396 - كي نحقق الانتماء للرسول صلى الله عليه وسلم.
خطبة الجمعة    396 - كي نحقق الانتماء للرسول صلى الله عليه وسلم.
تاريخ الإضافة : 2012-07-23 09:28:45

نص المادة

إن الحمد لله، اللهم ربنا لك الحمد على ما هديتنا وأوليتنا وأعطيتنا، ربنا ولك الحمد على الإيمان والإسلام والقرآن، ربنا ولك الحمد حتى ترضى ربنا ولك الحمد إذا رضيت، ربنا ولك الحمد بعد الرضا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله ! أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة إليه ، وما توفيقي ولا اعتصامي إلا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب ، وهو رب العرش العظيم.

الله جل جلاله يقول:"وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون"

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !

هل من طاقة لأحد أن يجعل الشمس في كفه بله المجرة، والمجرة فيها ملايين الشموس ، والمجرات قد ملأت عباب السماء كما يذكر العلماء ، وكل هذه المجرات التي لا يكاد عقل أن يحيط بها عدداً وتألقاً ومهام ! كلها- يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- توظف ، وقد وظفها كتاب الله- عز وجل- بقسم بعد قسم ، وقبل أن نذكر هذه الأقسام ، وما دلالتها ، كي نجعل الحديث عن المصطفى- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- على أننا لا ندعي ، ولا يدعي أحد على الإطلاق أن يحيط بشخصيته- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- وإنما هي قطرات ! لعلها تبل الصدى ! لعلها تعيد المواقف النفسية إلى الجادة الربانية ! إذ الانتماء لهذا الحبيب- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- هو العاصم فيها ، أما قال ربنا- جل جلاله- "أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون" إذ إن معرفتك بالحبيب- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- هي السبيل لتوثق صلتك به- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- وتوثيق الصلة به إنما تكون عبر هجرة القلب إلى الله- عز وجل أولاً ، وإلى رسولنا- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- كما ذكر ابن قيم الجوزي- رحمه الله تبارك وتعالى- أنه على كل قلب هجرتان ، هجرة إلى الله- جل جلاله- ، وهجرة للمصطفى- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-

أما هجرتنا للمصطفى- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- فهي التي تنطلق من إيماننا به- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- من شهودنا للمظاهر التي أثبتتها آيات كثيرة من كتاب الله- عز وجل- للمظاهر التي نقلت إلينا عبر سيرته- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- هجرتنا إليه ، تتمثل في أن تؤمن به ، وبما جاء به من عند الله- جل جلاله- وأن تسلم له تسليما مطلقاً "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم" وأن تتبنى المنهج الذي أكرمنا الله- عز وجل- به ، فبلغنا إياه الرسول- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- تبنياً صادقاً عميقاً شاملاً لكل جوانب الحياة ، المنهج الذي غطى الحياة عرضاً وطولاً وعمقاً

وللأسف أحد الكتاب الذين لا ينتمون للإسلام ، وربما ذكرناه مرة بعد أخرى درس التاريخ بما أمكنه أن يدرس التاريخ ، وفحص وبحث ونقح وغاص ، فإذا به بحنكة عجيبة ، وعقل واع ، ومنطق قد تبناه أبى به أن ينحاز لهواه ، إذا به يقول: أعظم مخلوق شهدته الأرض هو محمد- عليه الصلاة والسلام- ولعل الكتاب تذكرونه" المئة الأوائل" أتدرون من هو الثاني إسحاق نيوتن ، ومن الثالث؟ من الثالث- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- هو المسيح عيسى ابن مريم- عليه الصلاة والسلام- ومن الحادي والخمسين هو الفاروق عمر- رضي الله تبارك وتعالى عنه- الذي بذكر اسمه- رضي الله تبارك وتعالى عنه- إنما يحيض رجال ، يسقطون أحقادهم !! يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ! توهن عزائمهم ، وتتبدى سمومهم بأفواههم ! يقول الكاتب : لقد تبنيت منهج دراسة ، فيه وضعت الأثر الذي يتركه من أدرسه ، ووجد أن الرسول- عليه الصلاة والسلام- بالآثار التي تركها في وجه الحياة حيث إنه درس ما كان عليه الناس إبان بعثته- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- من حيث الجاهلية والفوضى وسفك الدماء وأكل القوي للضعيف وإتيان الفواحش واستحلال المحرمات والتنكر للتوحيد والإغارات ، ذلك أن الجاهلية كانت تعرف أن القوة حيث تمتلكها معنى ذلك أنها ترسخ قدماً لها في هذه الحياة ، إذ إنها لو فقدت القوة لكانت أتفه من التافه ، ثم يبين أن الرسول- عليه الصلاة والسلام- وكما قلت:الكاتب ليس بمسلم ، يقول من مظاهر عظمته أنه لم يكن في عاصمة من العواصم التي كانت حاضرة في زمن ولادته- عليه الصلاة والسلام- لم يكن حاضراً في عاصمة من تلك العواصم ، يشهد لها بالحضارة ، حتى يقال إنه لبس حضارة ،وانطلق من حضارة !! ومع ذلك ترك أثراً عميقاً بطول الحياة وعرض الحياة وعمق الحياة ! الطول الذي يمثله الزمان ، وكلما تقادمت القرون هو يقول إنا نجد تأثيره- عليه الصلاة والسلام- أعمق وأعمق وأعمق !

