346 - في المساجد بين مهامها والتعطيل
خطبة الجمعة    346 - في المساجد بين مهامها والتعطيل
تاريخ الإضافة : 2012-07-23 09:28:45

نص المادة

إن الحمد لله، اللهم ربنا لك الحمد، أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، ربنا لك الحمد ، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد، لك ملك السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، أنت الحق وقولك الحق ، ولقاؤك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والموت حق ، والنبيون حق ومحمد- عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم- حق، اللهم لك أسلمنا ، وبك آمنا ، وعليك توكلنا ، وبك خاصمنا ، وإليك حاكمنا، فاغفر لنا ما قدمنا ، وما أخرنا ، وما أسررنا وما أعلنا ، وما أنت أعلم به منا ، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله ، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح للأمة ، وجاهد في الله حق جهاده.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

عباد الله ! أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة إليه ، وما توفيقي ولا اعتصامي إلا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب ، وهو رب العرش العظيم.

الله جل جلاله يقول: "يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد"

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !

فإن من أول ما خطب به- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- المهاجرون والأنصار في المدينة المنورة أن قال لهم- بعدما حمد الله تبارك وتعالى وأثنى عليه بما هو أهله- : " أما بعد أيها الناس ! فقدموا لأنفسكم

تعلمون والله ليصعقن أحدكم ، وليدعن غنمه ليس لها راع ، وليقولن له ربه ليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه : ألم أبعث إليك رسولي فبلغك؟ ألم آتك مالاً ، وأفضلت عليك؟ فما قدمت لنفسك؟ " الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يحدد هنا لنا مجموعة من الحقائق  ، أن نقف قبالتها ، كذلك هناك كوكبات من الصالحين- منهم جعفر بن موسى- كما ذكره أولئك الذين تناولوا تراجم الصالحين ، عليك أن تقرأ مثل " صفة الصفوة " أو" حلية الأولياء " أو: تلك الكتب التي ترسم بها كاتبوها أن ينقلوا لنا أحوال الصالحين ، جعفر ابن موسى واحد منهم ، كان له صلة بالحبيب- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- فكان يراه في رؤياه، ورؤية النبي- صلى الله عليه وسلم- حق هذا ما جاءت به الأحاديث الصحيحة عنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم...

ليلة من الليالي رأى جعفر رأى خليفة ابن موسى رأى خليفة ابن موسى الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أكثر من مرة، فقال له حبيننا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يا خليفة لا تضجر من رؤيتي فكم من ولي مات بحسرة رؤيتي هذا واحد من أولئك الذين ربتهم بيوت الله يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام والحديث عن بيوت الله حديث ذو شجون يتناول بيوت الله تبارك وتعالى من حيث كونها رئة الأمة ، تستنشق بها الهدوء النفسي والسكينة والمعرفة والانطلاق الروحي ، والتهذيب والتزكية والتخلية والتحلية وتعلم أحكام الدين.

بيوت الله يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام! نحتاج ونحن نتحدث عنها إلى مجموعة من الحقائق تطرح ، وحيث لا يمكن أن نحيط بها جميعاً إنما نكتفي بشذرات عن بيوت الله من حيث منزلتها في المجتمع الإسلامي، بيوت الله من حيث رسالتها ومهمتها ، بيوت الله من حيث ما ينبغي أن يعتني به المسلمون تجاهها ، بيوت الله إذا ما جهل المسلمون مكانتها ودورها ، أو إذا ما حجمت رسالتها ، أو حجبت ، أو ألغيت ،أو وظفت لتبريرتعطيل شريعة الله- تعالى- أو: إذا ما هدمت بيوت الله تبارك وتعالى ، وهذا أقصى ما يمكن أن يوقعه أعداء الله عز وجل في بيوت الله!! تحجيمها هدمها وضعها في القبضة ، والنظر إليها بعينٍ حارة ! في هذه الحالة يمكن أن نراها بيوتاً كثيرة في الأندلس ، لكنها ما تمكنت من صد الهجمة الصليبية حيث اكتسحت الأندلس ، وطردت المسلمين منها ، وأتلفت ما بنته الحضارة الغسلامية عبر قرون !واستاصلت من بقي من المسلمين فيها ، كانت قمة في البناء والزينة ، ولكنها خليت من وظيفتها ، ونحن بحاجة إلى استقراء التاريخ من هذه الزاوية.

