378 - مما يعتنى به في إطار التربية والتعليم
خطبة الجمعة    378 - مما يعتنى به في إطار التربية والتعليم
تاريخ الإضافة : 2012-07-23 09:28:45

نص المادة

إن الحمد لله، اللهم ربنا لك الحمد على ما هديتنا وأوليتنا وأعطيتنا، ربنا ولك الحمد على الإيمان والإسلام والقرآن، ربنا ولك الحمد حتى ترضى ربنا ولك الحمد إذا رضيت ربنا ولك الحمد بعد الرضا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة إليه وما توفيقي ولا اعتصامي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وهو رب العرش العظيم.

الله جل جلاله يقول:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴿١﴾ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ ﴿٢﴾"

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !

فإننا على أبواب افتتاح المدارس تفتح أبوابها ليفد إليها آلاف من أبنائنا نرجو لهم كل توفيق في عام جديد يدخلون المدارس من الأبواب ليتخرجوا بعد ذلك من الأبواب نفسها ليشاركوا في صناعة الحياة ربما وردت أسئلة كثيرة حول هذا المعنى ومنها ما يطرح بين الحين والآخر أنه على الطالب طالب العلم أن يكون على صلة وثيقة بأستاذه تقديراً واحتراماً وإعلاء شأن ومثل هذا الكثير الكثير ولكن إذا ما وقفنا أمام كيف يمكن للطالب أن يقدر أستاذه؟ وهو بعيد كل البعد عن قيمة ما يأخذ منه، إذا عرف الطالب القيمة الحقيقية لمَ يتلقاه من أستاذه وعرف خطر الجهل بذلك حينها ينبعث من باطنه وازع التقدير والاحترام دعنا من هذا

إن افتتاح المدارس يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يطرح قضية لعلها أخطر قضية في العالم كله لا في البلاد الاسلامية وحدها ترى هل مناهج التربية والتعليم في البلاد العربية والاسلامية تؤدي دورها كاملة؟ هل هناك نتائج وثمرات من حيث العلوم الكونية تتبدى في الإرتقاء الذي تصل إليه البلاد العربية والاسلامية التي لم يبق شبر إلا وفيه مدرسة، ما الذي يتلقاه طلابنا من العلوم؟ وهل هذا التلقي تلق كامل؟ وهل هناك فجوة إنما يراد لها أن لا تملأ؟ هل هناك من العلوم التي ينبغي على طلابنا يتلقوه أو يتلقوها؟

هذه المسألة يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم توقفنا أمام أننا أمة تحمل رسالة كرمها الله عز وجل بها، فالعلوم الكونية بلها الدينية ينبغي أن تصب في هذا المصب لأن من واجبات أو مهام التربية أن تصوغ الشخصية الملائمة لثقافة الأمة وعقائد الأمة وتاريخ الأمة ورسالة الأمة، لخص الرسالة ربعي بن عامر رضي الله تبارك وتعالى عنه وقد تخرج من جامعة الرسول عليه الصلاة والسلام قال إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى ساعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الاسلام ترى هل المناهج التعليمية في البلاد العربية والاسلامية تعد مثل ربعي بن عامر؟

العلوم الكونية لا شك أنها هامة وضرورية ولعل من مهام العلوم الكونية أن تحسن حياتنا لنتقن التعامل مع ما خلق الله عز وجل لنا في هذا الكون وإن كانت العلوم الكونية من حيث الثمرات لا تنفك على الاطلاق عن الدلالة على الله جل جلاله وهذا ما رسمه كثير من علماء الفلك والفيزياء والكيمياء وكلهم يشهد أنه في معمله يزداد قرباً من الله مع أنه ليس مسلماً

ذلك أنا قد قرأنا كتاب الله عز وجل وعلمنا كثيراً من الآيات الكونية فيه وكلها تصب في مصب واحد أن الله خالق هذه الأكوان خلق كل شيء وهو خالق كل شيء وأنه المتصف بصفات الكمال وأنه منزه عن صفات النقصان العلوم الكونية ضرورية بمقدار بقاءنا في هذه الدنيا ولكن هناك حقيقة ينبغي أن نستحضرها وقبل ذلك ينبغي أن نلتقط التقاطات من حدائق السلوك الرباني الذي على التربية والتعليم أن تنتجه أو تثمره في شخوص أبنائنا