هناك الملايين التي تحب المصطفى- عليه الصلاة والسلام- وتذوب لذكره- صلى الله عليه وسلم- كأنما تتجاوب مع ما حدّث به أبو هريرة- رضي الله تبارك وتعالى عنه- حيث يقول: أتينا مع النبي- عليه الصلاة والسلام- المقبرة فقال (السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) وددت أنا قد رأينا إخواننا ! قلنا: يا رسول الله! أولسنا إخوانك ؟ قال: أنتم أصحابي ، إخواني لم يأتوا بعد، قالوا: يا رسول الله! وكيف تعرف من لم يأت بعد؟ قال: أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ، أيعرف خيله؟؟ والفرس المحجل الذي في رجله رقعة بيضاء صافية ، والأغر هو ما كان في جبينه بياض ، ثم يقول- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- إنهم يأتون يوم القيامة غراً محجلين من الوضوء ، وأنا فرطهم على الحوض " الرسول عليه الصلاة والسلام ! الزمن الذي بعث به إنما بعث من أجل أن تستمر رسالته إلى أن يرث الله- عز وجل- الأرض ومن عليها

وأما ما يتعلق بعرض الحياة ، فإن المنهج الذي أكرمنا الله- عز وجل- به ، وارتضاه لنا ، والذي يمثله كتاب الله وسنة المصطفى- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- وما استنبطه العلماء من كلا المصدرين الرئيسين ، هذا المنهج إنما يغطي كل ميادين الحياة وأنشطتها ، فما من مجال من مجالات الحياة- لا كما يقول العلمانيون- إلا وشرع الله- عز وجل- قال فيه قولته ، وحيث نمحص ما جاء عنه- صلى الله عليه وسلم- من أقوال أو أفعال أو سلوكيات أو مواقف ، فإنك لا تجد فيه- عليه الصلاة والسلام- إلا الحق من حيث القول ، وإلا الصدق من حيث الفعل ، فهو معصوم- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- أما أخبرنا الله- تعالى- بأنه قد عصم بصره "ما زاغ البصر وما طغى" أما أخبرنا الله- عز وجل- بأنه قد حفظ فؤاده "ما كذب الفؤاد ما رأى" أما أخبر ربنا- جل جلاله- أنه قد عصم عقله "ما ضل صاحبكم" وعصم سلوكه "وما غوى" أما جاءنا عن ربنا- تبارك وتعالى- أنه قد عصم لسانه "وما ينطق عن الهوى" وقد زكى جليسه "علمه شديد القوى" وقال ربنا- جل جلاله- يبين أن كله- عليه الصلاة والسلام- ظاهراً وباطناً ، إنما هو في النور! أجل أما قال ربنا- جل جلاله- "وإنك لعلى خلق عظيم" أما خاطب الله- تبارك وتعالى- العالم قاطبة ، وخاصة أهل الكتابين فقال : "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم" رسولنا- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- ما أعلى شأنه عند الله- جل جلاله-إذ هو الذي بلغ قاب قوسين أو أدنى  !!