بيوت الله قد ملأت عاصمة الخلافة الاسلامية ، وكانت روعة في الزخرفة والعناية بالألوان والهيئات ، المآذن الشامخة ، والبناء الضخم ، لكنها لما فرغت من رسالتها ، وحجمت وظيفتها ، ولم يعد لها دور سوى صلوات- الله أعلم بها- أفيها خشوع وحضور أم أنها تنقر نقر الديك ؟!! لم تتمكن- بهذه المثابة- من الوقوف في وجه العلمانية التي سعت في الإفساد فنالت ما سعت إليه، سعت إلى إسقاط الخلافة وأسقطتها ، ولم يحرك مسلم هناك لا لسانه ولا يده بل ربما ولا تحرك فيه شعور من تلك المشاعر التي تأبى هذا الإسقاط المهين !!!

أما في الجزائر فلما كانت بيوت الله عامرة بالعارفين بالله- عز وجل- لما كانت عامرة بمجالس القرآن ،وقائمة بدورها في التربية والتزكية والتخلية ، والسلوك الرباني يؤسس فيها عبر رواد المسجد الذين أدركوا وظيفة المسجد  ، كما سنلمح إليه حيث نبين بخطوط عريضة لم بنيت بيوت الله- تبارك وتعالى- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام !! لو كانت قد بنيت للصلاة وحدها لجاءنا حديثه- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- : "جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً" أو: كما قال- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- إذن ! لا بد للأمة من أن تبحث في هذه القضية الخطيرة بحثاً صادقاً منصفاً ، لتقف على ما الذي أبعد عن بيوت الله عز وجل من مهام ، وإلى من أوكلت هذه المهام يا ترى ؟؟ إذا كانت بيوت الله- عز وجل- هي المحاضن التي تربي الرجال والربانيين ، إذا كانت هي المصانع التي تصنع الأبطال ، إذا كان قد تخرج من بيوت الله- عز وجل- الصحابة الكرام الربانيون الذين انطلقوا في مشارق الأرض ومغاربها يدكون حصون الظلم حيثما كانت للظلم حصون .

ثم ننظر فنرى أن المسجد النبوي الذي يوصف بكلمات هي أن : أرضه رمل مفروشة به ، وسقفه إنما كان من سعف النخيل ، وأعمدته كانت من جذوع النخل ، وربما نزل الماء من السماء فابتلت الأرض أيما ابتلال ، ومع ذلك لما كان المسجد بهذه البساطة لم يكن من جانب آخر من حيث الإمام !! من كان الإمام في مسجده- عليه الصلاة والسلام- ؟ وما الدور الذي قام به- صلى الله عليه وسلم- وهو أنه أم الصحابة في الصوات الخمس ، وكيف كان يرعاهم صباح مساء ، وكيف كان يربيهم على عينه بوحي الله تبارك وتعالى إلى أن تخرج الصحابة إلى ما تخرجوا إليه ، علماء ربانيين ، عباداً مجاهدين !!ساسة العالم ، وبناةً للعدل ، ودعاةً للخير، وهداة للبشرية !!

نرجع للجزائر، الجزائر لما كانت بيوت الله- عز وجل- فيها عامرة ، ولما طورد من كان في المساجد من قبل الاحتلال الفرنسي ، لجأ العارفون بالله- عز وجل- إلى سفوح الجبال ، وهناك أقاموا بيوت لله جل جلاله ، وأخذوا يتعاهدون المجاهدين أروع تعهد!! وإذا بهؤلاء يدكون الاحتلال دكا ، وما زالوا يقارعونه ، ولو طال الزمن حتى أخرجوه من ديارهم ، ونظفوا ديارهم من رجسه.

