373 - في ميادين الخير
خطبة الجمعة    373 - في ميادين الخير
تاريخ الإضافة : 2012-07-23 09:28:45

نص المادة

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونسترشده ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة إليه وما توفيقي ولا اعتصامي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وهو رب العرش العظيم.

الله جل جلاله يقول:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٠٢﴾".

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !

فإنا في شهر قد بين لنا فيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كثيراً من الجوانب والمعالم والميادين، أخبرنا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عما تضمنه هذا الشهر المبارك ومن أعلم من الخلق برسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بقضايا الزمان والمكان، المكان كله بداية الأرض كلها  إنما هي ميدان التقرب إلى الله جل جلاله، والأعمار كلها بداية إنما نتقرب بها إلى الله جل جلاله

يبقى علينا ما يتعلق بميادين الخير واجتناب الشرور والآثام، من اجتنب الشر والإثم تقرب بذلك إلى الله عز وجل، ومن دعا إلى الحق والهدى فقد تقرب إلى الله تبارك وتعالى، قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء وينظر فيه إلى تنافسكم في الخير ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل

أمة محمد عليه الصلاة والسلام فقرات قليلة لكنها عميقة عميقة لعل منها الإطلاق الذي فيه سينظر الله عز وجل إلى تنافسكم فيه بالخير معنى ذلك أن ميادين الخير يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام لا تقتصر على الصيام والصلاة والزكاة وإن كانت هذه من قمم العبادات وإنما ميادين الخير أرحب وأوسع، الكلمة الطيبة إغاثة الملهوف تبسمك في وجه أخيك الوقوف إلى جانب المحتاج دفع الظلم عن المظلوم كل هذا ومثله ومثله إنما هو من ميادين الخير التي جاءنا بها شرع الله عز وجل

جاءنا شرع الله تبارك وتعالى ليبين لنا أن كل أنشطة الحياة إذا ما ابتغي بها وجه الله تبارك وتعالى وإذا لم تنكرها شريعة الله عز وجل فهي من ميادين الخير وما أرحب ميادين الخير

هناك قطوف من حدائق التطبيق وما أعظم التطبيق يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يقول عدي بن حاتم رضي الله تبارك وتعالى عنه ما جاء وقت صلاة إلا وأنا إليه بالأشواق أرأيت إلى رصد هذه الحالة القلبية إزاء الصلاة قد أتقن إستقبال فرض الصلاة فإذا به يترقب أوقاتها تلك الأوقات التي وقتتها شريعة الله عز وجل، ما جاء وقت صلاة إلا وأنا إليه بالأشواق وما دخل وقت صلاة إلا وأنا مستعد له رضي الله تبارك وتعالى عنه تلميذ من تلاميذ المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم همة رائعة وهذا لون من ألوان التقرب إلى الله جل جلاله

تمعر وجهه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، تمعر وجهه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، معنى تمعر أي تغير أي ظهرت عليه علامات، علامات الآسى والحزن، أتدرون لماذا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام؟ قبل أن أقول لماذا؟ كان صلى الله عليه وسلم قد بين للصحابة في حديث من أحاديثه بعض أبعاد رمضان ومما قال فيه وهو شهر المواساة وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة

إذا كنا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام قد افتقدنا الانتصارات الكبرى تلك التي منها ما قاله صلاح الدين لما خاض معركة فاصلة مع أعداء الله تبارك وتعالى فإذا به يتجه إلى بيت المقدس ليسترجعه من يد الصليبيين قالوا ينصحونه وهم الحاشية نحن في شهر رمضان فهل استرحنا في هذا الشهر المبارك نأنس به بذكر الله والدعاء والتضرع وقراءة القرآن وقيام الليل وصوم النهار ثم بإذن الله عز وجل نتابع ذلك بعد إنقضاء رمضان أي في شوال، تبسم إبتسامة عجيبة قال فيها وهل لاسترجاع بيت المقدس إلا رمضان، هل هناك ظرف مبارك سوى رمضان يمكن أن نسترجع فيه بيت المقدس

