إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-11-07 08:41:55

الفهمُ عن الله في ما نزل من مصاب !

ذكر : أن الروم أغاروا على أربعمائة جاموس لبشير الطبري، فرجع إليه رعاتها  الذين كانوا يرعونها ، ومعهم عصيهم ، فقالوا: ذهبت الجواميس، قال: فاذهبوا أنتم معها، أنتم أحرار لوجه الله، وكانت قيمتهم ألف دينار!

 فقال له ابنه: قد أفقرتنا
 فقال: اسكت يا بني ! إن الله اختبرني فأحببت أن أزيده
 مثل هذا الإنسان لا تهزمه النازلة مهما كانت ثقيلة ، ولا تطيح برشده الشدة مهما كانت سطوتها !
ها نحن أولاء قد رصدنا في هذه الواقعة موقفَ المصاب فيما بينه وبين الله ، الموقف الذي على العاقل أن يقفه إزاء كل النوازل من حيث كونها من الأقدار المقضية الواقعة التي لم نخطو إليها بكسبنا، وإنما دخلت علينا من بوابة الحق ! بوابة " القضاء والقدر "!
ولا يعني هذا الذي أوردناه- ههنا - أن يَغفل المسلم عن الثغرة التي وثب العدو إلينا على الجواميس منها !

وأن العصي بأيدي الرعاة بعدما سلبت منهم الجواميس كانت " فارغة " تمثل صورة ، بلا مخبر،

وأن العدو لو لم يجد من الرعاة تهاونا لما صارت الثروة إليه !

 فالعصي - هنا- كالأسلحة التي بأيدينا ، ونعملها في صدورنا ، ونخبئها عن العدوإذا ظهر في سمائنا !
وأن على صاحب الحق أن يُعدّ ما به يَصد العدوانَ عن حقه ، وأن عليه يَسترد الحق المغتصب ما أمكنه !