353 - في رحاب القرآن
خطبة الجمعة    353 - في رحاب القرآن
تاريخ الإضافة : 2012-07-23 09:28:45

نص المادة

إن الحمد لله، نحمده- سبحانه وتعالى- ونستعين به ، ونستهديه ونسترشده ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ، ونصح للأمة ، وجاهد في الله حق جهاده.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

عباد الله ! أوصيكم ونفسي بتقوى الله- تعالى- وطاعته والإنابة إليه ، وما توفيقي ولا اعتصامي إلا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب ، وهو رب العرش العظيم.

الله- جل جلاله- يقول: "يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد"

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !

فإن الوجود في كتاب الله- تبارك وتعالى- الوجود في رحاب آيات الله- عز وجل- الوجود من مضامين ما أوحى الله عز وجل به إلى رسولنا- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- إذ أوحى إليه القرآن ليُخرج به الناس من الظلمات إلى النور، من الجاهلية إلى الإسلام، من الكفر إلى الإيمان، من الشرود عن رحاب الله- جل جلاله- إلى اللواذ بجناب الله- جل جلاله- من كفران نعم الله عز وجل إلى مقام شكر الله- تبارك وتعالى- .

الوجود في أبعاده في كتاب الله- عز وجل- ممتد في اتجاهات كثيرة ، من حيث الزمان والمكان والآفاق ، وتنوع الحقيقة. ما معنى هذا الكلام؟ ولماذا نسوقه؟ أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم! لعلي إذا ما قلت إن كتاب الله- عز وجل- هو المرجع الحقيقي لهذه الأمة، كتاب الله تبارك وتعالى به أحيا ، ويحيي الله تبارك وتعالى هذه الأمة ،  ذلك الإحياء الذي جاء في الحديث أنه- عليه الصلاة والسلام- قال : "إن الله عز وجل يبعث على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة دينها أو أمر دينها" روايتان لحديثه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

وقد رصد العلماء من أولئك الذين كانوا علامات فارقة على رأس كل قرن زمني ،  رصدوا عمر بن عبد العزيز، والشافعي ، وابن سريج ، وأبا حسن الأشعري ، وأبا إسحاق الإسفرايني ، والغزالي ، والرازي ، وابن دقيق العيد، وآخرون. واللفتة- ههنا- أن بعض العلماء ما باعد بين أن يكون أبو الحسن الأشعري ملتقياً مع ابن سريج ، ذلك أن ابن سريج من كبار فقهاء الشافعية ، وقد تضلع أروع تضلع بمسائل الفروع ، أي:فروع الأحكام الفقهية التي تنتظم حياة المسلم في هذه الأرض، أما أبو الحسن الأشعري فقالوا: إنه تصدى لقضايا أصول الدين ، ولما كان المعتزلة في زمانه قد طبقوا الأرض ، وأشاعوا مذهبهم عبر القوة والسلطان الغاشم، ما كان منه إلا أن حجرعليهم ، وحبسهم في قمق السمسم ، كما قال العلماء. فلا يستبعد أن يلتقي رجلان : واحد يتصدر أصول الدين ، وهو ما يتعلق بالحقائق الإيمانية، وآخر يتصدر قضية المسائل الفقهية التي بها تصاغ الحياة صياغة ربانية.

وقد قرأت لعالم معاصر يقول : ولا يمتنع أن يتمثل هذا الذي ذكره- عليه الصلاة والسلام- "إن الله عز وجل يبعث على رأس كل مئة سنة لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها" في جماعة !أي: لا يستبعد أن تكون جماعة تأتي لتقوم بقضية التجديد ! وليس فرداً من الأفراد، وربما وجدنا العالم الإسلامي اليوم- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- يمور موراناً يبشر بكل أنواع الخير، ذلك الذي حجب مدة طويلة عن هذه الأمة، يمكن أن نضم لهذا- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- بما أن كتاب الله- عز وجل- هو المرجع ، هو النبراس ، هو الهداية ، هو الرحمة ، هو الحقائق ، بل هو الأصل الذي يربي النموذج المصلح ، أو الجماعة التي تتبنى الإصلاح !!!.

