397 - ما ينبغي في ذكرى المولد
خطبة الجمعة    397 - ما ينبغي في ذكرى المولد
تاريخ الإضافة : 2012-07-23 09:28:45

نص المادة

إن الحمد لله، اللهم ربنا لك الحمد، أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد، لك ملك السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد، أنت الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق، والنبيون حق ومحمد- عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم- حق، اللهم لك أسلمنا ، وبك آمنا ، وعليك توكلنا ، وبك خاصمنا ، وإليك حاكمنا، فاغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا ، وما أنت أعلم به منا ، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير، ولا حول ولا بقوة إلا بالله العلي العظيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة ، وجاهد في الله حق جهاده.

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

عباد الله ! أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته والإنابة إليه ، وما توفيقي ولا اعتصامي إلا بالله  ،عليه توكلت وإليه أنيب ، وهو رب العرش العظيم.

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !

 "فإن الفضل ما شهدت به الأعداء " كان يمكن أن لا نبدأ بهؤلاء الذين شهدوا! على من شهدوا! لمن شهدوا! ما قوام شهادتهم ! ما الذي ينبغي أن نستحضره ونحن نتعرف إلى شهاداتهم ، أنتعرف إليها لنوثق صلتنا بالرسول- عليه الصلاة والسلام- إيماناً به- عليه الصلاة والسلام- أنستحضر شهاداتهم من أجل أن نرجع إلى الموارد التي نردها لنرى ما طفا عليها من عكر وكدر! من أجل أن تصفو لنا هذه المشارب كما صفت للسلف الصالح ! أنستحضر هذه الشهادات من أجل أن نتعرف إلى مجموعة من الحقائق التي لا بد لنا من أن نستحضرها صباح مساء ، ومنها أن الرسول- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- قد جاء بالدين الخاتم ، فهو خاتم النبيين- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-و بالشريعة التي جاء بها نسخ الله- تبارك وتعالى- الشرائع السابقة ، شريعته باقية مدى الزمان! ما بقيت الحياة فوق هذه الأرض ، كما أنها جاءت شريعة عامة لكل الأجناس البشرية التي تعيش فوق هذه الأرض ، كما أنها جاءت شاملة تغطي كل ميادين الحياة!! فالدين الذي أكرمنا الله- عز وجل- به على يد المصطفى- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - هو الدين الذي مجد الحق، الدين الذي حقق إنسانية الإنسان، الدين الذي طلب من المسلمين طلباً ملحاً أن يعدلوا في كل أقوالهم وأحوالهم وقضائهم وأخذهم وتركهم، الدين الذي بين أن الأمراء في هذه الأمة إنما هم خدمة للمسلمين ، ومسؤولون مسؤولية كاملة بين يدي الله- عز وجل- فيهم ، وفي أمثالهم يقول الله- جل جلاله- :"وقفوهم إنهم مسؤولون" هذا الدين الذي أكرمنا الله- عز وجل- به دلنا على أن نمحض العبودية لله- تبارك وتعالى- فالله واحد أحد فرد صمد ، دلنا على الحقائق الناصعة والقيم الربانية والأخلاق الكريمة ، دلنا على ذلك بالكتاب الذي أكرمنا الله- عز وجل- به ، ودلتنا على ذلك سنته- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- وسيرته العطرة ، ودلتنا على ذلك تلك الثمرات اليانعات التي تأتت حيث أخذ- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- بل استنفر حينما تلقى جبريل وقد نزل بقول الله- عز وجل- : "يا أيها المدثر* قم فأنذر" فإذا به يتوجه إلى مردة الصحراء ، فيحولهم من خامات كانت جاهلية كل الجهالة، وثنية عمق الوثنية ، كانوا لا يعرفون إلا سفك الدماء كما هي الجاهلية اليوم، كانوا لا يعرفون إلا انتهاب الأموال كما هي الجاهلية اليوم ، كانوا يقطعون الأرحام ، يأتون الفواحش ، كانوا إباحيين بكل معنى الإباحية المعاصرة ، فإذا به- عليه الصلاة والسلام- يحول تلك الخامات يحول مردة الصحراء إلى ربانيين إلى أتقياء أنقياء أصفياء عرفوا الله- عز وجل- فأحبوه ، وعرفوا منزلة الرسول- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- من هذا الوجود، فأقبلوا عليه- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- به تأسوا، به ارتقوا، بتوجيهاته سلكوا مسالك بها مدوا رواق الرحمة، وهل الرسول- عليه الصلاة والسلام- إلا الرحمة المهداة ، تكسرت أمواج الردة على أقدامهم الثابتة على الأرض ، تلك الأقدام التي عرفوا كيف يصفونها في صفوف الصلوات ، أقاموا الصلوات ، فإذا بهم يقيمون دين الله- تبارك وتعالى- وقد قال العلماء: خطورة الرسالة تتبدى في أن من جهلها خسر خسارة الأبد! أندري ما خسارة الأبد، وأن من عرفها وأعطاها حقها قد سعد سعادة الأبد، هذه الدنيا لا بد من أن تنطوي- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- لا بد من أن تنطوي بمالها وجاهها وسلطانها وغطرستها وزينتها وترفها وشهواتها وأهوائها ، ولا بد لنا من الرحيل ، وهناك يكون العرض على الله- تبارك وتعالى- !!!

