382 - في إطار الذكر المتقن
خطبة الجمعة    382 - في إطار الذكر المتقن
تاريخ الإضافة : 2012-07-23 09:28:45

نص المادة

إن الحمد لله، اللهم ربنا لك الحمد، أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، لك ملك السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، أنت الحق وقولك الحق ولقاءك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم حق، اللهم بك آمنا وعليك توكلنا وبك خاصمنا وإليك حاكمنا، فاغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة إليه وما توفيقي ولا اعتصامي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وهو رب العرش العظيم.

الله جل جلاله يقول:"يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد"

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !

فما أرقاها حياة وما أسعدها في كنف الله جل جلاله ! ما أسماها حينما تصوغها شريعة الله عز وجل ظاهراً وباطناً ! وما أبأسها وما أبشعها وما أيأسها حينما تنقطع عن الله جل جلاله ، ولو كثرت الثروات ، وعلا الجاه ، وكثرت القصور، وامتدت الأموال !!! لا بد لنا يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم من أن نجأر إلى الله جل جلاله : يا من يرى ما في الضمير ويسمع... أنت المعد لكل ما يتوقع... يا من خزائن ملكه في قول كن... يا من إليه المشتكى والمفزع ... هوت المشاعر والمدارك عن مدارج كبريائك... يا حي يا قيوم قد بهر العقول سنا بهائك... أثني عليك بما علمت... وأين علمي من ثنائك

قال لي: أتذكر فلاناً ؟ قلت: لا أذكره، قال: أنت عرفتني به ، وقد أعطاني عنوانه لكني أضعته ، وليس من المروءة أن يعطيني أحد عنوانه ثم أضيعه ! عصرت ذهني فلم أتذكر هذا الذي يسأل عنه ذلك الصاحب، جاءنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يدلنا على الله جل جلاله ، والدلالة على الله ههنا إنما تبدأ من جمرة الحب ومن بذرة المعرفة، تلك الجمرة التي ألقيت في ضمائر الأرواح ، والبذرة التي زرعت في أعماق القلوب يوم أخذ علينا الميثاق ، حيث استشهد الله عز وجل الأرواح بقوله "ألست بربكم قالوا بلى شهدنا" وقتها يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام تعرف الله عز وجل إلينا ، فعرفناه ، فهو ربنا جل جلاله ، وهو ولينا جل جلاله وهو مالك الملك الذي بيده مقاليد السموات والأرض ، تلك الجمرة التي كلما هفهفت الذكريات إذا بها تلتهب ، ولهيبها كفيل بأن يمحو الأوشاب كلها حيث تعلق بالأرواح من معافسة هذه الدنيا ، تلك الغواشي تحط في ميادين الصدور فإذا بها تحجب قلوبها ، وحيث تحجب تحتاج إلى كحل ! هذا الكحل يتمثل في ذكر الله جل جلاله سماه الله عز وجل ذكراً ذلك أنه يذكرنا بيوم الميثاق ، يوم " ألست بربكم "

كم نحن بحاجة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام إلى ذكر الله الذكر الحقيقي حيث إن للذكر معنيين معنى قريب خاص وآخر عام أما الذكر العام يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام فيشمل كل حركة الانسان فوق هذه الأرض

قالت أم الدرداء تبين قول الله عز وجل "ولذكر الله أكبر" إذا صليت فأنت ذاكر لله وإذا صمت فأنت ذاكر لله وإذا تصدقت فأنت ذاكر لله وإذا أمرت بالمعروف فأنت ذاكر لله وإذا نهيت عن المنكر فأنت ذاكر لله وإن فعلت الخير فأنت ذاكر لله أهناك أعظم من ذكر الله أمة محمد عليه الصلاة والسلام حيث تجسده حركة الانسان الرباني فوق هذه الأرض

قال عبد الله بن مسعود رضي الله تبارك وتعالى عنه " إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا " ثم أخذ يبين العهد يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام قال ينادي المنادي يوم القيامة ألا من كان له عهد عند الله فليقم قالوا يا أبا عبد الرحمن علمنا قال أن يقول أحدكم اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنك انت الله لا إله إلا أنت إن تكلني إلا نفسي تقربني من الشر وتبعدني عن الخير وإني لا أثق إلا برحمتك إني أعهد إليك عهداً توفيني إياه يوم القيامة

