إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2014-01-09 10:11:38

لوحة ربانية تضج بالحقائق ..

لوحة ربانية تضج بالحقائق ، وتسطع منها البصائر ،ومن وعى ما حشد فيها من معالم الطريق ، ثم تمثل حقائقها ، وترجمها إلى سلوك ، بلغ- بذلك- من السعادة مراقيها !

قال مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ – وهو يغرف من معين النبوة الفوار- : يَا نَبِيَّ الله! ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ؟

 قَالَ : بَخٍ ! لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ الله - تَعَالَى - عَلَيْهِ ، تَعْبُدُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَلاَ تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ! أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى رَأْسِ الأَمْرِ، وَعَمُودِهِ ، وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ ؟

 أَمَّا رَأْسُ الأَمْرِ فالإِسْلاَمُ ، أَسْلِمْ تَسْلَمُ ، وَأَمَّا عَمُودُهُ فَالصَّلاَةُ ، وَأَمَا ذُرْوَةُ سَنَامِهِ فَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله!

 أَوَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ ؟ الصَّلاَةُ قُرْبَانٌ ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ طَهُورٍ ، وَقِيَامُ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ يُكَفِّرُ الْخَطِيئَةَ ، َقَالَ : وَتَلاَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}

 أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَمْلَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ، قَالَ : فَأَقْبَلَ رَكْبٌ - أَوْ رَاكِبٌ - فَأَشَارَ إِلَيَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنِ اسْكُتْ ، قَالَ : فَلَمَّا مَضَى الرَّكْبُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله! وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ ؟ قَالَ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ.

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ ، وَصَحَّحَهُ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ دون أَلْفَاظٍ منه، ورَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبَزَّارُ فِي مُسْنَدَيْهِمَا