379 - الامانة
خطبة الجمعة    379 - الامانة
تاريخ الإضافة : 2012-07-23 09:28:45

نص المادة

إن الحمد لله، اللهم ربنا لك الحمد على ما هديتنا وأوليتنا وأعطيتنا، ربنا ولك الحمد على الإيمان والإسلام والقرآن، ربنا ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، لك الحمد في كل نفس وطرفة عين ، لك الحمد ما أشرقت الشمس وما غربت ، لك الحمد ما تنفس الصالحون تنفس الذاكرين لله- جل جلاله- وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله! أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة إليه وما توفيقي ولا اعتصامي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وهو رب العرش العظيم.

الله جل جلاله يقول:"يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد"

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !

فإن من القضايا الكبرى التي عرض لها شرع الله- تبارك وتعالى- قضية الأمانة ، التي إذا ما ذكرت وجدنا أنفسنا أمام كل أنشطة هذا الإنسان في هذه الدنيا ، فالأمانة لا تقتصر- بمعناها- على الودائع، فالودائع من جملة الأمانة، الأمانة مبعثها الشعور بالتبعة التي تتأتى من المسؤولية أمام الله- تعالى-  التبعة التي يستشعر بها القلب اليقظ الذي به تصان الحقوق ، وتحفظ الحرمات ، اليقظة التي لبها أننا معروضون على الله- جل جلاله- وأن الله على كل شيء شهيد، وأن الحساب هناك سيكون على الذرة !! هذه  المسؤولية هي التي تسدد السلوك في دروب هذه الحياة ،كذلك ، فالمريض بين يدي الطبيب أمانة ، والتلميذ في قاعة الدرس أمانة ، والعمال تحت نظر رب العمل أمانة ، الموظفون في دوائرهم ، وما أوكل إليهم من وظائف أمانة، المال الذي أعطاك الله- عز وجل- إياه أمانة ، العبادات أمانة !! الصلاة الزكاة الحج الصوم ، اللسان أمانة ، العين أمانة ، الأذن أمانة ، ألم أقل إن للأمانة أبعاداً واسعة ، ذكرت بعضها لئلا تمسخ هذه الأبعاد من نظر المسلم ، أو تنسخ بالغفلة عنها !!.

من هنا نجد قول الله- عز وجل- واسع العطاء "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً" أبت هذه الكوائن! هذه المخلوقات الضخمة! أن تحمل " الأمانة " على معنى أن تكون مؤهلة للتكليف ، حيث تثاب إذا ما وفت بالتكاليف ، وتعاقب إذا ما قصرت بالتكاليف ، وإنما أرادت بل رغبت في أن تكون مطيعة لله- عز وجل- طاعة اضطرار، لا طاعة اختيار، وأهّل هذا الإنسان- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- ليكون عبد اختيار، أهّله الله- تبارك وتعالى- بالمؤهلات التي لا يحتاج إلى ذكرها لوضوحها في وجوده ، وما أقيم عليه ، فأنت أعطاك الله- عز وجل- العقل والإدراك والعلم والبيان وملكة التصور والتخيل !! وخلقك " في أحسن تقويم " حيث إنه بما أهّلت به يمكنك أن تستفيد من كل ما سخر الله- تبارك وتعالى- لك ، بوأك الله- عز وجل- من هذا الوجود منزلة !! ما أحد من الناس يدعي على أنه قد بوأ نفسه بنفسه ، وهيأ لك هذه الأرض بكل ما فيها !!قال- تعالى- : فيها "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً" قال : "ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة" أهلّك الله- عز وجل- بمؤهلات ، بها تستفيد من كل المخلوقات الأخرى: من جماد ونبات وحيوان ، وبهذا كلفت ، إذ إنك إذا ما قمت بالتكاليف التي كلفك الله- عز وجل- بها سعدت سعادة الأبد ، وإن فرط فيما كلفه الله- عز وجل- به شقي شقاوة الأبد.

أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ! من الحقائق الراسخة في هذا الوجود أن " الأمانة " بمعنى التكاليف، الأمانة بمعنى المؤهلات، هي التي على السعداء أن يفهموها بأبعادها ، وينطلقون من منطلقات منها أن الله- عز وجل- برحمته أراد أن يقاد الإنسان إلى الخير ، وفي دروب السعادة ، من خلال قادة ربانيين مرشدين ناصحين أمناء !! حملوا رسالات الله- عز وجل- إلى هذا الإنسان : الأنبياء هم القادة الحقيقيون- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- ومن لم يتبع الرسل- عليهم الصلاة والسلام- وهم المصطفون الأخيار، الأمناء الصادقون الأحرار، الأنقياء الذين بلغوا من مكارم الأخلاق قممها !! من لم يتبع هؤلاء يكون حاله كما قال الله- عز وجل- في أولئك الذين اتبعوا قادة السوء ، والمفكرين الضالين المضلين ، يوم تقلب وجوههم في النار "...يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا * وقالوا ربنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا* ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً" وقال :" ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلاً * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا".

الكون كله طائع لله- تبارك وتعالى- مسبح بحمده ، غارق في معرفة الله- عز وجل- المعرفة الفطرية ، التي ليست بمكتسبة ، وإنما أحب أو ود الكون أن يكون غارقاً في العبودية لله- تبارك وتعالى- ومن هنا سمعنا الله- تعالى- يقول : "تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء لا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم" كأنما فهم الكون- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- قول الله- تبارك وتعالى- : "ومن يطع الرسول فقد أطاع الله" فإذا بنا أمام المشاهد التالية.

كان الصحابة مع الرسول- صلى الله عليه وسلم- في سفر، رجعوا ، وأخبر- عليه الصلاة والسلام- أن جملاً هائجاً في بستان من بساتين الأنصار، ما يترك أحداً يدخل البستان إلاشد عليه ، وهجم ، فتوجه- عليه الصلاة والسلام- إلى ذلك البستان ، دخل بابها ، وما إن رآه الجمل حتى خضع له أيما خضوع ، واقترب من الرسول- عليه الصلاة والسلام- وبرك الجمل الهائج من لحظات بين يديه- صلى الله عليه وسلم- فقال : ائتوني بالخطام ، أتوه بخطام الجمل ، خطمه ودفعه إلى صاحبه، ثم التفت إلى الناس فقال : " ليس من شيء بين السماء والأرض إلا ويعلم أني رسول الله إلا عاصي الجن والأنس " أي: المكلفون ، وهم الذين أعطوا حرية الاختيار بأن يؤمنوا أو يكفروا ، لكن الكون بجماده ونباته وحيوانه ، إنما هو خاضع لله- عز وجل- رضي بأن يخلق ليؤدي المهمة التي خلق من أجلها طاعة لله- عز وجل- وإقراراً بربوبية الله- تبارك وتعالى- .قال أنس- رضي الله عنه- أصاب الناس سنة على عهد رسول الله ، فبينا النبي يخطب يوم الجمعة ، قام أعرابي ، فقال : يا رسول الله ! هلك المال ، وجاع العيال ، فادع لنا ، فرفع يديه ، وما نرى في السماء قزعة ، فوالذي نفسي بيده ما وضعهما حتى ثار السحاب أمثال الجبال !!ثم لم ينزل عن منبره حتى رأينا السحاب يتحادر على لحيته- عليه الصلاة والسلام- فمطرنا يومنا ذاك ، ومن الغد ...حتى الجمعة الأخرى !!

 نزل بالناس شدة ،فطلب الأعرابي من رسول الله أن يدعو الله لهم ، وهوالاستسقاء ، فرفع- عليه الصلاة والسلام يديه إلى من بيده ملكوت السموات والأرض يسأله الغيث !أجل ، سأل من الكون كله بقبضته- سبحانه وتعالى- الله-  والتجأ إليه وحده يسأله السقيا !!.

ومن هنا استجاب السحاب بأمر الله لدعائه- عليه الصلاة والسلام- ومطروا يوماً بعد يوم حتى استكمل المطر أسبوعاً ، وجاء ذلك الذي سأل الرسول- عليه الصلاة والسلام- السقيا ، وقال: يا رسول الله! تهدم البناء ، وغرق المال !فادع الله لنا !فرفع يديه ، وقال : اللهم حوالينا ، ولا علينا ، فما يشير إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت ، وصارت المدينة مثل الجوبة ، وسال وادي " قناة " شهراً ، ولم يأت أحد من ناحية إلا حدث بالخير ، هذا كله بإذن من الله- جل جلاله- ويدخل في دائرة التسخير الذي أخبرنا الله- تعالى- عنه ، ومبين لمسألة موقف المخلوقات من الأمانة التي عرضت عليها ، فأحبت أن تكون في دائرة عبودية الاضرار ، لتسلم من عظم المسؤولية !! ، قال- تعالى- :"

إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال ... " هذه الكوائن- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- اختارت عبودية الاضطرار، ومن هنا استجاب السحاب له- عليه الصلاة والسلام- بإذن من الله كما قلت ، كثيرة هي المشاهد- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام-  في هذه المثابة ، وإنما نسوق منها ما نسوق لنبين أن أولئك الذين اختاروا عبودية الاضطرار، إنما كانوا عبيداً لله- جل جلاله- وجندوا من أجل هذا الإنسان الذي أعطاه الله- عز وجل- الاختيار، وعليه أن يختار، وليتحمل مسؤولية هذاالاختيار، لكن عليه أيضاً حيث أنزله الله- عز وجل- من هذا الكون المنزلة رفيعة ، عليه أن يدري أنه ليس أصيلاً في هذا الوجود، أنتم لستم أصلاء في هذا الوجود، من سبقنا لم يكونوا أصلاء في هذا الوجود ، والذين يأتون من بعدنا ليسوا أصلاء في هذا الوجود، إنما واجب الوجود هو الذي بقبضته ملكوت السموات والأرض ، هو الحي القيوم- سبحانه وتعالى- نحن قد أوتي بنا إلى ساحة الوجود، أتى بنا ربنا- جل جلاله- من أجل أن نؤدي مهمة ، بها نسعد إن وفيناها حقها كما أراد الله- جل جلاله- ولنعلم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ! أن من لم يكن أصيلاً فعليه أن يعمل بما يريد ذلك الذي وكل إليه مهمة الوجود، ومنحه لها هذا الوجود.

ومن هنا نحن في هذه الدنيا ، إما أن نكون على مراد الله- عز وجل- الذي أظهرته أحكام شريعة الله- تبارك وتعالى- أو نكون بحسب الأهواء والشهوات ، كل المنافقين والمشركين والكافرين هم الذين اتبعوا الشهوات ، وأبوا" أمانة " الله- تبارك وتعالى- التي حملوها ، بقيت الأمانة محمولة على أكتافهم ، ولن يضعوا الأمانة عن أكتافهم إلا إذا أدوها على ما رسم شرع الله- جل جلاله- ومن هنا قال ربنا- جل جلاله- بعد ما بين أنه عرض الأمانة على السموات والأرض والجبال قال : "ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات" ليبين لنا الله- جل جلاله- أن النفاق إنما هو خروج عن " الأمانة " التي حملنا الله عز وجل إياها.

رأى رسولنا- عليه الصلاة والسلام- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام! في رحلة الاسراء والمعراج " أناساً تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقارض من حديد!! من هؤلاء يا جبريل؟؟ قال: هؤلاء خطباء الفتنة ، الذين يقولون ما لا يفعلون " خطيب الفتنة هو الذي يؤيد الظلم- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- هو الذي يقلب الحقائق- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- هو الذي لا يبين شرع الله- تبارك وتعالى- في الوقائع التي تحل بالأمة ، هو الذي يقصم الحق ، ويجبر الباطل !!.

ومن هنا حذر- عليه الصلاة والسلام- من مظاهر تكون في آخر الزمان ، إذ يظهر الفحش والتفحش ، ووقتها يؤتمن الخائن! ويخون الأمين! ويصدق الكاذب! ويكذب الصادق! وتهلك الوعول! وتظهر التحوت!! قالواك ما الوعول والتحوت يا رسول الله ؟ قال: يهلك شرفاء الأمة، ووجهاء الأمة ، وعلية الأمة!! من التحوت ؟ هم الذين يكونون في أسفل الناس ، لا ينتبه لهم ، ولا يملكون مؤهلات الظهور! ولكنهم يظهرون، يظهرون بأساليب شتى ، وخداعات متنوعة !! من جملة الخداعات- أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- أنه رأى- عليه الصلاة والسلام- في رحلة السراء والمعراج رجلاً يجمع حزمة! ولا يقدر على حملها ، وهو يزيد عليها !! حزمة عظيمة جمعها لا يقدر على حملها ، ثم هو يزيد عليها، من هذا يا جبريل؟ قال: هذا الرجل من أمتك يحمل ودائع الناس ، وهو لا يؤديها ، ومع ذلك يستزيد من هذه الودائع ! يظن أنه إذا ما غادر هذه الدنيا ، وفي رقبته دماء وأموال وأعراض، أعراض منتهكة! وأموال منهوبة! ودماء مسفوكة! يظن أنه إذا رحل لا شيء بعد هذا، هو غافل غفلة قاتلة عن حقيقة قالها الله- عز وجل- هي قوله : "رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق * يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار* اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب".