العهد الذي تتخذه عند الله عز وجل هو التوحيد يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام والتوحيد كلمة بـ (لا إله إلا الله) وهذا من الذكر الخاص ليس هناك أحد في كل الدراسات أثنى على الله ثناء رسولنا الخاتم على الله جل جلاله لأن الثناء على الله فرع المعرفة وأعرف الناس أعرف الخلق أعرف بني آدم بالله عز وجل هو حبيبنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

ولذلك جاءت عنه صلى الله عليه وسلم صيغ من الأذكار يثني بها على الله جل جلاله صيغ من الأذكار تمتلأ بالحقائق التي لا بد لنا من أن نسترجعها إلى ساحات حياتنا إلى أعماق قلوبنا إلى ذرات نفوسنا وإلا يكون المقابل وما أشنعه ومن هنا نقول يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام نحن مع صيغ جاءنا بها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم تكاد تغطي كل شؤون حركة الانسان

وهناك ذكر عام تمثله الجوارح وتمثله الأحوال والمواقف يمثله السوق الرباني والعالم الرباني تمثله النصائح في مجالس الأمراء يمثله الورع حينما يغزو حب الدنيا القلوب تبقى القلوب نائية كل النأي عن الغفلة عن الله جل جلاله تلك الغفلة التي جاء من جملة ما جاء فيها قوله- تعالى- : " ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا " إذا رأيته غافلاً عن الله عز وجل معنى ذلك أنه اتبع هواه ومن اتبع هواه أرداه هواه يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام " فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى * وأما من خاف مقام ربه * ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى"

إذا ما دخلنا ذلك المجلس واستمعنا أو إذا ما عرض علينا ذلك السطر الذي كتبه عالم رباني وإذا ما دخلنا السوق وإذا ما تحركنا حركة الحياة وجدنا دررا ونفائس ولآلئ نحن بأمس الحاجة إلى أن نتمثل حقائقها ذلك أن هناك من الناس، ناسا قد جحدوا الله عز وجل كفروا ربهم لا يبالون بشرع الله عز وجل بالا

هناك أناس أنكروا شرع الله وأغفلت قلوبهم عن شرع الله بل وما اكتفوا بذلك وإنما أخذوا يصدون عن سبيل الله عز وجل يريدون أن يبعدوا المجتمع عن خيرات شرع الله وبدائع شرع الله ونواميس شرع الله وعطاءات شرع الله هؤلاء للمسلم منهم موقف سنعرضه

وهناك أناس جمعوا بين ذكر القلب واللسان وهذا هو الثمرة الرائعة تتجلى في أولئك الذين فهموا عن الله جل جلاله

وهناك أناس ربما لم تتحرك ألسنتهم بذكر الله ولكن قلوبهم إنما امتلأت بأنوار الحضور مع الله جل جلاله وهؤلاء دون المرتبة الأولى التي ذكرت وهي أن يجمع بين ذكر الجنان واللسان

هناك أناس إنما يكتفون بذكر اللسان فهي حركة لسانية لا تسمن ولا تغني ، حركة لسانية ربما يُغَش بها الكثيرون

المنافقون يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام بين الله عز وجل من صفاتهم أنهم "لا يذكرون الله إلا قليلا " فدل قوله على أنهم كانوا يذكرون الله جل جلاله ولكن ذكرهم إنما هو ذكر لساني والطامة هنا أن يظن الظان أنه إذا ما حرك لسانه بما لا علاقة لجنانه بحركة لسانه ظن أنه صار من كبار الأولياء لله تبارك وتعالى وهذا ربما أغمض عن الشرور والمفاسد والآثام التي تعم المجتمع

ونحن ههنا وجب علينا أن نتعرف إلى المواقف الربانية سننتقي منها انتقاءات يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، دخلنا السوق فإذا بتاجر من التجار الربانيين التاجر إما أن يكون من أصحاب القلوب وإما أن يكون من أصحاب الجيوب وإذا كان التاجر من أصحاب الجيوب معنى ذلك أنه يضحي بدينه من أجل أن يملأ جيبه وما أبأس هذا التاجر!!!