وسنعرض لمجموعة من الحقائق التي جاء بها كتاب الله- عز وجل- على أنه وحي الله ، وعلى أنه كلام الله، وكلام الله- تبارك وتعالى-هو الحق ،وهوالصدق في كل حرف من حروفه ن وفي كل كلمة من كلماته ، وفي كل سورة من سوره،ومما فيه أنه ربط  بين الطغيان والكفر بلقاء الله- تبارك وتعالى- ليبين أن الكفر بؤرة الفساد الهدامة في حياة الناس !!.

الموطن الأول: هو من أول ما أنزل الله- عز وجل- على قلب الحبيب- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- "إقرأ" وفي نهاية الآيات الخمس التي أنزلها الله- تبارك وتعالى-  قال ربنا جل جلاله: "كلا إن الإنسان ليطغى* أن رآه استغنى* إن إلى ربك الرجعى" ألا يدل قوله "إن إلى ربك الرجعى" على أن هذا الذي طغى في هذه الأرض إنما غفل عن الرجوع إلى الله جل جلاله ،وأعرض عنه أيما إعراض !! هناك توضع " الموازين " يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !!.

جلس صحابي بين يدي المصطفى- صلى الله عليه وسلم- وحيث نعرض هذا نعرض نموذجاً صاغته الحقائق الإيمانية، نموذجاً يحاسب نفسه أدق الحساب ، ولا يدخل بحال من الأحوال ، بل لا يقترب بأي صورة من صور الاقتراب ، من أولئك الذين أخبر الله- عز وجل- عنهم بقوله : "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم  ، فحسبه جهنم ولبئس مهاد".

جلس بين يدي الرسول يقول:" يا رسول الله! إن لي مماليك يكذبونني ، ويخونونني ويعصونني " يكذبون عليه يخونونه ، يعصون أمره،" وأنا أضربهم وأشتمهم " منصف الرجل في عرض حاله على حضرة المصطفى- عليه الصلاة والسلام- يقابل مماليكه ، ولا ننسى هنا أن هؤلاء أرقاء ، لذلك الذي يعرض حاله على المصطفى- عليه الصلاة والسلام- أي: هم في ملك يمينه، فكيف لو كانوا أحراراً ، وليسوا بداخلين في ملك يمينه، لو كانوا كذلك لما تأتى منه ما تأتى، لكنه كان يقابل كذبهم وخيانتهم وعصيانهم بالضرب والشتم،" فما الذي علي فيهم "؟ سؤال على كل مسلم قرأ شيئاً من كتاب الله، على كل مسلم قال :لا إله إلا الله محمد رسول الله، على كل مسلم استحضر أنه موقوف غداً بين يدي الله- عز وجل- حيث يقول جل جلاله "وقفوهم إنهم مسؤولون"، كارثة تلك التي يظن بها الإنسان أنه يمكن أن يخفي جرائمه، أو أنه يمكن أن ينأى عن عقوبة الآخرة ، لأنه أخفى جرائمه في هذه الدنيا ! هذه الدنيا ليست دار عقاب ، أو ثواب !!هناك سنحاسب بما نفعل هنا من أفاعيل،  أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !!.

قال له- عليه الصلاة والسلام- إنه يوزن ما كذبوك وخانوك وعصوك بما عاقبتهم به !! القياس هنا حاصل ، والموازين حق وصدق، فيها مثاقيل الذر، لا يغادر الله- عز وجل- صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، يقاس ما فعلوه وما تقابلهم به من عقوبة، فإن كان ما كان منك أقل مما بدر منهم، كان لك عليهم الفضل في ذلك، وإن تساوى ما كان منهم ، وما هو منك خرجت كفافا ، لا لك ولا عليك، وإن زاد ما كان منك على ما كان منهم، كان لهم الحق في أن يقتصوا منك مقابل ما زدت،إنه إذا أذن لنا الشرع بالعقوبة على أفعال معينة ، فما ينبغي أن نزيد على ما أذن به شرع الله- تبارك وتعالى- .