أولاً: ما الذي ينبغي أن يكون له الأولية في ميدان التربية والتعليم؟ هذا السؤال سنجد الإجابة عنه بعد أن نبين مواقف إنما قدرها الله جل جلاله وهذه المواقف نحن متحركون ضمنها تحركاً قدرياً ذلك أننا مهما بقينا فوق هذه الأرض لا بد من الخروج من الحياة، والخروج من الحياة إنما له بوابة القبور أو عالم البرزخ وهناك عالم آخر يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، فكيف نخرج من البوابة؟ وكيف نُستقبل بعد خروجنا من البوابة ودخولنا عالم البرزخ؟ ثم بعد ذلك يجمع الله عز وجل الخلق في عالم البرزخ إلى أن يأذن إلى إسرافيل عليه الصلاة والسلام فينفخ في الصور نفخة البعث وهناك العرض على الله عز وجل، ما الذي نحتاج إليه حينما نخرج من هذه الدنيا؟ وما الذي نحتاج إليه حينما نفد على عالم البرزخ؟ وما الذي نحتاج إليه من علوم حينما نقف بين يدي الله تبارك وتعالى؟

أيمكن أن نقول إن علامات الساعة مما ينبغي أن يدرس لتبقى اليقظة في القلوب إذ كلما وقع بصرك على علامة من علامات الساعة التي حدثنا عنها الصادق والمصدوق تزداد استعداداً للقاء الله جل جلاله، فعلم الساعة من العلوم الأصلية يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ولكن أكثر الناس لا يعلمون، يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا "وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ" أي حاضرة هذه مهما ارتقت في وسائلها وتقنياتها ورفاهياتها وسياراتها وطائراتها وغواصاتها وشطآنها الجميلة أي حضارة هذه مقطوعة عن الله عز وجل لها قيمتها

تغشاكم سكرتان مما ينبغي أن يدرس لئلا نكون من أولئك الذين يسكرون بما حذر منه الحبيب عليه الصلاة والسلام تغشاكم سكرتان سكرة حب العيش وسكرة الجهل، فعند ذلك لا تأمرون بمعروف ولا تنهون عن منكر والقائم حينئذ بالكتاب والسنة كأبي بكر وعمر والسابقين من الصحابة الكرام رضي الله تبارك وتعالى عنهم أو كما قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ما قضية الجهل هذه سكرة الجهل، هل الجهل حيث لا يدري الجاهل ما الكتابة ولا القراءة لا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، الدنيا اليوم مشحونة بالكتب مشحونة بوسائل التعلم والتعليم هناك جامعات عبر الاتصالات الجوية الفضائية ولكن ما قيمة كثرة ظهور القلم كما أخبر عليه الصلاة والسلام ويخشوا القلم إذا كان هذا القلم لا يتحرك بـ (بسم الله) ولا يدل على الله ولا يوظف الوظيفة التي تمثلها رسالة الله عز وجل لنا وإكرام الله عز وجل لنا ومقامنا في هذا الوجود يا مختار القدر اعرف قدر قدرك فإنما تقلب بأيدي الأيادي وتهمي عليك سحب اللطائف يا خزانة الودائع يا وعاء الروائع إن الله عز وجل قد اختارك لمهمة عظيمة ينبغي أن لا تغفل عنها، إذا كان هذا الكون كما قال ابن الجوزي صدفة فإنك اللؤلؤة فيها، وإذا كان هذا الكون مخضة فأنت الزبد فيها، وإذا كان هذا الكون شجرة فأنت ثمرتها، وإذا كان هذا الكون رسالة فأنت معناها، عجباً لك أبعد الله عز وجل عنك عدوك إبليس وطرده من رحمته وها أنت ذا تلتصق به وتصادقه وتصاحبه وتهجر الحق جل جلاله