نحن نتكلم عن التاجر الذي هو من أصحاب القلوب بائع قماش والقماش عنده أنواع نوع بخمسة دراهم وآخر بعشرة دراهم ترك المحل ساعة ، رجع فإذا بغلامه في الدكان يأتيه مشتر ليشتري منه فإذا به يبيعه القماش الذي بخمسة باعه إياه بعشرة ، غشه ولما علم ما كان من أمر غلامه قال صف لي المشتري؟ وصفه، في المقابل لو كان من أصحاب الجيوب لقال لغلامه مرحى ثم ربما زاد في راتبه ولكنه من أصحاب القلوب وهيهات أن يرضى أخذ الوصف ثم أخذ يبحث بحثا صادقاً عن ذلك المشتري حتى لقيه، قال: يا هذا إنك قد اشتريت منا قماشاً بسعر الخمسة أخذته بعشرة فقال له أنا رضيت، رضيت أن أشتري ما سعره خمسة بعشرة قد يقول القائل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أتتحفنا بهذا الموقف ولدينا الطامات نقول إنها مواقف شتى لكنها بترتيبها وبرصف بعضها إلى جانب بعض نجد أنفسنا أمام الماء الصافي أمام النبع الزلال أمام إيقاد تلك الجمرة جمرة الحب لله عز وجل وما يقتضيه الحب لله تبارك وتعالى

ومن هنا قال التاجر الرباني : إذاأنت رضيت فإنا لا نرضى إلا ما نرضاه لأنفسنا يا هذا أعرض عليك واحدة من ثلاثة : إما أن ترد الذي اشتريته وهاك فلوسك وإما أن تأخذ المقابل أي خمسة دراهم حيث عرض عليه ذلك، إما أن ترد البضاعة ونعطيك الثمن الذي دفعته وإما أن تأخذ المقابل ليكون بيعنا صافياً وإما أن ترجع معي لأعطيك قماشاً بسعر العشرة كما دفعت لما أبى عليه قال أعطني الخمسة مشهد عابر لكنه مشهد رباني بل هو مقياس بل هو معيار يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام معيار لصلاح السوق معيار للربانية في السلوك ومن هنا رجع التاجر إلى متجره ودهش ذلك المشتري، حيث قال من هذا؟ قالوا له : محمد بن المنكدر، قال الله أكبر هذا الذي نستسقي به عندنا في البراري، دعك من نستسقي به لأنه قد يشغب عليها مشاغب دعك منها نريد الموقف أو نريد الموقف الجاد الأول

أبو حنيفة رضي الله عنه الإمام الراشد صاحب المذهب المعروف كان تاجراً يبيع الأقمشة جاءته امرأة عجوز قالت له إني إمرأة لا أعرف الأثمان وأنا أريد ثوب خز فبعني ثوب خز بما قام عليك واضف له ربحاً قليلاً فإني امرأة ضعيفة، ما الذي اشترطته المرأة؟ تريد ثوباً من خز وتريد أن تشتريه بالسعر الذي اشتراه به أبو حنيفة لكنه مع الربح القليل، قال عندي ما تطلبين، لقد اشتريت ثوبين فبعت أحدهما برأس المال إلا أربعة دراهم فهاك الثوب الثاني بأربعة دراهم ولا أريد منك ربحا هذا هو التاجر الرباني يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

ولعلمنا إذا صلح العلماء الربانيون إذا وجد العلماء الربانيون صلح السوق وصلحت المحكمة وصلحت الدوائر الحكومية وقل ما شئت من الصلاح الذي يعم حيث يكون العالم عالماً ربانياً