إذن بيوت الله عز وجل لها دور خطير، ولعل أعداء الله عز وجل قد فحصوا ذلك أعمق فحص ، بل أدقه ، وإذا بهم يضعون الخطط من أجل إقصاء بيوت الله- تبارك وتعالى- عن أدوارها ، ولذلك جاءت آية في سورة البقرة- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- يقول الله- عز وجل- فيها يكشف لنا عن عمق هذه القضية وسعي أعداء الله فيها "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، وسعى في خرابها، أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين، لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم" ظالم وأظلم من اعتدى على بيوت الله- عز وجل- تحجيماً لها ،وإقصاءًً لها عن دورها في تربية الأمة ، يكون الأظلم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام !!

من هنا نسمع أنساً- رضي الله تبارك وتعالى عنه- يقول ، ونسمع بعده عبدالله ابن رواحة يدندن ، ويأتي بلقطات ولمسات من أروع ما تكون اللقطات واللمسات!! ماذا قال أنس ؟ قال: كنت فتى لما جاء النبي عليه الصلاة والسلام مهاجراً إلى المدينة المنورة ، وكنت مع الغلمان يتحركون في شوارع المدينة ، وكنا نسمع الرجال يقولون: جاء رسول الله، جاء رسول الله، ونحن نسعى في الدروب نتلمس رؤيته ، لكني لم أكن أرى شيئاً ، وازداد رغبة في الرؤية ، وقد شهدت يومين ، يوم أن قدم الرسول- صلى الله عليه وسلم- للمدينة المنورة ، ويوم أن قبضه الله- جل جلاله- أما اليوم الأول فلما قدم المدينة أضاء منها كل شيء، ولما قبض- عليه الصلاة والسلام- أظلم منها كل شيء.

رصد من فطرة سليمة كأنما شهدت شعاعاً من قول الله- عز وجل- : "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه"، أما كونه- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- الإمام يتعهد الصحابة من غبش الفجر، كما قال العلماء ، إلى غسق الليل ، وبين ذلك يأتيه الصحابة ، أو يخرج إليهم ، من أجل أن يأخذ بأيديهم إلى الله جل جلاله ، يعرفهم بوظيفتهم في هذه الحياة ، يبين لهم عظمة الرسالة التي أكرمهم الله عز وجل بالايمان بها ، كان يؤمهم ، يتلو عليهم القرآن ، وما أدراكم ما القرآن يتلوه فوه- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- .

إن من المقاصد الشرعية لكون القرآن يتلى في الصلوات الخمس التي بها نعرض على الله ، أو نعرض أنفسنا على الله، عرض الصنعة على الصانع، نعرض أنفسنا على كتاب الله- جل جلاله- نقف خاشعين بين يدي الله عز وجل ، وقد استجبنا لنداء الله ، وقد دعانا المؤذن إلى " حي على الصلاة حي على الفلاح " وقد احتسب الله عز وجل لنا ذلك ، حيث تبدأ بالتوجه إلى بيت من بيوت الله ، ومذ تبدأ بالوضوء فأنت متوجه إلى الله جل جلاله ، كأنما أنت في صلاة ، ما دمت في الطريق إلى المسجد فأنت في الصلاة ، إذا ما دخلت المسجد دخلت برجلك اليمنى ، فأنت في طاعة الله عز وجل ، وإذا ما ذكرت المصطفى عليه الصلاة والسلام ، ودعوت دعاء دخول المسجد فأنت في رحاب الله جل جلاله ، يسجل لك في سجل الصالحات ،سجل العمل الصالح ، تركع ركعتين تحي بهما بيت الله تبارك وتعالى يسجل لك ذلك في سجل الأعمال الصالحات. ثم تقتدي بالإمام، الإمام هنا كان عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !!

