393 - في رحاب الاستسقاء
خطبة الجمعة    393 - في رحاب الاستسقاء
تاريخ الإضافة : 2012-07-23 09:28:45

نص المادة

إن الحمد لله، اللهم ربنا لك الحمد، أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، لك ملك السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد يا ربنا، أنت الحق وقولك الحق ولقاءك حق والجنة حق والنار حق والموت حق والنبيون حق ومحمد عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم حق، اللهم لك اسلمنا وبك آمنا وعليك توكلنا وبك خاصمنا وإليك حاكمنا، فاغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة إليه وما توفيقي ولا اعتصامي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وهو رب العرش العظيم.

الله جل جلاله يقول:"يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير"

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

قال أبو عبد الرحمن الأصم لأبي العتاهية ما أصغر خلق الله عند الله قال الدنيا لو تساوي عند الله عز وجل جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء قال بل وأصغر منها محب هذه الجناح ذلك أن الدنيا تساوي أو لا تساوي جناح بعوضة هذا لمن ملكها بأجمعها يكون قد ملك جناح بعوضة وسجل له في سجلات التاريخ إنه ملك جناح بعوضة فكيف إذا لم يملكها كلها معنى ذلك أن لديه خلية بل لديه جزء من خلية لديه كهرب من الكهارب التي تتشكل منها الخلايا.

مع الضارعين يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام الذين وقفوا على باب الله جل جلاله ونحن نحتاج إلى الوقوف على باب الله نضرع إلى الله ولقد ذكرتك والكروب كوامل سود ووجه الدهر أغبر خاطر فهتفت بالأسحار باسمك ضارعاً فإذا محيا كل فجر باسم مهما سمونا في جلالك أحرف قدسية تشدوا بها الأرواح فالأنت أعظم والمعاني كلها يا رب عند جلالكم تنداح.

 

 

نحن في دائرة التضرع إلى الله عز وجل للكروب النازلة ونحن على يقين مما تعلمناه من هذه الشريعة العظيمة التي جمعت فأوعت والتي بينت فلم يبقى هناك أي غمة اللهم إلا إذا كان من يتعامل مع هذه الشريعة تعامل المعرض عنها الأعمى "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى" هذه عقوبة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أولئك الذين أعرضوا عن شرع الله جل جلاله نرجع إلأى هذه الشريعة التي تعلمنا منها الكثير ومما تعلمناه منها أن نقول يا الله إذا نزلت بنا نازلة وأن نقول يا الله إذا اشتدت بنا كربة ونقول يا الله إذا ألم بنا خطب ذلك أنه ليس لنا سوى الله جل جلاله.

قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعاً وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين" ماذا قال جل جلاله أنت قلت يارب وقولك الحق "قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون" وأدنى الشرك ههنا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام شرك الأسباب.

أقام الله تبارك وتعالى هذا الكون هذا مما تعلمناه من شريعة الله عز وجل وعقد ربنا جل جلاله القران الرائع الرباني بين الأسباب والمسببات وهذا القران إنما زف لنا عرائس المعاني تلك التي لبست حللاً بها تعرفنا إلى الله عز وجل على أنه على كل شيء قدير وتعرفنا إلى الله عز وجل على أنه فعال لما يريد وتعرفنا إلى الله عز وجل على أنه علام الغيوب وأنه بكل شيء عليم وتعرفنا إلى الله جل جلاله على أن له مقاليد السموات والأرض وتعرفنا إلى الله تبارك وتعالى على ان أمره بين الكاف والنون فإذا ما أراد شيئاً أراده فقال له "كن فيكون".