لعل الموقف من روائع المواقف- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- إذ لما وقف الرجل على تلك الحقيقة التي قررها من لا ينطق عن الهوى ، وأن الحساب- هناك- في ساح العرض على الحكم العدل- سبحانه- دقيق ! ما كان منه إلا أن شهق وأخذ يبكي ، ويهتف !أجل ضج الرجل ضجيج الملتاع !، كأنما استحضر الحساب، والحساب حاضر، ولو لم نستحضره- يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- . قابله- عليه الصلاة والسلام- بما لك؟ أما تقرأ كتاب الله عز وجل؟ أما قرأت قول الله- تبارك وتعالى- "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كانت مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين" هذه الآية لنا- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- وهذه الآية لكل طغاة الأرض، وهذه الآية لكل بني آدم فوق هذه الأرض، الموازين التي أخبر الله- عز وجل- عنها ستكون والله العظيم ، ذلك لأن الله أخبر بهذا ، ومن أصدق من الله !.

سمع الرجل الآية الكريمة ، فكان منه موقف ، هو موقف من عمرت حقائق الإيمان قلبه ! موقف من عرف أن الله- تبارك وتعالى- واحد أحد فرد صمد علام الغيوب، من علم أن الله- تبارك وتعالى- على كل شيء رقيب، من علم أن الله- عز وجل- له ملك السموات والأرض ، وهو على كل شيء شهيد، من علم أن الله- عز وجل- اتصف بكل صفات الكمال ، وتنزه عن كل صفات النقصان- جل جلاله- سبوح قدوس !!!!.ما ثمرة هذا الإيمان ؟ وما الذي قرره ذلك الرجل؟ قال: يا رسول الله ! ما أرى لي من هؤلاء إلا أن أعتقهم ، أشهدك- يا رسول الله- أنهم كلهم أحرار. الطغيان- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- لو أنه بدأ من ذلك الذي له مماليك ، فإذا به يعاقب أشد مما يستحق المعاقب، لكنه رجع كما سمعنا وكما علمنا.

ومن هنا نجد الموطن الثاني من كتاب الله- عز وجل- يربط الطغيان بالكفر بلقاء الله جل جلاله، وهنا ما ينبغي أن نُغَش بالإيمان اللساني الذي تأفف منه الحسن البصري قال: إن أناساً إيمانهم لعقة على لسانهم، تسألهم ألا تؤمنون بلقاء الله ؟ يقولون: نعم !! كذبوا، وما لك يوم الدين ، كلا كذبوا، لم يصدقوا، والصدق إنما يتمثل في ما قاله ذلك الذي له المماليك : ما أرى لي منهم- يا رسول الله- مخلص ، أو منجى ، أو مخرج ، إلا أن اعتقهم ، أشهدك- يا رسول الله- أنهم كلهم أحرار، وأعتق هؤلاء الأرقاء ، خوف الرجل من دقة الحساب ، وعدم قدرته على ضبط تصرفه معهم أعتقهم .

"إن جهنم كانت مرصادا * للطاغين مآبا * لابثين فيها أحقاباً * لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا * إلا حميما وغساقا * جزاءً وفاقا * إنهم كانوا لا يرجون حسابا * وكذبوا بآياتنا كذاباً "

الوجود في كتاب الله- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- ممتد ممتد، ومن لم ير هذه الامتدادات عاش في جحر هذه الدنيا ، بل في مستنقعها، وحيث يرى نفسه في جحر إنما يخدش يخمش يعض يثب يفترس يهتك الأعراض ويسطو على الأموال ويعيث في الأرض فساداً، أما إذا ما عرف الوجود، كما عرضه خالق هذا الوجود، لوجد أن امتداد الوجود عبر الزمان الذي لا نهاية له !! ، وهذه الدنيا- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- لعقة من هذا الوجود.

أرأيت لو أنك أدخلت أصبعك في البحر، ثم أخرجتها ، بم تخرج ؟؟ هذه الدنيا بالنسبة للآخرة دون اللحظة، ذلك أن الآخرة لها بداية ، تبدأ من طي هذه الدنيا ، لكنها بداية لا نهاية لها على الإطلاق ، فمن حصر نفسه في رحاب ، أو أقول: بين جدران هذه الدنيا ، أو أقول: في سجن هذه الدنيا، معنى ذلك أنه لن تسعه ومعه أهل الدنيا !! خاصة إذا كان مصابا بأدواء الكبر والعجب والغطرسة والاستعلاء الفارغ والزهو الإبليسي ، والطمع الأشعبي ، والحرص الحاق على الامتلاك !! أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام.