يكفي ما ذكره جبير بن مطعم يقول: حضرت صلاة المغرب في مسجد المصطفى- عليه الصلاة والسلام- وكان يقرأ من سورة الطور بل قرأ سورة الطور، فلما بلغ قول الله- تبارك وتعالى- "أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون، أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون" كاد قلبي يطير!!! التالي- هنا- هو الرسول- عليه الصلاة والسلام- الإمام هو الحبيب عليه الصلاة والسلام، الحاضردوماً مع الله عز وجل خارج الصلاة ، فكيف يكون حاله في الصلاة، والمحراب كان خاشعاً ، والمسجد بذراته إنما كان خاشعاً ، والصحابة الكرام إنما شكلوا بوقوفهم خلف المصطفى عليه الصلاة والسلام جسداً واحداً ، فأي جو إيماني هذا الذي تربى فيه جيل الصحابة ، فشاهت وجوه أعدائهم !!.

ومن هنا كان من مقاصد الصلاة في جماعة أن تتوحد الأمة صفوفاً صفوفاً ، لكنها وراء إمام واحد ، تقتدي بحركاته ، وإذا ما أخطأ سهواً فإن عليها أن تنبهه ، وتنبهه بالحسنى،بالتسبيح ، مساواة الصفوف أمة محمد عليه الصلاة والسلام ليس هذراً في شريعة الله ، المحاذاة بين المناكب ليس هذراً في شريعة الله عز وجل ، لا تتركوا فرجاً للشيطان ليس هذراً في شريعة الله تبارك وتعالى ، بهذا يتحقق الاستطراق الإيماني ، شريطة أن تخلع الدنيا على باب المسجد كما خلعت الحذاء على بابه.

إشارة ذلك في كتاب الله عز وجل "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون" ذروا البيع ! لماذا ذكر البيع- ههنا-  يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ؟ ذكره لأنه من الشواغل الهامة التي تأسر كثيراً من النفوس ، بل كل النفوس ، ذلك أن البيع من ورائه ربح ، والأرباح إنما تعشقها النفوس ، ولم يذكر الشراء!! قال العلماء: لأن الشراء إنما هو تبع للبيع ، فإذا امتنع البائع عن البيع معنى ذلك أنه لا شراء ، أضف إلى هذا أن البائع إنما يرغب ويطمح إلى أن يبيع ، بخلاف المشتري ، ربما اشترى المشتري سلعة لا يريد أن يشتريها ، وإنما أرغم من قبل النساء على شرائها،" ذروا البيع " يعني: اتركوا البيع، أين نتركه؟ نتركه في الأسواق ، وبهذا تنبيه على ترك كل ما يشغل عن الله جل جلاله.

إذا حضرت المسجد بقلبك وقالبك معنى ذلك أنك تأخذ الوجبة التي أراد الله عز وجل أن تأخذها، وكم وجبة تؤخذ من الصلوات؟ خمس وجبات رئيسات ، لا بد لك من أن تقدم على كل وجبة منها  لتأخذها أخذاً كاملاً ، هذه هي الصلاة- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- التي شرعت لنا من أجل أن نصفي الكدر الذي يمس النفوس ، وهي تعافس في الحياة ، من أجل أن ترقى بالنفوس ، وترتق ما يمكن أن يقع فيها من فتوق في أثناء معاملاتنا فيما بيننا ، من أجل أن تصفى النفوس من كل أكدارها ، من أجل أن تؤصل وحدة الأمة حيث كل مسجد من مساجد الأمة حيث يأتلف رواده على الله جل جلاله يتحابون في الله عز وجل تسري المحبة في أرواحهم ،يكونون فيما بينهم كأنما هم روح واحدة ، بهذا نكون قد حققنا رسالة واحدة من رسائل المسجد. والمسجد لنتعلم فيه يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ، لنتربى فيه ، هو معهد للتربية ، وبهذا كان- عليه الصلاة والسلام- يقوم.