تقول أم حكيم رضي الله تبارك وتعالى عنها قال عليه الصلاة والسلام أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا أي وجبت لهم الجنة، أول جيش من أمته عليه الصلاة والسلام يغزون البحر قد أوجبوا، فقالت أم حكيم يا رسول الله أأنا فيهم قال أنت فيهم، وقال عليه الصلاة والسلام وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفوراً لهم، الجيش الأول قد أوجب والثاني قد غفر له، وتمر الأيام يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام وإذا بأم حكيم تركب على ظهر السفينة وكان يقودها معاوية رضي الله عنه بإذن من الخليفة ومعه ثلة من الصحابة منهم زوج أم حكيم عبادة بن الصامت رضي الله عنهم أجمعين، إلى أين؟ إلى قبرص ونزل المسلمون في قبرص ونشروا لا إله إلا الله ومحمد رسول الله، نشروا العدل والحق والمساواة والمواساة والإيثار والمحبة والبناء والعدل والإيخاء والصفاء والرقي والانسانية الحقة غير المزيفة، أم حكيم توفيت في قبرص ولما يمضي على وطئها، وطئ أقدامها أرض قبرص إلا أيام ودفنت هناك ويسمى قبرها قبر المرأة الصالحة

ومرت أيام يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام لنرقب الجيش الثاني سنة خمسين للهجرة أرسل أمير المؤمنين جيشاً بقيادة بسر بن أرطأة، إلى أين؟ إلى القسطنطينية، ألم يخبر عليه الصلاة والسلام أن أول جيش يغزو مدينة قيصر مغفور لهم، بسر رضي الله عنه قاد الحملة هناك لكن الفتح تعثر فبعث إلى معاوية يستمده فأرسل له جيشاً بقيادة ولده يزيد بن معاوية وكان مع الجيش ثلة من الصحابة رضي الله عنهم، منهم أبو أيوب الأنصاري ومنهم عبد الله بن عمر ومنهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهم وهناك فتح الله عز وجل عليهم القسطنطينية وقد دفن أبو أيوب رضي الله تبارك وتعالى عنه تحت أسوارها

أمة محمد عليه الصلاة والسلام هذه قفزات، قفزات في ميادين الخير نصرت الحق مما نتقرب به إلى الله عز وجل إغاثة الملهوف مما نتقرب به إلى الله جل جلاله الوقوف إلى جانب العراة لنكسوهم إلى جانب الجائعين لنطعمهم إلى جانب العطاش لنسقيهم، أما سمعتم بتمعر وجهه عليه الصلاة والسلام؟ أي والله، لم تمعر وجهه؟ دخل أناس مجتابو النمار متقلدو السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر، دخلوا المسجد فرأى فيهم عليه الصلاة والسلام الفاقة والفقر، حز ذلك في نفسه فإذا بوجهه يتمعر، ماذا فعل عليه الصلاة والسلام؟ دخل بيته ثم خرج صلى الظهر ثم خطب في المسلمين وتلى قول الله عز وجل "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴿١﴾" ثم دعى الصحابة رضي الله تبارك وتعالى عنهم إلى الانفاق في سبيل الله فأخذ الصحابة يتقاطرون كل يحمل ما باستطاعته أن يحمله فإذا بأكوام من المال والطعام واللباس بين يدي الرسول عليه الصلاة والسلام ما كان وجهه صلى الله عليه وسلم إزاء ذلك إنقلب وكأنه فضة مطلية بالذهب

وقضية التمعر هذي يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام جاء بها حديث ورد به أثر إلهي، في الأثر الإلهي أن جبريل عليه الصلاة والسلام أرسل إلى قرية ليقلبها على أهلها فوجد فيها رجلاً صالحاً، فقال يا رب إن فيها فلاناً الصالح، قال له الله عز وجل به فابدأ، رجل صالح به فابدأ، قال ما تمعر وجهه قط فيّ ، أي ما غضب لحرمات الله تبارك وتعالى

