طريق بناء التصور ...

على طريق بناء التصور :

* هناك نصوص نوردها ، ونقطف ما يتسنى من عطور بصائرها :

منها قوله تعالى :

قال الحق سبحانه:{ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ * أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ }[الزخرف: 41-42].

أي: مَا قدّره الله سيقع دون أنْ يَصُدَّه شيء مهما كان، وإمَّا ترى ذلك في حياتك، أو تراه يوم يبعث الله من في القبور.

- والدليل هو ما حاق بمَنْ كفروا وظلموا وكذَّبوا الرسل، وعاثوا في الأرض مُفْسدين. وأهلكهم الحق سبحانه بعذابه تطهيراً للأرض مِنْ فسادهم، هذا جزاؤهم في الدنيا، وهناك جزاء آخر في اليوم الآخر.

وفي هذا القول تَسلْية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو حين يُعْلِمه الله ما حاقَ بالأمم السابقة التي كذَّبت الرسل؛ هانتْ عليه المتاعب والمشاقّ التي عاناها من قومه، وليسهُلَ عليه من بعد ذلك أن يتذرَّع بالصبر الجميل، حتى يأتي وَعْدُه سبحانه، وليس عليك يا محمد أنْ تُحمّل نفسك ما لاَ تطيق.

- ويقول سبحانه من بعد ذلك: { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ.. }.

-  فكلمة: { رَبَّكَ.. } توحي بأنه إنْ أصابك شيءٌ بسبب دعوتك، وبسبب كنود قومك أمامك وعدائهم لك، فربُّكَ يا محمد لن يتركهم.

- والرب ـ كما نعلم ـ هو مَنْ يتولَّى تربية الشي إلي ما يعطيه مناط الكمال، ولا يقتصر ذلك على الدنيا فقط، ولكنه ينطبق على الدنيا والآخرة.

وقوله: { الْخَلاَّقُ } مبالغة في الخَلْق، وهي امتداد صفة الخَلْق في كل ما يمكن أنْ يخلق، لأنه سبحانه هو الذي أعدَّ كل مادة يكون منها أيّ خَلْق، وأعدّ العقل الذي يُفكِّر في أيِّ خلق، وأعدَّ الطاقة التي تفعل، وأعدَّ التفاعل بين الطاقة والمادة والعقل المُخطَّط لذلك.

- { وإمّانرينّك بعض الذي نعدهم } به من العذاب في حياتك ، وجواب الشرط محذوف، تقديره : فذاك {أو نتوفّينّك} قبل أن نريك ذلك الوعد في الدنيا فإنك ستراه في الآخرة وهو قوله تعالى : { فإلينا مرجعهم } بعد البعث فنريك هناك ما هو أقرّ لعينك وأسرّ لقلبك

 - وقوله تعالى : {ثم الله شهيد على ما يفعلون} فيه وعيد وتهديد لهم ، أي : أنه تعالى شهيد على أفعالهم التي فعلوها في الدنيا فيجازيهم عليها يوم القيامة ، ولما بيّن تعالى حال محمد صلى الله عليه وسلم مع قومه بين أنّ حال كل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مع أقوامهم