 لعلي لا أخرج إذا ما قلت إنه في البداية قد عين الله عز وجل للرسول عليه الصلاة والسلام مكان مسجده ، حيث بركت الناقة التي كان الصحابة يحاولون الأخذ بخطامها ، كل منهم يقول : إلي يا رسول الله !! هلم إلى السعة والمال والرجال ، كأنما يقولون بلسان حالهم : كلنا فداؤك يا رسول الله ، وهويقول:" دعوها فإنها مأمورة " وبركت الناقة ، فقال: هذا المنزل إن شاء الله، نزل وقال : رب أنزلني منزلا مباركاً وأنت خير المنزلين، ووالله لقد نزل منزلاً مباركاً ، ها هو ذا مسجده- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- كله نور، وغارق في النور، يعج بالمحبين لله ولرسوله ، بالمسبحين والذاكرين الله- عز وجل- والعابدين.

ثم سأ ل- عليه الصلاة والسلام- عمن يملك هذا المكان الذي بركت فيه الناقة ؟ وكان مربداً لغلامين يتيمين ، كان ولي عليهما أسعد بن زرار- رضي الله عنه- من الأنصار، فقال: ثامنوني على هذا المربد ، أي عينوا ثمناً له ! بم أجابوه : والله لا نأخذ ثمناً له إلا من الله ، نهبه لك يا رسول الله ، أبى عليه الصلاة والسلام إلا أن يدفع ثمن المربد، ليسجل- عليه الصلاة والسلام- وما أروع تسجيلاته عملاً خالصاً لله عز وجل ، مسجداً يريد أن يبنيه فوق هذه الأرض التي دفع ثمنها- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- وضع حجر الأساس كما يقولون ، وجاء أبو بكر- رضي الله عنه- ووضع الحجر الثانية ، وجاء عمر ووضع الحجر الثالثة ، وجاء عثمان ، وهكذا حتى إذا ما سئل- عليه الصلاة والسلام- ؟ قال:" هؤلاء أولياء الأمر من بعدي " أو كما قال- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- ذكره صاحب السيرة الشامية . 

في مسجد الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم دروس العلم ، والإقبال على الله جل جلاله ، والاستفتاءات ، حيث يبحث عن الحلال والحرام ، وعرض النفوس ، ذلك أنه ربما حاك في الصدر ما حاك ، فإذا بهم يعرضون صدورهم التي حاك فيها ما حاك على المصطفى- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- وهو يسدد ويوجه هذه الأمة التي يمثلها الصحابة الكرام- رضي الله تبارك وتعالى عنهم- : وفينا رسول الله يتلو كتابه... إذا انشق معروف من الفجر ساطع... أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا... به موقنات أن ما قال واقع... يبيت يجافي جنبه عن فراشه... إذا ما استثقلت بالمشركين المضاجع ... غزل هذه القوافي المشبعة برصد الأحوال عبد الله ابن رواحة .

 "وفينا رسول الله يتلو كتابه " إذن الاستماع إلى كتاب الله عز وجل في الصلوات ، وتلاوة كتاب الله عز وجل في حلقات التلاوة مع التدبر، من راء البناء الرباني الذي إذا ما تخلت عنه المساجد تولته محاضن أخرى ، أو مداجن ، تلك التي تريد أن تفرخ أناساً ، إذا ما قلت لهم الحب في الله والبغض في الله ، قال: هذا لون تقوقع !!! وإذا ما قلت لهم الإسلام هو الحل !! قال : إنما هذه رجعية مقيتة ، وإذا ما قلت لهم على الأمة أن تستمسك بالحق !! قالوا: هذا لون من ألوان التعنت ، وإذا قلت لهم : إني لاأحب الشيطان!!! قالوا: لا أنت مغال في قضية المحبة والبغض .

الرسول- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- كان يحرص في صلاة فجر كل جمعة أن يقرأ في الركعة الأولى سورة " السجدة " وفي الركعة الثانية سورة " الانسان " وقد تناول العلماء هاتين السورتين لم خصهما- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- بالقراءة في صبيحة يوم الجمعة ؟ قالوا : لأن هاتين السورتين قد جمعتا كثيراًمن الحقائق التي على المسلم أن يداوم على تذكرها واستذكارها ، بل واستحضار معانيها وحقائقها في قلبه ، بل يجعلها المسلم نصب عينيه !! أليس في سورة السجدة- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- بيان لمجيئه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم نذيرا ؟ أليس في سورة السجدة بيان أن الله- عز وجل- هو المتفرد بالخلق ، لا شريك مع الله عز وجل في خلق ذرة من الذرات ، بل يمكن ههنا أن نرصد آيتين في سورة النور وما جاء به- عليه الصلاة والسلام- نور، يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، لم؟ قال : لأن الله عز وجل حبا أهل الأرض حيثما أهدى لهم بالشمس، والشمس إنما تنير دروبنا ، وحينما تغيب ندخل في الظلمة،" فإذا هم مظلمون ".