وإذا ما رجعنا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام إلى ما فصل فيه صلى الله عليه وسلم حيث قال شركت الشهر بركة يغشاكم الله فيه لا أستطيع بحال من الأحوال أن أبين معنى يغشاكم الله فيه، هي رحمات لا تكال بالكيل وإنما تغمر المرحومين غمراً، هو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وللرحمة أسبابها يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، يغشاكم الله فيه، ما الذي يكون؟ قال ينزل الرحمة، وما الذي يكون أيضاً؟ يحط الخطايا، ثم ماذا بعد هذا؟ الدعاء يستجيب فيه الدعاء وينظر فيه إلى تنافسكم بالخير، كأني في المجتمع الاسلامي اليوم وقد استجاب دعوة الله تبارك وتعالى في مشارق الأرض ومغاربها فأقبل المجتمع كله ليؤدي ركن من أركان الاسلام وما أعظم هذا الركن، إنه الركن الذي إن فقدنا فيه الانتصارات التاريخية الكبرى فإنا لا نفقد أننا ننتصر في ذوات أنفسنا، ننتصر على النفس فنحقق فيها التقوى، ننتصر على الإرادة الهزيلة فإذا بها تتحول إلى إرادة حازمة جازمة كاسحة، ننتصر يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في هذا الشهر على الشح في أنفسنا، وننتصر في هذا الشهر على ذلك الإمباب النفسي الذي ضرب بأطنابه في كثير من النفوس، نفوس المسلمين فإذا بهم لا يبالون بهموم المسلمين ولا برزاياهم ولا بمصائبهم

أما قرر عليه الصلاة والسلام أن المسلمين جسد واحد مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، ألسنا مطالبين بأن نتشارك جميعاً في المشاعر في الأفراح والأتراح، ألسنا إذا ما وقع إيذاء بأحدنا كأنما وقع بنا كلنا هذا الإيذاء 

أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ينظر الله عز وجل في هذا الشهر إلى تنافسنا بالخير فإذا بنا خلايا نحل ما بين قارئ للقرآن وداع لله عز وجل وذاكر لله تبارك وتعالى وماد يده بالإحسان والعطاء وواقف إلى جانب المظلوم ومتكلم بكلمة الحق يجهر بها في وجه الظالم ويقول له إنتهي عن ظلمك، لا يصح يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أن تخرس الألسن وقد طولبت بأن تتكلم من أجل بيان حق أصحاب الحق، ومن أجل بيان بطلان باطل المبطلين  

ومن هنا وجدنا أنفسنا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أمام شهر ميادينه واسعة أقله صيامه بل قد بين لنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أن من تقرب إلى الله عز وجل في هذا الشهر بخصلة من خصال الخير فكأنما تقرب بفريضة من الفرائض في غير هذا الشهر ومن تقرب إلى الله عز وجل في هذا الشهر بفريضة من الفرائض فكأنما تقرب بسبعين فريضة في غير شهر رمضان وقد بين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أنه شهر يزاد فيه رزق المؤمن وقد بين عليه الصلاة والسلام أن هذه الزيادة في الرزق ينبغي أن يشارك بها أولئك الذين لا يجدون ما يأكلون فإذا به عليه الصلاة والسلام يحث الأمة كلها على أن تفطر الصائم أي من لم يقدر على أن يتناول لقمة يفطر عليها فعلى الأمة قاطبة في مشارق الأرض ومغاربها أن تقوم بمثل هذا الواجب 

حينما تعلن القنوات ما يتعلق بالمسلمين في افريقيا أنت تعجب لماذا تسكت هذه القنوات طويلاً ثم تردح ردحاً مستمراً ثم لماذا تغفل الأمة حال اولئك الذين يموتون بالمئات جوعاً هناك من يموت قتلاً وهناك من يموت جوعاً وهناك من يموت مرضاً أبئمكاننا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أن نكفي هؤلاء، أليس فينا من مؤسسات ما يمكنها أن تقيم لهم ما به يسترزقون طوال العام كل هذا وارد يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