ومن هنا وجدنا أنفسنا- يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- أمام الضرورة أن نتعرف إلى تلك الإرشادات والهدايات التي جاءتنا عنه- صلى الله عليه وسلم- وهو يبصرنا بخطواتنا!! ألم يأت- عليه الصلاة والسلام- من أجل أن يدل البشرية على أن تصف أقدامها على طريق الله؟ أما جاء- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- من أجل أن يعرفنا إلى تلك الأدلة الباهرة والبراهين القاهرة على مظاهر عظمة الله- عز وجل- من أجل أن نستشرف ما يمكننا أن نستشرفه من هذه العظمة !! وهذا إنما نعطاه بمقدار ما أعطينا من سعة صدور! بمقدار ما أعطينا من رحابة أرواح وقلوب ندري بها مدى عظمة الله- عز وجل- بما نطيق من مدى كمالات الله- عز وجل- وبما نتمكن.

من هنا أقام الله- تبارك وتعالى- ألف برهان وبرهان على أن محمد بن عبد الله إنما هو رسول من رسل الله، ورسل الله- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- إنما بعثوا في أزمنتهم لأقوامهم ، فكانت رسالاتهم رسالات آنية ، ورسالات مكانية محدودلا بحدود أقوامهم الذين أرسلوا إليهم ! كما قال العلماء إذ كانوا يخاطبون أقوامهم " بيا قومي " وأما مجيئه- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- وهو في سلسلة رائعة من سلسلات البشرية ، هو قمة من تلك القمم التي نصبها الله- عز وجل- للبشرية من أجل أن تستهدي بأنوارها ودلالاتها وإرشاداتها ، فإذا به- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- يدلنا على الله- جل جلاله- وقد دلنا الله على الرسول- عليه الصلاة والسلام-

 

انظر إلى أخلاقه- عليه الصلاة وأتم التسليم- منها: الصدق والأمانة التبليغ والفطانة ، وقد شرح العلماء هذه الصفات أروع شرح وأعمقه ، وأتوا عليها بالأدلة الباهرة الخارقة ، أيضاً يمكن أن تنظر إلى ما أيد الله به الرسول- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- حيث أيده بالمعجزات! وقضية المعجزات إنما هي من القضايا الخطيرة ، ذلك أن الإنسان بما أعطاه الله- عز وجل- من إمكانات ، إنما تظل إمكاناته مهما اتسعت محدودة بحدود السنن التي أقامها الله- عز وجل- في هذا الوجود، والمعجزات هي أمور خارقة يظهرها الله- عز وجل- تأييداً لمن يختاره رسولاً، والرسالة إنما هي اختيار واصطفاء من الله- تعالى-. يمكن أن نتعرف إلى رسول الله- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- من ثنايا التنبؤات ، وما أكثرها! منه عليه الصلاة والسلام ، تلك التي بها رفع سجف الغيب بما أذن الله- عز وجل- له أن يرفع من سجفه،  فإذا بنا نرى الصنفين الذين قال فيهما- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- :  "صنفان من أهل النار، لم أرهما ، رجال بأيديهن كأذناب البقرن يمسوقون بها الناس! ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنة البخت العجاف ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليشم من مسيرة كذا وكذا"  أو كما قال- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-