أمة محمد عليه الصلاة والسلام ! فهم الصحابة الكرام- رضي الله عنهم- أسرار شريعة الله- عز وجل- أنوار شريعة الله- تبارك وتعالى- ملأت جوانحهم ! هم المرآة الصقيلة! هم النماذج المثالية الربانية في فهمهم للأمانة!! أبو ذر- رضي الله تبارك وتعالى عنه- قال:" يا رسول الله ! ألا تستعملني؟!" يسأل وظيفة- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- أبو ذر يسأل الوظيفة. ومن هنا جاءت التعليمات عنه- صلى الله عليه وسلم- أن من استعمل رجلاً على قوم ، وهناك من هو أحق منه ، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين!! من حابى فقدم لقرابة ، أو قدم لرشوة ، أو قدم لمذهب ، أو قدم لمشرب ، أو قدم لطريقة ، فقد خان الله- عز وجل- وخان رسوله والمؤمنين !! قال : ألا تستعملني يا رسول الله ؟ بما أجابه- عليه الصلاة والسلام- أبو ذر من كبار الصحابة الزاهدين في هذه الدنيا ، لو أنه بمعاييرنا لقلنا هو الأحق بأن يولى ، لا يا أمة محمد- عليه الصلاة والسلام- الأحق بأن يولى إنما هو الذي جمع الخبرة إلى جانب الصلاح، الخبرة إلى جانب التقوى ، الخبرة بلا تقوى شر مستطير! الخبرة بلا تقوى كذب ودجل ونفاق وسخرية! قال: يا أبا ذر! إنك رجل ضعيف ، وإنها أمانة! وإنها خزي يوم القيامة وندامة! إلا من أخذها بحق ! يقول- عليه الصلاة والسلام-" العامل إذا استعمل فأخذ بالحق ، وأدى بالحق ، فهو لا يزال كالمجاهد في سبيل الله- عز وجل- حتى يرجع إلى بيته " أو كما قال- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-

كان من المبكرين إلى الإسلام ، دعاه الصديق فلبى قبل أن يدخل- عليه الصلاة والسلام- دار الأرقم بن أبي الأرقم ، كان طويل القامة ، نحيف الجسم معروق الوجه، خفيف اللحية ، سقطت ثنيتاه فيما بعد، دخل في دين الله- عز وجل- دخل بصدق وأمانة ، وحمل أمانة الدعوة بصدق وأمانة ، عرف حقيقة العبودية لله- تبارك وتعالى- فلبى نداءها ، شهد المشاهد مع الرسول- عليه الصلاة والسلام- قال عمر- رضي الله عنه- فيه: لو كان حياً لاستخلفته ، ولو استخلفته وسألني الله- عز وجل : لم استخلفته؟ لقلت: يا رب ! إني استخلفت أمين الله وأمين رسوله . أو كما قال عمر- رضي الله تبارك وتعالى عنه- ومن مظاهر حمله المانة كما فهمها عامة شاملة أنه

في غزوة أحد ، كم أعمل سيفه في الوثنية ذوداً عن وجه رسول الله- صلى الله عليه وسلم_ كم آلمه حينما غاصت حلقات المغفر في وجنته- عليه الصلاة والسلام- وقال وقتها : كيف يفلح قوم آذوا رسولهم ، وهو يدعوهم إلى ربهم- جل جلاله- ثم أبى وقد رأى الحلقتين تغوصان في وجنته- عليه الصلاة والسلام- أبى إلا أن يسارع لانتزاع الحلقتين ، لم يصبر على الألم الذي ألم بوجهه- عليه الصلاة والسلام- إيذن لي يا رسول الله أن أنتزع الحلقتين ! وأذن له- عليه الصلاة والسلام- عض على الحلقة الأولى عضاً متيناً ، يريد أن ينتزعها من وجنته- عليه الصلاة والسلام- وانتزعها ، ولكن سقطت ثنيته بها ! وفعل في الثانية الحلقة الثانية كذلك ، وسقطت ثنيته الثانية ، فكان ممن سقطت ثنيتاه ، لكن فيما سقطتا؟؟ إذا كانت الثنية- ههنا- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام! أمانة ، فإنه قد وفى الأمانة والله.