عقد الله تبارك وتعالى القران بين الأسباب والمسببات ولعلنا بعد هذا التعميم الذي يغطي الكون كله لا بد لنا من أن نقول قد عقد الله عز وجل بين الشمس وسطوح الماء التي ملأت ثلاثة أرباع الكرة الأرضية، والعلاقة بين حرارة الشمس وبين السطوح المائية علاقة تبخر إذن هناك حرارة وتبخر وقد عقد الله عز وجل هذا القران فالسبب إنما هو الحرارة والمسبب إنما هو التبخر لكن هنا ما ينبغي أن نرحل لنقول عقد الله عز وجل القران بين الشمس وطلوع الفجر بين الشمس وبزوغ وجه النهار وقبل أن نقول، نقول إن الله عز وجل قد عقد القران بين القمر والليل فإذا بالليل هو الرحاب الزمني ليطل علينا القمر من علو فيكشف لنا الله عز وجل به ما يكشف ضوء القمر، نقول إن الله عز وجل هو خالق السبب ومبزه هو خالق المسبب ومبزه وهو الذي ربط بين الأسباب والمسببات دوران الأرض يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام حول نفسها إنما يثمر الليل والنهار ودورانها حول الشمس إنما ينتج الفصول الأربعة وقد أقر الله عز وجل سنن في الفصول الأربعة نعلم أن الشتاء هو فصل الأمطار وأما الربيع إنما هو فصل الأزهار والصيف إنما هو وقت الحصاد أما الخريف فهو لون تهيئة لهذا الكون، فإذا بالكون يحتمل هذه التهيئة ليدخل في فصل الأمطار ونحن في بطن الشتاء يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام.

إذا ما تعرفنا إلى سنة الله عز وجل في الإمطار فعرفنا أن الشمس لها حرارة وأن الماء إنما يتأثر بها تبخراً وأن هذا البخار إنما يرتفع إلى السماء بروافع قد وضعها الله عز وجل إنما هي الرياح وعرفنا أن الرياح إنما هي لواقح تسوق هذه السحب لتركمها بعضها على بعض فإذا بها تمر في منطقة باردة لتتكثف من جديد وإذا بالبخار الذي ارتفع إلى علو إنما يهطل مطراً لثقله يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام بعدما انعقدت حباته  فإذا الودق يخرج من خلاله، هذا عرفناه سنة من سنن الله عز وجل ونحن مطالبون بأن نتعرف إلى أبعاد سنة الله عز وجل في هذا الكون لأنه لا يمكن أن نستفيد مما سخر الله عز وجل إلا إذا وقفنا على دقائق سنن الله تبارك وتعالى وإذا ما سبقنا الغرب ليتعرف إلى الأسباب المادية التي أقامها الله عز وجل بهذا يتقدموا علينا ونحن بذلك نكون قد بعدنا عن توجيهات كتاب الله وبصائر هذه الشريعة الغراء لكن يعني هذا أننا وقد وقفنا مع الأسباب من أجل أن نتعرف إلى الله بها لا من أجل أن تحجبنا عن الله جل جلاله إذا ما نزل الغيث يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام في وقته هذا لون شهود أو أدلة أقامها الله عز وجل بها يمتن علينا بما يمتن علينا فإذا بنا نشهد مظاهر رحمة الله عز وجل في الغيث ونحن بحاجة للغيث يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام لتحيا به الأرض والنبات والحيوان من الغيث الذي ينزله الله تبارك وتعالى شراب لنا ومن الغيث الذي ينزله الله عز وجل شجر ينبته الله عز وجل إنما نرعى به أنعامنا ومن الماء إنما ينبت الله تبارك وتعالى كل ما تنتجه الأرض أو ينتجه الله عز وجل الأرض في هذه الأرض فإذا بنا أمام الغيث ومدى حاجة الانسان إليه ولكن معرفة السنة أو النظام الذي يعمل عليه صنع مما صنع الناس هل يعني هذا أن هذا الصنع الذي أحطنا به من حيث تفاعلاته ومن حيث آلياته ومن حيث تصميمه هل يعني هذا أن هذا الصنع لا يحتاج إلى صانع كيف يحجب الناس بالأسباب عن ربها سبحانه وتعالى .