والله إنه ليكفي- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- إلى جانب التعرف إلى سيرته الناصعة البياض ، إلى سيرته التي ليس فيها كبوة، وليس فيها غفوة ، وليس فيها نبوة ، إلى جانب سيرته يكفينا ما جاء عنه- صلى الله عليه وسلم-  مما ذكرته على مسامعكم ، ولكن يضاف إلى هذا- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- المبشرات التي سبقت وجوده- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- وإنك إذا ما راجعت ما قاله العلماء حيث قرؤوا التوراة والإنجيل- على ما طرأ على كل من التوراة والإنجيل، ولكن بقيت بقايا وهي كافية- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام-  نذكر واحدة ، وأخرى قد جاء أمرها في كتاب الله- عز وجل- هذه الواحدة في التوراة- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- يقول الله تبارك وتعالى: " جاء الرب من سيناء وأشرق من ساعير واستعلن من جبل فاران " وفي التوراة نفسها أن إسماعيل- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- قد ربي وترعرع في" فاران " وهي مكة المكرمة- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- ومعه ألوف الأطهار وبيده شعلة- عليه الصلاة والسلام- هو نور من الله- جل جلاله- والمنهج الذي جاء به إنما هو نور من الله- جل جلاله- و " استعلن " بمعنى أنه قد غطى الأرض بنور شريعته ، بمعنى قوله- تعالى-  "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون" "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً".

أجل استعلن دين الله عى يد الرسول- عليه الصلاة والسلام- ولكن هنا يمكن أن نقدم بين يدي" استعلن " كما وردت الإشارة في ما أنزل الله- عز وجل- على موسى عليه الصلاة والسلام.

أرأيتم إلى الصباح  كيف يطرد الظلمة!! ظلمة الليل! أرأيتم إلى الشمس كيف تطل بوجهها بل بأشعتها الأولية من جانب الشرق ، فإذا بها تكتسح الظلام !!!. كانت البشرية قاطبة تعيش في ظلام دامس حتى أهل الكتاب أنفسهم- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- قد التاثت خطاهم عن المنهج  الذي أنزله الله- عز وجل- على كل من عيسى وموسى- عليها أفضل الصلاة وأتم التسليم- وإلا أجاء عيسى عليه الصلاة والسلام بالتثليث ؟؟؟ حاشى لله- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- ومن هنا قال العلماء: الحواريون لم يتمكنوا من الحفاظ على التوحيد الذي جاء به عيسى- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- بخلاف الصحابة الكرام الذين أكرمهم الله- عز وجل- بصدق المتابعة ، وأكرمهم الله تبارك وتعالى بصدق الاقتداء ، والتأتي ، فإذا بهم يصلون إلى حدود الصين- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- ويطؤون بأقدامهم المتوضئة أواسط أوروبا !!.