أجل- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- هو الذي قال فيه ربنا- جل جلاله- "ألم نشرح لك صدرك" وشرح الصدر- ههنا يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- يقول فيه أبو الحسن الندوي- رحمه الله تبارك وتعالى- كلمة " الشرح " ههنا خاصة إنما هنا هي كلمة معبأة بالحقائق ، كلمة وجدانية ذوقية راقية سامية جامعة شاملة، ذلك أنه لا يشرح الصدر إذا كان صاحبه مشركاً ، ولا يشرح الصدر إذا كان صاحبه جاهلاً ، ولا يشرح الصدر إذا كان صاحبه غافلاً، ولا يشرح الصدر- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- إذا كان صاحبه جباناً ، ولا يشرح الصدر إذا كان صاحبه فاسداً مفسداً يسفك الدماء بغير ما حق ، وينتهك الأعراض ، وينتهب الأموال ، ويتسلط على الناس ، فهذاحياته حياة من ضاق صدره ، إنما هو أو هي حياة كلها جاهلية ظاهراً وباطناً

إذن! لا بد كي يكون الصدر منشرحاً من توحيد، هل هناك أعظم توحيداً من الرسول- عليه الصلاة والسلام- لو أنك قرأت أدعيته وابتهالاته ! لو أنك قرأت ثناءه على الله- عز وجل- " أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وبك منك ، لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك "و " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن " أجل- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- هو جاء بالتوحيد

ويقول أحد المستشرقين الذين درسوا سيرة المصطفى- عليه الصلاة والسلام- يقول إن سر قوة الإسلام إنما يظهر في وضوحه ، في سهولته ، في عمقه ، في عدم التوائه ، في نأيه عن التناقض والغوامض ! إنه جاء يدعو إلى لا إله إلا الله ، بنظر المسلم أنه لا إله إلا الله ، وأنه يدعو إلى أن الجميع لا فرق فيهم بين أمير وغير أمير، بين صغير وكبير، إلا إن كان الصغير قد انتقل إلى الله- جل جلاله- دون البلوغ ، الجميع سواسية بين يدي الله- عز وجل- كلنا مسؤولون غداً بين يدي الله- تبارك وتعالى- !

ومن هنا يتبدى الإسلام بحقائقه ، وهذا القول لذلك المستشرق حيث إنك إذا ما قرأت كتب الآخرين ، ويقصد التوراة والإنجيل ، ربما يندى الجبين حياءً مما ورد فيها !! هناك تناقضات مريعة! هناك أمور قد تناولها الكتاب الأول والثاني ، إنما جاءت تناقض كثيراً من الحقائق الكونية ، ولا يمكن أن يكون الله قد أنزل على رسوله ما يناقض هذا الكون الذي هو خلقه !! وهذا ما دفع موريس بوكاي حيث درس القرآن ودرس الإنجيل والتوراة ، فإذا به يعلن إسلامه ، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله !

وله كتاب في ذلك يعلل فيه الحيثيات التي أوقفته على أن القرآن كلام الله ، محفوظ من الله- جل جلاله- وأنه ليس فيه ذرة تناقض ، بينما ذكر ما يتعلق بالأناجيل ، فقال : إن المعتمد عند القوم أربعة أناجيل ، ولو درست وفحصت لوجدت أن الأسانيد والتنقيح الذي نالته سنة المصطفى- عليه الصلاة والسلام- كان لا شيء فيما يتعلق باستقبال الأناجيل ، بل إنه من الثابت أن من نسبت له الأناجيل لم يثبت ولا عن واحد من أولئك الأربعة أنه قد التقى المسيح- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- فالصلة مقطوعة بين الناقل والمنقول عنه !! بل إنه من الثابت أن هذه الأناجيل التي تنسب إلى هؤلاء الأربعة ليس لها سند يوثق به تجاه هذه الأناجيل!