ومن هنا جاءت صلاة الاستسقاء ما أبعادها ما عمقها ما أدلتها ما مراميها لماذا شاء الله عز وجل  أن يشرع لنا صلاة الاستسقاء، أليست صلاة الاستسقاء لون من ألوان التضرع بين يدي الله جل جلاله، أليست مظهراً إنما تتنفس به حقائق الايمان أليست صلاة الاستسقاء إذا ما أجابنا الله عز وجل فأغاثنا مباشرة كما فعل بالرسول عليه الصلاة والسلام إنما هو لون من ألوان التعرف إلى الله عز وجل من حيث إنه قال "وقال ربكم ادعوني استجب لكم" إن الغيث إذا ما نزل في فصل الشتاء إنما هو خلق الله وإذا ما أنزل الله عز وجل الغيث علينا ونحن نستسقيه سبحانه وتعالى بصلاة الاستسقاء معنى ذلك أن الله عز وجل قد أكرمنا وحبانا هذا من معاني صلاة الاستسقاء يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام لئلا يقول بعضهم إنهم يصلون صلاة الاستسقاء وإذا بالسماء تزداد صحواً وإذا بالشمس تزداد حرارة ثم ننتظر اسبوعاً اسبوعين وينزل الغيث فيقول هؤلاء أرأيتم إنها مسألة فصل شتوي إنما يتأتى منه الغيث هذه التي يقولها ذلك القائل نجد أنفسنا أمام لون من ألوان البسط فيها وإن كان المجال لا يسع إلى أن نتتبعها حرفاً حرفاً ولكنا نكتفي يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام بأن نقول إن هذا الكون بسننه الراسخة التي أرساها الله تبارك وتعالى إيجاداً وأدامها الله عز وجل إمداداً ما ينبغي على الاطلاق أن تكسر قدرة الله تبارك وتعالى إلا من حيث إننا في دار التكليف وأما إذا ما ارتقينا إلى مقام الاحسان أن نعبد الله كأنا نراه معنى ذلك أن الأسباب إنما تدلنا على الله ولا تحجبنا عن الله جل جلاله.

تعالوا بنا إلى عطاء من عطاءات هذه الشريعة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام وهذا العطاء مقدمة لا بد لنا من أن نجزيها بين يدي ما نريد قال العلماء إن من نظر في أحكام شريعة الله عز وجل وتبصر بها ودقق وجد أنها وضع الله جل جلاله ذلك أنه ما من حكم شرعي يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام يعرض على العقول الصافية والنفوس التي ما زالت بعيدة عن الشوائب لا يمكن لأي عقل صافٍ أو نفس صافية إلا أن تقول هذا هو ما وافق الفطرة وهذا هو الكمال عين الكمال ما من حكم شرعي إلا ويبهر العقل بما وضعه الله عز وجل من حكم أمة محمد عليه الصلاة والسلام، أيد الله تبارك وتعالى هذه الشريعة بمضامينها فمضامنها إنما هي مفصلة على قدر الفطرة، فطرة الله التي فطر الناس عليها ومن هنا إذا ما انحرف المجتمع أو بعض أفراد المجتمع عن أحكام شريعة الله معنى ذلك أنه انحرف عن الفطرة ومسارها الرائع الذي من لازمه سعد في الدنيا والآخرة وأي انحراف عن فطرة الله تبارك وتعالى أي عن أحكام شريعة الله عز وجل إنما يورث ضنكاً في الدنيا وعذاباً في الآخرة،

ومن هنا قال ربنا جل جلاله "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" وقال في المقابل "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة" وقال ربنا جل جلاله "يا أيها الذين آمنوا استجيبيوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم" حياة عقلية حياة نفسية حياة اجتماعية حياة اقتصادية حياة فكرية حياة إنما تتمثل بالسلوك الرباني الذي به يرتقي الانسان ليحقق انسانيته وأما الانحراف يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام بدلاً من أن تكون هذه الأكوان بسننها مسخرة لنا وهذا ما جاء به كتاب الله عز وجل "الم ترو أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة" فإذا بهذه المسخرات لنا تسخر علينا والعياذ بالله عز وجل.