من هنا نجد أنفسنا- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- أمام الدليل الآخر الذي ساقه العلماء ، ولنرجع إلى شهادات المنصفين من أهل الكتاب " الثمرات " هذا ما شهد به الأعداء ، حيث تنظر إلى الثمرات التي تأتت على يدي المصطفى- عليه الصلاة والسلام- ربع قرن تقريباً غطت شريعة الله- عز وجل- وغطت حقائق التوحيد ، أرجاء الجزيرة العربية ، وآن الأوان أن يستقبل- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- قول الله- عز وجل- "واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وإليه ترجعون". وكان الأوان قد آن ليتلقى بعرفات ، في حجة الوداع ، قول الله جل جلاله "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً" وقد قرت عينه- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- كما ذكرنا من قبل ، حينما رفع الستر!!وأطل من غرفته- عليه الصلاة والسلام-  في صبيحة يوم الإثنين! وما يوم الإثنين؟؟ أطل فوجد الصحابة قد ملؤوا المسجد، وقد اصطفوا صفوفاً يحبها الله- عز وجل- أجل اصطفوا وراء الصديق! وما أدراكم ما الصديق !! إذا كان يقرأ القرآن بكى ، اختنق بعبراته ، والصحابة فتنوا ، أو كادوا برؤيته- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- وقابل تلك اللهفة الصادقة ، والمشهد الرباني في صلاة الفجر ،بفيض من حنان نبوي !! وتبسم مودعاً هذه الدنيا ، حيث يقول من قريب للسيدة فاطمة- رضي الله عنها- لا كرب على أبيك بعد اليوم ! قالها لها يخفف عن ابنته الزهراء ما أمضها من قرب الفراق القدري ، ويقرر حقيقة من حقائق هذا الوجود الدنيوي ! حقيقة أنه لا راحة لمؤمن إلا بلقاء ربه ،هنا كد وجد واجتهاد ودعوة إلى الله- عز وجل- وظيفة وضعنا الله- تعالى- بها ،وقد بدأت بقول الله- عز وجل- للرسول الخاتم : "قم فأنذر" وعلى الطريق جاءنا الكثير الكثير مما جاءنا- يا امة محمد عليه الصلاة والسلام- مما نحن في أمس الحاجة إليه اليوم لنتعرف إلى المواقف، وكيف نقفها ، لنتعرف إلى الأحكام ، وكيف نطلقها.

قال- عليه الصلاة والسلام- "لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً" جاء واحد فقتل مسلماً ! فقيل له: لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً! قال صدق الرسول- صلى الله عليه وسلم- أنا مع الحديث ، ما قال لا يحل لمسلم أن يقتل مسلماً ، وإنما قال :" أن يروع " وأنا ما روعت !!! فقه الاستحلال لقتل المسلم!! مع أن هناك أحاديث نهت عن القتل بغير حق- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- وإضافة إلى هذا قلنا له: إن الرسول- عليه الصلاة والسلام- يقول: "من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي ولو كان أخاه لأمه وأبيه". قال: أيضاً ما قال من سلط مدفعاً ، من سلط رشاشاً ، بل قال من سلط حديدة!! ونحن نحمد الله قد برئت أيدينا من الحدائد!! فقه جاهلي- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- وإن كان مثل هذا الموقف إنما مثله الخيال ، لكنه يحكي واقع الحال، ولسان الحال- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- أعمق ألف مرة من لسان المقال،والآن : ما الذي قاله ذلك المستشرق واسمه معروف ولا أقصد بأن اسمه معروف ، وإنما هو " لامارتين" تحقيقاً ، يقول "إذا كانت الغاية سامية والوسائل قليلة والثمرات مذهلة، هي مقاييس العظمة ، إذا كانت مقاييس العظمة: الغاية السامية والوسائل القليلة والنتائج المذهلة ، فإنه نقول: لا يجوز بحال من الأحوال أن يقارن أحد من البشرية بمحمد- عليه الصلاة والسلام-!!!  هل هناك أروع أسمى أرقى أنقى أصفى أقوى أعمق من أن يدعونا إلى الله، لنقول: " لا إله إلا الله " بقلوبنا وألسنتنا وسلوكياتنا؟؟ هل هناك غاية أروع وأرفع من ذلك ؟ أم يريدون أن نكون عبيداً للعبيد؟ ولو لم يقولوا هذا، وإنما يستعبدون الناس سلوكاًوممارسة على الأرض والواقع !!- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- أولئك الذين استنكفوا عن أن يشربوا من مشارب الإسلام ، وشربوا من مشارب أخرى ، مشارب هدامة قد ملأت بواطنهم الفاسدة.