هو نفسه لما جاء وفد نجران مسلمين ، وقالوا: يا رسول الله! أرسل معنا من يعلمنا القرآن ، قال: لأبعثن معكم رجلاً أميناً ، حق أمين حق أمين حق أمين ، وتطاول الصحابة أن يكون كل منهم ممن يرسله- عليه الصلاة والسلام- لهذه المهمة لينال الشهادة : أنه أمين ! أنت إن لم تكن أميناً تكن خائناً ! من لم يكن أميناً في هذه الدنيا يكون خائناً ! من والى أعداء الله- عز وجل- فهو الخائن- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- .

الخيانة متعددة الوجوه ، إذا كنت في مجلس يتحادثون فيه ، فلا تنقل الأحاديث التي سمعتها ، فهي أمانة أمنك عليها المتحادثون ! إذا آمنك أحد على سر من أسراره ، فلا تفش هذا السر! إذا أعارك إنسان كتاباً أو قلماً أو ورقة ، أو قلك ما شئت من المعارات فعليك أن تردها ، لأنها أمانة بيدك ، الوظيفة التي أوكل إليك أن تقوم بها عليك أن تقوم بها على الوجه الأكمل ، والأكثر إتقاناً ، ومن هنا وجدناه- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- يتلفت- صلى الله عليه وسلم- في المسجد يبحث ، ويقول عمر: فتطاولت لعل عيني النبي- صلى الله عليه وسلم- تقعان علي! ولكنه تجاوزني حتى وقع بصره على" أمين هذه الأمة " فإذا به يأمره أن يذهب مع ذلك الوفد، من أجل أن يعلمهم دين الله- تبارك وتعالى- ومن معالم من حياته أنه دفن- رضي الله تبارك وتعالى عنه- في الأرض التي طهرها من شرك الروم ، وطهرها من عبادة النار، نار المجوس !! أين قبره؟ قبره مجهول لأهل الأرض ، لكن سيرته ملأت الدنيا نوراً وعطرا! أعرفته ؟؟ هو أبو عبيدة بن الجراح- رضي الله تبارك وتعالى عنه- الذي لقبه من لا ينطق عن الهوى " أمين هذه الأمة !!!" .وهذه وردة من روض امانته شمها بقوة وعشق !!!

علم الفاروق بوقوع الطاعون ، وكان أبو عبيدة قائداً للجيوش هناك ، بعدما فتح الله- عز وجل- عليهم بلاد الشام ودخلت في دين الله- عز وجل- وبقيت راية التوحيد مرتفعة متألقة إلى يومنا هذا ، والحمد لله ، وإن كان بعضهم يريد أن يمزق هذه الراية ، ولكنهم خسئوا، لأن الرسول- عليه الصلاة والسلام- شهد لتلك البلاد وباركها ، وسأل الله- عز وجل- أن يباركها ، قبرأبي عبيدة- هناك-  مجهول ، ولكن سيرته العطرة واضحة كل الوضوح!! يكفي من أبي عبيدة أنه قد جاءته رسالة من عمر الفاروق ، قال له فيها : يا أبا عبيدة! بدا لي إليك حاجة لا غنى لي عنك بها! أسألك إذا أتاك كتابي هذا ليلاً فإني عزمت عليك ألا تصبح حتى تركب إلي ، وإن أتاك كتابي هذا نهاراً عزمت عليك ألا تمسي حتى تركب إلي!! والسلام. وقرأ أبو عبيدة الكتاب ، وهز رأسه ، وقال: لقد عرفت حاجة أمير المؤمنين إلي! إنه يريد أن يستبقي من ليس بباق،أجل : يريد الفاروق أن يستخرج أبا عبيدة قبل أن يصيبه الطاعون من بين أولئك الذين مسهم الطاعون!! عرفت حاجة أمير المؤمنين ، يريد أن يستبقي من ليس بباق، وكتب جواباً: يا أمير المؤمنين! إني عرفت حاجتك إلي، وإني أرغب أن أبقى مع من معي من جنود الإسلام ، يصيبني ما أصابهم ، ولا أرغب أن أفارقهم !! يا أمير المؤمنين! إذا أتاك كتابي فإني أسألك أن تحللني من عزمك ، وأن تأذن لي بالبقاء، ووصل الكتاب المدينة المنورة وقرأه عمر الفاروق!!! هذه صور من صور الأمانة ، القائد مع جنده، الجنود الذين كانوا يقاتلون في سبيل الله لا يهزمون ، ولا يسفكون الدماء ، ولا يعربدون في الأرض، أراد أن يبقى معهم! قرأ عمر الكتاب فبكى بكاءً مراً حتى رحمه من في المسجد، قالوا : يا أمير المؤمنين! أمات أبو عبيدة؟ قال: لا، ولكن الموت منه قريب، الموت منه قريب. ويمسه الطاعون- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- فإذا به يوصي: اسمعوا إلى وصيته، أوصى الجنود بأنهم ما أخذوا بهذه الوصية لا يزالون بخير! أوصيكم بأن تقيموا الصلاة، وأن تصوموا شهر رمضان ، وأن تتصدقوا ، وأن تحجوا وتعتمروا، وأن تتناصحوا، وأن تنصحوا لأمرائكم ولا تغشوهم ، ولا تغرنكم الدنيا ، فإن المرء لو عاش ألف حول لا بد له من المصير الذي أنا فيه الآن، بعد ما وصاهم بهذا قال والسلام عليكم ، يا معاذ! صل بالناس ، وفاضت روحه!!! أرأيت إلى نهاية مثل هذه النهاية يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !!.

