إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-07-18 09:44:29

ثمة معان يعمر بها قلب من يُكرم بقيام الليل !

 أيّ قلب هذا الذي يتقلب صاحبه على فراشه كما تتقلب الحبّة في المقلى ؟ وما الجمر الذي تحت جوانحه لا يدعه يهدأ إلا قائما وساجدا وراكعا يحذر الآخرة ، ويرجو رحمة ربه ؟!

  • مما يثير الهمة لهذا السلوك الذي أثنى الله على سالكيه في أكثر من آية قول جابر رضي الله عنه عن النبي {صلى الله عليه وسلم} أنه قال :" إن في الليل لساعة لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ يسأل اللهَ فيها خيرا إلا آتاه إياه ، وذلك كلَّ ليلة " فهو دعوة صادقة من أعظم الناصحين للبشرية إلى القيام على أنه سنة ليلية ، يهتبل به هذه الساعة في جوف الساعات ولو لم تكثر الركعات أو تطل !
  • ومما يراعى ممن أراد قيام الليل أن يقلل من الطعام والشراب ما استطاع ، ولا يجهد جوارحه في النهار بظلمة المعصية ، وليستعن بالقيلولة قسطا من النهار يَقيل فيه ، ولو إغماضة !
  • ومن آداب الباطن أن يُخلي- قوامُ الليل- من قلبه الغشّ لأحد ، فقلبه من النفاسة تحرم عليه أن يضع فيه أي نجاسة ! بل عليه أن يعمره بحب النصح لخلق الله ، وأن يظل في سعيه راغبا وراهبا ! فما حَمَل النفس في الإقبال على الله مثل خوف مقلق ، أو شوق مزعج !
  • ثم الاطلاع على سير الصالحين من مقويات العزائم على الاستقامة ، فمثلا كان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبّة على مقلى! ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعُني أنامُ ، فيقوم إلى مصلاه !قد امتلأ صدره يقينا بالآخرة، والخوف من القطيعة، ويرى المعراج سبيلا للسمو والتألق !
  • وكان طاووس يفرش فراشه ثم يضطجع ، فيتقلى كما تتقلى الحبّة على المقلى ، ثم يثب فيتطهر، ويستقبل القبلة حتى الصباح ، ويقول طيّر ذكرُ جهنمَ نومَ العابدين .