الغاية السامية الوسائل القليلة! ويعرض هذا الباحث نفسه مجموعة الوسائل التي أعطيها- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- يقول ولد- عليه الصلاة والسلام- وكان أبوه قد مات وهو في رحم أمه، بقيت أمه بعدما أنجبته معه ست سنين ،ثم ماتت أمه، وترك- عليه الصلاة والسلام- بلا أب ولا أم في سن خطيرة ، كفله جده عبد المطلب ، ومات عبد المطلب بعد ثلاث سنوات ، فكفله عمه. هذا باختصار لم يكن ذا غنى، ما ورث عن أبيه إلا القليل القليل- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- ما هي الوسائل التي بيده- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- كان أمياً لا يعرف القراءة ولا الكتابة ، لم يلتق أي عالم من علماء أهل الكتاب، إذ لم يكن في مكة المكرمة هناك من أحبار اليهود، إذ كانوا متجمعين في المدينة المنورة ، وإنما جلبوا إلى المدينة المنورة ، لأن لديهم من أخبار ما يدل أنها مهاجر الرسول الخاتم ، الذي يختم الله- عز وجل- به الرسالات.

ثم ما الثمرات؟؟ الثمرات في مشارق الأرض ومغاربها- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- إنما أشرق عليها نور التوحيد وملأ أجواءها الآذان ، وهو الدعوة التامة الكاملة. من هنا وجدنا أنفسنا أمام الثاني من الشهود !! ما الذي قاله الثاني: إذا حكمنا المقاييس، مقاييس العظمة ، لنا أن نسأل: إذا حكمنا مقاييس العظمة- ويريد في الدراسات التاريخية- لنا أن نسأل: هل هناك أعظم من محمد بن عبد الله؟؟؟ عليه الصلاة والسلام ، ويقول ثالث: قرأت القرآن الكريم الذي أنزل على محمد بن عبد الله- عليه الصلاة والسلام- فوجدته زاخراً بالحقائق ، ممتلئا بالقيم ، مفعما بالفضائل ، منظما لسلوكيات الحياة، عارضا لحقائق هذا الوجود عرضا آسراً، هو كتاب ، هو الكتاب لا ريب فيه !! هو كتاب هو الكتاب لا ريب فيه ، وأقصى ما يمكن أن نقول فيه " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" في ذكرى مولده- عليه الصلاة والسلام- اذا استرجعنا صلتنا بالقرآن ، القرآن الذي قال فيه ذلك القائل: كل ما يمكن أن نقوله في القرآن" وفي ذلك فليتنافس المتنافسون " إذا أردنا- يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- أن نقف وقفة أخيرة بهذا الصدد وجدنا أنفسنا أمام ماقرأت ، هذا الذي قاله ذلك المستشرق: قرأت ما قيل في محمد بن عبد الله- عليه الصلاة والسلام- من ثناءات ومن مدائح ومن أقوال ومن تعريف فما وجدت قولاً يضارع قول الله- عز وجل- فيه "وإنك لعلى خلق عظيم" هذا يكاد أن يكون مسلماً، بل هو بهذه الحيثية مسلم إلا إذا أعلن المناكف عن كفره في غير هذا الموطن ، هذا كله نستحضر معه نصيحة جاءت في صورة الشتيمة ، ونقبلها من حيث مضمونها- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- ولعلها من حيث كونها شتيمة تهز فينا أعماقنا!! أجل ماذا قال ذلك النصراني في ذكرى مولده- عليه الصلاة والسلام- قال ذلك نصراني لنا : أنتم- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- تحتفلون بمولد نبيكم ساعة كل عام ، وأنتم تقتلونه في حياتكم كل ساعة من كل أيام حياتكم!!!! تحيون ذكراه ساعة في  كل عام ، وتقتلونه  كل ساعة من حياتكم ، إذا كان هذا الشاتم يريد أن صلتنا بالرسول عليه الصلاة والسلام قد انبترت ، قد أخطأ خطأً فاحشا ، ذلك أننا نتقرب إلى الله على الدوام بل هناك من يصلى على الرسول- عليه الصلاة والسلام- آلاف المرات ، والصلاة عليه- صلى الله عليه وسلم- من القربات ، نصلي عليه في خطب الجمعة، ونصلي عليه في خطب النكاح ،ونصلي عليه حينما تشتد الكرب والشدائد، ونصلي عليه حينما ندخل المسجد، ونصلي عليه حينما نخرج من المسجد، ونصلي عليه حينما نستيقظ من النوم ، نصلي على الرسول- عليه الصلاة والسلام- حينما نلتقي فيما بيننا، نصلي على الرسول- عليه الصلاة والسلام- حينما يريد أحدنا أن يتذكر أمراً يستعصي عليه استذكاره، الصلاة عليه- صلى الله عليه وسلم- لا ننفك عنها نحن المسلمين !! وقد أمرنا الله- عز وجل- بها بقوله "يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً" ومعنى الصلاة منا- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- أننا نثني على الرسول- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- الثناء الذي يستحقه، وهو يستحق منا كل الثناء ، أليس هو في التوراة" محمدا" وفي الإنجيل" أحمد" وفي القرآن " محمد" ؟؟ قال العلماء بشر المسيح به على" أنه أحمد" وجاء في كتاب الله- عز وجل- قوله- تعالى-  "محمد رسول الله والذين معه" وفي التوراة ورد ذكره" محمد" فهو أحمد بين ذكره "محمداً " من قبل الإنجيل ، وبعده في القرآن ، واسماه: محمد وأحمد إنما هما من الصفات- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- وإن هما قد اتخذا صيغة الاسمين الكريمين له- عليه الصلاة والسلام- أما محمد لوروده في القرآن الكريم ، فإنه لا يقبل ممن يريد أن يدخل في الإسلام إلا أن يتلفظ به، فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله. كان محمد في ما سبق على ألسنة الأنبياء والمرسلين ، قد كان- كما في الإنجيل- قبل أن يكون محمداً في هذه الملة الخاتمة الآخرة باسمه " أحمد " لماذا يا ترى؟؟ قال: لأن" أحمد" اسم ليس مشتقاً من " الفعل " حمد ، كما قرر العلماء ، وإنما هو مشتق على أنه اسم التفضيل.أي : إذا كان هناك من يحمد الله ، فإنك لن تجد على وجه الأرض من هو أحمد لله من محمد- عليه الصلاة والسلام- ولتضلعه بحمد الله قيد الله- عز وجل- له من يحمده من الخلق ،حيث هناك في" المقام المحمود" يحمد الله عز وجل- عليه الصلاة والسلام- بكل المحامد التي ألهمه الله- عز وجل- بها وفتح بها عليه ، ثم يرفع رأسه بأمر من الله: يا محمد! ارفع رأسك ، وسل تعط ، وهو المقام المحمود- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- الذي يحمده عليه هناك في ساحة العرض على الله- عز وجل الحامدون ، يحمده المؤمنون بالبداهة والكافرون كذلك ، لأن الموقف جلالي و مهيب- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- ذلك أنه- صلى الله عليه وسلم- إنما هو خطيبهم ، وإنما هو وافدهم على الله ، وإنما هو مبشرهم إذا أيسوا ، وإنما هو الذي يعطيه الله- عز وجل- مفتاح الجنة ، فلا تفتح أبواب الجنة إلا له- عليه الصلاة والسلام- لا تفتح أبواب الجنة إلا له عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !!!