إذا كنا أمام حقائق بعد عنها القلم فأي فائدة من هذا القلم هي فائدة تقتصر على ربوع هذه الدنيا ونحن والله إذا أيقنا بلقاء الله عز وجل وإذا ما عرفنا خط سيرنا إلى الله جل جلاله وأن الله تبارك وتعالى قد خلقنا لأبد الآبدين ودهر الداهرين علينا ألا نتقوقع في قوقعة هذه الدنيا فنعمل لها وبها ولكن أكثر الناس لا يعلمون يعلمون، قال العلماء إنما يأتي النفي والإثبات لكلمة واحدة دل هذا دلالة قاطعة على أن المعنى الأول غير المعنى الثاني ولكن أكثر الناس لا يعلمون أي لا يعلمون مدى خطورة لقاء الله عز وجل إذا كان من لقي الله لقيه ويداه صفر لا توحيد ولا تعظيم ولا تبجيل ولا نصرة لدين الله بل صد عن سبيل الله ومحاولة لإطفاء نور الله تبارك وتعالى "فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٨٣﴾ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴿٨٤﴾ فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ "

عقدة كثيرين من أهل الأرض اليوم أنهم قد أصابتهم سكرة العلم أصابتهم سكرة الجهل بالله تبارك وتعالى وبالحقائق التي جاء بها الرسل وسكرة العلم حيث إنهم وجدوا أنفسهم في آفاق رحبة ذلك أن العطاء العلمي عطاء عظيم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ولكن عظمته ينبغي أن تأخذ  بنواصينا إلى الله جل جلاله الذي أعطانا العقول وأمكننا بمؤهلات خلقها الله عز وجل فينا أن نفهم عن الله عز وجل هذا الكون، الكون كله مسخر لك يا ابن آدم، فلماذا تجعل الكون معبوداً لك؟

ومن هنا " ولما جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ" قابلوا الرسل بالرفض والرد والجحود والإنكار والمطاردة والإضطهاد والقتل لهم ولأتباعهم، فرحوا بما عندهم من العلم علومنا خير من العلوم التي أدلى بها الرسل عليهم الصلاة والسلام لسان حالهم يقول بل لسان قالهم يقول ذلك، ما الذي عندكم؟ عندكم علوم كونية لا تعادل قطرة في بحر الكون، أعندكم من علوم الأنبياء؟ علم الأنبياء علم أوحى الله به إليهم فهو من العليم الخبير علام الغيوب سبحانه وتعالى

لا يمكن لكل علوم الأرض أن تتحدث عما وراء الموت جاءنا الرسل يحدثونا عما وراء الموت لا يمكن بحال من الأحوال أن تتناول العلوم الكونية مهما ارتقت ما يتعلق بمظاهر عظمة الله تبارك وتعالى وإن دلت عليها دلالة إجمالية ولكن الرسل عرفونا إلى الله جل جلاله وأنه ليس كمثله شيء وعرفونا إلى صفات الله عز وجل على أنه متصف بكل صفات الكمال وعرفونا إلى أسماء الله تبارك وتعالى وعرفونا إلى ما الوظيفة التي ينبغي أن نقوم بها في هذه الدنيا كي نرحل سعداء إلى الآخرة، العلوم الكونية ربما دلتنا فحشرت أنوفنا في قعر هذا الجب الذي هو الدنيا ولن تتعدى إلى ما وراءه أما الرسل وقد أيدهم الله عز وجل بالبراهين والأدلة والشواهد على صدقهم عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم فإنهم رحلوا بنا إلى الآخرة قبل أن نرحل إليها عرفونا ما الذي ينفعنا وما الذي يضرنا 