المسلم رأى وجوده في هذه الدنيا يبتدأ من النطفة الأمشاج ، حتى إذا ما خرج من بطن أمه ، وسعى فوق هذه الأرض إلى أن ينال أجله الذي أجله الله- عز وجل- له، ثم بعد ذلك يدخل عالم البرزخ، وعالم البرزخ مع عالم الآخرة من المغيبات التي أخبرنا بها الرسل- عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم- هذا هو الوجود بمعناه الزمني.

أما الوجود بمعناه المكاني فيكفي أن نذكر بأن هذه الأرض لا تساوي ذرة بل هباءة بل دون ذلك في رحاب السماء الدنيا !! فكيف بالسموات، فكيف إذا ما ضممنا إلى وجودنا فوق هذه الأرض، وجود الجنة ووجود النار، يكفي في النار أن الله- عز وجل- قد أخبر عن سعتها بقوله- سبحانه- : " كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير* قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا، وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير" " ويوم نقول لجهنم هل امتلأت ، وتقول هل من مزيد "!!!.

أما الجنة فحدث عن سعتها ولا حرج، الجنة من الوجود، والنار من الوجود، والأرض التي نعيش فوقها من الوجود، والسموات السبع إلى سدرة المنتهى من الوجود، أجل- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- هذا هو الوجود المكاني. نحن نعيش هذه اللحظات بين جدران المسجد، هناك أناس إنما يعيشون دوماً بين جدران أنفسهم الشهوانية، بين جدران أنفسهم الباطشة البطاشة التي لا تعرف لا حلالاً ولا حراماً، والتي لا تراعي في أمة محمد- عليه الصلاة والسلام- إلاً ولا ذمة !!!.

أما الوجود في الآفاق- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- فيكفي أن الله تبارك وتعالى قد أخبرنا عن تلك الآفاق الرحبة التي فيها ما لاعين رأت ، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، أما الوجود الذي يمثله تنوع الحقيقة، فالناس حيث يخرجون من هذه الدار يدخلون عالم البرزخ، وفي عالم البرزخ ، إما أن تكون في روضة من رياض الجنة ، وهذا ما نرجوه من الله- جل جلاله- في هذه الساعة المباركة، وإما أن يكون في حفرة من حفر النار.

أتظنون لو أنه كان فاسداً ؟أو: لو كان طاغياً في هذه الدنيا، ثم أدخل حفرة من حفر النار، ولا بد له من أن تنقطع أنفاسه، لا بد له من أن يخرج من هذه الدار، حيث ينتهي الأجل بأي صورة من صور انتهاء الأجل، أتظنون بأنه لو أقيم في حفرة من حفر النار، هل يظل ذاكراً ما كان عليه في هذه الدنيا من شهوات يلعق منها بلسانه الكاذب الفاجر؟؟؟.

إذا كان ذلك- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- فإنه لنا أن نتذكر أن كتاب الله- عز وجل- بين أيدينا، وأنه هو الذي صاغ به- عليه الصلاة والسلام- جيل الصحابة ، فكان الصحابة رضي الله- تبارك وتعالى عنهم- منهم القادة ، ومنهم الساسة ، ومنهم العلماء ، ومنهم الحكماء ، ومنهم المجاهدون ، ومنهم الزاهدون، بل كلهم كان لهم نصيب وقاسم مشترك بين هذه المعاني الربانية التي ضخها- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- عبر آيات القرآن الكريم في قلوب الصحابة.

ومن هنا أجدني بين يدي مجموعة من الحقائق القرآنية، الحقيقة الأولى: قال فيها ربنا- جل جلاله- يخاطب المصطفى- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- الذي بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح للأمة ، وجاهد في الله حق جهاده "ورفعنا لك ذكرك" ما رصيد قول الله- عز وجل- "ورفعنا لك ذكرك" في هذا الوجود.