الماء سر الحياة بم أغرق الله عز وجل فرعون لأنه طغى أغرقه بالماء، الماء أس الحياة لكن به الاختناق خنق الله عز وجل به الطاغوت "فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين" وهذا ليس قاصراً على فرعون وإنما لله عز وجل شؤوناً يغذيها ولا يبتليها "وإن ربك للظالمين لبالمرصاد" ومن هنا وجدنا أنفسنا أمام من لحق بفرعون فأيده وناصره في عرشه فأخذناه وجنوده فنبذناهم، هم ضمير يرجع إلى فرعون ويرجع إلى جنوده لم يا ترى لأن الله عز وجل قال "إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين" لما يا ترى قال ربنا جل جلاله فيما يتعلق بحديث الجنود "فرعون وثمود" نعم "هل أتاك حديث الجنود" من هم فرعون الجنود جمع وفرعون مفرد وثمود عطفت القبيلة على فرعون، فرعون طغى وثمود طغت وهناك طواغيت يعيشون في عصرنا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

لا يعرفون حرمة لمحرم ويسفكون الدماء رخيصة ويسطون على الأعراض ويكذبون حتى أن مسيلمة لو بلغه كذبهم لخجل من كذبهم قال العلماء فرعون بدل وهذا في النحو يدل على قيام البدل من المبدل منه "هل أتاك حديث الجنود فرعون" يفهم من هذا أن هناك إدغاماً في المعنى بين فرعون وبين جنوده، فرعون وجنوده ولو حذفنا الجنود لما بقي إلا رجل لو بصقت عليه لأغرقته ببصقتك ذلك أنه دون البصقة، فرعون وهذا عطاء كتاب الله عز وجل من أجل ألا تهضم هذه الأمة بحقوقها.

قال حسان بن عطية رحمه الله تبارك وتعالى من حالت شفاعته دون إقامة حد من حدود الله عز وجل فقد حاد الله في أمره ومن عادى أولياء الله فقد آذن الله بالمحاربة ومن أعان على مسألة وخصومة من غير ما علم له بها فهو في سخط الله حتى ينزع ومن قفى مسلماً بما لا علم له به أوقفه الله عز وجل في ردغة الخبال عصارة أهل النار ما لم يأت بمخرج منها ومن وقف لمظلوم ينصره حتى يثبت له حقه ثبت الله عز وجل قدميه على الصراط أما سمعتم بما كان من أمر عاد أما سمعتم قول الله عز وجل "وأرسلنا الرياح لواقح" وقد قال العلماء هذه نبضة قرآنية تكشف عن حقيقة كونية ذلك أن الرياح هي لواقح في عالم النبات ولواقح في عالم السحب ولذلك بين الله عز وجل بعد ذكر لواقح أنها تثير سحاباً ويسوقه الله عز وجل إلى بلد ميت فيحيي الله عز وجل به ذلك البلد الميت الرياح لواقح لكنها تكون مدمرة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام، "وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما" لاحظ التعبير القرآني سخر لنا ما في السموات وما في الأرض وأما عاد ماذا فعل الله عز وجل بهم إنما أهلكهم بريح صرصر عاتية سخرها عليهم، ولما كان أمر قوم نوح عليه الصلاة والسلام قد طغوا وعثوا في الأرض فساداً قال ربنا جل جلاله في حقهم "إنا لما طغى النار حملناكم في الجارية" الماء أس الحياة ولكنه يأتي عقوبة من الله عز وجل الغيث يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام هناك غيث إنما يملأه الله عز وجل بالعطاء وهناك غيث ربما شكل سيولاً فإذا بها تدمر الأخضر واليابس وتسوق السيارات بين يديها والأثقال بل والبيوت سوقاً كاملاً ألا يدلنا هذا على أنه ليس لنا إلا الله ألا يدلنا هذا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أنه ما ينبغي أن نجعل الفصول الأربعة شركاء مع الله عز وجل فيما يخلقه الله تبارك وتعالى بها هذه الشريعة أيدها الله عز وجل بمؤيدات إذ ما رصدنا منها في هذه الوقفة الخطيرة الطويلة على بعضنا وربما كانت طويلة على نفسي قبل أن تكون طويلة على بعض السامعين الشريعة أيدها الله عز وجل بتأييد بشري وبتأييد فطري وبتأييد رباني