ومن هنا علم السلوك يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام لا تقرره الفيزياء ولا الكيمياء ولا الحاسوب ولا السيارة هذه كلها من ميسرات هذه الدنيا الذي يقرر علم السلوك، السلوك الرباني إنما هو وحي الله تبارك وتعالى، الرسالة إنما هي الهدى أو الهدايات التي بينها الله عز وجل للشعوب قاطبة عبر رسولهم عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم، الرسالة هي المنهج الرباني الذي يضع أقدامنا على الصراط المستقيم ويدلنا على السلوك الذي نسعد به في الدنيا قبل الآخرة يُثبت ما أنزل الله عز وجل من رسالة قدميك على الصراط الذي منتهاه جنة عرضها السموات والأرض ونحن أمة، أمة الاسلام، من هم أمة الاسلام؟ أهم الذين اختاروا العلمانية منهج حياة؟ أهم الذين يدجلون يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام فيوظفون النصوص في غير ما أراد الله جل جلاله؟ إنك من أمة محمد عليه الصلاة والسلام، حيث إنك آمنت به واستجبت لدعوته وأخذت المنهج الذي جاءنا به منهج حياة، عمرت بحقائقه باطنك وصغت بسلوكياته جوارحك فأنت رباني في الباطن بالحقائق التي عمرت الباطن وأنت رباني في السلوك ذلك أنك وقفت مع شرع الله تبارك وتعالى قلبك ممتلأ بالرجاء وممتلأ بالخشية قلبك فيه التوكل والإنابة والتسليم والمحبة لله جل جلاله، قلبك قلب متواضع ذلك أنك ما تشهد ما أنعم الله به عليك على أنه من فعل ذكائك وفطنتك واكتساب عضلاتك وإنما ما أنعم الله به عليك إنما هو هبات من الله وتوفيق من الله تبارك وتعالى

ومن هنا نجد أن هذه الأمة قد أقام الله عز وجل فيها ما أقام  في البدن من كريات بيض، الكريات البيض وهذه من المعلومات البدائية هي جهاز المناعة في البدن أو هي الجيش الرائع الذي وظفه الله عز وجل للدفاع عن البدن حيثما يغزوه الغزاة، والغزاة ههنا ربما كانوا من داخل البدن وربما كانوا من خارجه ولكن ما رأيك إذا تعطل جهاز المناعة وتحللت الكريات البيض إن ذبابة واحدة كفيلة بأن تقتل مجتمعاً كاملاً بسمومها إذا ما تخلت الكريات البيض عن الدفاع عن البدن، من هم الكريات البيض يا ترى في المجتمع؟ هم الأمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، سكرة الجهل فعند ذلك لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر وهذه حقيقة ربما التصقت في أذهان الكثيرين على أنها حقيقة قائمة في المجتمع الاسلامي الذي التزم بالاسلام لا إنما هي حقيقة ينبغي على المسلم أن يكونها أن يحققها في مشارق الأرض ومغاربها لأنكم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام رجال إطفاء والمعاصي كلها نيران مشتعلة الشرك بالله عز وجل نيران مشتعلة الكفر بالله تبارك وتعالى نيران مشتعلة "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ" إرجع إلى التفسير، ما الفتنة هنا؟ الشرك بالله إنما هو الفتنة، "وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ" إرجع إلى التفسير، ما معنى "الْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ"؟ الفتنة في ميزان الشريعة إنما هي الضلال إنما هي المعاصي إنما هي الكفر بالله جل جلاله، "وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ" هذه الفقرات القرآنية رد الله عز وجل بها على أولئك المشركين الذين لاموا المسلمين حينما قتل بعضهم مشركاً في الشهر الحرام "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ" وإذا بالحيثيات تتأتى من كتاب الله عز وجل أن ما أوقعه المشركون من فتنة في ضعفاء المسلمين في مكة المكرمة تقتيلاً وتعذيباً وحرقاً بالنار حتى أتوا بعمار رضي الله عنه فما زالوا يعذبونه حتى شتم الرسول عليه الصلاة والسلام، وجاء منكسر الرأس حزيناً، ما وراءك يا عمار؟ ما تركوني يا رسول الله حتى ولم يتكلم قال يا عمار إن عادوا فعد هؤلاء الذين يمكن أن يطلق عليهم أنهم صناع فتنة

نرجع سريعاً يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام إلى أين؟ هناك حقائق ينبغي أن تدرس إذا افتقدت المناهج تدريسها فعلى الآباء في بيوتهم أن يدرسوها على كل اجتماع من الاجتماعات بين الأصحاب والأصدقاء أن  يتدارسونها منها ترى لم فقدنا الكثير من البلدان؟ الأندلس لم لا ترجع على بساط البحر لا من أجل إعداد العدة لاسترجاعها بقدر ما لم فقدانها يا ترى وهكذا قل ما الأسباب التي أدت إلى تحرير صلاح الدين لبيت المقدس ولماذا قام الآف من طلاب الشهادة يعضدونه باسترجاع بيت المقدس ترى إذا كنا أمام أزمة هل لنا أن نستعين بالتاريخ ندرس في مدرسته من أجل أن نتعرف إلى المخارج هذا مما ينبغي أن يدرس، أما إذا غيب يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام فالأمة إنما هي في سكرة الجهل