قال مجاهد وهو من علماء هذه الأمة: يا طاووس إني رأيتك في الحلم، كيف رآه؟ رآه يصلي في جوف الكعبة، ومن كان على الباب؟ كان على الباب الرسول عليه الصلاة والسلام ، وهو يقول لطاووس اكشف قناعك وبين قراءتك يا طاووس، الرسول عليه الصلاة والسلام على باب الكعبة وطاووس يصلي في الداخل، هذه رؤيا ولكنها رؤيا عجيبة رؤيا رائعة تكشف عن منزلة طاووس ، أجل،ولكن ما شأنه؟ جاء سليمان بن عبد الملك حاجاً فسأل عمن ينصحه ، هذا شأن الحكام الربانيين سليمان بن عبد الملك ليس معصوماً ولكنه يسعى إلى من ينصحه إلى من يضع في أذنه النصيحة، والدين النصيحة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، لك أن تتصور أن يأتيه عالم ليس ربانياً فإذا به ينفخه حتى يكاد ينفلق كبراً، جيء بطاووس قيل له إن سليمان بن عبد الملك يطلبك !!! فرصة !!! أتظنون بأنه رقص طرباً لا والله ، أتظنوا أنه سوف يغطيه أو تغطيه وسائل الإعلام فإذا به يرقى ويرقى ويرقى لا والله يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام إنما هي فرصة أهديت إلى طاووس من أجل أن يضع في أذن سليمان كليمات رائعة ربانية مسددة، جاء ، يقول طاووس: سألني سليمان عن مناسك الحج وأعمال الحج وأجبته حتى إذا علمت أنه قد فرغ قلت له يا أمير المؤمنين إن حجراً ألقي من شفير جهنم ظل يهوي سبعين خريفاً حتى بلغ قعرها، أتدري يا أمير المؤمنين لمن أعد ذلك البئر الجهنمي؟ فقال بلا تفكير: لا، ثم رجع إلى نفسه، فقال لمن أعد؟ قال أعد لمن أشركه الله في حكمه ثم جار بمعنى أنه ظلم ، لمن جعله الله عز وجل أو جعل في عنقه أمانة هذه الأمة ثم جار، لما سمع ذلك يقول طاووس والله لقد ارتعد رعدة ظننت أن روحه سوف تخرج من صدره ثم أخذ يبكي ولبكائه نشيج يكاد يقطع أنياط القلوب                                                 أما إذا اقتربنا من مجلس عمر بن عبدالعزيز رضي الله تبارك وتعالى عنه وإذا به كتاب فيه سطر واحد لما بويع بالخلافة بعث إليه طاووس بكتاب بسطر واحد قال يا أمير المؤمنين! إذا أردت أن يكون عملك خيراً كله فاستعمل أهل الخير لتكن بطانتك بطانة خير لا بطانة شر إذا كانت البطانة بطانة شر حدث ولا حرج عن الفساد وعن الفوضى ومن هنا قال له إذا أردت أن يكون عملك خيراً كله فاستعمل أهل الخير

قبل أن يغادر يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام إذا بعبد الملك، عبد الملك ولد عمر بن عبد العزيز وكتاب التراجم ذكروا بأنه كان على علو منزلة عمر، وكان أفضل من أبيه وأتقى من أبيه وأورع من أبيه لكنه مات في حياة أبيه، دخل عبد الملك قال يا أمير المؤمنين إن لي حاجة عندك فأخلني يعني اجعل بيني وبينك خلوة وكان في المجلس مسلمة بن عبد الملك قال يا بني أسرٌ دون عمك ؟ قال: نعم وخرج مسلمة وخلا الولد بوالده فقال يا أمير المؤمنين ماذا تقول غداً لربك إذا قال لك رأيت البدعة فلم تمتها فكيف إذا كان يتاجر بالبدع ويرسخ البدع ويدعو إلى البدع ليزيل السنة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، ماذا تقول غداً لربك إذا قال لك رأيت البدعة فلم تمتها أو رأيت السنة قد أميتت فلم تحيها، قال يا بني أهذا قول قالته لك العامة؟ أم هو رأي من رأيك؟ قال لا والله يا أمير المؤمنين إنما هو رأي من رأيي، قال أبشر يا بني جزاك الله خيراً، رحمك الله يا بني وجزاك الله خيراً، دعا لولده بعدما عرف بأنها لون من ألوان المشاعر الكريمة التي لا تنبت إلا في قلوب عارفة بالله عز وجل، موقنة بلقاء الله تبارك وتعالى أما يرضيك يا بني أن لا تراني في كل يوم إلا وقد أمت بدعة وأحييت سنة