نحن إذا ما رجعنا مباشرة إلى ما كنا بصدده- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- شرح الصدر إنما يقوم على التوحيد، إذا كنت موحداً لله ، تعتقد أنه لا رب سوى الله ، ولا معطي إلا الله ، ولا مانع إلا الله ، ولا ناصر إلا الله ، ولا مقدم إلا الله ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، لا مقرب لما باعدت ، ولا مباعد لما قربت ، عليك التكلان ، ربنا أنت ، جل جلالك ، ما أعظم شأنك ! عرفنا ما عرفتنا إياه من صفاتك العليا ، وعرفنا ما عرفتنا إياه من أسمائك الحسنى ، هذا التوحيد- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- الذي يرتبط به القلب بالله- جل جلاله- فإذا به ينيب ، هل هناك من أناب إلى الله أعظم من إنابة المصطفى- عليه الصلاة والسلام- أما قال الله- عز وجل- له "وتبتل إليه تبتيلاً" كان متبتلاً إلى الله- جل جلاله- كان في محراب التوجه إلى الله ، في حضره وسفره ، وقتاله وسلمه ، وأخذه وعطاءه ، ورضاه وغضبه- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-

التوحيد والإنابة والعلم ! هل هناك أعلم من الرسول- عليه الصلاة والسلام- فيما يتعلق بحقائق هذا الوجود؟ أليس هو الأعلم بالله- جل جلاله- ؟ أليس هو الأعلم بالسبل التي من سلكها أفضت به إلى رضوان الله- عز وجل- ؟ أليس هو الأعلم بدهاليز الشيطان وجنود الشيطان ، وحذر أمته- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- من المنعرجات وبين لها ما الذي يمكن أن تستقبله من الحادثات والفتن تلك التي يقوم بها دعاة على أبواب جهنم وقد حذرنا منهم- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- ؟

ثم ما يتعلق بالإحسان للخلق ، هل هناك محسن للخلق من الخلق أعظم من إحسانه- عليه الصلاة والسلام- وقد دلهم على الله- جل جلاله- ؟ هل هناك إحسان يوازي ذرة من هذا الإحسان ؟ كان منشرح الصدر- عليه الصلاة والسلام- لأنه كان جواداً ليس هناك من بني آدم أجود من الرسول- عليه الصلاة والسلام- بل إن انشراح الصدر إنما يقوم على التخلية والتحلية- كما يقول العارفون بالله عز وجل- أن تخلى النفس من كل ما يقطع عن الله ، وأن تعبأها وتملأها بكل ما يقرب إلى الله- عز وجل- ويوثق الصلة بالله- عز وجل- هل هناك نفس مزكاة أعظم من نفسه- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- ؟ أتدرون ما معنى أن الله- عز وجل- قد نصبه لنا أسوة "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً" لأنه- عليه الصلاة والسلام- هو الأكمل في هذا الوجود الإنساني ! هو الأكمل قلباً! والأكمل روحاً! والأكمل فهماً وعلماً! والأكمل سلوكاً! لو أنك قد احتذيت خطاه- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- ولم تتبع الهوى ، لكان ذلك رسماً لك على صفحة الوجود لسلوك رباني هو من أرقى ألوان السلوك!

أما بين الله- عز وجل- أن من ادعى محبة الله عليه أن يتبع الرسول- عليه الصلاة والسلام- "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم" إذن حيثيات شرح صدره- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- قد تكاملت تكاملاً عجيباً ، وقد لخصت بقول الله- عز وجل- "ألم نشرح لك صدرك" ويقول هناك فريدة أبو الحسن الندوي- رحمه الله- وهو يتناول سورة " الضحى " ويتناول سورة " ألم نشرح " قال هناك لطيفة عجيبة هي آية من آيات الله- عز وجل- ما هي يا أبا الحسن ! رحمه الله- تبارك وتعالى- هي قول الله- عز وجل- "ورفعنا لك ذكرك" إن الرسول- عليه الصلاة والسلام- حاضر بالمنهج الذي أتى به من الله- جل جلاله- دعك من أولئك الذين عطلوا منهج الله ، دعك من أولئك الذين تبنوا مناهج تعارض  ما جاء به رسولنا- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- وتناقضه!! والطامة التي تقع على رؤوسهم قد تقع على رؤوس أولئك الذين إنما يرونهم من الأولياء! من الصالحين ! من الذين يتباركون بهم !! عجيب أمرك! كيف تقول عن أولئك الذين تبنوا منهجاً غير منهج الله- عز وجل- إنهم من الصالحين، من الصالحون إذن؟