عمر بن عبد العزيز كان عادلاً والصغير والكبير يعرف أنه ما حكم إلا سنتين وشيئاً ومع ذلك استقرت الأمور بالسنتين والله ما طلب ألف سنة حتى يغير وإنما مباشرة منذ أن تولى شاع النور والعدل والحق والبر والإحسان في مشارق الأرض ومغاربها ثم لم يكن عمر رضي الله تبارك وتعالى عنه مع قصر زمن خلافته لم يكن يحكم قرية من القرى المؤلفة لا كان يحكم البلاد الاسلامية قاطبة، تعالوا بنا إلى موقف من مواقفه هذا ينبغي أن يدرس على أنه حقيقة من الحقائق التي ينبغي أن تبنى عليها النفوس، قيل له يا أمير المؤمنين إن مت ولم يقولوا إذا تأدباً معه إن معنى التشكيك مع إن الموت حق إن مت فسندفنك في حجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام أي روعة هذه تلك التي تكفل بها من يحدثه إن مت دفناك في حجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، انتفض عمر وقال والله لإن ألقى الله جل جلاله بكل ذنب غير الشرك، لإن ألقى الله بكل ذنب غير الشرك من أن أرى نفسي أهلاً لذلك هذا عمر بن عبد العزيز تخرج من مناهج التربية الاسلامية يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عظمة ما أظهر الله عز وجل على يديه الفتوحات كانت على يد عمر رضي الله تبارك وتعالى عنه شأنه بالاسلام شأن عظيم إقرأ الأحاديث التي تكشف عن مناقب عمر رضي الله تبارك وتعالى عنه الفاروق ومع ذلك يقول في لحظة من اللحظات التي ملأت الخشية قلبه، الخشية من ذي الجلال والإكرام فقال والله أود لو أن لي قلاع الأرض ذهباً لأفتدي به من شدة هول المطل على الله جل جلاله، أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام لكنا نشعر أمام حركة إيمانية فدائية رائعة معطرة مُعطرة ذلك الذي قاله أبو بكر الصديق للرسول عليه الصلاة والسلام وهذا مما ينبغي أن يدرس يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، إن كنا قد فقدنا شخصاً فما ينبغي أن نفقد المنهج الذي يعتز عليه الصلاة والسلام بنا إن نحن إلتزمنا به ودافعنا عنه وحميناه وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله، وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله

تعالوا بنا إلى ذلك الرجل الذي كان كل خلية من خلايا نفسه علم، كل خلية من خلايا نفسه كانت تنبض بالعلم، عبد الله بن مسعود رضي الله تبارك وتعالى عنه في لحظة من لحظات الجلال إذا به يقول والله أود ألا أبعث إذا مت أو إذا مت ألا أبعث، ما الذي ملأ قلبه ههنا؟ ملأ قلبه أمة محمد عليه الصلاة والسلام الخشية من الله اليقين بلقاء الله عز وجل إذا كان الايمان بلقاء الله سطحياً أو غشاوة أو قشرة فإن هذا الايمان لا يصوغ سلوكاً يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ابن الجوزي يقول جاءنا فقيه من الفقهاء من بلاد الأعاجم نظرت إليه فوجدت أنه يحمل الذهب والفضة وأن ما بيديه كثير منه من الباطل الذي أبطله شرع الله عز وجل فقيه لكنه يتعامل مع ما حرم الله جل جلاله فقلت في نفسي، ماذا أفاد هذا علمه؟