نحن في شهر المواساة ولو قمنا بدراسات نتفقد فيها أحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لنواسي المنكوبين بنكبتهم والمصابين بما أصيبوا به والمرضى بمرضهم والجوعى بجوعهم لكنا قد أدينا حق هذا الشهر علينا من فطر فيه صائماً كان له مغفرة لذنبه وعتقاً لرقبته من النار وله مثل أجره لا ينقص ذلك من أجر الصائم شيء 

الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتلقون التوجيهات من أجل التطبيق لم يكونوا يدرون ما يسمى بالثقافة تلك التي تربى بها الرؤوس دون أن يكون لها رصيد في التطبيق والواقع، ثقافتهم كانت ثقافة سلوكية ولما بين عليه الصلاة والسلام أجر الذي يفطر الصائم قالوا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم مباشرة بحثوا في ذوات أنفسهم فوجدوا أن هناك منهم من لا يقدر على أن يفطر الصائم فإذا بالشريعة ما أروعها تبين أن ذرة الخير لا يضيعها الله تبارك وتعالى، قال عليه الصلاة والسلام إن الله عز وجل يعطي هذا الأجر من فطر صائماً على تمرة أو على شربة ماء أو على مصقة لبن أو كما قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

بل جاء عنه  صلى الله عليه وسلم أنه قال من سقى صائماً سقاه الله عز وجل من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة أو كما قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وقد جاء في ميدان مصاحب أنه قال عليه الصلاة والسلام ومن خفف فيه عن مملوكه أعتقه الله عز وجل من النار 

أرأيتم شريعة أروع من هذه الشريعة، أرأيتم ميادين خير أفسح من هذه الميادين أرأيتم دعوة أروع من هذه الدعوة التي بها تصبح البشرية كلها أسرة إنسانية واحدة تعلقت قلوب أصحابها بالله جل جلاله إذ معرفة الله عز وجل هي المنطلق الذي لا يمكن أن يغفل بحال من الأحوال

نبهني الله وإياكم من رقدة الغافلين وحشرني وإياكم في زمرة عباده المتقين فاستغفروه فيا فوز المستغفرين

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله إن هذه الشريعة العظيمة لا نحتاج معها إلى ما نستمده من غيرها بحال من الأحوال والمسلمون كل ما يطلب منهم اليوم أن يتعرفوا إلى شريعة الله تبارك وتعالى إلى أحكامها إلى عباداتها إلى قيمها إلى أخلاقها إلى سلوكياتها، المسلمون اليوم مطالبون بالتعرف إلى الأخلاق الاسلامية ولو درسوها من جديد دراسة واعية، المسلمون اليوم مطالبون بأن ينقلوا علمهم بالشريعة إلى واقع تطبيقي عملي وعلى هذا وجدنا هذه الشريعة تقرر مجموعة من الحقائق، الحقيقة الأولى أن المنطلق هو أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ومعنى لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله، وما كان لا معبود بحق إلا الله، إلا لأن الله عز وجل هو الذي يتصرف في هذا الوجود، هو الذي أبدع هذا الوجود بقبضته كل ذرات هذا الوجود، له مقاليد السموات والأرض سبحانه وتعالى هو المتصف بكل صفات الكمال ومنزه عن كل صفات النقصان، ومحمد رسول الله عن طريقه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم إنما نتعرف إلى أحكام هذه الشريعة الغراء التي فيها الآداب والسنن والواجبات والفرائض والشعائر فيها كل ما يرقى بهذه الانسانية رقياً يجعلها كأنها تعيش مجتمعاً ملائكياً

أكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله تبارك وتعالى قد صلى عليه في محكم كتابه بقوله "إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾"، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الصحابة الخلفاء السادة الحنفاء سادتنا وموالينا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

إجعلنا اللهم أينما توجهنا متوجهين إليك لا تردنا اللهم عنك إلا إليك، اللهم ربنا أعينا على الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان وأدخلنا الجنة بسلام برحمتك يا أرحم الرحمين

اغفر اللهم لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولمن حضر معنا ولمن غاب عنا منا واغفر اللهم لمنشئ هذا المكان المبارك ولمن أعان فيه بمعروف ابتغاء وجهك الكريم آمين والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وأقم الصلاة.