فإذا بنا نوقد ما نتمكن من إيقاده ، حتى جاءت الكهرباء ، وكل يستضيء بقدر طاقاته ، ثم إذا ما طلعت الشمس انطفأت مصابيحنا ، يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ! ونعم كلنا بنور الشمس ، كل بني آدم ، سواء كان مؤمناً كافراً ، شقيا سعيداً ، عاصياً مجرماً ، لأنه عطاء الربوبية ،" ... ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير" فنقول لهؤلاء الذين أعرضوا عن منهج الله ، وإلى اؤلئك الذين يضيقون على منهج الله عز وجل أن يتنفس في المجتمع الإسلامي ليرقى به ، أو يرقى بهذه النفوس التي لا رقي لها إذا ما انقطعت عن الله- جل جلاله-أجل نقول لأولئك الذين يريدون أن يحجموا، بل ويهدموا بيوت الله عز وجل: ما دمتم تنعمون بعطاء الله عز وجل من النور الحسي الذي يقيكم في حركتكم الحياتية من أن يصطدم بعضكم ببعض ، ذلك أن الظلمة الحسية- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- إذا ما حلت ، ولم يكن لنا نور نبصر به مواقع خطواتنا ، لا بد من الارتطام ، ولا بد من الاصطدام !! وهنا نكون أمام حالتين ، إما أن نصطدم بمماثل ، أو نصطدم بما هو أقوى منا ، أو نصطدم بما هو دوننا ، فإذا ما صدمك ما هو أقوى منك أرداك ، وهوى بك إلى الشقاء والتكسير، وبالمقابل إما أن تفضي بمن تصطدم به إن كنت أقوى منه إلى ذلك ، لذلك وقى الله عز وجل حركتنا الحياتية الحسية بالنور الحسي ، ما الذي يبقى؟ يبقى أن تنظم لنا حركتنا الحياتية الاجتماعية ، وعلى هذا جاء منهج الله عز وجل نوراً.

نور نبصر به الحلال من الحرام ، فلا نصطدم ، نور نبصر به كيف نفعل إذا ما اختلفنا فيما بيننا ، لا نصطدم برشوة تفرض علينا ، ولا نصطدم بخيانة ، يقوم بها بعضنا ، وإنما يعرف كل منا حدوده ، ما الحلال وما الحرام ؟ وكيف إذا ما اختلفنا رجعنا إلى كتاب الله وسنة المصطفى- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- وإذا ما كان الاصطدام الحسي يؤدي إلى التكسير، فإن الاصطدام المعنوي يؤدي إلى التدمير!!! يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ، فما قيمة مجتمع كثرت أعداد أفراده ولا صلة لهم بالله- جل جلاله- ؟.

بل حيث إن نور الشمس يطفئ كل مصابيحنا عند الصباح ، فإن نور الشريعة كفيلة حيث تبزغ ، وبزوغها بأيدنا ، ذلك أن الله عز وجل قد أرسل رسوله فبلغنا إياها ، حيث يبزغ نور الشريعة معنى ذلك أنه لا يبقى نور لأي عقل من العقول يريد أن يتفلسف علينا ، ويمنهج لنا حياتنا ليأتينا بما يضع لنا من أنظمة تتعارض مع شرع الله- تبارك وتعالى- ويبقى للعقل دوره الرئيس مع المنهج ، وهو فهمه على الوجه الأكمل والأمثل !!.