نرجع للعلم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فيما نقله عنه الصحابة رضي الله تبارك وتعالى عنهم، حذيفة بن اليمان كان في مرض أو معاذ بن جبل كان في مرضه فعاده من عاده في مرضه فقال لهم أجلسوني فأجلسوه ثم قال كلمة سمعتها من الرسول عليه الصلاة والسلام من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله وحده لا شريك له هدمت ما قبلها، لا إله إلا الله إذا ودعت بها الدنيا هدمت ما قبلها، ترى هل يعد الكثيرون من هذه الأمة جملاً باللغة الأنجليزية أو الفرنسية أو العبرية أو العربية أو الثقافية من أجل أن يغادروا بها الدنيا، من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله وحده لا شريك له هدمت ما قبلها، ماذا قال من بمجلسه؟ قالوا يا أبا عبد الرحمن وهذه كنية معاذ رضي الله تبارك وتعالى عنه إذا كانت هذه للأموات الذين يرحلون عن هذه الدنيا ترى كيف هي للأحياء، يعني إذا كررت لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال هي أهدم وأهدم ألا ينبغي يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أن يدرس أبناؤنا أبعاد لا إله إلا الله، مقتضيات لا إله إلا الله، ما نواقض لا إله إلا الله، إذا كنا نعتني بنواقض الوضوء فإذا لم يصح الوضوء بنقضه بنواقض من النواقض فصلاتنا غير صحيحة، فإن الناقض لـ (لا إله إلا الله) إنما تلقي بمن نقضها في غيابات البعد عن الله والحجاب عن الله جل جلاله هذا في الوداع يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

أما في عالم البرزخ هل درسنا أولادنا ما الذي يلقونه في عالم البرزخ؟ هل درسنا أنفسنا ما الذي نلقاه في عالم البرزخ؟ إن العلم بـ (لا إله إلا الله) علم واجب قال ربنا جل جلاله فاعلم أنه (لا إله إلا الله) ولم يقل ههنا فقل (لا إله إلا الله) لأنه ما أيسر (لا إله إلا الله) على اللسان وما أروع (لا إله إلا الله) حينما تستقر أنوارها في الجنان والسلوك، فاعلم أنه (لا إله إلا الله)، (لا إله إلا الله) لأنه وحده بيده ملكوت السموات والأرض، (لا إله إلا الله) لأنه وحده المحي المميت، (لا إله إلا الله) لأنه هو مالك الملك، وحده هو له مقاليد السموات والأرض، هو المتصف بصفات الكمال، ومن هنا (لا إله إلا الله) فاعلم أنه (لا إله إلا الله)

حينما يدخل عالم البرزخ وهذا ما كان الصحابة حريصين على أن يتعرفوا إليه، قال عليه الصلاة والسلام ما من شيء لم أكن أريته حتى رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار أو كما قال عليه الصلاة والسلام كشف له صلى الله عليه وسلم عن كثير من الحقائق التي أراد الله عز وجل أن يطلعه عليها، ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار أو حتى الجنة والنار في عبارة أو في قراءة ثانية ولكل قراءة معناها ثم أوحي إليه أو فأوحي إليه أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريباً من فتنة الدجال، أجل أخبر أننا نفتن بمعنى أننا نختبر لأن الفتنة تأتي بمعنى الاختبار والفتنة تأتي بمعنى الحرق والفتنة تأتي بمعنى الإضلال "إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴿١٠﴾" فتنة الدجال فتنة إضلال يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

أدرسنا أبناءنا أو درسنا أنفسنا عن بعض مظاهر فتنة الدجال تلك التي حذر منها عليه الصلاة والسلام أشد تحذير، من مظاهر فتنة الدجال يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أنه يأتي للأعرابي الجاهل الذي ما تعلم شيئاً من سنته عليه الصلاة والسلام ولا من حقائق الرسالة التي أكرمنا الله عز وجل بها يقول له أرأيت لو أني أحييت أباك وأمك أتؤمن بي رباً، أرأيت لو أني أحييت أباك وأمك أتؤمن بي رباً، قال نعم ذلك أنه ادعى الربوبية سلفاً ثم أتى بالشاهد عليها وهو إحياء أبي ذلك الأعرابي وأمه فيتمثل شيطانان شيطان بصورة أبيه وآخر بصورة أمه فيقولان له يا بني آمن به إنه ربك أنت تتعجب وأنا مثلك، أنا لا أتعجب وأنت لا تتعجب، أتعجب من هذا الموقف الذي رصدته السنة، ولا أتعجب لماذا قال؟ قال لأن هذا الأعرابي لو جلس في بيت من بيوت الله أو لدخل مدرسة وكان من برنامج هذه المدرسة أن يعرفوه بلوازم العلوم وحقائقها وواجباتها عند ذلك لو أحيا لا  لأمي، لو أحيا الناس بهذه الظاهرة إلى آدم عليه الصلاة والسلام ذلك أن إيماني بالله عز وجل إيماناً راسخ قد تعلمته بالأدلة والبراهين