أما التأييد الرباني يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام فإن الله عز وجل إنما من انحرف عن شريعته فإنه يعاقبه في الدنيا وإن لم يعاقبه في الدنيا فإنه يعاقب في الآخرة أليس معروضاً على الله عز وجل أين المفر والإله الطالب لا يمكن بحال من الأحوال لأولئك الطغاة الذين يتسترون بطغيانهم والظن أن طغيانهم صار مكشوفاً يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام صار فاضحاً مفضوحاً ومع ذلك يقولون هاتوا الدليل على طغياننا نقول إن الدليل تسجله الملائكة إن لم نوفق إلى تسجيله هناك "يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية" هناك يقال لا ظلم اليوم هناك يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام لا يبقى أمر من أمورنا لا في الأقوال ولا في الأفعال ولا في المواقف ولا في الأحوال إلا عرض علينا لحظة لحظة يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

ومن هنا نقول إن العقوبات التي جاءت بها شريعة الله عز وجل لأولئك الذين تنكروا الصراط ذلك أن الصراط في ذاته ارتقاء وسعادة حينما تدعونا الشريعة إلى الصدق فالصدق سعادة حينما تدعونا الشريعة إلى التعفف فالتعفف إنما هو سعادة حينما تدعونا الشريعة إلى الاحسان فالاحسان في ذاته إنما هو سمو، الشريعة بذاتها يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام خير وبركة ولو لم يرتب ربنا جل جلاله عليها ما رتب من  اسبة يوم القيامة لكن الله عز وجل كريم وعطاء الله عز وجل إنما لا ينفذ ومن هنا وعد الله عز وجل عباده "الذين أمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها" ورضوان الله عز وجل أكبر يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

أما العقوبات الفطرية فألخصها في أمر واحد قال ربنا جل جلاله "ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا" لما قال لا تقربوا يعني لا تنظر نظر شهوة حينما قال لا تقربوا معنى ذلك لا تلمس لمس شهوة لا تلمس من لا يحل لك أن تلمسها من النساء ولا تنظر إلا ما لا يحل لك أن تنظر إليه ولا تقربوا الزنى ولا تغازل ولا تستأنس بالمكالمات وغيرها والمكاتبات ولا يجلس وراء الشاشة يتخفى وراء الشاشة من أجل أن يزغزغ شهواته عبر من يكلم، ومن يكلمه في الطرف الآخر ربما كان مثله والعياذ بالله عز وجل ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة لو أنها حملت والعياذ بالله عز وجل من الزنى ما الذي يورثها ذلك الحمل أولاً تكرهه والأمومة تستدعي أن تحب المرأة حملها إذا ما حملت بل إنها تنتظر أنفاسه كي تصافح وجهها حينما تضعه أمه إنها مع شدة الطلق يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام تسمع أروع رنين في هذا الوجود وهو بكاء ذلك الطفل فتبتسم ابتسامة الرضى لكنها إن حملت من غير طريق شرع الله عز وجل لك أن تحدث دون أن تتحرج خوف الفضيحة السعي للإجهاض التستر الويل الإثم الكبير الأسرة كلها تنكس رأسها وهذا إنما هو أمر عادي يعني هذه النتائج إنما هي نتائج عادية في الأمة التي سكمت شرع الله والتي لم تتلوث فطرها أما إذا تلوثت الفطرة في بعض المستشفيات في غير العالم الاسلامي تأتي المرأة لتلد فيفتح لها ملف يأخذ الاسم اسم الحامل اسم الوالد انظر وربما أقامت عليه الدعوى لماذا لأن ليس له والد أطفال بلا أسر يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام أنظر نظرة سريعة عقد زواج شرعي والجميع يحتفلون حتى الصباح وبعد فترة تحمل فإذا بالجميع ينتظرون ويأتي المولود كم الفرق كبيراً بين هذا وذاك يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ولا تقولن إن هذا من صنع التقاليد ليس هناك تقاليد وإنما هي فطرة سليمة أمة محمد عليه الصلاة والسلام أليس هذا لوناً من ألوان تأييد الله عز وجل هذه الشريعة في المؤيدات الفطرية أما سمعت بالأمراض التناسلية التي تتأتى جراء هذه الفاحشة أما سمعت بالسيلان بالزهري بالهربس قل ما شئت من الأمراض الخطيرة التي يتلوى بها المريض وربما دخل إلى الطبيب واستذكره أمره بالمقابل دلنا الله عز وجل على بابه نحقق ميولاتنا التي هي ميولات فطرية لكن وفق شرع الله عز وجل