"ورفعنا لك ذكرك" أليس مايكل هارت في " المئة الأوائل " قد تحدث عن الرسول- عليه الصلاة والسلام- لو تتبعت حتى أولئك الذين كانوا يعالنون بعداوتهم للرسول- عليه الصلاة والسلام- يقول أحدهم إن سلسلة النقلة، والذين يترجمون سيرة هذا الرجل- يقصد الرسول عليه الصلاة والسلام- سلسلة لا تنتهي! طويلة! وإن الانخراط فيها لمفخرة ، هو يبين بأن سلوك أولئك الذين سلكوا في ترجمة حياته- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- والبحث في سيرته ، إنما هي سلسلة طويلة بل إن آلاف الكتب قد ألفت عن الرسول- عليه الصلاة والسلام- بل إن ذكره- عليه الصلاة والسلام- يقول أبو الحسن أيضاً يقول: إن ذكره في الأذان وحده يكفي!! بمعنى أن المآذن في مشارق الأرض ومغاربها ، من القوقاز إلى أواسط افريقيا ، من المحيط إلى المحيط ، كم مئذنة مرتفعة- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- !! والأذان في ديننا لا ينقطع على الإطلاق، يجري مع الأنفاس !!

ولذلك قال ربنا- جل جلاله- "فلا أقسم برب المشارق والمغارب" هناك مشارق! وهناك مغارب! هناك صلاة فجر الآن ، وهناك صلاة مغرب الآن ، وهناك صلاة عصر الآن، والأذان ما ينقطع ، وفيه أن اسمه- عليه الصلاة والسلام- يتكرر عشر مرات في خمس أذانات ! على معنى أنه أشهد أن محمداً رسول الله ، أشهد أن محمداً رسول الله ، بل لماذا تبعد؟ أنت! وأنت تصلي ، وقد أكرمك الله- عز وجل- بالجلسة الوسطى ، أو الجلسة الأخيرة ، وما أروعها! وما أرقاها! وما أسماها! الأصل أنك في هذه الجلسة إنما أنت بين يدي الله- جل جلاله- تقول: التحيات لله ، أجل يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام! وهنا كأنما أرادت شريعة الله- عز وجل- ألا نغفل عن الواسطة العظمى! عن صاحب المقام المحمود!ونحن في أرقى أحوالنا !  ذلك الذي جاءت الأحاديث تقول: إنه مرة تلا قول الله- تبارك وتعالى- "رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم" هذا الدعاء نزل به القرآن ، حيث إبراهيم- عليه الصلاة والسلام- قال: "رب إنهن" يعني الأصنام "أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم" وتلا قول الله- عز وجل- يبين ما كان من شأن المسيح عيسى بن مريم- عليه الصلاة والسلام- حيث يسأل يوم القيامة على مشهد من جميع الخلق ! "أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق" ثم بعد ذلك قال: "إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم"

هنا رفع يديه وبكى- عليه الصلاة والسلام- وقال: اللهم أمتي أمتي! ويرسل الله- عز وجل- جبريل ، أتدرون أرسله ؟ أتدرون لماذا نحب الرسول- عليه الصلاة والسلام- أتدرون لماذا نتبع الرسول- عليه الصلاة والسلام- أتدرون أن الرسول- عليه الصلاة والسلام- ما غضب لنفسه قط، والكثيرون اليوم من أهل الجاهلية الجهلاء يغضبون لأنفسهم ، ولو تستروا بغطاءات وبراقع ملونة، الرسول- صلى الله عليه وسلم- من انتهج نهجه لا يغضب لنفسه ، بل يغضب لربه، ما انتقم- عليه الصلاة والسلام- لنفسه قط إلا أن يتعدى على الحق ، فإنه حينها لا يقيم لغضبه شيء ، لا يزال يقوم مع الحق يدافع عنه وينافح ، حتى ينتصر للحق وهو- عليه الصلاة والسلام- كان يعين على نوائب الحق ، أجل كان يعين على نوائب الحق ، هل نحن متبعون للرسول- عليه الصلاة والسلام-