إنه أمين هذه الأمة! كان أميناً على الجنود الذين كان أميرهم ، كان أميناً على العهد الذي عاهد الله- عز وجل- عليه ، ألا وهو أن يظل وفياً لله- عز وجل- ووفياً لرسول الله ، ووفياً للمسلمين! أرأيت إلى سؤال تطرحه على نفسك؟ كم أنت وفياً يا ترى لله- عز وجل-؟ كيف أكون وفياً لله؟؟!! أن تحقق الإيمان والإخلاص ، وأن تعمل وفق شرع الله ، الوفي لله هو الذي حقق الإيمان ، والوفي لله هو الذي حقق الإخلاص في العمل ، والوفي لله هو الذي التزم شرع الله ، أيكون وفياً لله ، وهو يدعو إلى أن تعزل شريعة الله عن حياة المجتمع؟؟ بل يقرر ذلك بقرارات بعد قرارات!! الذين يدعون إلى حوربة الإسلام ، أي يجعلون الإسلام في المحراب ،إذ يرون أنه ما ينبغي للإسلام أن يتحرك في الشارع ! ولا في المحاكم ! ولا في مناهج التعليم! ولا في المعاملات في السوق !! هؤلاء يريدون أن يحصروا الإسلام، والإسلام إنما يشمل كل الأمانات ، أي كل التكاليف "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون".

عمر بن الخطاب كان في السوق ، وإذا برجل يقول: واعمراه!! يستنجد! ما وراءك؟ قالك يا أمير المؤمنين! واليك على مكان كذا وكذا أمر رجلاً منا أن ينزل إلى واد ليقيس له كم عمقه؟ فقال الرجل: إني أخاف ! فأجبره على أن ينزل ، فنزل ذلك الرجل إلى الوادي ، وهناك كز وانكمش وعرصب ، وتيبست عروقه ، فمات !!، قال له: أنا أخاف ، أجبره على النزول، فمات جراء ذلك، عمر- رضي الله عنه- استدعى ذلك الوالي مباشرة ، لم يقم لجنة من أجل التحقيق ، والأنكى أن تكون هذه اللجنة إنما رئيسها ذلك الذي قتل المقتول!!!! لا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام !، الإسلام لا يفهم هذا على الاطلاق ، يفهمه النفاق وحده !! لم يقم لجنة للتحقيق ، وإنما استدعى العامل مباشرة ، وهو القائل لجلسائه: أرأيتم لو أني استعملت عليكم خيركم ، أو خير من أعلم، أرأيتم ؟؟؟ أخبروني: لو أني استعملت خير من أعلم ثم أمرته بالعدل ، أأكون قد أديت ما علي من حق؟ سؤال وجيه، قالوا: نعم ، قال: لا قالوا: نعم ، قال: لا ، لماذا؟ قال: حتى أتابعه بما أمرته به، أختار خير من يعلم ، وأمره بالعدل بالرعية ، ثم بعد ذلك أتابعه، هذه مهام عمر- رضي الله تبارك وتعالى عنه- ماذا قال عمر بعدما سأل الوالي عما فعل؟ قال له: والله لولا أن أخاف أن تكون سنة من بعدي لضربت عنقك، هو قتل غير متعمد! يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام! لكن فعلته تلك أدت إلى قتل ذلك الإنسان ، والله لولا أن تكون سنة من بعدي لضربت عنقك! ولكن لا تبرح حتى تؤدي الدية لأهل القتيل.