ومن هنا وجدنا ذلك الشاب الذي تصدى للدجال ودعاه الدجال إلى الايمان به رباً وربما خطر ببال بعض البقر أو البشر أن يدعو الربوبية وقد ادعاها فرعون من قبل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ودعواهم فارغة لا تحتاج إلى وقفة ولا إلى لحظة جاهد الشاب وقال أنت الدجال الذي حذرنا منك رسول الله، قال لو قتلتك ثم أحييتك، إفعل فضربه بسيفه فشطره شطرين ثم مر من بين نصفيه وإلتفت فقال قم فقام بإذن الله عز وجل، ماذا قال الشاب ههنا؟ قال والله ما ازددت بك إلا بصيرا، أنت الدجال الذي أخبرنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذن هذه الحادثة حينما ظهرت لو افترضنا أنك ما سمعت بها ورأيت أنه قد شطره شطرين ثم حيا والحياة بإذن الله عز وجل، القتل بفعل سيف الدجال وأما الإحياء فلا يقدر عليه الدجال ولكنها فتنة كما قلنا هو إختبار من أجل أن يكون إيمان المتزلزل ذاهباً في الفضاء ومن أجل أن يكون إيمان الموقن راسخ رسوخ الجبال الراسيات، لم لم ازدد بك إلا بصيرا؟ قال لأن هذا المشهد يسجل للرسول عليه الصلاة والسلام معجزة، أخبرنا من ألف وأربعمئة سنة أنه سيكون ذلك فحينما يقع ذلك أهو لحساب الدجال يا ترى أم لحساب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

نرجع إلى الفتنة في القبور حينما تفد على القبر يأتيك ملكان يسألانك، ما علمك بهذا الرجل؟ هكذا السؤال ما علمك بهذا الرجل؟ قال العلماء معلقين يقولون بهذا الرجل لئلا يلقنوك الإجابة إذ لو كنت عارفاً بالإجابة ما تحتاج إلى تلقين يقول ومحمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم آتانا بالبينات والهدى فأمنا به واستجبنا له واتبعناه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم محمد محمد محمد عليه الصلاة والسلام يكررها ثلاثة، يقولون له نم صالحاً فإنا نعلم إنك لمن الموقنين إذا كان موقناً غير مرتاب المنافق المهتز يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام حينما يسألونه ما علمك بهذا الرجل؟ يقول سمعت الناس يقولون رسول الله وأنا قلت كما يقولون فهو منافق مرتاب يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

ثم ماذا سيكون يا ترى حينما نعرض على الله جل جلاله ما الذي يطرح علينا؟ وما الذي ينبغي أن نتعرف إلى إجابته قبل أن نرحل إلى الله تبارك وتعالى؟

نبهني الله وإياكم من رقدة الغافلين وحشرني في زمرة عباده المتقين وإياكم فصلوا على المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

الحمد لله ثم الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة إليه فقد قال لنا "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٠٢﴾"

أما بعد أمة محمد عليه الصلاة والسلام

النظام الوثني قد كشفته لنا آيات من سورة الكهف تلك السورة المباركة التي نقرأ بعضها ندفع بها في وجه الدجال ليبعد الله عز وجل عنا شره، النظام الوثني قد قرره أولئك الفتية الذين اجتمعت قلوبهم على الله جل جلاله وقارنوا بين بقائهم مشركين بين قومهم وبين أن يأووا إلى الكهف ذلك المكان الضيق يحشرون أنفسهم فيه لكنهم ما داموا في ظلال الايمان عبروا "فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ" هم قرروا أن هذا النظام الذي لو بقوا في قبضته واستبداده وظلمه وإكراهه الناس على الشرك قال بعضهم لبعض "إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠﴾" أنقرأ هذا؟ نعم نقرأه، ما الدرس العميق الذي ينبغي أن تعمر به نفوس أبناءنا في المدارس؟ أن الدنيا كلها من أولها إلى أخرها بكل حذافيرها لا تساوي لحظة ايمان بالله جل جلاله