إذا كان- صلى الله عليه وسلم- وهو شاب دعي إلى دار عبدالله بن جدعان ، ووقتها اجتمع زعماء قريش ، فشكلوا حلف الفضول ، وهو يقول- عليه الصلاة والسلام- بعد ذلك : لو دعيت إليه اليوم- وهو في الإسلام- لأجبت! ما حلف الفضول؟ عليك أن تتابع ما يجري في الساحة الإسلامية، وعليك أن تتعرف إلى المواقف ، كأنما المسألة تجارة ، سوق تجاري ، كم أربح إذا وقفت إلى جانب الحق ؟ كم أربح وكم أخسر؟ هذه الجاهلية بعينها بل إن الجاهلية قد تبرأت منها ! حلف الفضول يعني أن يقف هؤلاء المجتمعون إلى جانب المظلوم حتى يأخذ حقه من الظالم ، وإذا ما نزلت نازلة بأناس ، فعلى أصحاب حلف الفضول الذين تحالفوا أنهم ينصرون المظلوم ويدفعون ما يمكن أن يقع من الكربات ،ومدته : ما بل بحر صوفة! أي ما دام هناك بحر يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام !.

من هنا وجدنا أنفسنا أن الرسول- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- ما كان ينتقم لنفسه بل ينتقم للحق، ما يغضب لنفسه، لكنه يغضب للحق، هذه من أبرز سماته- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- لما بكى- عليه الصلاة والسلام- وسمعت الملائكة بكاءه ، قال ربنا- جل جلاله- : يا جبريل ! اسأل محمداً، والله عز وجل أعلم ، ما الذي يبكيك؟ ويبقى لنا هذا- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- لنتعرف إلى بعض مظاهر رحمة الرسول- عليه الصلاة والسلام- بالأمة ! وإلا لماذا أخبرنا بذلك الأمر؟ بين الرسول- عليه الصلاة والسلام- وبين الله- جل جلاله-: اذهب إلى محمد- عليه الصلاة والسلام- فاسأله: ما يبكيه؟ ونزل جبريل ، ما يبكيك يا محمد صلى الله عليه وسلم! قال ذكرت قول الله- عز وجل- من إبراهيم ، وذكرت قول الله- عز وجل- من المسيح عيسى بن مريم- عليهما الصلاة والسلام- فسألت ربي: أمتي أمتي!! ورجع جبريل، قال انزل ثانية، وأخبره أنا سنرضيك في أمتك ، ولا نسؤوك!!.

نبهني الله وإياكم من رقدة الغافلين ، وحشرني وإياكم في زمرة عباده المتقين فاستغفروه فيا فوز المستغفرين!

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونسترشده ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله! جاءنا قول الله- تبارك وتعالى- "فلا أقسم بواقع النجوم" وجاء قول الله- تبارك وتعالى- "فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون" هذان قسمان- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- يضم لهما قول الله- تبارك وتعالى- " فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس" على ماذا أقسم الله- عز وجل- في هذه الأقسام ؟ سواء في النجوم وأخبارها ، ومسابحها في الفضاء ، تلك التي لا يعلم أعدادها إلا الله- جل جلاله- تلك التي تؤدي مهام حتى إذا ما انتهت المهام جاء قول الله- عز وجل- "إذا الشمس كورت * وإذا النجوم انكدرت * وإذا الجبال سيرت" الجبال تؤدي مهام- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- لكن حينما يأذن الله- عز وجل- بأن تطوى هذه الدنيا من أجل أن تنشر الآخرة ، عند ذلك هذاالكون الذي أنشأه الله- عز وجل- يذهب به من أجل أن تأتي الحياة الأبدية الباقية التي أكرمنا الله- عز وجل- عبر المصطفى- عليه الصلاة والسلام- بالبيان المفصل الرائع ، وكما حياته- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- واضحة وضوح الشمس