في مشارق الأرض ومغاربها مآذن، وفي مشارق الأرض ومغاربها من يقيم الصلاة ومن يصلي، وكلهم يلهجون بذكر المصطفى- عليه الصلاة والسلام- شاهدين له بالرسالة، كلهم يصلي على المصطفى- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- بل فوق ذلك ، ومع ذلك ، هناك مستشرق من ألد أعداء الإسلام ، وهنا أيضاً يمكن أن نطل إطلالة على آية مباركة من كتاب الله- عز وجل- ثم نرجع إلى قول الله- عز وجل- "ورفعنا لك ذكرك"يقول الله- تعالى- "يسألونك عن الشهر الحرام، قتال فيه، قل قتال فيه كبير، وصد عن سبيل الله وكفر به، والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل" أجل :" يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه " عجيب أمر بعض الناس- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- يرون سرقة الجمال محمودة مشروعة، أما إذا سألت أين عقل هذه الجمال ؟ يقولون لك: لا يحق لك أن تسأل عن عقال بعير !! لماذا ؟ لأن الجمل مع عقاله ، يفتشون عن دقائق الأمور، ويفحصونها تشكيكاً لمواقف هذه الأمة، مع أن الأمر أجلى أن يجلى "يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه" ذلك أنه وقعت حادثة ، كانت سبباً لنزول هذه الآية المباركة ، وفيها قتل من المشركين رجل ، ولعل الذي قتله ما كان يدري أنهم قد دخلوا في الشهر الحرام !!

الجاهلية في الجزيرة العربية ثارت ثائرتها لمقتل رجلها !! وقالت: إن المسلمين ينتهكون الشهر الحرام، لا يجوز لهم أن ينتهكوا الشهر الحرام !!! وأساطين الجاهلية يدرون أنهم هم عبدة أصنام ! هم وأدوا البنات ! هم سلبوا الأموال ! هم اعتدوا على الأعراض ! ومع ذلك يعمون عن كل جرائمهم المتنوعة ،ويرون أنه لا يجوز للمسلمين أن يدرأوا عن أنفسهم الأخطار!!.

ثم قال ربنا جل جلاله تتمة للآية : "ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا" أجل- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- "... ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا، ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون".

إن الله- جل جلاله- في الأسلوب القرآني قال" إن استطاعوا " ليدلك على أن دأب هؤلاء أن يقاتلوكم- يا أيها المسلمون- " ولا يزالون يقاتلونكم حتى.. " ما الهدف الذي يسعون إليه؟ إذا تنوعت أساليب القتال وأسلحة القتال، إذا لم تسعفهم آلة من آلات القوة ، صنعوا آلة أخرى لهذه الأمة " ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا "  هدفهم واضح : أن ترتدوا عن دينكم !! ما الهدف ؟؟ أن تتخلوا عن أحكام الشريعة، ما الهدف ؟؟ أن ترتضوا منهم كلما ظهر منهم من فساد فعلتموه مثلهم حتى تكونوا سواء في الشر !!.

 "إن استطاعوا " جاء " بإن " ليبين أن هذه الأمة ثبتها الله- عز وجل- في الماضي ،  ويثبتها الله- تبارك وتعالى- في الحاضر ، ولا يمكن لأي قوة فوق هذه الأرض أن تستأصل هذه الأمة، ذلك أن الله زرعها ، وأن الذي زرعه الله- عز وجل- لا يحصده منجل كافر! ولا فاسق! ولا منافق !.

ثم ماذا قال ربنا- تبارك وتعالى- "ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" ألا ترى معي بأن أعداء الله- عز وجل- قد لونوا فينا الأسلحة ، وأنهم حينما تراق دماء هذه الأمة فإنهم يسعون سعياً حثيثاً لإطالة إراقة هذه الدماء ، لا لشيء إلا لأنها دماء قد تطهرت في الصلاة ، وتطهرت في الوضوء ،ومن قبل تطهرت بالتوحيد.

من هنا قرأنا لواحد من أولئك الذين هم ألد أعداء الرسول- عليه الصلاة والسلام- والإسلام، ماذا قال:" إن سلسلة المؤرخين لمحمد- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- لا تنتهي أبداً، وأنه من يسلك في هذه السلسلة يكون له مفخرة" عدو من أعداء الإسلام يتحدث عن أولئك الذين تناولوا سيرته- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- فإذا به يقرر أن سلسلة المؤرخين سلسلة طويلة طويلة، وأن من سلك نفسه في إطارها فإن هذا من المفاخر التي يفتخر بها.