عمر- رضي الله عنه- كان في مجلسه، ونحن حينما نستعرض عمر في الحقيقة لا نستعرض الماضي الغابر الذي انطوى ، وإنما نستعرض كتاب الله الذي بين أيدينا ، لأن كتاب الله هو الذي صاغ عمر، ونستعرض سنته- عليه الصلاة والسلام- وسنته هي التي بين أيدينا ، وسنته هي التي صاغت عمر- رضي الله تبارك وتعالى عنه- وإذا برجل معه مجموعة من الشَعر لا الشِعر! وإذا به يفضيها في صدر عمر، ويقول: والله يا أمير المؤمنين! لولا النار!! وسكت! قال عمر: أي والله لولا النار، يريد أن الخوف من النار يلزم ، فإذا بالسلوك يصحح ويسدد ويستقيم ، والله يا أمير المؤمنين! لولا النار! قال: أي والله لولا النار، ما وراءك ؟؟ قال: يا أمير المؤمنين! أبو موسى الأشعري ، كنت معه في معركة ، وكان لهذا الذي يشكو صولة وجولة ، ولما انتصرنا أبى أن يعطيني سهمي كاملاً ، بل أعطاني بعض سهمي ، وأبيت، فلما أبيت عليه أجلسني وجلدني عشرين جلدة ، ثم حلقني، حلق شعره لون من ألوان التنكيل!! صحيح أبو موسى- رضي الله عنه- من الصحابة! وصحيح أن الظلم ربما يقع، ولكن فرق بين ظلم يصبح كالهواء يستنشقه الناس حتى تمتلأ الرئتان من هوائه، وبين ظلم يقع لكنه يطارد أروع مطاردة!! فلما عرف- رضي الله عنه- الموقف ، أرسل رسالة مباشرة إلى أبي موسى الأشعري ، يقول له: إن كنت قد فعلت بهذا الإنسان فعلتك في الملأ- يعني أمام الناس- فيجب عليك أن تقعد له في الملأ ، ليقتص منك ، وإن كنت قد فعلت في الخلاء- يعني بينك وبينه ، ومجموعة من الناس- فاقعد له في الخلاء ليقتص منك ، ورجع الرجل بكتاب أمير المؤمنين ، دفعه إلى أبي موسى ، فلبى أبو موسى الأمر، جلس في الملأ ، جلس كما أجلس ذلك الرجل!! هذه هي العدالة الإسلامية- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- أعرفنا الآن لماذا يحارب دين الله؟؟ لأنهم لا يريدون أن يكونوا مطبقين للعدالة كما جاء بها دين الله- تبارك وتعالى- جلس أبو موسى! واجتمع الناس! أخذوا يرجون هذا الإنسان ، يسألونه أن يعفو عن أبي موسى، قال: والله ، لا أدعه لأحد من الناس ، أريد أن أقتص ، ولما جلس ، وتمكن من العقوبة ، أو من القصاص ، رفع الرجل رأسه إلى السماء قال: اللهم إني أشهدك أني قد عفوت عنه!!!.

هذه الأخلاق الربانية- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- وهذا من معاني العدالة حيث إنك ينبغي أن تكون أميناً على زوجتك وعلى أولادك وبناتك، أميناً على عمالك، أميناً على موظفيك، أميناً على ما يوكل إليك أن تقوم به ، والأمانة- ههنا- معروضة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام! على جبار السموات والأرض، فإذا بنا أمام خائن وأمين ، ويكفي أن الرسل- عليهم الصلاة والسلام- قد قرروا بلسان واحد  "إني لكم رسول أمين " قالها نوح، وقالها هود وقالها صالح وقالها شعيب- عليهم الصلاة والسلام- قال كل منهم لقومه : " إني لكم رسول أمين " فما الأمانة يا ترى بحق الرسل ؟- عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم -!.

