إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-05-06 04:02:17

مصباح ينير لنا الطريق

مصباح ينير لنا الطريق ، وجرعة وافية من مناهل " التوحيد " !

هل لنا أن نفهم من النص التالي ما سأذكره ؟ وما الذي يمكن أن نتعلمه من قوله تعالى في " زكريا " عليه السلام لما بشر بيحيى عليه السلام  : " قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ " و : "

قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا " الذي ذكر أكثر من مرة ، علما أنه من الأمور الخاصة به ،

 أنت ترى أنه سأل الله تعالى ما الوجه الذي به يحقيق ما بشر به ! لأنه قد طعن في " السن " وكانت امرأته عاقرا !  فالأسباب التي أقامها الله سنة من سننه في الخلق " مفقودة " لدى الزوجين معا ، وقد قال العلماء كون زكريا قد بلغ من الكبر عتيا لا يمنع من الإنجاب ، وسر ذكره زوجته هنا لئلا يحرجها بكونها عاقرا ، وهذا المعنى يحصل بين الزوجين اللذين يتأخر إنجابهما ، فإذا كل منهما يحيل السبب على صاحبه ! ولعمر الحق هي لفتة رائعة ! وهنا نجد النصَ يعالن الأمة لنفهم منه :

 إذا عدمتم الأسباب التي أقامها الله لتبلغوا بها ما تطمحون إليه ، وقد سعيتم إليها كل السعي ، فلا يدخلنكم فقد الأسباب في بؤرة " اليأس " من عطاء الله الذي ترجونه ، فإن الأسباب في حقكم مطلوب أن تأخذوا بها ، وأما مع قدرة الله : فوجودها وفقدها سواء " فعلقوا القلوب على هذا بمن أمره فوق الأسباب " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " !

كذلك من بدائه التوحيد أن الله تعالى تفرد بالخلق ، وأنه يخلق من العدم بأمره الكوني " كن " وأنه غني عن الأسباب ، وأن سنته في الخلق عبر الأسباب لتقوم هذه الدنيا على ما شاء من كون الأسباب من مظاهر " حكمته " وأن الأسباب ثابتة بإثباته ، وأن عالمها عالم الحكمة ، وأنها ليست شريكة مع الله في التأثير ، بل من أثبتها فقد أثبت الحكمة ، ومن نفاها فقد عطل الحكمة ، ومن نسب لها التأثير مع الله فقد " أشرك " بالله .

لا يسوغ اليأس ممن علم " أن الله على كل شيء قدير " وأن الله غني عن الأسباب فيما يريد تكوينه، بل هو خالقها ، وخالق ثمراتها !!