وإذا ما سمعنا إلى آخر، وإن كان ليس من أولئك الذين قد أظهروا العداوة لدين الله- عز وجل- فإنه يقول :" ما سمعت القرآن يتلى بالعربية إلا وكأني أستمع إلى نبضات قلبي " فذكره- عليه الصلاة والسلام- قد رفع ، من الذي رفعه؟ رفعه الله- تبارك وتعالى- وإلى متى سيبقى، قال: يبقى حتى يرث الله- عز وجل- الأرض ومن عليها ،وهناك سيجلي الله- تعالى- مكانة نبيه- عليه الصلاة والسلام- حين يبوأ المقام المحمود !!

إذا ما أخذنا فقرة ثانية سريعة ، وجدنا فيها قول الله- عز وجل- يحكي لنا ما كان من قوم موسى- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- حينما أمرهم موسى- عليه الصلاة والسلام- بأن يسمعوا ويطيعوا،" قالوا سمعنا وعصينا " أجل سجلت عليهم " سمعنا وعصينا " بكل بجاحة سمعوا وعصوا!!! لو أنهم عصوا واحتجوا بأنهم كانوا جهلة لعذرناهم لجهلهم ، لكنهم سمعوا وعصوا، قوله- تعالى- "سمعنا" يحكيه عن أولئك إنما جاء بصيغة الماضي، ترى هل الأحفاد اليوم قد خرجوا عن "سمعنا وعصينا " ؟؟.

إنك تقرأ في موطن آخر- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- الموطن الأول ، وفيه قولهم " سمعنا وعصينا ": كان في بداية سورة البقرة ، وهذا- بداية- يحكي تاريخهم العريق، وأما الموطن الثاني فكان في آخر سورة البقرة،وفيه الكلام عن المؤمنين " وقالواسمعنا وأطعنا "، ألا تلاحظ الفرق بين قالوا سمعنا وعصينا " وقالوا سمعنا وأطعنا " ألا يحكي هذا التعبير القرآني الدقيق حكاية واعية تغطي حركة التاريخ ، وأنفاس الحياة،" وقالوا سمعنا وأطعنا " كيف يحقق ذلك في هذه الأمة ؟؟ إذا ما لذنا بكتاب الله عز وجل،حيث تبين فيه الحق من الباطل، وإذا ما رجعنا إلى كتاب الله عز وجل عرفنا العدو من غير العدو، وإذا ما رجعنا إلى كتاب الله عز وجل وقفنا على الصواب والخطأ.

ومن هنا الأمة مطالبة اليوم قبل كل يوم وأشد مطالبة بأن تلوذ بكتاب الله- عز وجل- وقد خطر بالبال، لماذا لا تكون لنا صلة بكتاب الله عز وجل كتلك الصلة أو قريبة منها التي كنا عليها مع كتاب الله في شهر رمضان به أختم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ؟؟

من تعبيرات كتاب الله- عز وجل- حيث جاءت مرتبة بين السور، من حيث ترتيب السور، وأنت تعجب كل العجب من هذا الترتيب، ذلك أني هنا أذكر بأن القرآن الكريم لم ينزل دفعة واحدة، وإنما أنزل منجماً خلال ثلاث وعشرين سنة، أيضاً نضيف هناك سور لم تنزل جملة واحدة ، وإنما كان ينزل منها بعض الآيات ، ثم يأتي جبريل بآيات أخرى لتضم إلى الآيات في هذه السورة ، أو تلك السورة، وأنتم تذكرون بأن آخر آية أنزلها الله- عز وجل- "واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله" قال له جبريل ضعها على رأس ثمانين ومئتين من سورة البقرة.

إذن كتاب الله عز وجل إنما كان مفرقاً في التنزيل ، وإنما رتب بترتيب جبريل- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- وهذا يوقفونا أمام عظمة هذا الترتيب، ذلك أن العلماء قرروا أن القرآن جملة واحدة ، إنما يحكي مجموعة متعانقة متناسقة من أروع ما يكون التناسق ، وإن الآية تشد بعنق الآية ، وتفضي إلى آية أخرى، وأن السورة تشد السورة ، وتعانقها أروع عناق، هذا يحتاج إلى دراسة واعية منا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام.