نبهني الله وإياكم من رقدة الغافلين ، وحشرني وإياكم في زمرة عباده المتقين ، فاستغفروه فيا فوز المستغفرين!

الحمد لله ثم الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله! أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى فقد قال لنا "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون"

كم مرة خانت العين؟ يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام! وحينما نذكر هذه النماذج نريد بها أن نؤكد حقيقة ، وهي أن الأمانة تشمل كل جوانب الحياة ، الأمانة تشمل كل جوانب الحياة في أقوالك وأفعالك وأحوالك ، والرسل- عليهم الصلاة والسلام- كانوا أمناء على وحي الله، أحسنوا التلقي عن الله- عز وجل- وأحسنوا تبليغ دعوة الله- عز وجل- وأحسنوا القيام بما أمر الله- عز وجل- ومن هنا دعوا الخلق إلى الله- تبارك وتعالى- ونصحوا لمن دعوه إلى الله- تبارك وتعالى- فما أعظم أمانة الرسل عليهم الصلاة والسلام!! لا يصح أن يقع من رسول معصية من المعاصي ، لأن المعصية خيانة للمنهج ! والرسول إنما هو مؤتمن على شرع الله ، وعلى هذا قال العلماء الأمانة في حق الرسل هي العصمة.

ومن هنا وجدنا أنفسنا في مجلسه- عليه الصلاة والسلام- وكان قد أهدر دم أناس ، إنما عاثوا في الأرض فساداً ، ومنهم عبد الله بن أبي سرح ، الذي من بعد ردته رجع إلى الإسلام ، وحسن إسلامه ، وكان ممن شارك الفاتحين لشمال إفريقيا- رضي الله تبارك وتعالى عنه- ولكنا ههنا أمامه ، وقد هدر دمه ، فلجأ إلى عثمان ابن عفان- رضي الله عنه- وكان ذلك عام فتح مكة المكرمة، جاء به عثمان إلى الرسول- عليه الصلاة والسلام- ليستأمنه ، فإذا بالرسول- عليه الصلاة والسلام- ويقف قبالته عبدالله بن أبي سرح ، يصمت، أطال الصمت ، ثم ما كان منه إلا أن قبل تلك الشفاعة من عثمان ، وبعدما غادر التفت إلى من بمجلسه قال: أما كان فيكم رجل يقوم إليه ، وقد رآني امتنعت عن مبايعته، فيقتله ، كما كان أمر- عليه الصلاة والسلام- قال قائلهم: يا رسول الله! وما ندري ما بنفسك؟ لو أشرت إلينا بعينك!أي : لو غمزتنا! لو أشرت إلينا بعينك فقال- عليه الصلاة والسلام- " ما كان لنبي أن تكون له خائنة أعين" أو: كما قال- عليه الصلاة والسلام- إذا لم يكن لنبي خائنة أعين أتكون له خائنة قلب؟؟ لا والله- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- جاءنا الإسلام يطلب منا أن نؤدي الأمانات ، والأمانات منها الودائع ، والأمانات منها الفرائض ، والأمانات منها العقل ، ذلك أن العقل أمانة ، وهو مناط التكليف كما هو معلوم لنا، أهلنا الله- عز وجل- للقيام بالتكاليف ، فما علينا إلا أن نؤدي الأمانة ، وإلا رحل من رحل قبل أن يؤدي الأمانة ، وهو خائن لله- عز وجل- ولرسولهن ولشرع الله- عز وجل- : "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أمانتكم وأنتم تعلمون"

أكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فإن الله تبارك وتعالى قد صلى عليه في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الصحابة الخلفاء السادة الحنفاء سادتنا وموالينا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

اللهم ربنا اجعلنا هادين مهدين لا ضالين ولا مضلين سلماً لأوليائك وحرباً على أعدائك، نحب بحبك من أطاعك ونعادي بعداوتك من خالف أمرك. اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة وهذا الجهد وعليك التكلان لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك فنهلك. 

اغفر اللهم لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولمن حضر معنا ولمن غاب عنا منا واغفر اللهم لمنشئ هذا المكان المبارك ولمن أعان فيه بمعروف ابتغاء وجهك الكريم آمين والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأقم الصلاة.