ثم قال والله يا بني لزوال الدنيا أهون عندي من أن تراق محجمة من دم مسلم، المحجمة هي الكأس التي يستخرج بها الحجام الدم في الحجامة، لزوال الدنيا أهون علي من أن تراق بسببه، قال من أن تراق بسبب محجمة من دم مسلم، هؤلاء هم الربانيون يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، فأين نحن ذاهبون؟

من هنا إذا ما رجعنا سريعاً وجدنا أنفسنا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أمام أولئك الذين جحدوا وجود الله عز وجل ، هؤلاء لنا أن نقف بشموخ حيث إن قلوبنا قد اتصلت بالله عز وجل إيماناً بالله ومحبة لله وتوكلنا على الله وإنابة إلى الله وتفويضاً إلى الله ورضاً عن الله جل جلاله، وهذا هو ذكر القلب يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، من ذكر القلب أن تتعلق القلوب بعلام الغيوب من ذكر القلوب أن ترضى القلوب عن تصاريف أقدار الله عز وجل من ذكر القلوب أن ترجع إلى الله جل جلاله حينما تحل النوازل بساحات حياتها

هنا نقول لهم " الله خالق كل شيء، وهو على كل شيء وكيل* له مقاليد السموات والأرض * والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون " وإذا ما وجدنا مشركاً بالله عز وجل ولو كان من هذه الأمة لكنه وقع في الشرك يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام نقول له بشموخ العارفين بالله عز وجل وهذا شأن كل فرد من أفراد هذه الأمة قد زكى حياته وعطرها بدوام ذكر الله عز وجل وباستحضار معاني ذكر الله تبارك وتعالى على أن ذكر الله عز وجل بالصيغ المشروعة لكل صيغة من هذه الصيغ المعاني والحقائق التي بها سقيا لمعرفتنا بالله جل جلاله

ومن هنا نقول ما قاله لنا ربنا "قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون * ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين * بل الله فاعبد وكن من الشاكرين " أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم إذا نزلت نازلة بحياة المسلم إذا وقعت شدة في حياة المسلم ليس له ملجأ منها إلا إلى الله يعلم أن هذه النوازل تكون له لأنها من تصاريف الأقدار وبها يمحص المجتمع يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام " إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين * وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين " إن دعته نفسه إلى أن يبخل بما أعطاه الله عز وجل هذه الدعوة ينبغي أن يستحضر لها وهذا كله من مظاهر ذكر الله يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ، لأن ذكر الله عز وجل إذا كان في الجوارح معنى ذلك أن اللسان لا يكذب ولا يدجل ولا ينافق وإذا كان ذكر الله عز وجل بالعين معنى ذلك أنها ليست عيناً خائنة متلصصة مجرمة وإذا كان الذكر باليد فإن اليد لا تمتد بالإيذاء ولا تأخذ الرشوة وإذا ما كان الذكر بالرجل معنى ذلك أنها تسدد على الصراط المستقيم ، فلا تكون هذه الرجل إلا حيث رضى الله جل جلاله، إذا ما جاء خاطر الشح يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام جاء قول الله عز وجل " وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت " ونستحضر قول الله عز وجل يحذرنا من خواطر الشح " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء" هذا هو المعنى العام لذكر الله تبارك وتعالى

أهناك يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم مما يمكن أن ينشط خلايا النفس بذكر الله عز وجل عموماً إذا ما كانت الغفلة فلا أبأس من هذه الدنيا ليس هناك حياة منقطعة موحشة حيث لا أنس بالله عز وجل مثل حياة أولئك الغافلين عن الله جل جلاله والله كما قال العارفون ما طابت الدنيا إلا بذكره وما طابت الآخرة إلا بعفوه وما طابت الجنة إلا برؤيته