وهذا كله قد جاءت به الأحاديث،ما نذكره هنا اليوم- عليه الصلاة والسلام- بهذه التألقات ، إلا لنقول لهذا الذي لامنا : إذا كنت تريد أننا نميته كل ساعة ، إذا كنت تريد بذلك أن شريعته تنسحب من حياة المسلمين حداً حداً، وحكماً حكماً ، وشرعة شرعة ، إذا قصدت بأن هذه الأمة قد بعدت عن تحكيم شريعة الله- عز وجل- في قضاياها كلها ، بل إنها تحكم غير شريعة الله في مجمل ما تعمل به من تحكيمات ، وقد بين الله- عز وجل- أنه لا يتحقق إيمان مؤمن إلا بتحكيمه- عليه الصلاة والسلام- "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم" أجل- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- قال قائلهم هذا !وقال آخر، ولعله يعنفنا أيضاً ، لكنه من المسلمين ، أتدرون أنه أرضى للرسول- عليه الصلاة والسلام- أن تقيموا حداً من حدود الشريعة ، أو أن تحيوا سنة من سننه

بدلاً من أن نحتفل ساعة ، ويصور المصورون ، ويتأنق المتأنقون ، ثم يفض الحفل إلى العام القادم- إن شاء الله تعالى- إجازة مفتوحة!! لا، يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام!!.

نصراني آخر ماذا يقول عن الرسول الحبيب: أضاء!!- يتحدث عن حبيبنا عليه الصلاة والسلام- فاستخرج الدنيا من الظلم... نور من الحق في نور من النسم ... يا دار أرقم كم شاهدت معجزة... من الرسول ، وكم شاهدت من عظم... عهد الأراقم أن السم يسكنها... ودار أرقم فيها البرء من سقم ... منهجنا- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- إنما جمع كل الأشفية والأدوية والأغذية ، غطى كل جوانب الحياة ، وإذا ما أردت أن تتعرف إلى موقف من تلك المواقف الرائعة ، فعليك أن تسمع ما قال الرسول- عليه الصلاة والسلام- إلى ذلك الموفد من قبل حاكم اليمن" بازان " حاكم اليمن ، باذان هذا تلقى كتاباً من رئيسه "كسرى " من الفرس ، تلقى كتاباً من كسرى من الفرس ، قال له فيه : بلغني أن رجلاً في مكة يدعي أنه نبي ، وقد أرسل إلي برسالة ، وكان ذلك بعد ما بعث- عليه الصلاة والسلام- رسائل إلى المشارق والمغارب ، يدعو فيها إلى الله- جل جلاله- بعث برسالة إلى هرقل وأخرى إلى كسرى وثالثة بعثها إلى المقوقس ورابعة بعثها إلى اليمن. الرسائل وردت وقرئت رسالة الرسول- صلى الله عليه وسلم- بين يدي كسرى ، فأخذها ، اغتاظ غضباً ، لم؟؟ لأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- بدأ الرسالة" من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس" لم يقدم اسمه على اسمه؟؟ هو طاغوت- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- والطواغيت هذا شأنهم ، قال: أيكتب لي بهذا!! وهو عبدي؟ وهناك من لهج ونحن في القرن الحادي والعشرين بعبوديته لإنسان على أنه ربه!! كفر وعزة الله- عز وجل- وجلال الله كفر كفر كفر، بل ربما كان قوله هذا : بعرة ، بعراً يأكله، ونخشى من كثرة هذا البعر!!. أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم! قال كسرى : أيكتب لي بهذا؟؟ يعني يقدم اسمه على اسمي ، وهو عبدي؟ أرسل رسالة إلى خادمه في اليمن باذان بلغني أنه ظهر رجل يدعي أو يزعم بأنه نبي ، وقد بعث إلي برسالة، فابعث إليه برجلين جلدين، ما المطلوب يا كسرى؟؟ قال: المطلوب أن تستتيبه ، فإذا تاب قبلنا توبته ، لا مانع، وإن لم يتب.

نبهني الله وإياكم من رقدة الغافلين وحشرني وإياكم في زمرة عباده المتقين ، فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.

الحمد لله ثم الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله! أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى فقد قال لنا "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون".