وهناك تفسير قرابة عشرين مجلداً ، إنما فيه بحث دقيق يتحدث فيه المفسر عن علاقة السورة بالسورة ، بل علاقة الآية ضمن الآية ، ومع الآية، "من بعد" لفظ قرآني تكرر أربع مرات في كتاب الله- عز وجل- المرة الأولى قال الله- عز وجل- فيها "أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي" يعقوب أوإسرائيل- عليه الصلاة والسلام- جمع أبناءه، أبناء يعقوب هم الأسباط ،وسألهم ليطمئن عليهم ، ليوصيهم وصية الأب لأبنائه الأحباء "ما تعبدون من بعدي" هذا نجده في سورة البقرة- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام-

وإذا ما تقدمنا بين السور سمعنا موسى- عليه الصلاة والسلام- يقول لبني إسرائيل الذين لما تركهم وذهب إلى المناجاة رجع فإذا بهم يعبدون العجل ، حيث خدعهم بذلك السامري قال "بئس ما خلفتموني من بعدي" وهذه الحادثة جاءت بعد الحادثة الأولى من حيث الوقائع التاريخية، ومن حيث ترتيب السور.

وأما الموقع الثالث فإن سليمان- عليه الصلاة والسلام- سأل الله تبارك وتعالى أن يؤتيه ملكاً لا يؤتيه لأحد من بعده !! وقد أعطاه الله- عز وجل- ذلك الملك "لا ينبغي لأحد من بعدي" وسليمان إنما هو من ذرية يعقوب- عليهما الصلاة والسلام- .

والموطن الرابع والأخير وهو في أواخر القرآن- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- يقول الله- عز وجل- لنا ما كان من أمر عيسى- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- حينما أتى بني إسرائيل ، وعيسى- عليه الصلاة والسلام- إنما هو رسول من الله- جل جلاله- لبني اسرائيل خاصة ، وليس لمن عدا بني إسرائيل أن يدخلوا في دعوة المسيح عيسى- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- قال- جل جلاله- في ذلك الذي قاله المسيح لمن أرسل إليهم : " ورسولاً إلى بني اسرائيل " ماذا قال عيسى- عليه الصلاة والسلام- "...ومبشراً برسول يأتي من بعدي" خاتمة لعلها مذهلة بل هي مذهلة ، ولا يذهب الانبهار بها إلا إذا علمت أن الله- جل جلاله- هو الذي أنزل هذه الكلمات ، ذلك أنه لا نبي بعد المصطفى- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- فهو خاتم النبيين.

نبهني الله وإياكم من رقدة الغافلين وحشرني وإياكم في زمرة عباده المتقين ، فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح بالأمة وجاهد في الله حق جهاده.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله! أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى فقد قال لنا "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون".

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم!

يقول الحبيب المصطفى- عليه الصلاة والسلام- إذا أردت أن ترى القيامة رأي عين فاقرأ "إذا الشمس كورت، إذا السماء انفطرت، إذا السماء انشقت" هذه السور- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- مع مواقع أخرى في كتاب الله- تبارك وتعالى- إنما اعتنت عناية بالغة واضحة رحمة بهذه الأمة ، رحمة ببني آدم ، بما يتعلق بالمصير الذي سنصير إليه ، ولا بد- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- من هذا المصير.

أما قضية الآخرة فقد عرضت بمشاهد عجيبة ، منها قول الله عز وجل : "هذا يوم لا ينطقون" ليس هناك بلاغات ولا إعلانات ولا أكاذيب ولا أراجيف ولا تجهيل ولا تزوير ولا كذب ولا انحطاط !!! "هذا يوم لا ينطقون * ولا يؤذن لهم فيعتذرون" أيطلبون يا ترى أن يقولوا كلمتهم، لا والله ، لا يقبل، لماذا؟ لأن الدار التي كانوا فيها وهي دار الاختبار، سقطوا فيها أفظع سقوط، "ويل يومئذ للمكذبين * هذا يوم الفصل  *جمعناكم والأولين * فإن كان لكم كيد فكيدون * ويل يومئذ للمكذبين" عرض كتاب الله عز وجل الآخرة عرضها ، كما عرض قضية التوحيد عرضها ، كما عرض قضية النبوة عرضها ، كما عرض الأحكام الشرعية والحلال والحرام والأخلاق والقيم والمعاملات والسلوك الرباني.