كوكبة من الملائكة نحن نعلم بأن الشريعة قد بينت لنا عالم الملائكة وأعطتنا كثيراً مما يتعلق بهذا العالم هم لا يأكلون ولا يشربون، هم طائعون لله عز وجل مع الأنفاس وطاعتهم لله عز وجل جبلية هم أجسام نورانية هم الذين لما أخبرهم الله عز وجل بأنه يجعل في الأرض خليفة " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويفسك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " ضع الفقرة "أتجعل فيها " " قال إني أعلم ما لا تعلمون "

وخرج عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم من بيته إلى المسجد وكان هناك كوكبة من الصحابة الذين صاغتهم معرفة الله عز وجل وملأت ذراتهم محبة الله جل جلاله عرفوا الله فأحبوه وعرفوا الرسول عليه الصلاة والسلام فاتبعوه هم صاغوا حياتهم وفق منهج الله تبارك وتعالى وهذا هو الذكر الحقيقي

إذا كان يظن أنه إذا ما ذكر الله عز وجل في الاسبوع مرة أو عند المساء وعند الصباح ثم لا علاقة لهذا الذكر لا بنفسه ولا بسلوكه هو غشيم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام هو جاهل بحقائق الذكر يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام والدليل على ذلك أن الرسول خرج يوما على الصحابة ، ولما اقترب منهم قال: ما أجلسكم؟ قالوا جلسنا نذكر الله يا رسول الله، كانوا يذكرون الله على ما منّ بهم من الاسلام ويذكرون الله عز وجل على نعمته عليهم بالرسول عليه الصلاة والسلام فقال لهم عليه الصلاة والسلام، آلله ما أجلسكم إلا هذا؟ يستحلفهم عليه الصلاة والسلام آلله ما أجلسنا إلا هذا ، قال أما إني لم أستحلفكم تهمة وإنما جاءني جبريل أنفاً فأخبرني أن الله جل جلاله يباهي بكم الملائكة أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، ما حاجتكم يا معشر الملائكة إن لله ملائكة طوافين بالطرقات يلتمسون مجالس الذكر حتى إذا وقفوا على مجلس من مجالس الذكر قال بعضهم لبعض هلموا إلى بغيتكم وهنا يمكن أن نفسح في المجال وإن كان النص سوف يعكر علينا بعض هذا المجال المتسع يمكن أن يقال إذا جلست في مجلس فقه في مجلس سيرة في مجلس تفسير لا في مجلس فيه كذب ودجل بل مجلس فيه سماع للكذب والدجل هو أخ ذلك المجلس  إذ الذي يستمع إلى المغتاب هو شريك معه في الغيبة الذي يحبب الكذاب في كذبه هو كذاب ثان يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام هلموا إلى حاجتكم ما حاجتكم؟ قال حاجتهم أنهم قد رأوا مجلساً من أمة محمد عليه الصلاة والسلام يذكرون الله تبارك وتعالى، ماذا يفعلون؟ قال يحيطون بهم ثم يعلوا بعضهم بعضاً إلى السماء وهناك يسألهم الله تبارك وتعالى وهو أعلم كيف تركتم عبادي يقولوا تركناهم يذكرونك يا رب يسبحونك يحمدونك يعظمونك يمجدونك فقال لهم الله عز وجل وهل رأوني؟ هذا من الأدلة لدى أهل السنة والجماعة على رؤية الله عز وجل ذلك أنه لو أنه استحالت الرؤية لما كان من معنى لهذا السؤال، وهل رأوني؟ قالوا لا يا رب والله ما رأوك قال وكيف لو رأوني؟ قالوا أشد لك حباً وتسبيحاً وتحميداً، وماذا يسألون؟ قال يسألون الجنة، وهل رأوها لا والله يا رب ما رأوها كيف لو رأوها؟ لو رأوها لكانوا أشد لها طلباً ورغبة فيها ومحبة وعملاً لها، ومما يتعوذون؟ يتعوذون من النار