ماذا يقول الله- عز وجل- في سورة " النور " : "الله نور السموات الأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ، ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم * في بيوت أذن الله أن ترفع" أجل :

 "نور على نور" لسنا مكلفين حتى ندخل في سن البلوغ ، لكنها أنوار الفطرة- ههنا- ثم ندخل في البلوغ ، فنحكم شرع الله عز وجل فينا ، حيث نتعلم أحكامه ، فنور الفطرة يضم له النور الذي أتى به شرع الله- عز وجل- إذا ما سألت أين نجد هذا النور؟ قال : " في بيوتهم " فالآية التالية تبين لنا منابع النور، أو تبين لنا مواطن النور، أو تبين لنا محاصد النور، حيث نتلقى النور إنما نتلقاه من بيوت الله !! يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ، ولا يمكن بحال من الأحوال مهما كثرت الوسائل التي جعلت المسلم لا يرتاد بيت الله من أجل التعلم والتربية والتزكية والتخلية والتحلية ، ومن أجل إقامة الأخوة على سبيل الائتلاف والاجتماع ،أقول : مهما كثرت الوسائل التي تقدم لنا المعلومات ، ونحن في استرخاء في بيوتنا ، فإنها لن تغني على الإطلاق عن بيوت الله- تبارك وتعالى- .

أليست خطوتاه: إحدهما ترفعه درجة ، والأخرى تحط عنه خطيئة ؟ أين هذه الخطوات يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ؟ ألسنا إذا كنا في بيوتنا ، كل منا أمام شاشته البيضاء الصغيرة يتعرف إلى بعض ، أو إلى نتف من الأحكام الشرعية الموزعة التي لا يربطها رابط ؟ ألسنا بذلك قد قطعنا ما بيننا من تواصل ، وما أروع التواصل حيث نقف جميعاً بين يدي الله جل جلاله "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح لهم فيها بالغدو والأصال رجال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار" .

نبهني الله وإياكم من رقدة الغافلين ، وحشرني وإياكم في زمرة عباده المتقين ، فاستغفروه فيا فوز المستغفرين !!

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله نحمده ، ونستعين به ونستهديه ونسترشده ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة ، وجاهد في الله حق جهاده. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله ! أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته ، فقد قال لنا : "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون".

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !

يقول جل جلاله "إن أول بيت وضع للناس إلا للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين" البيت نسب لله عز وجل ، ومن هنا اكتسب البيت القدسية ، ولما كانت رحلة الإسراء والمعراج شاء الله- عز وجل- أن تبدأ من المسجد لتنتهي بالمسجد "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام المسجد الأقصى إلى الذي باركنا حوله".

وإبراهيم- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- لما أمره الله عز وجل بأن يأتي بزوجه وابنه إسماعيل  إلى مكة المكرمة ، وكانت وقتها قفراً ، ولما وضع زوجه وابنه هناك ، قال : " ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ، ربنا ليقيموا الصلاة " هذه إذا وضعتها ووضعت إلى جانبها أن الله- عز وجل- قال : "الله نور السموات والأرض" وجدنا أنفسنا أمام كوة، الكوة هي الفتحة غير النافذة في الجدار، وأراد الله عز وجل أن يضرب المثال بالكوة ، لأن الكوة- وهي المكان المنحصر المحصور- إذا ما وضعت فيه الإضاءة لم تبق فيه ذرة من ظلمة ، ثم إذا كانت هذه الإضاءة قد زودت بما يضاعف من أنوارها ، ذلك أن فيها مصباح ، وسمي المصباح مصباحاً لأنه بنوره يبشر بالصباح ، وأن هذا المصباح إنما تقيه زجاجة ، وأن هذه الزجاجة من النوع الشفاف الرائق المتألق المتلهب ، وأن هذا المصباح إنما يوقد من شجرة مباركة زيتونة ، وقد خص الله- عز وجل- زيتها على أنه زيت متفرد ،" يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار" أنوار تراكم بعضها على بعض ، ليبين لنا الله- عز وجل- أن هذه الكوة التي فيها هذه الطاقة النورانية لا يمكن أن تبقي ظلمة واحدة ، ولا ذرة من ظلمة، أين الظلمة ههنا؟ ستهرب لا محالة.