 "وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم "ثم جاءت بعد قضية التوحيد هذه مباشرة الأدلة على وحدانية الله- عز وجل- حيث عرض ربنا- جل جلاله- من الظواهر الكونية الكبرى التي يعيشها الناس في هذه الدنيا ، من أجل أن يفحصوها فحصاً لأنها صنع الله !! ما من ذرة في هذا الوجود إلا وطبع عليها الطابع الإلهي، هذا ما خلقه الله- تبارك وتعالى- هذا خلق الله !! أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام.

ثم بين الله- عز وجل- بعد ذلك أن هناك أناساً قلوبهم أقسى من الحجر، هؤلاء لا ينفع معهم الحجاج ولا اللجاج، ولا ينفع معهم الحوار، وإنما " فحسبه جهنم ولبئس المهاد" هناك أناس بعدما عرض الله- عز وجل- قضية التوحيد ، وأدلة التوحيد ، قال فيهم: "ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله" ولكن ما حال المؤمنين- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- الذين عرفوا الله- تبارك وتعالى- بمظاهر قدرته، عرفوا الله- تبارك وتعالى- بأنوار أسمائه "والذين أمنوا أشد حباً لله" ، ذكر ثمرة المعرفة الناضجة " المحبة الشديدة لله "

ثم بين الله- تبارك وتعالى- بعد هذا العرض حال المعرضين عن الله- تعالى- "ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعاً وأن الله شديد العذاب" ثم بين الله عز وجل قضية الطغاة وأتباع الطغاة ، هناك : "إذ تبرأ الذين اتُبعوا من الذين اتَبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب" ربما جاء هؤلاء العبيد الذين كانوا تبعاً للطغاة ، فاستجاروا بطغاتهم الذين كانوا يتبعونهم " وقال الذين اتَبعوا" هناك مساكين لا على معنى رقة القلب أنهم كانوا أقى من الحجارة قلوباً !!  "وقال الذين اتَبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا " يريدون أن يرجعوا مرة ثانية إلى الدنيا !! أما صدقتم محمداً- عليه الصلاة والسلام- فيما أخبركم به في دار التكليف ؟؟ "كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار".

فإلى كتاب الله- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- هو المحجة ، هو النورالمبين ، هو حبل الله المتين ، هو الهداية ، هو الرحمة ، هو الرشاد، هو الحقائق ، هو القيم ، به نسعد ! به نحيا ! ولعل الذي أخبر عنه الرسول- عليه الصلاة والسلام- حيث يأتي من يحيي لهذه الأمة أمر دينها ، يعني أنه يعيد صلتها بكتاب الله ، وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام ، فيكون على وفق كتاب الله- تبارك وتعالى- كما كان الحبيب عليه الصلاة والسلام على وفق كتاب الله- تبارك وتعالى- .

أكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله تبارك وتعالى قد صلى عليه في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً"، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد وارض اللهم عن الصحابة الخلفاء السادة الحنفاء سادتنا وموالينا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

حفنا اللهم والمسلمين بألطافك الخفية واجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً وتفرقنا من بعده تفرقاً مباركاً معصوماً لا تدع فينا شقياً ولا مطروداً ولا محروماً، اللهم يا ربنا كن لنا ولا تكن علينا، اللهم ربنا انصرنا ولا تنصر علينا اللهم ربنا أعطنا ولا تحرمنا اللهم ربنا ارفعنا ولا تضعنا اللهم يا ربنا أكرمنا ولا تهنا.

اغفر اللهم لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولمن حضر معنا ولمن غاب عنا منا واغفر اللهم لمنشئ هذا المكان المبارك ولمن أعان فيه بمعروف ابتغاء وجهك الكريم أمين والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وأقم الصلاة.