لاحظ الآن أن مجالس الذكر قد انحصرت في ذكر الله تمجيد الله تعظيم الله فيها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وفيها أن نسأل الله عز وجل الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وفيها أن نتعوذ بالله عز وجل من نار جهنم، مما يتعوذون؟ من النار وهل رأوها لا والله يا رب ما رأوها كيف لو رأوها لكانوا أشد منها فراراً وخوفاً، يقول الله عز وجل اشهدوا يا ملائكتي أني قد غفرت لهم، وشهد الملائكة على المغفرة

فقال ملك من الملائكة وكأنما لاحظ أن واحداً ممن ليس من أهل مجالس الذكر كان حاضراً قال يا رب ! فيهم فلان إنما لم يحضر للذكر إنما حضر له حاجة اللهم هنا إلا إن كان قد حضر للإيذاء أما إذا كان حضر ليلتقي واحد من أهل الذكر حضر لا بنية الذكر ولا بنية الإيذاء، إن فيهم فلان لم يحضر لما حضر له الآخرون ليس له حاجة فقال الله عز وجل هم القوم لا يشقى بهم جليسهم، إذا كان من حضر معهم وليس منهم يغفر له وهذا الحديث صحيح يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

نرجع سريعاً لنقول إذا كانت الأمة في مواجهة أعدائها قال ربنا جل جلاله " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا " وقال ربنا جل جلاله " يا أيها الذين آمنوا أذكروا الله ذكراً كثيراً * وسبحوه بكرة وأصيلا " قال العلماء لماذا يا ترى الأمر بالذكر الكثير؟ قال لأن الانسان في حياته يمارس هذه الحياة ويعافسها وممارسة هذه الحياة ومعافستها وإدارة شؤونها إنما تغفل القلوب نوعاً ما ، إلا إذا كان أصحاب القلوب من أولئك الذين يغسلون كل الأوبئة التي يمكن أن تعلق بقلوبهم وصفحات قلوبهم ، من هنا وجدنا أن الإكثار من الذكر ليقيم التوازن في النفس حيث إن الذكر تستحضر معه لقاء الله وتستحضر معه الحساب كما استحضر ذلك العارف بالله عز وجل عمر بن عبد العزيز بكى في يوم من الأيام وإذا بزوجه فاطمة بنت عبد الملك تبكي وإذا بأهل البيت يبكون مناحة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ولكنها ليست مناحة، مناحة بدعة، مناحة سنة كما نعلم أو كما سنعلم، مناحة بكاء ثم قالت فاطمة لزوجها عمر بأبي أنت، ما الذي يبكيك؟ قال يا فاطمة تذكرت منصرف الناس من بين يدي الله بعد الحساب فريق في الجنة وفريق في السعير، فلا أدري في أي فريقين، هذا قلب رباني يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام هذا هو الذي سعد في الدنيا وصلحت به الدنيا كلها من أولها إلى آخرها، إذ إن ولايته ما دامت أكثر من سنتين ولقد عم الرخاء والبشر والكرامة والصلاح والتقوى مشارق الأرض ومغاربها

من هنا وجدناه يبكي أيضاً وهو أبو هريرة رضي الله تبارك وتعالى عنه ما الذي يبكيك هم على وتيرة واحدة هم لهم ثقافة واحدة هم شربوا من منهل واحد عذب هذا الوجود ليس لنا فيه بقاء وقد وجدنا من أجل أن نرحل من ظن غير ذلك فلوهم إنما يطير مرة واحدة مع أول سكرة من سكرات الموت قالوا يا أبو هريرة ما يبكيك؟ قال والله ما أبكي للدنيا هذه التي نحن فيها وإنما أبكي لأني على طرف الطريق وليس بين يدي إلا أن يقال خذوه إلى الجنة أو خذوه إلى النار هذا هو الذي أبكى أبا هريرة، وكان أحد الأمراء في مجلسه فقال شفاك الله يا أبا هريرة وإذا بأبي هريرة يقول اللهم إني أحب لقائك فأحب لقائي وعجل بي إليك فيه 

 نبهني الله وإياكم من رقدة الغافلين وحشرني وإياكم في زمرة عباده المتقين فاستغفروه فيا فوز المستغفرين

الحمد لله ثم الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته فإنه قال لنا "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون"

أما بعد أمة محمد عليه الصلاة والسلام !