بل إن أحد المستشرقين وهنا أحب أن أذكر بإنه من النقص الفظيع ، أن يعلم بعض المستشرقين من أمر ديننا أكثر من كثير من هذه الأمة! يقول فيما يتعلق بالمسيح- عليه الصلاة والسلام- : نحن لا ندري من الإنجيل سوى ما يغطي ثلاث سنوات فقط ! أما قبل ذلك فلا ندري! هي عبارة عن مسيرة مطوية ، ثم يقول: هناك أسئلة كثيرة، لا جواب عليها ، أما إذا جئنا إلى محمد بن عبدالله- عليه الصلاة والسلام- فهو قد ولد في الشمس، الشمس نورها إنما يغطي كل من لديه الاستعدادلأن يتغطى بنورها ، عرفناه- عليه الصلاة والسلام- في أقواله وأفعاله، بل عرفناه حيث كان حملاً تحمله آمنة ، وقد توفي والده عبدالله ، عرفناه وقد ماتت أمه وعمره ست سنوات ، عرفناه وقد كفله عمه أبو طالب ، عرفناه وعرفناه لكن الذي ما جهلناه هو: كيف كان يأكل ويشرب ويدعو ويتهجد ويبكي ويدعو ويسافر، ما من جليس من جلسائه إلا ويحسب إنه هو المكرم وحده ، كان يقبل على الجميع إقبالاً واحداً، ما رد سائلاً قط ، إذا سأله سائل حاجة لباها له ، أو رده بميسور من القول ، بل بلغ به- عليه الصلاة والسلام- جهده أنه كان يقول استدن علينا لمن يسأله شيئاً وليس بيده ما يعطيه !! وهكذا نجد أن الرسول- عليه الصلاة والسلام- مع البدايات ، عرفناه ومع النهايات ، عرفناه ، وشاهدنا الرسول- عليه الصلاة والسلام- في الطائف حيث تضرع إلى الله- عز وجل- فقال : اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ... وعرفناه- عليه الصلاة والسلام- والمسافة الزمنية ليست كبيرة ، في المدينة المنورة ، حينما جاءت الوفود إلى المدينة تدخل بإذن الله في دين الله أفواجاً ، والعجب ههنا أن أهل الطائف قد أتوه وفداً من أجل الدخول في دين الله- عز وجل- أتاهم- عليه الصلاة والسلام- وحط رحله في ربوعهم ، فآذوه أيما إيذاء!! وهاهم أولاء الآن يحطون رحالهم في المدينة يعلنون أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله!فما أعظم هذا الدين ، وما أكرم من بلغنا إياه !

عرفناه- عليه الصلاة والسلام- في طرقات مكة ودروبها يدعو إلى الله- جل جلاله- منفرداً ، أو كاد أن يكون منفرداً، ولكنا عرفناه بعد ذلك وهو يخطب في حجة الوداع على مسامع عشرين ألف ومئة ألف من الصحابة ، كلهم نجوم ! كلهم كواكب أطلعها سماء الإسلام في سماء البشرية ، هم الذين مدوا رواق التوحيد! هم الذين حطموا التيجان الضالة المضلة! حطموا الطواغيت! إذا كان إبراهيم- عليه الصلاة والسلام- قد انهال بفأسه على الأصنام، فتلك الأصنام التي كانت تمثل شخصيات- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام

وهنا يخطر في البال ما قال أحدهم مع عظمته- عليه الصلاة والسلام- أنه- على علو منزلته- ما نحت له الناحتون صورة من حجارة! لماذا؟ قال: لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك ، رب قدم اليوم ينحت له تمثال طوله ستة أمتار بالتمام وهو لا يساوي قلامة ظفر ومع ذلك نحن لا نعتز بقضية الأصنام على الإطلاق ، بل فلتتهاوالأصنام، الرسول- صلى الله عليه وسلم- نقل الصحابة صورته بالكلام ، ونقل التابعون صورته بالكتابة والكلام ، وها نحن أولاء نتحدث عنه- صلى الله عليه وسلم- وإن كنا لن نفي ذرة من شمس وجوده- صلى الله عليه وسلم- تلك الشمس التي يقول فيها مصطفى صادق الرافعي " في وحي القلم " تسطع الشمس بأنوارها ، فإذا بينبوع الضوء الذي يسمى " النهار" ويولد النبي ، فإذا به ينبوع الضوء الذي يسمى " الدين " إذا كان طلوع الشمس حيث يتأتى تتأتى به يقظة الحياة التي تحقق الحياة فيها أعمالها ، فإن ولادة النبي يعني مجيء النبي من الأنبياء- عليه الصلاة والسلام- وبمجيئه تتحقق يقظة ! هي يقظة النفس، فتحقق النفس فيها فضائلها وقد قال العلماء : البشرية دهرها بين رجلين ، الأول: هو الذي كان سبباً لمجيئنا إلى هذه الأرض ، والثاني: هو الذي قيضه الله- عز وجل- ليكون سبباً لرجوعنا إلى الجنة ! آدم- عليه الصلاة والسلام- ومحمد رسولنا- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-

