إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-03-12 04:50:52

تطور أم سقوط وانحدار ؟

- إذا اختلت النظرة إلى القيم ، والتاثت القدرة على التقويم السديد للمنازل والمطامح ، وتحولت قمم المطالب إلى سفوح أوقيعان ، ونأت عنها النفوس تبتغي ما رسم لها من مطامح جديدة ،وما راق لها من مكارم ، لونت بألوان جذابة ! حينئذ " يكون زلزال مدمر قد ضرب الإنسان في قرارة وجوده !وما كان يهجى به في الزمان الماضي صارمما يؤثر ويلهث وراءه في عصر أطلق عليه" عصرالارتقاء "وهنا ينص على أن هذا لا يتعلق بتطورحركة الحياة وتغيرها الدائب ، بل هو لصيق بحركة النفوس ارتقاء وسقوطا ،والسقوط منحى يدخل ساحة الحياة في كل لحظة يسمح له فيا بالدخول ن مع استعداد فطري لهذا ، وقوله تعالى " ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها " راصد للاستعداد الذي رتب عليه أمر " التكليف " تعال معي إلى إطلالة نرفع بها الستر عن هجاء مر ! وما مضمونه ؟ وما الذي آل إليه نظر الكثيرين اليوم تجاه موضوعه ! وما الذي يستفاد من هذا كله ؟!

هجا الحطيئة الزبرقان في قصر الهمّة والخُمول ، فقال:

دَع المكارِمَ تَرْحَلْ لِبُغيتها ... واقعُدْ فإنّك أنت الطاعِمُ الكاسِي

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس

دعاه إلى ألا يفكر في المكارم ، إذ جل ما يمكن أن تتطلع إليه همته أن يأكل ويشرب !شأن المرابي الذي يعطى المحتاج من مله لياخذ عليه ربا ! وهمه أن ياكل ويشرب مما يحتجن من دماء المعروقين ونزيف جباههم !أليس هو " الطاعم الكاسي " !!!

فاستعدى الزبرقان عليه عمر، فحكّم عمر حسان ،وإن كان ممن يتذقون المعاني بأدق ما يكون ،وأعمقه ، لكنه أراد أن يوظف أصحاب الخبرة إقامة للعدل ! فقال حسان : ما هجاه ولكن سلح عليه " السُلاح : النّجو،وسلح عليه : خريء عليه"

- فحبس عمر الحطيئة في بئر فقال يستعطفه:

ما ذا تقول لأفراخ بذي مرخ ... حمر الحواصل لا ماء ولا شجر

ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ... فاغفر عليك سلام الله يا عمر

ما آثروك بها إذ قدموك لها ... لكن لأنفسهم كانت بك الأثر

فأخرجه عمر وجلس على كرسي ، وأخذ شفرة ، وأوهمه أنه يريد قطع لسانه، فصاح ، وقال: إني يا أمير المؤمنين- والله- قد هجوت أمي وأبي ونفسي وامرأتي، فتبسم عمر وقال: ما الذي قلت؟ قال: قلت لأبي وأمي:وساق ما قاله فيهما !!!