إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-06-06 03:18:04

مشهد يفيض بالمعاني العميقة ، والحقائق الربانية

مشهد يفيض بالمعاني العميقة ، والحقائق الربانية ، نسجته حركة الرسول صلى الله عليه وسلم الدعوية ! عنوانه العريض أن المعالي تتطلب جهودا تتناسب مع علوها ! وأن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم المثل فالأمثل !

- أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أهل الطائف عشرة أيام، لا يدع أحدًا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه، فقالوا: اخرج من بلادنا ! وأغروا به سفهاءهم ، فلما أراد الخروج تبعه السفهاء  والعبيد يسبونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس، فوقفوا له سِمَاطَيْن [ أي صفين ] وجعلوا يرمونه بالحجارة، وبكلمات من السفه، ورجموا عراقيبه، حتى اختضب نعلاه بالدماء . وكان زيد بن حارثة يقيه  بنفسه حتى أصابه شِجَاج في رأسه، ولم يزل به السفهاء كذلك حتى ألجؤوه إلى حائط - بستان- لعتبة وشيبة ابني ربيعة على ثلاثة أميال من الطائف، فلما التجأ إليه رجعوا عنه، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حُبْلَة من عنب فجلس تحت ظلها إلى جدار . فلما جلس إليه واطمأن، دعا بالدعاء المشهور الذي يدل على امتلاء قلبه كمدا مما لقي من الشدة، وأسفًا على أنه لم يؤمن به أحد من أهل الطائف ، ومما قال في دعائه :

( اللهم إليك أشكو ضَعْف قُوَّتِي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تَكِلُني؟ إلى بعيد يَتَجَهَّمُنِي ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سَخَطُك، لك العُتْبَى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك ) .