هذا المشهد أعطانا في المثال الذي ضربه الله- عز وجل- به إلى أن السموات والأرض بالنسبة لعظمة الله- عز وجل- لا يعتد بها على الإطلاق ، فكما أن الكوة قد طردت منها الظلمة أيما طرد بتلك الإنارة ، فإن نور الحق- سبحانه وتعالى- لم يبق ذرة من ذرات الكون ، لا في علويه ولا في سفليه ، وإنما كل الكون بذراته ومجراته إن ما هو مضاء بإيجاد الله- تبارك وتعالى- وإمداد الله- عز وجل- فكل الكون يعبق بالأدلة على الله ، والدلالة إلى الله ، وتوحيد الله وتعظيم الله- تبارك وتعالى- إذا أردت أن تقف على بعض هذا فعليك أن تأتي إلى بيوت الله "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه".

ومن هنا- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- جنب المسجد كل ما يسيء إليه، جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم ، وبيعكم وشرائكم ، وسل أسلحتكم ، ...... إلى آخر ما هنالك من المنهيات التي إنما جاءت لترقى ببيوت الله عز وجل .

من أجل أن نرقى في بيوت الله- تبارك وتعالى- وما سمعتموه ، أو إذا سمعتم من ينشد ضالته في المسجد ، فقل له: لا ردها الله عليك ، ومن رأيته يبيع ويشتري في بيوت الله- عز وجل- قل له : لا أربح الله صفقتك، لماذا؟ قال لأن هذه البيوت وهي منسوبة إلى الله، أرأيت إلى حركتك في الحياة حينما ترجع آخر النهار متعباً، إلى أين ترجع؟ ترجع إلى بيتك، لماذا؟ قال : لأن خصوصياتك إنما تتحقق فيه، تتحقق في بيتك خصوصياتك، أما- هنا- فهو بيت الله ، وكما أنك تستريح في بيتك فالراحة هنا أشد ،إذا كنت تطمئن في بيتك فالطمأنينة هنا أكبر.

ومن هنا سميت المساجد بيوت الله- تبارك وتعالى- كأنما تشعرنا أن بيتك يأويك ، وبيت الله يحويك ويحميك !!، الرسول- عليه الصلاة والسلام- كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ، كأنما يأتي بهمه الذي نزل به فيلقيه على أعتاب- الله تبارك وتعالى- والمسلم الفاهم عن الله هو الذي إذا ما ارتبكت الحياة في رأيه ، وإذا ما ادلهمت المشاكل في وجهه ، وإذا ما غلظت عليه أمور الحياة ، وشعر بضعفه أمامها ، إلى أين يفزع ؟ هذه نقطة ينبغي أن نستحضرها من جديد- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- يبقى ساعات يفكر، ويدبر، لكنه لو أنه أقبل على الله لأعانه الله ، وحاشى لله أن يرد من وقف بين يديه ، بل إن من عطاءات الله أن الله عز وجل إذا ما أقبلت عليه- كما ورد في الحديث الصحيح-" إذا دخل العبد في الصلاة أقبل الله عليه بوجهه " فحاشى لله أن تطرح بين يديه مشكلتك وهمك وغمك ، ثم يبقى لك هم أو غم.  

أكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن الله تبارك وتعالى قد صلى عليه في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد وارض اللهم عن الصحابة الخلفاء السادة الحنفاء سادتنا وموالينا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا غماً إلا كشفته ولا مريضاً إلا شفيته ولا غريباً إلا سلمته ورددته ، ولا عاصياً إلا هديته ، ولا عدو لهذه الأمة إلا قصمته ، اللهم صل على سيدنا محمد بقدر حبك فيه وزدنا يا مولانا حباً فيه.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولمن حضر معنا ولمن غاب عنا منا واغفر لمنشيء هذا المكان المبارك ، ولمن أعان في معروف ابتغاء وجهك الكريم ، آمين ، والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وأقم الصلاة.