أما بعد أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم! أرسل له رجلين جلدين يستتيبانه، فإن تاب فبها ونعمت ، وإلا ، وإلا ماذا يا منكوب ؟؟؟وإلا فأرسل لي برأسه، الإعدام- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- ما عرف الطبخة الرجل!! حقيقة يا ويلاه يا ويله- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- وقد أضاف حيث قرأ عليه القارئ رسالة الرسول- عليه الصلاة والسلام- أن مزق الكتاب ، ولما بلغ الرسول- عليه الصلاة والسلام- تمزيق كسرى لكتابه قال: مزق الله ملكه أو مزق ملكه ، والرسول لا ينطق عن الهوى- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- والله ما من حرف ينبس به- عليه الصلاة والسلام- إلا وهو حق ونور وما ينطق عن الهوى- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- مزق ملكه، كأنه القدر ، ومن يقدر على القدر إذا نزل ؟؟ وجاء رجلان وصلا المدينة المنورة سألا عن النبي- عليه الصلاة والسلام- كانا حليقين ، ولهما شاربان كبيران ، لأجل التخويف ، قضية الشوارب هذه قضية خطيرة حقيقة!!! فلما نظر إليهما الرسول- صلى الله عليه وسلم- أعرض عنهما كراهية هذا المنظر!! قال: ويلكما من أمركما بهذا؟؟ قالا: ربنا يقصدان كسرى، كسرى أمرهما بالحلق مع تضخيم الشارب!! قال: وأنا أمرني ربي بإعفاء اللحية وقص الشارب ، أو كما قال- عليه الصلاة والسلام- هذه فاتحة على الطريق ، ما المطلوب؟ بعثنا بازان بأمر من كسرى إليك ، لتتوب ، فإن فعلت وإلا هلكت ، وهلك قومك وخسرت بلادك ، تهديد! وهو يفعل، كسرى لو كان بإمكانه لحطم البلاد كلها من أجل كرسيه. من هنا وجدنا أنفسنا- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قال لهما : انتظرا إلى الغد، فقط إلى الغد معناه أن المسألة فيها مسالمة ، إن شاء الله ، وانتظرا إلى الغد، وكان جبريل قد أتى النبي- عليه الصلاة والسلام- يخبره إن شيرويه بن كسرى قد عدا على أبيه فقتله، الابن يقتل أباه انتقاماً لحرمة كتاب الرسول- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- وهل هناك أروع من هذا التمزيق لملك هذا الطاغية ، الذي يبكي على زواله اليوم أحفاده ، أحفاد عبدة النار الموقدة ؟؟ وإن لم يكن دافع الابن الواثب على أبيه ما ذكرناه ، فإنا تلمسنا هذا الدافع من قراءة حركة الأقدار !!فيكون ذلك  الدافع من فهمنا !! .

قال: أخبرني ربي أنه قد قتل ربكم ، ارجعا إلى باذان ، وقولا له إن ربي أخبرني أنه قد قتل الليلة ربكم. احتارالرجلان  في الأمر! كلام خطير" كسرى يقتل " عجيب هذا الأمر كأنما هو ممن لا يموتون!! ، هذه العبارة وثنية- يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام- كلنا بنو آدم فوق هذه الأرض: دماؤنا واحدة ، وتركيبتنا واحدة ، ونحن كلنا خلق الله- تبارك وتعالى- رجع الرسولان إلى باذان وأخبراه، باذان كأنما كان فيه شيء من الرشد مع شيء من العبودية لكسرى ، قال: أنظر إن كان صدق معنى ذلك أنه نبي فعلاً ، وفعلاً لما تبين له أن شيرويه بن كسرى قد عدا على أبيه في الليلة التي حدث عنها الرسول- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- فقتله، حينها أعلن باذان إسلامه- يا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-

أكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله تبارك وتعالى قد صلى عليه في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد وارض اللهم عن الصحابة الخلفاء السادة الحنفاء سادتنا وموالينا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

اجعلنا اللهم أينما توجهنا متوجهين إليك لا تردنا اللهم عنك إلا إليك، اغفر اللهم لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولمن حضر معنا ولمن غاب عنا منا، واغفر اللهم لمنشئ هذا المكان المبارك ولمن أعان فيه بمعروف ابتغاء وجهك الكريم آمين والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وأقم الصلاة.