قال إنه من المروءة أن لا تضيع عنواناً أعطاكه صاحبه وقد جاءنا عليه الصلاة والسلام يعرفنا بالله جل جلاله إذا أردت أن تتعرف إلى الله فعليك أن تقرأ كتاب الله لأن الله عز وجل عرض علينا في كتابه كل ما نحتاج إليه لنبني معرفتنا بالله جل جلاله إذا أردت أن تتعرف إلى الله ما عليك إلا أن تقرأ سطور هذا الكون الذي إنما هو من تصاريف أقدار الله تبارك وتعالى قراءة واعية وهو عليه الصلاة والسلام كما أحسن التلقي عن الله عز وجل بالوحي الذي أنزله إليه وعاه أروع وعي ثم حوله إلى بساتين وحدائق غناء من السلوك من الأخلاق الربانية من القيم من المعاملات من المعاشرات من الإيثار من المحبة كذلك وعى عليه الصلاة والسلام أروع وعي قراءة سطور هذا الكون الذي يظهره الله عز وجل تباعاً وهذا الكون إنما هي كلمات الله تبارك وتعالى في صلح الحديبية لما اشتد الأمر على الصحابة رضي الله تبارك وتعالى عنهم وأخذت الوفود تأتي وترجع دونما طائل حتى ظهر موفداً من قريش سهيل بن عمرو ماذا قال عليه الصلاة والسلام وقد قرأ هذا الظهور قال سهل الأمر عليكم قرأها من سهيل بن عمرو وهذا من التفاؤل الذي هو ضد التشاؤم التطير يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام والخوف من أمر مغيب وهذا نهينا عن أن نخافه خاصة إذا بنينا هذا الخوف على أمر حسي من الأمور الحسية أما التفاؤل فهو عليه الصلاة والسلام سأل إنساناً ما اسمك قال غيان قال بل أنت رشدان وكان هناك رجل يسمى أبا روعة والروع إنما لون من الخوف فقال تروع الأعداء إن شاء الله عز وجل

وفي فتح خيبر لما أقبل الصحابة يقودهم عليه الصلاة والسلام إلى وكر يهود حيث التآمر هناك وحيث الإعداد من أجل إقتصاص دين الله عز وجل وإطفاء الرسالة التي اختارها الله عز وجل للعالمين لما قربوا خرج العمال من خيبر بالمساحي الأدوات التي يفلح بها والمكاتل ماذا قال عليه الصلاة والسلام الله أكبر خربت خيبر أخذ من المسيح بأنهم يمسحون بإذن الله تبارك وتعالى وقال ابن حجر إن الرسول عليه الصلاة والسلام لما جاء المدينة المنورة مهاجراً نزل في العالية في بني عمرو بن عوف ويفهم من هذا، هذا قول ابن حجر أنه نزل من العالية تفاؤلاً بأن دينه يعلو وأن الاسلام الذي أتاه الله عز وجل به إنما هو الذي يعم الأرض مشارق ومغارب وعلى هذا المسلم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام يتفاءل بالخير حتى وهو يقرأ تصاريف أقدار الله تبارك وتعالى لماذا؟ قال لأنه دائم اللواذ بجناب الله جل جلاله هوت المشاعر والمدارك عن معارج كبريائك... يا حي يا قيوم قد بهر العقول سنا بهائك ... أثني عليك بما علمت ... وإن علمي من ثنائك.

 أكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله تبارك وتعالى قد صلى عليه في محكم كتابه بقوله " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً"، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الصحابة الخلفاء السادة الحنفاء سادتنا وموالينا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

اجعلنا اللهم هادين مهدين لا ضالين ولا مضلين. اللهم ربنا إجعلنا أينما توجهنا متوجهين إليك لا تردنا اللهم عنك إلا إليك، اغفر اللهم لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولمن حضر معنا ولمن غاب عنا منا واغفر اللهم لمنشئ هذا المكان المبارك ولمن أعان فيه بمعروف ابتغاء وجهك الكريم آمين والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وأقم الصلاة.