وأما المؤيد الثالث وهو المؤيد البشري فهو واجبنا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ما هو؟ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا تركت هذه الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معنى ذلك أنها قد هضمت حقها وهو حقها معنى ذلك أنها قد ظلمت نفسها وأي ظلم هذا قال ابن عباس رضي الله تبارك وتعالى عنه في قول الله عز وجل "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" إن الله عز وجل أمر الأمة بأن تدعو إلى الله عز وجل وألا تترك المنكرات تستحكم في مجتمعاتها وإلا أصابها الله عز وجل بالعذاب ويكون هذا العذاب عاماً والعياذ بالله يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

سئل سفيان الثوري عن ظالم تاه في البرية ولعله كان فاراً خوفاً من أن يقتل لو كان هناك مجروراً لاختبئ فيه لو كان هناك كهفاً لأوى إليه لكنه في الصحراء قيل لسفيان إنه يطلب الماء أفنقدم له شربة ماء قال لا قالوا إنه يموت قال دعه يموت ورد في الصحيح أن الفاجر إذ ما مات استراح منه العباد والبلاد والنبات والحيوان لأنه بوجوده يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام يحقق الظلم والظلم ظلمات يوم القيامة والظلم هناك

نبهني الله وإياكم من رقدة الغافلين وحشرني وإياكم في زمرة عباده المتقين فاستغفروه فيا فوز المستغفرين

الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونسترشده ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى فقد قال لنا "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون"

أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

إذا ما قيل لي أنت تتحدث عن صلاة الاستسقاء فلماذا سقت ما سقت أقول إذا دعونا الله عز وجل نستسقيه أي نطلب منه السقيا وما أجيبت دعوتنا وقد ذكرت أن مثل هذا الحال ربما استوثب اولئك الذين هم يعيشون في شك قاتل أقول إن الاستسقاء يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام يتطلب منا توبة خالصة كاملة نرجع بها إلى الله جل جلاله عبد الرحمن الثالث حاكم في الأندلس وحينما نستقرض من التاريخ لا نعني أن الحال قد تغيرت الحال هي الحال والحقائق هي الحقائق والانطراح على باب الله عز وجل هو الانطراح على باب الله تبارك وتعالى وموانع الدعاء يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام هي موانع الدعاء قد تأخر المطر فأرسل يدعو الناس للاستسقاء وبعث وراء القاضي منذر بن السعيد من أجل أن يصلي صلاة الاستسقاء لما جاءه رسول أمير المؤمنين في الأندلس يدعوه إلى صلاة الاستسقاء قال له كيف تركت أمير المؤمنين، كيف تركت أمير المؤمنين قال قد تركته قد نزل عن سريره وافترش الأرض وألصق خده بالأرض قال ابشروا إذا ذل جبار الأرض رحم جبار السماء

