إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-06-20 07:00:08

في مجال توظيف كلمة \" التكفيري \"!

 

هي وصف يذم به - اليوم- من كفر غيره ممن ليس بكافر، وهو توظيف حظه من الصواب كبير!

" ففي المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم "

بَابُ إِثْمِ مَنْ كَفَّرَ مُسْلِمًا أَوْ كَفَرَ حَقَّهُ :

كَفَّرَ الأوَّلُ : مشدَّدٌ ، ومعناه : نسبَهُ إلى الكفر ، وحكَمَ عليه به ، وكفَرَ الثاني : مخفَّفٌ ، بمعنى : جحَدَ حقَّهُ ، ولم يقم به.

عَنِ ابْنِ عُمَرَ ؛ قَال : قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لأخِيهِ : كَافِرٌ ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا ، إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلاّ رَجَعَتْ عَلَيْهِ " صوابُ تقييده : كافرٌ بالتنوين ، على أن يكون خبرَ مبتدأٍ محذوفٍ ، أي : أنتَ كافر ، أو هو كافرٌ.

ويحتملُ : أن يَعُودَ إلى الكلمة ، ومعنى هذا : أنَّ المقولَ له كافر إن كان كافرًا كفراً شرعيًّا ، فقد صدَقَ القائلُ له ذلك ، وذهَبَ بها المقولُ له ، وإن لم يكنْ كذلك ، رجعَتْ للقائلِ مَعَرَّةُ ذلك القولِ وإثمُهُ ،  وبيانُهُ بما في حديث أبي ذرٍّ الذي قال فيه : مَنْ دَعَا رَجُلاً بِالكُفْرِ ، أَوْ قَالَ : عَدُوَّ اللهِ - ولَيْسَ كَذَلِكَ - إلاَّ حَارَ عَلَيْهِ ، أي : على القائل.

-      وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ؛ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يَقُولُ : لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ - وَهُوَ يَعْلَمُهُ - إِلاَّ كَفَرَ ، وَمَنِ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ ، فَلَيْسَ مِنَّا ، وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ، وَمَنْ دَعَا رَجُلاً بِالْكُفْرِ ، أَوْ قَالَ : عَدُوَّ اللهِ - وَلَيْسَ كَذَلِكَ - إِلاَّ حَارَ عَلَيْهِ "

- وحار : رجع ، ويعني بذلك : وِزْرَ ذلك وإثمَهُ.

- وأصلُ الكفر- لغة - : التغطيةُ والستر، وأمَّا "الكفر" الواقعُ في الشرع ، فهو جحدُ المعلومِ منه ضرورةً شرعيَّةً ، وهذا هو الذي جَرَى به العُرْفُ الشرعيُّ.