إذا كانت هذه الدنيا أقبلت على حساب الايمان فلا بارك الله في هذه الدنيا، ذرة من ذرات الايمان قضية من القضايا الايمانية إنما توزن بالدنيا كلها من أولها إلى أخرها ثم هؤلاء لم يكن لديهم أسلحة يمكن أن يلقوا بها إلى صدور من يخرج عن الشرك والوثنية، لذلك "إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ" إن يطلعوا عليكم "يَرْجُمُوكُمْ" الرجم طريقة من طرائق القتل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، ما الذي نعتز به؟ إذا ما انطلقت خطوات في رحاب السورة المباركة إعتز بجنتيه يعني بالقوة الزراعية أو بالقوة الاقتصادية أو ببحبوحة العيش وكثرة المال أو بكثرة المؤيدين والأنصار "أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا" بهذا اعتز، القرآن الكريم صور لنا صفحته بقوله "وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ" أربع كلمات أحيط فعل مبني للمجهول لأن الفاعل معلوم أحاط الله بثمره والثمر مضاف لصاحبه "فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنفَقَ فِيهَا" لاحظ هذا المشهد ولاحظ المشهد قبله، "وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَدًا ﴿٣٥﴾"، إذن بمن إعتز؟ كل اعتزاز بسوى الله جل جلاله إنما هو مذلة أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

شرف هذه الأمة وعز هذه الأمة لا يمثله إلا إذا تطابق هواه مع جاءنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم من هدايات لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فتحت الآخرة وأحضرنا جميعاً بين يدي الله عز وجل هل منا من يختفي؟ لا والله، هل منا من يتوارى عن الأنظار؟ لا والله "وَبَرَزُوا لِلَّـهِ جَمِيعًا" أجل "وَبَرَزُوا لِلَّـهِ جَمِيعًا" أولئك الذين يتسترون وراء جرائمهم يبرزون وأولئك وأولئك وأولئك "وَبَرَزُوا لِلَّـهِ جَمِيعًا"، هناك أعد الأجوبة التي جاء بها عليه الصلاة والسلام يعامل بها البشرية قاطبة لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه

فالعلوم في الاسلام تبتغى لثمراتها إذا وجدت عالماً وثمراته حنضل أي فائدة استفادها من علمه أو نحن نستفيد من علمه إذا أتى المال الكثير لكنه من حرام هذا وبال على صاحبه يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، إذن هناك علوم واجبة لا تتأخر هي علوم فرض عين على كل مكلف أن تتعرف إلى الله جل جلاله وتتعرف إلى ما تعبدك الله عز وجل به وتتعرف إلى الأخلاق الاسلامية التي بها سعادتنا في الدنيا والآخرة وتتعرف إلى الحلال والحرام من جهل الحلال والحرام فإنه يخلط خلط عشواء في التناوب ومن لم يراعي ما يأتيه من كسب سواء كان من حلال أو حرام ولم يدري ما الكسب الحلال والكسب الحرام معنى ذلك أنه يراكم على صدره جمرات من حرام والعياذ بالله تبارك وتعالى ثم العمر كله الجسد كله فيما أفنيت خلاياه أعد الجواب لهذه الأسئلة التي فاه بها من لا ينطق عن الهوى تسعد في الدنيا والآخرة

وأكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله تبارك وتعالى قد صلى عليه في محكم كتابه بقوله "إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾"، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الصحابة الخلفاء السادة الحنفاء سادتنا وموالينا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

ربنا اجعلنا أينما توجهنا متوجهين إليك لا تردنا اللهم عنك إلا إليك، ربنا لا تأخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعفو عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ربنا تقبل منا ما كان صالحاً وأصلح منا ما كان فاسداً وأصلح فساد قلوبنا بما أصلحت به عبادك الصالحين

اغفر اللهم لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولمن حضر معنا ولمن غاب عنا منا ولكافة عبيدك المسلمين واغفر اللهم لمنشئ هذا المكان المبارك ولمن أعان فيه بمعروف ابتغاء وجهك الكريم آمين والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وأقم الصلاة