القسم الأول على أن القرآن الكريم كلام الله "تنزيل من رب العالمين" والقسم الثاني "فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون" أيضاً على كتاب الله- تبارك وتعالى- والقسم الثالث "فلا أقسم بالخنس" إنما هو على كتاب الله- تبارك وتعالى- لماذا ؟ قال : لأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- كان خلقه القرآن ، حيث تريد أن تتعرف إلى حضرة المصطفى- صلى الله عليه وسلم- ابحث عن المستقيم على الصراط ،هو قائدهم ، ابحث عن المجاهدين فهو رأسهم ، ابحث عن الذاكرين ، فهو الذاكر في كل أحيانه ، ابحث عن المنفقين ، لا يد أجود من يد المصطفى- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- ليس هناك أشجع من المصطفى- صلى الله عليه وسلم- ولا أكرم من المصطفى- صلى الله عليه وسلم- ولا أسخى من المصطفى- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- لماذا نسوق ذلك كله ؟

أختم بأنه كلما ازددت معرفة به- عليه الصلاة والسلام- ذبت حباً به ، وكلما ذبت حباً فيه ينبغي هنا أن تطالب ، إذا أحببته وكرهت ما أحبه ! أما كان الرسول- صلى الله عليه وسلم- يحب الصحابة، إذا ادعى أحد محبة الرسول- صلى الله عليه وسلم- وهو يكره من أحبهم- عليه الصلاة والسلام- يكره تلاميذ المصطفى- صلى الله عليه وسلم- يكره أولئك الذين في صبيحة يوم الاثنين أبو بكر الصديق أمره- عليه الصلاة والسلام- أن يؤم المسلمين، أبو بكر الصديق يصلي ، والناس إنما قلوبهم واجفة تخاف عليه- عليه الصلاة والسلام- ورفع الستر! كان وجهه كأنه فلقة القمر، كأن الشمس تجري في وجهه- صلى الله عليه وسلم- نظر إلى الصحابة ، وقد غص المسجد بصلاة الفجر بهم ، تبسم- عليه الصلاة والسلام- قال العلماءك ما أحلاها بسمة ، رضي بها عن حال الصحابة الذين يقومون بين يدي الله- عز وجل- هو لماذا بعث ؟ من أجل أن يدل الناس على الله ، من أجل أن نحقق العبودية لله- تبارك وتعالى- ها هي الثمرة يانعة- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- أرادوا أن يتراجعوا، وأراد الصديق لما أحس بإطلالته- عليه الصلاة والسلام- أن يتراجع ظناً منه أن الرسول- عليه الصلاة والسلام- سوف يؤمهم ! لكن أشار إليهم : أن اثبتوا على أماكنكم ، وأنزل الستر، وانتقل- عليه الصلاة والسلام- إلى الرفيق الأعلى.

أكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله تبارك وتعالى قد صلى عليه في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً " اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الصحابة الخلفاء السادة الحنفاء سادتنا وموالينا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

ربنا إجعلنا أينما توجهنا متوجهين إليك لا تردنا اللهم عنك إلا إليك، حفنا والمسلمين بألطافك الخفية واجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً وتفرقنا من بعده تفرقاً مباركاً محفوظاً لا تدع فينا شقياً ولا مطروداً ولا محروماً، هبنا جميعاً لسعة رحمتك يا أرحم الراحمين.

اغفر اللهم لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولمن حضر معنا ولمن غاب عنا منا واغفر اللهم لمنشئ هذا المكان المبارك ولمن أعان فيه بمعروف ابتغاء وجهك الكريم آمين والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأقم الصلاة.