داوود عليه الصلاة والسلام طلب منه بنو اسرائيل أن يستسقي لهم كما طلب بنو اسرائيل من موسى عليه الصلاة والسلام أن يستسقي لهم موسى ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشر عينا كما ورد في كتاب الله تبارك وتعالى فكان استسقاء من قبل موسى عليه الصلاة والسلام أن ضرب بعصاه الحجر هنا الاستسقاء صلاة الاستسقاء دعاء الاستسقاء تضرع فاختار داوود عليه الصلاة والسلام ثلاثة من العلماء من الربانيين من أجل أن يصلوا صلاة الاستسقاء خرج هؤلاء واجتمع الناس قال واحد منهم اللهم إنك أنزلت بتوراتك تطلب منا أن نعفو عمن ظلمنا اللهم إنا ظلمنا أنفسنا فاعفو عنا وقال الثاني اللهم إنك أنزلت في توراتك أن نعتق ارقاءنا اللهم إنا أرقاؤك فاعتقنا وقال الثالث اللهم إنك أنزلت في توراتك ألا نرد المساكين إذا وقفوا في بابنا ونحن مساكينك وقفنا ببابك فاسقنا ما انتهى الدعاء حتى نزلت السماء يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

سالم بن عبدالله بن عمر رضي الله عنهم كان في المسجد الحرام يطوف فلقيه هشام بن عبدالملك خليفة المسلمين يعرفه ما شاح يا سالم ألك حاجة يا سالم ألك حاجة قال إني لأستحي أن أطلب حاجة وأنا في بيته من غيره، أستحي أن أطلب حاجة من غيره وأنا في بيته فخشع هشام وانتظره حتى خرج من المسجد لحق به نحن الآن يا سالم خارج المسجد ألك حاجة قال من حاجات الدنيا أم من حاجات الآخرة قال من حاجات الدنيا حاجات الآخرة ليست بيدي من حاجات الدنيا قال أما والله إني لم أسألها ممن يملكها فكيف أسألها ممن لا يملكها. رأى شخصا تائباً لله عز وجل في الحجر حجر اسماعيل فاقترب منه فإذا به علي بن الحسين رضي الله تبارك وتعالى عنهما قال رجل طيب من أهل بيت طيب لاسمع ما يقول وهو ساجد كان علي بن الحسين رضي الله عنه يقول إلهي عبيدك في فنائك فقيرك في فنائك مسكينك في فنائك سائلك في فنائك فالتقطها والله ما نزل بي كرب فدعوت بها إلا نَفس الله عز وجل عني الكرب لكن موسى عليه الصلاة والسلام ههنا مرة توجه إلى ما تقرر في سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في الاستسقاء إنما هو أمر عرفته البشرية في عراقة وجودها ذلك أن البشرية كلما ارتقت كانت الأقرب إلى الله عز وجل كلما ارتقت كانت طلباتها إنما تنحصر في أن تطلب من الله يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن، شأنه أن يخفض أو أن يرفع، شأنه أن يمرض أو يصح، شأنه أن يعز أو يذل، شأنه أن يحيي أو يميت كل من في السموات والأرض يلجأوون إلى الله عز وجل بلسان الحال أو بلسان المقال يسألونه حاجاتهم ذلك أنهم فقراء إلى الله، والله عز وجل هو الغني عن العالمين، موسى عليه الصلاة والسلام خرج من أجل الاستسقاء وقف دعى اللهم أغثنا اللهم غشنا برحمتك اللهم ارحمنا بالأطفال الرضع وبالبهائم الرتع وبالشيوخ الركع انتهى من الدعاء وازدادت الشمس حماوة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام وازدادت السماء صفاءاً عجيب هذا فقال إلهي دعوناك ودعاء الأنبياء مستجاب يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام فأوحى الله عز وجل إليه أن بينكم عبداً لا يزال يبارزني بالمعصية بينكم عبد لا يزال ولم يقل عبيد والعياذ بالله عز وجل كارثة إذا قال إن بينكم ألف أو الفين أو ثلاثة وكثرت هؤلاء العصاة دليل على غفلة المسلمين يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام وتعطل لجهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهنا خاطرة لا بد أن نسوقها بعضهم يظن أن موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة يعني إذا لم يكن يقبض راتب لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ومن هنا توجس العلمانيون من قضية تنصيب أو توظيف جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هؤلاء سطحيون الرسول صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكر كم هنا تعود للأمة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام وقال ربنا جل جلاله "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" هؤلاء منكم أيضاً تشمل الأمة كلها يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام كل منا بحسب ما أعطاه الله تبارك وتعالى كل منا مطالب أن يقيم شرع الله في نفسه وفي أهله وفي جيرانه وفي بلده وفي العالم كله من أقصاه إلى أقصاه هذه وظيفة أكرمنا الله تبارك وتعالى بها "إن بينكم عبداً لا يزال يبارزني بالمعصية  فبه منعتكم الماء" نادي فيهم يخرج ونادى موسى عليه الصلاة والسلام فينا عبد منعنا الله عز وجل به الغيث وهو يبارز الله تبارك وتعالى بالمعصية ولا يزال ما خرج أحد لكن العاصي المقصود تلفت عسى أن يخرج غيره من أجل أن يدرء عن نفسه الظهور والفضيحة لكنه ما خرج أحد فقال إن خرجت الآن من أجل أن يسقيهم الله تبارك وتعالى فضحت نفسي وهو غافل في هذه الحالة عن فضيحة الآخرة رب مستور هاهنا ستر وسجل في سجلات الخالدين وهو من أفجر الفجرة، الفضائح هناك الغادرون هناك ألوية يقيمها الله عز وجل عند أجزائهم قال إلهي قد عصيتك كثيراً وقد أمهلتني وأنا أعود إليك تائباً فاقبلني ما أنهى كلامه حتى أنزل الله عز وجل الماء من السماء تعجب موسى لم يخرج أحد ونزل الغيث قال يا رب ما خرج أحد وأنزلت علينا الغيث والرحمة قال يا موسى اعرف إنه قد تاب إلي فقبلت توبته قال يا رب دلني عليه قال يا موسى ما فضحته وهو يعصيني أأفضحه وهو يطيعني.

أكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله تبارك وتعالى قد صلى عليه في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً"، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الصحابة الخلفاء السادة الحنفاء سادتنا وموالينا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم، استغفر الله الحي القيوم وأتوب إليه اللهم إنا ندعوك بما دعاك به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فأجبت دعاءه وحققت رجاءه اللهم فحقق لنا الرجاء اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً رحباً رفيعاً ربيعاً وجداً غدقا طفقاً مغدقاً عاماً هنيئاً مريئاً مريعاً وابلاً شاملاً مسبلاً مجلجلاً دائما داراً نافعاً غير ضار عاجلاً غير رائج اللهم أحيي به البلاد وأغث به العباد واجعله بلاغاً للحاضر منا والبادي اللهم أنزل علينا في أرضنا زينتها وأنزل علينا في أرضنا حياها اللهم أنزل علينا من السماء ماءاً طهورا فأحيي به بلدة ميتة واسقه مما خلقت أنعاماً وأناسي كثيرة وأنزل علينا من خير السماء اللهم سقيا رحمة ولا سقيا عذاب ولا سقيا محق ولا بلاء ولا هدم اللهم اسقنا غيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً غدقا مجلجلاً سحاً صدقاً دائما اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم إنا بالعباد والبلاد من الجهد والجوع والضنك ما لا نشكو منه إلا إليك، اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع وأنزل علينا من بركات السماء وأنبت لنا من بركات الأرض، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني عنا ونحن الفقراء إليك أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً وأرسل السماء علينا مدرار اللهم يا ربنا أمرتنا بالدعاء فدعوناك ووعدتنا بالإجابة فقد دعوناك كما أمرتنا فأجبنا كما وعدتنا.

اغفر اللهم لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولمن حضر معنا ولمن غاب عنا منا واغفر اللهم لمنشئ هذا المكان المبارك ولمن أعان فيه بمعروف ابتغاء وجهك الكريم آمين والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين سبحانك ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.