إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-03-24 15:41:11

درجات المعرفة

قال الحكيم : دل بوجود آثاره على وجود أسمائه ،ودل بوجود أسمائه على ثبوت صفاته ،ودل بثبوت أوصافه على وجود " ذاته " إذ محال أن يقوم الوصف بنفسه !

فيه لفت إلى الخلق وما دل عليه من أسماء الله تعالى وصفاته .

 وقال ابن عباس يكشف عن عمق النظرة في الكون ودلالاته: حجب الذات بالصفات, وحجب الصفات بالأفعال, فما ظنك بجمال حجب بأوصاف الكمال, وستر بنعوت العظمة والجلال"

 ومن هذا المعنى يفهم البعض معاني جمال ذاته, فإنه العبد يترقّى من معرفة الأفعال إلى معرفة الصفات, ومن معرفة الصفات إلى معرفة الذات ، فإذا شاهد شيئا من جمال الأفعال استدل به على جمال الصفات ثم استدل بجمال الصفات على جمال الذات. **ومن خلال عمق النظرة إلى دلالة الكون على الله تعالى  يتبين أنه سبحانه له الحمد كله، وأن أحدا من خلقه لا يحصي ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه, وأنه يستحق أن يعبد لذاته، ويشكر لذاته، وأن محبته لنفسه، وحمده لنفسه, وثناءه على نفسه, وتوحيده لنفسه، هو في الحقيقة الحمد والثناء والحب والتوحيد, فهو سبحانه كما أثنى على نفسه, وفوق كل الذي يثني به عليه خلقه, وهو سبحانه كما يحب ذاته يحب صفاته وأفعاله، فكل أفعاله حسن محبوب ، وإن كان في مفعولاته ما يبغضه ويكرهه، فليس في أفعاله ما هو مكروه مسخوط.